???? رحلة في معتقلات الدعم السريع
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
عاصمة بدون مساحيق
???? الحلقة 1
رحلة في معتقلات الدعم السريع
حوار: مؤمن
جلس الخال (م) بابتسامته المعهودة بعد أن صافحناه مهنئين بالعودة سالماً ، ونحن ننتظر بلهفة تفاصيل مغامرته الغير مأمونة بذهابه الى الخرطوم وتحديداً وسط الخرطوم قاصداً (شارع البرلمان) حيث خزانته ومكان عمله الذي به جميع أوراقه الثبوتية هو وابنه وعدد من الناس بحكم عمله كمالك (وكالة سفر وسياحة).
بعد أن جلس طلبنا منه أن يحكي عن الرحلة وشددت عليه أن لايغفل تفصيلاً فأنا أريد أن أكتب عنها وأكون صورة كاملة حديثة حقيقية لشكل (وسط الخرطوم ) الحالي .
وبدأ يسرد لنا تفاصيل الرحلة قائلاً:
بعد صليت الصبح مباشرة يوم الاحد الموافق24.09.2023 الاحد الفات يعني مرقت موقف الحصاحيصا لقيت كمية من الخيارات قمت مشيت على حافلة وجهتها كوبري سوبا .
ركبت وقعدت اعاين في الناس ماشين وجايين وكمسنجية شغالين يكوركو (خرطوم خرطوم) وناس شايلين شنط ومخالي وراجعين.
اتحركت بينا العربية عادي وقطع كبري(رفاعة) ومشينا بي (شارع الشرق) وأنا أهيئ نفسي لاستنشاق هوا الخرطوم ..وماشين عااادي لاوقفنا ارتكاز لا جيش لا شرطة.
لغاية ماوصلنا قرية (الفادنية) وهنا كان أول ارتكاز يلاقينا وللاسف كان ارتكاز (دعم سريع) .
طلع منهم واحد العربية عاين في الناس وبي كل قلة أدب طلب من اي زول يبرز (اثبات شخصية) .
واي زول مامعاه اثبات ينزل ويختفي في غياهب خيامهم وسياراتهم.
استرسل الخال بعد أن تنهد وقال بحسرة : ومن الارتكاز ده تلتي كل 500متر بنلقى ارتكاز دعم سريع.
صمت الجميع متحسرين ..واسترسل الخال بعد أنه تفحص وجوه الحاضرين الواجمة وقال:
كلو ارتكاز بحسب حالتهم النفسية و(قلة ادب) ومشاغلة البنات والنسوان واستفزاز الشباب ????.
المهم وبعد وصلنا (كبري سوبا) ومناظر الخراب والدمار واثار القصف والحرائق والعربات المحروقة في كل اتجاه.
المهم في منطقة الكبري لقيت حياة عجيبة (ستات شاي) و(اكل) و(دعامة) منتشرين وباعة متجولين وكمسنجية شغالين (سلمةبقالة) .
(الحاجة الغريبة) اي زول شايل سلاح
ولابسين ملكي مافي زول لاقاني لابس (منتظم) كلهم لابسين (جلاليب ترينغ سوت وتيشرتات وبناطلين وقمصان) ومسلحين. .
الاشياء المعروضة أكل وشراب واجهزة
والمنطقة عبارة عن تجمع وسوق للدعامة.
مشيت وانا وجهتي (شارع البرلمان) في (السوق الافرنجي) محل (وكالة السفر) وبخطط اصلها كيف المهم ركبت مواصلات (السلمة البقالة) وطبعا (كبري سوبا) مغلق وممنوع عبوره بأمر الدعم السريع
فالعربية اتحركت بي شرق النيل لغاية وصلنا 13 وطلعنا بي كبري المنشية .
وطبعا طول الطريق المشاهدات : يمين وشمال ماف مواطنين في عربات مقلوبة ولا محروقة او عربات سايقنها دعامة ومعظمها عربات ملكية . ومركباتهم القتالية(التاتشرات) بسيطة جدا جدا جدا .
قطعنا كبري المنشية ونزلنا ومشى جنوب على شارع الستين وكان الزمن حوالي 1ض..اي ارتكاز بيلقانا دعم سريع لابسين ملكي بيتاكدو من الاثبات ويقلو ادبهم على زول ولايسوقو زول وينزلوهو..والعربية تتحرك
البلد عبارة عن (خلا) مافي محلات تجارية فاتحة طول الطريق ..دمار ..بيوت مكسرة..محروقة ..سواد دمار خراب ..محلات مكسورة محروقة..
شوارع فاضية لما مخيفة ومافيها غير عربات الدعامة مواترهم ..ولاحتى مواطنين .
طول الشارع ممكن تلقى مواطن ولا اتنين ومعظمهم داخلين على الاحياء جوة اتبضعو رغيف وخشو رجعو الحي بما انو معظم الأسر البسيطة القاعدة بيتحاشو يحتكو بالدعامة.
والافران لو الشارع الرئيسي الشي الوحيد البيجيبوهو من هناك فا هو الرغيف.
المهم
وصلنا ..تقاطع المركزي..مع افريقيا
والمكان هنا حاجة عجيبة ..سوق كبير لستات الشاي والاكل والبضائع )والبيبيعو دعامة والبيشترو دعامة )..بتلقاهو فارش بضاعة وسلاحو جنبو .
الا ستات الاكل
حتى الارتكاز الفي المنطقة دي مابيسال المواصلات منتشرين يشربو وياكلو وعايشين حياتهم عادي.
(مشهد مكرر) اثار دمار خراب حرائق قديمة سيارات محروقة ..وهكذا.
المهم لقيت مواصلات ماشة (ابو حمامة) قلت دي بتقرب لي المسافة والباقي بتمو مشي .
ركبت المواصلات واتحركنا ومرينا بالصحافة (والحال محزن) شوارع فاضية اثار دمار وبيوت مفتوحة وريحة الموت والخوف وعربات (ملكية) يستقلها الدعامة . وارتكازات دعامة
طول منطقة الصحافات ومرورا بالديم وحتى ابوحمامة .
وابو حمامة كانت محطة العربية الأخيرة ونزلت هناك واتجهت غربا ماشي على باشدار وفي راسي اني امشي بي شارع زلط مرورا بالغالي وحتى وسط الخرطوم.
بعد مشيت أقل من 100متر وقفني دعامي لابس عادي ومسلح قال لي ياعمي سوق الديم وين؟
قمت وصفت ليهو.
وواصلت وفجأة سمعت صوت بينادي بي قوة يازول يازول
اتلفت لي مصدر الصوت وكانت المفاجأة.
الحلقة الاولى
(خرطوم بدون مساحيق)
أهمية الشير ..للراجعين بدون تفكير
مؤمن ابوالعزائم
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: بعد أن
إقرأ أيضاً:
تحليل الوضع الراهن في السودان وتحديات مستقبل الدعم السريع
يوسف عزت مستشار حميدتي السابق..
????
*تحليل الوضع الراهن في السودان وتحديات مستقبل الدعم السريع*
*إعداد: يوسف عزت*
⸻
*مقدمة:*
يواجه السودان مرحلة دقيقة من تاريخه الحديث، حيث تعكس المواجهة المسلحة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني صراعًا أكثر تعقيدًا من كونه نزاعًا عسكريًا. فعلى الرغم من النجاحات الميدانية التي حققتها قوات الدعم السريع في بداية النزاع، إلا أنها تعاني حاليًا من تراجع ملحوظ على الأصعدة السياسية والاجتماعية والعسكرية.
يهدف هذا التحليل إلى دراسة الأسباب الجوهرية لهذا التراجع، مع التركيز على العوامل البنيوية، والسياسية، والقيادية. كما يسعى للإجابة على السؤال المركزي:
هل تمتلك قيادة الدعم السريع استراتيجية واضحة لحماية المجتمعات وضمان بقائها وسط هذا التصعيد؟
*أولاً: غياب الانضباط والانفلات الأمني*
تعدّ السيطرة على الأمن والنظام أحد العناصر الأساسية للحفاظ على الشرعية والقبول الشعبي. غير أن الواقع في مناطق نفوذ قوات الدعم السريع يُظهر اختلالًا أمنيًا خطيرًا انعكس في انتشار أعمال النهب، وانتهاكات حقوق المدنيين. ويمكن تحليل آثار هذا الانفلات من خلال بعدين أساسيين:
1. فقدان التأييد الشعبي:
• أسهمت الانتهاكات الميدانية في تقويض الثقة الشعبية بقوات الدعم السريع، خاصةً في المناطق الحضرية التي كانت أكثر تضررًا من عمليات النهب والاعتداءات.
• انعكست هذه الانتهاكات على صورة القيادة باعتبارها غير قادرة على السيطرة على عناصرها، مما أدى إلى عزلة متزايدة في الأوساط المجتمعية.
2. تعزيز الفوضى وانعدام السيطرة:
• أدى غياب المحاسبة الداخلية إلى بروز مجموعات منفلتة تعمل خارج السيطرة المباشرة للقيادة، مما كرّس بيئة من الفوضى وصعوبة استعادة النظام.
*الخلاصة:*
أضعف الانفلات الأمني قدرة الدعم السريع على تقديم نفسه كفاعل منظم ومشروع، وخلق حالة من الاستقطاب السلبي ضده داخل المجتمعات المحلية.
⸻
*ثانياً: تراجع الرؤية السياسية وانعدام المصداقية*
بدأت قوات الدعم السريع مسارها السياسي بعد اندلاع الحرب عبر طرح رؤية الحل الشامل دات النقاط العشر، والتي لاقت قبولًا داخليًا وخارجيًا باعتبارها محاولة لصياغة مشروع سياسي مدني. إلا أن هذا الزخم تلاشى بسبب تضارب الخطاب السياسي مع الواقع الميداني.
1. التناقض في الخطاب السياسي:
• اعتمدت القيادة خطابًا يركز على مواجهة الإسلاميين (“الكيزان”)، مما أكسبها دعمًا مؤقتًا من القوى المدنية المناهضة للنظام السابق.
• غير أن وجود عناصر محسوبة على الإسلاميين داخل صفوف الدعم السريع قوّض مصداقية هذا الخطاب، وكشف عن تناقض جوهري بين الشعارات والممارسات.
2. تأثير الحرب على الأولويات السياسية:
• فرضت الحرب أولويات جديدة على قيادة الدعم السريع، حيث أصبح الحشد القبلي والاجتماعي أولوية تفوق الالتزام بالمشروع المدني، مما أدى إلى تراجع الرؤية السياسية إلى مجرد أداة تكتيكية.
*الخلاصة:*
غياب خطاب سياسي متماسك يعكس رؤية مستقبلية واضحة أدى إلى فقدان الدعم الشعبي والانكشاف أمام المجتمع الدولي كفاعل غير قادر على الالتزام بمبادئ التحول المدني.
⸻
*ثالثاً: ضعف القيادة وتعدد مراكز القرار*
تعاني قوات الدعم السريع من أزمة قيادية بنيوية تتجلى في غياب مركز موحد لاتخاذ القرارات الاستراتيجية. وتظهر هذه الإشكالية في النقاط التالية:
1. تعدد دوائر صنع القرار:
• يشكل التداخل بين القائد الأول (محمد حمدان دقلو – حميدتي) ونائبه (عبد الرحيم دقلو) مصدرًا لتضارب القرارات وتباطؤ الاستجابة للأحداث.
• تسهم تأثيرات المحيطين بالقيادة من أفراد الأسرة والمقربين في خلق ديناميكيات معقدة تُعيق اتخاذ قرارات حاسمة.
2. غياب التخطيط طويل الأمد:
• تفتقر القيادة إلى رؤية استراتيجية بعيدة المدى، حيث يعتمد اتخاذ القرارات على ردود الفعل الآنية دون تحليل معمق للعواقب المستقبلية.
*الخلاصة:*
انعكس غياب القيادة المركزية الموحدة على كفاءة إدارة الحرب، وتسبب في قرارات متضاربة، مما أضعف الموقف السياسي والعسكري للدعم السريع.
⸻
*رابعاً: أزمة التحالفات السياسية والعسكرية*
تورطت قيادة الدعم السريع في تحالفات متباينة مع قوى سياسية وعسكرية، خلال السنوات الماضية آخرها تبني مشروع “السودان الجديد”. لكن هذه التحالفات تعاني من تناقضات بنيوية واضحة:
1. التناقض مع التركيبة الاسرية والاجتماعية للدعم السريع:
• يتطلب مشروع السودان الجديد إعادة هيكلة الدعم السريع كمؤسسة قومية ديمقراطية، في حين أن بنيته القائمة تعتمد على قيادة الأسرة والولاءات القبلية.
2. الطابع التكتيكي للتحالفات:
• تتعامل قيادة الدعم السريع مع التحالفات كأدوات مرحلية فرضتها ظروف الحرب، دون التزام فكري أو سياسي حقيقي بالمبادئ التي تقوم عليها هذه التحالفات.
*الخلاصة:*
غياب رؤية استراتيجية للتحالفات والثبات عليها جعل الدعم السريع يبدو كفاعل انتهازي، مما يهدد استمرارية هذه التحالفات ويؤدي إلى عزلة سياسية متزايدة.
*خامساً: الصدام مع الدولة المركزية وتأثيره على الاصطفاف القبلي*
أدى الصدام المباشر بين قوات الدعم السريع والدولة المركزية إلى إعادة تشكيل الاصطفافات القبلية في السودان بصورة غير مسبوقة فللمرة الأولى في تاريخ السودان الحديث، أصبحت المجتمعات العربية منقسمة بين دعم الجيش أو الدعم السريع، مما أدى إلى حالة استقطاب حاد والدخول في حرب اهلية مباشرة.
• دفع هذا الاستقطاب المجتمعات إلى تسليح نفسها بشكل مستقل، مما حول الحرب لحرب أهلية واسعة النطاق ذات قوى متعددة.
*الخلاصة:*
ساهم الصدام مع الدولة المركزية في تفكيك التحالفات القبلية التقليدية وأدى إلى تعميق الانقسامات المجتمعية واعاد المكونات العربية في غرب السودان إلى محيطها التقليدي والتحالف مع قوى الهامش التي كانت تستخدم هذه المجتمعات لقمعها ،كأداة لسلطة المركز .
يمكن تطوير هذا التحول لحل صراع المركز والهامش بتبني مشروع دولة خدمية بدلا من التعريف التقليدي للصراع بأن المركز هو عروبي إسلامي والهامش إفريقي زنجي وهو تعريف غير صحيح كرست له سلطة الحركة الإسلامية وعمقتها وتبنتها كسياسات حتى الان ، وكنتيجة لذلك انفجر الصراع بهذه الصورة التي نشهدها الان ، ولكن يمكن وفق المعادلات الراهنة الوصول لحلول لصالح جميع السودانيين من خلال التفكير الواقعي والاعتراف بالأزمة وحلها حلا جذريا وذلك يحتاج لعقول تنظر إلى ابعد من مصالحها.
*الإجابة على السؤال الجوهري:*
هل تمتلك قيادة الدعم السريع استراتيجية واضحة لحماية المجتمعات التي تقع في مناطق سيطرتها وضمان بقائها؟
بناءً على التحليل السابق، لا تمتلك قيادة الدعم السريع استراتيجية متكاملة لتحقيق هذا الهدف، وذلك للأسباب التالية:
1. الارتجالية بدل التخطيط الاستراتيجي.
2. التناقض في الخطاب السياسي والممارسات.
3. غياب قيادة موحدة لاتخاذ القرارات.
4. الاعتماد على تحالفات ظرفية غير مستدامة.
5-عدم القدرة هلى التخلص من ارث الماضي والتكيف مع التحولات التي تستدعي اعادة تشكيل القيادة وصياغة مشروع وطني يمثل مصالح قطاعات واسعة تتبناه وتشارك في تنفيذه.
*توصيات*
1. إعادة هيكلة القيادة: إنشاء مركز موحد لاتخاذ القرارات الاستراتيجية.
2. ضبط الأمن: فرض انضباط صارم على القوات ومحاسبة المتجاوزين.
3. صياغة رؤية سياسية متماسكة: تطوير مشروع وطني يعكس المصالح الحقيقية لجميع الفئات.
4. تعزيز المشاركة المجتمعية: إشراك الكفاءات المحلية في صنع القرار.
5. تبني استراتيجية طويلة الأمد: التركيز على حلول مستدامة تربط بين الأمن والسياسة والتنمية.
*خاتمة*
يتضح أن قيادة الدعم السريع تواجه تحديات بنيوية تهدد بقاءها كفاعل سياسي وعسكري مؤثر. إن غياب التفكير الاستراتيجي والارتباك في الخطاب والممارسة يجعل مستقبلها مرهوناً بقدرتها على إصلاح هذه الاختلالات واعتماد رؤية متماسكة ومستدامة.