أنهى الذهب تداولات شهر سبتمبر وتداولات الربع الثالث من العام على انخفاض حاد مسجلاً أدنى مستوياته منذ أكثر من 6 أشهر، وذلك في ظل تغيرات كبيرة في توقعات الأسواق بالنسبة لمستقبل السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي، الأمر الذي دفع الدولار وعوائد السندات إلى مستويات قياسية.

اختتم الذهب الفوري التداولات عند المستوى 1848 دولار للأونصة لينخفض خلال شهر سبتمبر بنسبة 4.

7% وهو انخفاض للشهر الثاني على التوالي، كما سجل انخفاض خلال الربع الثالث بنسبة 3.7% بعد انخفاض خلال الربع الثاني بنسبة 2.5%، وفق رصد تحليلي من جولد بيليون.

الذهب في سبتمبر

وفقد الذهب خلال شهر سبتمبر بأكمله 91 دولار، وخلال الأسبوع الماضي وحده انخفض بنسبة 4% تقريبا ليفقد 77 دولار من قيمته بعد أن انخفض لخمس جلسات متتالية وهي أطول سلسلة هبوط يومي في أسعار الذهب منذ منتصف يونيو الماضي، ليمثل هذا أكبر انخفاض أسبوعي منذ عامين تقريباً.

وكشف التحليل الفني لجولد بيليون، أن أبرز تحركات الذهب خلال شهر سبتمبر كانت كسر مستوى الدعم النفسي عند 1900 دولار للأونصة ذلك المستوى الذي استقر الذهب أعلاه منذ منتصف أغسطس الماضي، واغلق الذهب تحت هذا المستوى خلال الأسبوع الماضي عند 1848 دولار للأونصة.

عمليات البيع الكبيرة على الذهب خلال شهر سبتمبر جاءت بسبب تغير توقعات الأسواق تجاه السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي، فقد أعلى البنك الفيدرالي عن تثبيت أسعار الفائدة عند النطاق بين 5.25% - 5.50% كما كان متوقع بشكل كبير في الأسواق، ولكنه أظهر أن أسعار الفائدة ستستمرعند مستوياتها المرتفعة لفترة أطول من الوقت، وأشارت التوقعات إلى تخفيضات أقل في الفائدة في عام 2024 مقارنة مع التوقعات السابقة، كما أشار رئيس البنك جيروم باول إلى إمكانية رفع أسعار الفائدة مرة أخرى على الأقل هذا العام، ليتخذ حديثه لهجة متشددة أكثر بكثير من توقعات الأسواق.

وتوقع تحليل جولد بيليون، أن يكون احتمال إبقاء أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول وهو ما يستمر في الضغط على الذهب في الأشهر المقبلة، بالنظر إلى أن ارتفاع أسعار الفائدة يؤدي إلى ارتفاع تكلفة الفرصة البديلة للاستثمار في الأصول غير ذات العائد مثل الذهب.

توقعات البنك الاحتياطي الفيدرالي

أما عن توقعات أعضاء البنك الاحتياطي الفيدرالي المعروفة باسم (Dot Plot) والتي تتم كل 3 أشهر، فقد أشارت إلى ارتفاع الفائدة بنسبة 5.6% خلال عام 2023 ما ينذر برفع جديد للفائدة خلال المتبقي من العام الجاري.

وأشار إلى تراجع الفائدة إلى 5.1% في عام 2024 أي ما يعادل خفضين فقط في الفائدة خلال 2024، وذلك بعد أن كانت الأسواق تسعر 4 مرات من خفض الفائدة خلال العام المقبل.

تسبب هذا التغير الكبير في توقعات البنك الفيدرالي في ارتفاع حاد لكل من الدولار وعوائد السندات الحكومية، فقد ارتفع مؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية خلال شهر سبتمبر بنسبة 2.2% مسجلاً أعلى مستوى منذ 10 أشهر عند 106.524.

يعد هذا هو الارتفاع الشهري الثاني على التوالي للدولار كما شهد ارتفاع خلال الأسبوع الماضي بنسبة 0.6% ليسجل 11 أسبوع متتالي من الارتفاع وهي أكبر سلسلة ارتفاع في الدولار منذ عقود.

استطاع مؤشر الدولار اختراق المستوى 105 ويحقق اغلاق لأسبوعين متتاليين فوق هذا المستوى، وذلك بعد أن اخترق المستوى 106 أيضاً ولكنه عائد إلى الاغلاق أسفله.

أما عن عوائد السندات فقد شهدت طفرة كبيرة خلال سبتمبر، فقد ارتفع العائد على السندات لأجل 10 سنوات في سبتمبر بنسبة 11.3% ليسجل أعلى مستوى منذ 16 عام عند 4.688% ويسجل بذلك ارتفاع لخمس أشهر متتالية.

الأسبوع الماضي أغلق العائد فوق المستوى 4.5% ليسجل 4 أسابيع متتالية من الارتفاع، ليستقر العائد بذلك عند مستويات مرتفعة.

قوة الدولار الأمريكي وارتفاع عوائد السندات لمستويات مرتفعة يعمل على زيادة الضغط السلبي على الذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه مقارنة مع السندات، أيضاً قوة الدولار الأمريكي تجبر الذهب على الهبوط بسبب العلاقة العكسية التي تربط بينهما منذ كون الذهب سلعة تسعر بالدولار.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: سعر الذهب الذهب أسعار الذهب الفيدرالي جولد بيليون البنك الاحتياطي الفيدرالي الاحتیاطی الفیدرالی خلال شهر سبتمبر الأسبوع الماضی أسعار الفائدة

إقرأ أيضاً:

النفط يتراجع والذهب يستقر وسط ترقب بيانات أميركية بشأن التضخم

تراجعت أسعار النفط خلال تعاملات اليوم بعد ارتفاعها في الجلسة الماضية وسط توخي المستثمرين الحذر قبل صدور بيانات أميركية بشأن التضخم حتى مع دعم السوق من الزيادات المتوقعة في الطلب خلال الصيف.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت لأقرب تسليم 39 سنتا أو 0.5% إلى 85.58 دولارا للبرميل، وقت إعداد هذا التقرير، بعد أن ارتفعت 0.9% في تعاملات أمس.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2السعودية ومصر تقودان أسواق الأسهم العربية للصعودlist 2 of 2النفط والذهب يتراجعان والدولار يرتفع غداة تثبيت الفائدة الأميركيةend of list

وانخفضت العقود الآجلة للخام الأميركي 37 سنتا أو 0.45% إلى 81.26 دولارا للبرميل بعد ارتفاعها 1.1% في وقت سابق.

وزاد كلا الخامين القياسيين بنحو 3% الأسبوع الماضي، ليحققا مكاسب لأسبوعين متتاليين.

وأظهر استطلاع أولي أجرته رويترز أمس الاثنين أنه من المتوقع أن تنخفض مخزونات النفط الخام الأميركية بما يصل إلى 3 ملايين برميل في الأسبوع المنتهي في 21 يونيو/حزيران، ومن المتوقع أيضا أن تنخفض مخزونات البنزين، في حين من المرجح أن ترتفع مخزونات نواتج التقطير الأسبوع الماضي.

ونقلت الوكالة عن تينا تينغ محللة السوق، قولها: "ارتفاع أسعار النفط ناجم عن توقعات متفائلة للطلب وانخفاض المخزونات الأميركية. ومع دخول نصف الكرة الشمالي موسم صيف حار إلى جانب موسم أعاصير مقبل، من المتوقع أن يستمر الطلب في الزيادة في الأشهر المقبلة".

ومع ذلك، فإن المستثمرين حذرون حيال المزيد من الزيادات في أسعار النفط بسبب المخاوف من أن تحد أسعار الفائدة المرتفعة نسبيا من النمو في استهلاك الوقود من خلال تقليص النشاط الاقتصادي.

ومع استمرار تركيز مجلس الاحتياطي الاتحادي ( المركزي الأميركي) على الحد من التضخم، فإن صدور بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي -وهو المقياس المفضل لدى البنك المركزي الأميركي لزيادات الأسعار- يوم الجمعة سيعطي المزيد من المؤشرات على مسار الفائدة.

ومن شأن تأخير خفض أسعار الفائدة أن يبقي تكلفة الاقتراض مرتفعة لفترة أطول.

النفط تراجع مع ترقب البيانات الأميركية (شترستوك) الذهب

واستقرت أسعار الذهب بينما يترقب المستثمرون البيانات الأميركية للتضخم الأميركي المقرر صدورها هذا الأسبوع والتي قد تلقي بعض الضوء على موقف البنك المركزي الأميركي حيال خفض الفائدة.

وارتفعت عقود الذهب الفورية 0.11% -وقت كتابة التقرير- إلى 2337 دولارا، في حين ارتفعت العقود الأميركية الآجلة 0.17% إلى 2347 دولارا.

وقال كبير محللي الأسواق لمنطقة آسيا والمحيط الهادي لدى أواندا، كلفين وونغ: "المؤشرات التقنية للذهب على المدى القصير ليست إيجابية. فبعد انخفاض الأسعار بشكل كبير يوم الجمعة، نظر المستثمرون للأمر على أنه إشارة سلبية تفسر الحركة الضعيفة للذهب وبقاءه عند المستويات الحالية".

وهبط المعدن الأصفر أكثر من 1% يوم الجمعة مع قفزة للدولار بعد زيادة أنشطة الأعمال في الولايات المتحدة إلى أعلى مستوى في 26 شهرا في يونيو/حزيران الحالي وسط انتعاش في التوظيف.

ومن المقرر صدور تقديرات الناتج المحلي الإجمالي الأميركي للربع الأول يوم الخميس، وتقرير مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي يوم الجمعة.

ويقلل انخفاض أسعار الفائدة من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة الذهب الذي لا يدر عائدا.

وقالت رئيسة بنك الاحتياطي الاتحادي في سان فرانسيسكو، ماري دالي أمس إنها لا تعتقد أن المركزي الأميركي ينبغي أن يخفض أسعار الفائدة قبل أن يثق صناع السياسات في أن التضخم يتجه نحو 2%، لكنها أشارت أيضا إلى أن ارتفاع البطالة يمثل خطرا متزايدا.

الذهب يتأثر بالإشارات إلى مسار الفائدة الأميركي (شترستوك) الدولار

وحاول الدولار اختراق مستوى 160 ينا اليوم لكن من دون جدوي تقريبا؛ إذ أبقت المخاوف من تدخل المسؤولين اليابانيين لدعم العملة الين صامدا بشكل ما مقابل العملات الأخرى.

وانخفض الدولار في أحدث التعاملات 0.14% إلى 159.36 ينا بعد أن تم تداوله في نطاق ضيق طوال التعاملات الآسيوية مع توخي المتداولين الحذر من بلوغ مستوى المقاومة الرئيسي الذي أدى إلى تدخل طوكيو في العملة بما يصل إلى 9.79 تريليونات ين (61.33 مليار دولار) في أواخر أبريل/نيسان وأوائل مايو/أيار.

وحال ذلك دون وصول الين إلى مستويات متدنية جديدة مقابل العملات الأخرى؛ إذ استقر الجنيه الإسترليني دون أعلى مستوى في 16 عاما عند 202.38 ين.

وأظهر محضر الاجتماع الصادر أمس الاثنين أن البنك المركزي ناقش احتمال رفع أسعار الفائدة على المدى القريب، ودعا مسؤول إلى زيادتها "دون تأخير كبير".

وجاء أحدث انخفاض للين على خلفية اجتماع السياسة النقدية لبنك اليابان في يونيو/حزيران؛ إذ خيب صناع السياسات آمال المستثمرين الذين كانوا يراهنون على تخفيض فوري لمشتريات بنك اليابان الضخمة من السندات.

في حين تراجع الدولار قليلا قبيل صدور مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة يوم الجمعة، المقياس المفضل للتضخم لدى مجلس الاحتياطي الاتحادي.

ومقابل سلة من العملات، ارتفع مؤشر الدولار 0.05% إلى 105.53 نقاط.

مقالات مشابهة

  • تراجع فرص ارتفاع أسعار الذهب في مصر مع انخفاض الطلب
  • تراجعات في أسعار الذهب العالمية بسبب حذر المتداولين من المعادن
  • يضغط على الذهب.. ارتفاع الدولار قرب أعلى مستوى في 7 أسابيع
  • للأسبوع الثاني على التوالي.. الذهب يتجه للخسارة عند 2317 دولارا للأونصة
  • مؤشر الدولار والبيانات الاقتصادية الأميركية يرسمان مسار الذهب
  • المعدن الأصفر يختبر مستوى 2330 دولاراً للأوقية
  • النفط يتراجع والذهب يستقر وسط ترقب بيانات أميركية بشأن التضخم
  • 0.2 % تراجعا في أسعار الذهب العالمية لتسجل أدنى مستوى عند 2322 دولار للأونصة
  • «جولد بيليون»: الذهب يتراجع عالميا والأسواق تترقب بيانات التضخم الأمريكية
  • النفط يرتفع مدعوما بالتوقعات والذهب يعزز بتراجع عائد السندات الأميركية