شاهد: نهاية أنوار باريس.. لماذا قررت دول الساحل طرد فرنسا؟
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
قبل أسابيع قليلة، تصدرت منطقة الساحل الأفريقي عناوين الأخبار إثر انقلاب عسكري في النيجر لفت الانتباه إلى منطقة اعتادت أن تعيش طي النسيان. فعلى مدار تاريخه، لم يحظَ الساحل الأفريقي باهتمام دولي واسع، ولم تكن المنطقة أكثر من مجرد معبر تقليدي لمرور القوافل التجارية وتجارة الملح والذهب والعبيد.
جيوسياسيا، فصل الساحل الأفريقي بين فضائين مختلفين تماما، هما شمال أفريقيا، وأفريقيا جنوب الصحراء، مشكِّلا بذلك منطقة شاسعة تمتد من شرق القارة إلى غربها، وهي منطقة أوسع من اسم دول الساحل الأكثر تداولا اليوم الذي يحصر المنطقة في خمس دول هي مالي والنيجر وتشاد وموريتانيا وبوركينا فاسو.
اقتصاديا، تُعَدُّ دول الساحل الأفريقي من أفقر دول العالم، لكنها تتمتع على النقيض من ذلك بثروات معدنية كالذهب واليورانيوم والفوسفات، بجانب الثروات النفطية المهمة، وهو ما أكسب المنطقة أهمية جيواقتصادية. أما سياسيا، فقد باتت البلاد مرتعا لأزمات معروفة تُكرِّر نفسها دون توقف، من انقلابات عسكرية إلى أزمات سياسية بسبب الفساد وضعف المؤسسات، ليكون بذلك الخيط الرابط بين الأنظمة السياسية وبين المجتمعات أَضعف من أن يقيم دولا حقيقية.
يُعد الاستعمار هو المسؤول الأول عن الحالة المتردية لدول الساحل اليوم، وحين نتحدث عن الاستعمار في دول الساحل فنحن نعني فرنسا على وجه التحديد. وضعت باريس يدها رسميا على المنطقة عبر مرسوم عام 1895 الذي أعلن أفريقيا الغربية منطقة "فرنسية"، وذلك من أجل تركيز السلطة في يد قوات الاحتلال الفرنسي، بعدها اعتمدت فرنسا قانونا جديدا يخص تشكيل جيش كولونيالي وأجهزة عسكرية أخرى تساعد باريس على بسط سيطرتها على المنطقة كاملة، وبعد هذا القانون بثماني سنوات، أي في عام 1908، أنشأت فرنسا ما يُسمى بـ"أفريقيا الاستوائية الفرنسية" التي جمعت الغابون والكونغو الوسطى و"أوبانغي" (أفريقيا الوسطى) وتشاد. وبعد خضوع كل هذه المناطق للمستعمر الفرنسي، أصدرت باريس بعد مرورها إلى الجمهورية الرابعة قرارا يَعتبر جميع سكان أفريقيا الغربية الفرنسية مواطنين فرنسيين.
لم يدم ذلك الوضع طويلا، فقد حصلت دول أفريقيا الفرانكفونية على استقلالها في نهاية المطاف، لكن فرنسا ليست ساذجة لكي تُفرِّط بسهولة في كل ما ملكته يمينها سابقا من خيرات هذه المنطقة. لذلك، وضعت باريس إستراتيجية متكاملة تهدف إلى تحقيق هدفين رئيسيين في القارة السمراء، وتحديدا في منطقة الساحل وغرب أفريقيا: أولهما هو اقتحام المنطقة بطريقة عميقة لا تتأثر بالنزعات التحررية لدى الدول الأفريقية، مع الحفاظ على علاقات استثنائية مع قادة هذه الدول على جميع المستويات.
وقد شكَّل التدخل العسكري أحد أهم أشكال حضور فرنسا في مستعمراتها السابقة، وذلك منذ عهد الجنرال "ديغول" الذي منح عددا من الأنظمة الأفريقية -الديكتاتورية غالبا- لقب "الأنظمة الصديقة" باسم المصالح الإستراتيجية. ورقميا، عرفت منطقة الساحل نحو 40 تدخلا عسكريا فرنسيا منذ 1960، آخرهما عمليتا "سرفال" (مالي – يناير/كانون الثاني 2013) و"برخان" (عملية مكافحة التمرد الفرنسية في الساحل – أغسطس/آب 2014).
لكن هذه التدخلات العسكرية الفرنسية أتت بنتائج عكسية، وبدلا من أن تعزز باريس من دعمها لأصدقائها الأفارقة -كما زعمت- فإنها زرعت المزيد من بذور الشك والتمرد في صفوف شعوب المنطقة وحتى حلفائها الافتراضيين من القادة العسكريين. وفي عام 2020، بدأت أحجار الدومينو في منطقة الساحل تتساقط عبر انقلابات عسكرية أطاحت بالقادة الموالين لفرنسا في مالي ثم في بوركينا فاسو، وختاما في النيجر. ويشرح الفيديو المرفق من "ميدان" قصة سقوط قطع الشطرنج الفرنسية في منطقة الساحل، وكيف تنطفئ مصابيح باريس في منطقة طالما اعتبرتها ملعبها الخاص.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الساحل الأفریقی منطقة الساحل دول الساحل فی منطقة
إقرأ أيضاً:
محمد بن راشد يدشن مشروع شلالات حتا المستدامة في دبي
أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن تطوير الخدمات والمرافق والبنى التحتية في كافة ربوع إمارة دبي لا يتوقف ويخضع للمراجعة والتحديث بصورة دائمة، لتوفير أفضل نوعيات الحياة للمواطن والمقيم والزائر وفق أرقى المعايير العالمية، لتكون دبي دائماً المدينة الأفضل في العالم للعيش والعمل والزيارة.
وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: "مشاريعنا ومبادراتنا لا تهدف فحسب لتطوير المكان.. بل لتمكين الإنسان وتعزيز فرص نجاحه وتأكيد مقومات ازدهار مجتمعه.. هدفنا أن تكون حتّا نموذجاً عالمياً في التناغم بين الإنسان والطبيعة ورمزاً لابتكار مستدام يعكس طموح الإمارات اللانهائي".
ونوّه إلى دور الشباب الأساسي في دعم مستقبل التنمية المستدامة بما يقدمون من أفكار ويبدعون من حلول ويؤسسون من مشاريع، وأهمية قطاع ريادة الأعمال كرافد رئيس لأي اقتصاد ناجح، لما يمهده من مساحة رحبة أمام الشباب للانخراط في مجال العمل الخاص، مؤكداً حرص دبي على توفير كافة أوجه الدعم والتشجيع الممكنة لتحفيز الشباب على الدخول إلى القطاع الخاص وتأسيس أعمال صغيرة لتتحول بالعزم والمثابرة إلى نجاحات كبيرة.
جاء ذلك بمناسبة زيارة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إلى منطقة حتّا اليوم الخميس، في إطار زياراته الميدانية للاطلاع على التقدم المتحقق في تنفيذ المبادرات والمشاريع التطويرية والتنموية التي يتم تنفيذها في سياق خطة دبي وأجندة دبي الاقتصادية D33 وأجندة دبي الاجتماعية 33.
واطّلع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال الزيارة، على سير العمل في المشاريع المتضمنة في الخطة الشاملة لتطوير منطقة حتّا التي أطلقها، للارتقاء بجودة الحياة، وتطوير الخدمات لسكان وزوار المنطقة، وتعزيز القُدرات الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية، حيث استمع لشرح قدّمه مطر الطاير المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات، عن المشاريع المنجزة والجاري تنفيذها في حتّا، وعددها 65 مشروعاً، تقدر تكلفتها بنحو 3 مليارات و650 مليون درهم، إذ اكتمل بالفعل تنفيذ 41 مشروعاً.
محمد بن راشد يطّلع على سير العمل في مشاريع حتا التطويرية بتكلفة 3.6 مليار درهم.https://t.co/ruR0UT4PSF pic.twitter.com/sD5yAG62Yo
— Dubai Media Office (@DXBMediaOffice) December 26, 2024 شتانا في حتّاوتفقّد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، منطقة مهرجان "شِتَانا في حتّا" وهو أحد المهرجانات الخمسة المندرجة ضمن مبادرة "شتا حتا 2024" التي أطلقها الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، في وقت سابق من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، وتستمر حتى 22 يناير (كانون الثاني) المقبل، وينفّذها براند دبي، الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي بالشراكة مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة، بإشراف اللجنة العليا للإشراف على تطوير منطقة حتّا.
واستمع إلى شرح من شيماء السويدي مديرة براند دبي، حول مكونات المبادرة التي تضم إلى جانب مهرجان "شتانا في حتا" أربعة مهرجانات أخرى هي: "مهرجان ليالي حتّا الثقافية" وتنظّمه هيئة الثقافة والفنون في دبي (دبي للثقافة)، و"مهرجان حتّا للعسل" و"مهرجان حتّا الزراعي" وكلاهما من تنظيم بلدية دبي، و "مهرجان حتّا DSF X" من تنظيم دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي.
واطلع على أهداف الحدث الداعم لمستهدفات خطة دبي الحضرية 2040 فيما يتعلق بمنطقة حتّا، فضلاً عن دعمه لمستهدفات أجندتيّ دبي الاقتصادية و الاجتماعية، حيث تركز المبادرة على إلقاء مزيد من الضوء على المنطقة بما تتمتع به من بيئة طبيعية وموروث ثقافي يعكس طبيعة الحياة في مراحل مبكرة من تاريخ الدولة، وذلك لتعزيز تنافسيتها بوصفها إحدى أهم مناطق الجذب السياحي في دولة الإمارات، وفتح المزيد من الفرص أمام القطاع الخاص ورواد الأعمال من خلال إشراك المشاريع الأعضاء في مبادرة "بكل فخر من دبي" التابعة لبراند دبي، كذلك دعم المشاريع المحلية لأهالي المنطقة بما في ذلك الأسر المنتجة، فضلاً عن تقديم برنامج متنوع وحافل بالأنشطة الثقافية والترفيهية والرياضية لأهالي حتّا وزوارها.
إلى ذلك، دشّن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مشروع شلالات حتّا المستدامة، الذي نفّذته هيئة كهرباء ومياه دبي انسجاماً مع رؤية وتوجيهاته، وكجزء من المسؤولية المجتمعية للهيئة، ليكون هذا المشروع واجهة سياحية مميزة، إذ يتميز المشروع بشلال مياه ينحدر من السد العلوي لمحطة حتّا الكهرومائية.
واستمع من سعيد الطاير العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، إلى شروحات حول المشروع الذي يأتي في إطار خطة التنمية الشاملة لمنطقة حتّا، التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لتطوير المنطقة، وتعزيز أداء مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية فيها، إذ جرى الاستفادة من منحدر السد في إبداع جدارية الفسيفساء التي تحمل صورة المغفور لهما، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراهما، وتعد الأكبر عالمياً إذ تتكون من أكثر من 1.2 مليون قطعة من الرخام الطبيعي.
ويتكوّن المشروع من شلال مائي ينحدر من الجدارية الفنية المبتكرة لسد حتّا، والتي تم تحويلها إلى جدارية موزاييك وتم تنفيذها بالتعاون مع براند دبي، الذراع الإبداعي للمكتب الإعلامي لحكومة دبي، وصنفت وفق "غينيس للأرقام القياسية العالمية" كأكبر لوحة موزاييك في العالم بإجمالي مساحة 2199 متراً مربعاً، فيما ينحدر الشلال ليكون قناة مائية ينتشر على ضفتيها العديد من متاجر التجزئة والمطاعم والكافيهات.
وتنفيذاً لمكرمة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لمواطني حتّا لخلق فرص عمل إضافية وتلبية احتياجات التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، سيتم توزيع جميع متاجر التجزئة في المشروع على مواطني منطقة حتّا مجاناً وفق ضوابط محددة.
إلى ذلك، اطَّلع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، على مشاريع ومبادرات الهيئة في منطقة حتّا والتي تضم محطة توليد الكهرباء بالطاقة المائية المخزنة في منطقة حتا بقدرة 250 ميغاوات باستثمارات تصل إلى 1.5 مليار درهم، وتُعد الأولى من نوعها في منطقة الخليج العربي، وتصل سعتها التخزينية إلى 1500 ميغاوات ساعة، وبعمر افتراضي يصل إلى 80 عاماً، وتعتمد المحطة في إنتاج الكهرباء على الاستفادة من المياه المخزنة في سد حتا، وسد آخر علوي تم إنشاؤه في المنطقة الجبلية، ومشروع خزان للمياه في منطقة حتا بسعة 30 مليون جالون، ومشروع محطات الفلترة الدقيقة للمياه بنظام التقطير الدقيق وهي جاهزة للتشغيل، ومشاريع الربط المائي الاستراتيجي مع الإمارات الأخرى ومبادرة شمس دبي لمنطقة حتا ، الهادفة إلى تشجيع أصحاب المباني والمنازل لتركيب لوحات كهروضوئية على الأسطح لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وربطها بشبكة الهيئة.
200 مسكن للمواطنينوتضم المشاريع قيد التنفيذ في منطقة حتّا مدرسة نموذجية، وفقاً لأحدث التصاميم والمعايير العالمية، لتقديم خدمات تعليمية متميزة لسكان المنطقة، تضم فصولاً دراسية ومختبرات، وصالات وملاعب رياضية، وساحات مفتوحة، ومسرحاً، ومبنى لرياض الأطفال، وعيادة، وتتراوح الطاقة الاستيعابية للمدرسة من 700 إلى 1000 طالب، ومشروع مجلس حتّا الذي يتسع لـ100 شخص، وسيكون ملتقى لسكان المنطقة، بهدف تعزيز التواصل الاجتماعي بين أهالي المنطقة، ويشتمل المجلس على قاعة رئيسة متعددة الاستخدام، ومرافق خدمية ومكاتب إدارية وغيرها، إضافة إلى إنشاء قاعة للأفراح تتسع لـ1000 شخص، ومشروع تصميم وتنفيذ مدرج سد حتّا، ومركز حتّا الخدمي، ومشروع تنفيذ 200 مسكن للمواطنين، وتصميم حي سكني نموذجي للمواطنين، وكذلك التوسع في تنفيذ مسارات الدراجات الهوائية والجبلية، وتنفيذ المحطة الكهرومائية التي تعمل بتقنية الطاقة المائية المخزنة في السد، وتعد الأولى من نوعها في منطقة الخليج العربي، ويتوقع أن تصل قدرتها الإنتاجية إلى 250 ميغاوات وسعة تخزينية تبلغ 1500 ميغاوات ساعة، ومن المشاريع الجاري تنفيذها أيضاً مشروع تطوير مستشفى حتّا، ونادي حتّا الرياضي، وصيانة السدود في المنطقة.