وكالة بغداد اليوم:
2024-09-16@22:11:52 GMT

الوطن المستباح.. أنينك أوجعني

تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT

الوطن المستباح.. أنينك أوجعني

بغداد اليوم - بغداد

بقلم المهندس: حيدر عبدالجبار البطاط 

فقدت الحياة كل مقوماتها ولذيذ عيشها.. عندما ضاع الشرف وفقدت المبادئ وماتت الفضيلة!!؟

عندما أصبح القتل شجاعة والرشوة مباح والكذب طريقة للحياة والعمالة للأجنبي شطارة والسرقة رجولة!!

في زمن أصبح الكذب فيه هو اللغة الرسمية والخيانة واقعية!!؟

كيف لك أن تكون وطنياً في بلدٍ ممزق يعج باللصوص والمجرمين و الخونة؟؟!

فالوطنية الحقيقية لا تنمو  لتثمر أمنا واستقرارا ورخاء إلا إذا تنفست نسائم الحرية وكانت عامرة بالأحرار والشرفاء في ظل الديمقراطية الحقيقية والحكم الرشيد!!

ان الطغاة لا يصنعون مواطنين ولا أناساً وطنيين بل يصنعون منافقين وكذابين و مُرائين!!

أصبح النفاق ديدن الكثيرين من الناس وأصبح الكذب والتمثيل والفبركة والتظاهر بالوطنية شعار المرحلة!!

ان الكثيرين من  لاعقي أحذية الأنظمة السابقة ظلوا ملتزمين بممارسة النفاق للأنظمة اللاحقة رغم أن غالبية ابناء البلد في الداخل و الخارج حطموا جدار الصمت ودفعوا ثمناً غالياً

لقد نجح الفاسدون في قطع  الالسن وتمزيق الشرايين وتحويل ارض الوطن إلى مزرعة لهم و لأتباعهم

نصبوا انفسهم أسيادا وجعلوا فقراء الوطن عبيدا لهم… باعوا الوطن بثمن بخس ووقفوا بكل وقاحة يتحدثون عن الوطنية وكأنهم أهل الدار بعد أن خربوها و عاثوا فيها الفساد وملئوها بما يملكون من قاذورات

ان الناس باتوا أسرى هزائمهم في حروبهم اليومية ضد همومهم الحياتية.

. فالمواطن محدوب الظهر من أحمال ثقيلة ألقت بها الحكومات ومجالس النواب المتعاقبة على ظهره بحجة الأزمات الاقتصادية التي كان لهم  اليد الطولى في وجودها و لم يجدوا طريقة لستر عجزها إلا برفع الأسعار

لقد فقد  الشعب القدرة على أن يذهب بأحلامه أبعد من السلع التموينية والماء الشحيح رغم تلوثه أو البحث عن فرصة عمل كريمة

أنا اليوم لم أرى في الوطن إلا أبطالاً في قبور ولصوصاً في قصور وأغنياء على ذل الفقراء يغتنون وحكاماً على جثث الناس يرقصون ونواباً لا يتغيرون ووزراءَ في مواضيع الإنشاء يتنافسون

تم تدمير  الشعب بالجهل والتخلف حتى يستمرون في مناصبهم وقاموا بتكييف العلوم وبلورتها بما يتناسب مع أيدولوجياتهم

شكلوا الشعب بقالب معين وقاموا بتدجينهُ وفق أيدلوجية معينة أوهموا الشعب بعدو  أسطوري لا وجود له  واستغلوا الدين لتثبيت حكمهم..  نشروا الرذيلة في المجتمع ودمروا العلم و التعليم و التربيه.. حرصوا على تفكيك المجتمع أسرياً وقبلياً

بت لا أعرف إلا وطن بلا كهرباء وبلا مياه وبلا كرامة!

الأخبار طقس لاهب والأعلام هرج ومرج.. فن بلا معنى و لا مغزى وفاسدين يكرمون وسراق اعلى المناصب يرتقون والشرفاء يحاربون والعلماء يهجرون وشجعان يُغتالون !!؟

عرفنا شهداء وشجون وأحزان..!

رأيت وهماً صدّقناه أسموه حرية.. رأيت شعارات جديدة وهتافات جديدة بألوان قاتمة وبهزائم متكررة 

رأيت مدارس لا تدرّس وجامعات لا تجمع  ومستشفيات بلا شفاء وأبناءَ وطن يَنهش بعضُهم بعضاً.. رأيت الإنسان يرخص ويعلو كل شيء عداه.. رأيت انسان يموت فيُنسى أسرع من الموت … ؟؟!

ايها الوطن  الحبيب.. لقد ذبحوك من الوريد إلى الوريد.. لقد جففوا ينابيعك بحقدهم وحرقوا حقولك بشرورهم.. مصّوا دمك وأكلوا لحمك وشحمك ولم يبقوا لك إلا الجلد والعظم ؟؟! 

باسم الله قتلوك  … باسم الحب خانوك … باعوا  ترابك وهواءك وماءك وكبرياءك ومع ذلك يصفقون لك وينشدون عاش الوطن !!!؟

جيوبهم مع الوطن وسيوفهم عليه..

كيف لنا أن نعبر عن املنا في الغد المتمثل في الشباب الممتلئين حياة وغيرة ونشاط وشجاعة وعطاءا ونراهم اليوم يموتون بلا مقاتلة ولا مناضلة بسبب البطالة والمحسوبية وإغلاق كل الأبواب في وجوههم.. امتص منهم الحق في الحياة حتى تركهم جثثا حية وهم في ريعان الشباب والقوة والحيوية بعد أن تعذر عليهم العمل والزواج والحب وحرموا حتى من حقهم في الحلم بهذه الحقوق البسيطة !!؟

الكل  سماسرة يبحثون عن مصالحهم وأخر ما يفكرون به وأخر ما يتذكرون هو أنت ايها الوطن  المكسور.. كم من جراح أنت تحتمل وكم من آسى يبيت فيك ويعزف أنشودة الأمل الضائع ويصيح فيك دون انقطاع.. اختلطت كل الخيوط فلا أحد أصبح يعرف على وجه التحديد تعريفاً  لهذا المآزق الذي انت فيه!!؟

أهو الكبت السياسي فقط أم الغضب المكتوم أم الفساد والبطالة أم افتراء المفتري أم الفقر والعذاب ام المرض  أم هو الحرمان و القسوة والظلم أم هو كل هذه المتناقضات في خليط مبتكر عجيب يجسد ما آلت إليه الشخصية الوطنية من الكراهية المستترة و اليأس و الرضوخ والتمرد و الضعف والقوة؟!

ها أنا أنعي إليكم الوطن الذبيح 

و أرجوكم أن تزرعوا درب المقبرة بالورد والياسمين فالوطن لم يعد له وجود بين الأحياء.. سامحونا إن صرخنا ورفضنا كل شيء وكسرنا كل قيد فحب الوطن لعنة تطاردنا.


المصدر: وكالة بغداد اليوم

إقرأ أيضاً:

البرلمان العربي: وقف إطلاق النار في غزة أصبح مطلبًا يحظى بإجماع دولي

أكد رئيس البرلمان العربي، رئيس مجلس أمناء المرصد العربي لحقوق الإنسان عادل بن عبدالرحمن العسومي، أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة لم يعد مطلبًا عربيًا بل هو مطلب عالمي يحظى بإجماع مشهود، ويُعَدّ ضرورة إنسانية وأخلاقية وهدفًا إستراتيجيًا لتجنيب المنطقة شرور حرب موسعة.
وقال العسومي، في كلمته خلال الاجتماع الثاني لمجلس أمناء المرصد العربي لحقوق الإنسان الذي عُقِدَ بالقاهرة اليوم: إن ما يمارسه الكيان المحتل من انتهاكٍ صارخٍ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، لا يمس الفلسطينيين وحدهم، بل المنظومة العالمية وقواعدها، إذ إن المنظومة الدولية اهتزت - بشدة - أمام الازدواجية الصارخة في تطبيق مبادئ حقوق الإنسان.
أخبار متعلقة بـ84%.. المحكمة الدستورية الجزائرية تعلن فوز "تبون" بفترة رئاسية ثانيةاستشهاد تسعة فلسطينيين في قصف للاحتلال الإسرائيلي على منزل في غزةوأشار إلى تأييده لما توصل إليه ممثلو مجموعة الاتصال الوزارية المشتركة لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، في مدريد، بشأن التزامهم المشترك بتنفيذ حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام والأمن الدائمين.

بمشاركة المملكة.. بيان مدريد يطالب الاحتلال بالانسحاب من غزة ومعبر فيلادلفيا#اليومhttps://t.co/12NB1woQ8M— صحيفة اليوم (@alyaum) September 13, 2024تنفيذ حل الدولتينودعا المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات إيجابية لتنفيذ حل الدولتين، مُطالبًا الأطراف وجميع أعضاء الأمم المتحدة للانضمام إلى الاجتماع الموسع حول "الوضع في غزة وتنفيذ حل الدولتين كمسار لتحقيق السلام العادل والشامل"، وذلك على هامش الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة في 26 سبتمبر المقبل.
ويناقش الاجتماع الثاني لمجلس أمناء المرصد العربي لحقوق الإنسان، مقترحًا بإنشاء الجائزة العربية لحقوق الإنسان، ومشروع قرار مجلس أمناء المرصد العربي لحقوق الإنسان حول: كشف وفضح الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، والعدوان الغاشم على قطاع غزة.
كما يستعرض مذكرة بشأن الشبكة البرلمانية العربية لحقوق الإنسان، ومذكرة أخرى بشأن التحركات لبناء العلاقات المؤسسية مع كل من المجالس الوطنية والقومية الحقوق الإنسان في الدول العربية والبرلمانات العربية.حقوق الإنسانويتضمن جدول أعمال الاجتماع أيضًا، التصديق على محضر الاجتماع الأول لمجلس أمناء المرصد العربي لحقوق الإنسان، المنعقد يومي 8 و9 يونيو الماضي بالقاهرة.
كما يبحث اقتراحًا لتنظيم مؤتمر حول التجارب العربية الناجحة في مجال تعزيز حقوق الإنسان، وذلك على هامش الاجتماعات السنوية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في دورته الحالية (سبتمبر - أكتوبر عام 2024).

مقالات مشابهة

  • محمد عبدالجليل: إيهاب جلال كان شخصية رائعة.. وأتمنى أن يتعلم فتوح الدرس جيدًا
  • خبير روسي: فيروس كورونا أصبح موسميا
  • هاليفي لذوي الأسرى الإسرائيليين: كلما طالت الحرب كلما أصبح من الصعب إعادتهم
  • كيف شق قماش الطرطان طريقه ليصبح خيارًا شعبيًا في الأزياء المدرسية الرسمية حول العالم؟
  • سر اختفاء 10 أيام من التقويم الميلادي.. الشهر أصبح 21 يوما فقط
  • عطية الله: دوري الأبطال أصبح صعبًا.. وأسعى لحصد كل الألقاب مع الأهلي
  • البرلمان العربي: وقف إطلاق النار في غزة أصبح مطلبًا يحظى بإجماع دولي
  • الحوثي: تدمير المسجد الأقصى أصبح هدف مٌعلن للصهاينة
  • الجديد: على مجلس الرئاسي لإدارة المصرف المركزي التوقف عن الكذب
  • المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: بلينكن أصبح متخصصاً في فرض العقوبات على روسيا