كلمة أبو الغيط في افتتاح الدورة الاستثنائية للمجلس الوزاري العربي للكهرباء

ألقى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، كلمة في افتتاح الدورة الاستثنائية للمجلس الوزاري العربي للكهرباء.

وقال أبو الغيط، إنه لمن دواعي السرور أن أرحب بكم في هذا الحدث المهم الذي يهدف إلى إطلاق مشروع تكاملي استراتيجي ندرك جميعا عوائده على مجتمعاتنا العربية.

..إن اجتماعنا اليوم يؤسس لبداية مرحلة جديدة في مسيرتنا لإقامة السوق العربية المشتركة للكهرباء.. ذلك الحلم الذي بدأتم العمل على تحقيقه منذ سنوات عديدة.
وقد خطا مجلسكم الموقر خطواتٍ ملموسة ومقدّرة على مدار السنوات الماضية، إضافة إلى فرق العمل الفنية والقانونية واللجان التي بذلت جهودا تستحق كل الثناء.. وأيضًا الأمانة الفنية للمجلس التي تابعت بدورها هذا الملف بتفانٍ واحترافية، وحرصت على الاستعانة بالخبرة الدولية متى كان ذلك لازمًا.
وفي هذا الصدد، أود أن أعبّر عن تقديري لكافة الجهود المخلصة التي عملت من أجل هذا الهدف الكبير.. إقامة السوق العربية المشتركة للكهرباء... والشكر موصول لكافة شركاء التنمية وعلى رأسهم البنك الدولي والصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي.. لما قدّموه من دعم فني ومالي ملموس... آملا أن يكون التقدم الذي تم إحرازه بداية لمرحلة جديدة من الإنجاز بما يفتح أبوابًا جديدة للتعاون العربي.
وكما تعلمون، فإن السوق العربية المشتركة للكهرباء، عند استكمال كافة جوانبها التنفيذية، ستكون بلا شك أكبر مشروع تكاملي عربي يُنفّذ بعد منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى التي بدأ العمل بها منذ العام 2005... وهي خطوة أخرى مهمة نحو تحقيق التكامل العربي على كافة المستويات، بالنظر لما تنطوي عليه الكهرباء من أهمية كبرى لكافة مناحي النشاط الاقتصادي.
وفي هذا المقام، أدعو كافة الدول الأعضاء إلى تسريع إجراءات تفعيل اتفاقيتي إنشاء السوق المشتركة للكهرباء بعد اعتمادهما من القمة العربية القادمة... كما أحثهم على الاستثمار في البنية التحتية المؤهِّلة التي من شأنها تنفيذ مشاريع الربط اللازمة في هذا الشأن... لأنها استثمارات ستعود بالنفع على الدول المنتجة والمستهلكة على حد السواء. 
  إن الكهرباء تُعد ركيزة أساسية من ركائز قطاع الطاقة... فهي ركن مهم في النشاط الصناعي والخدمي، كما أنها تُمثل أساسًا لعمل الُبنى التحتية الرقمية...وبها ترتبط كافة مناحي الحياة الحديثة... ويشهد انتاج الكهرباء، على مستوى العالم، تحولات عميقة تتطلب المواكبة والدراسة المُعمقة...إذ ارتفعت نسبة الكهرباء المنتجة من مصادر متجددة بشكل لافت في السنوات الأخيرة، برغم أن النسبة الأكبر من الكهرباء لا زالت –حتى اليوم- تُنتج بواسطة الوقود الأحفوري.. وقد كشفت الأحداث الأخيرة أهمية زيادة الاستثمار في إنتاج الكهرباء وشبكات توزيعها لمجابهة آثار التغير المناخي كموجات الحر الشديد، وتراجع كميات مياه الشرب، وتوسع المدن.. وغيرها.
وفي هذا الصدد، تمتلك المنطقة العربية مؤهلات استثنائية تجعلها مصدرا عالميا للكهرباء النظيفة في المستقبل...كما كانت ولاتزال مصدرا مهما للطاقة الأحفورية... إذ وبفضل موقعها الجغرافي تتوفر على مساحات شاسعة بها أعلى معدلات الاشعاع الشمسي اليومي والسنوي.. بما يؤهلها لإنتاج كميات كبيرة من الطاقة الشمسية بتكلفة تنافسية، خاصة في ظل الاتجاه المستمر لانخفاض تكلفة الألواح الشمسية وارتفاع كفاءتها. 
وفي المرحلة الأخيرة، تصاعد عدد المشروعات الكبيرة التي أطلقتها دول عربية في مجالات انتاج الكهرباء، والتي أذكر منها على سبيل المثال مشروعات الظفرة ونور ومحمد بن راشد في الإمارات، وبنبان في مصر، ومشروع بينونة في الأردن، ومشروعات شركة أكوا باور ACWA POWER في السعودية، ومحطات نور في المغرب وغيرها.
وعلى صعيد آخر، واتصالا بموضوع الطاقات النظيفة، فمن المنتظر أن ينظر مجلسكم الموقر في مقترح الجمهورية الإسلامية الموريتانية حول "التحول الطاقوي وآفاق تطوير إنتاج واستخراج الهيدروجين"... المقرر عرضه ضمن جدول أعمال الدورة الخامسة للقمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي ستستضيفها مدينة نواكشوط.. وذلك اتساقًا مع إسهامات بعض الدول العربية في المشهد العالمي لإنتاج الهيدروجين النظيف، حيث وقع عدد من تلك الدول خلال الفترة الماضية العديد من مذكرات التفاهم مع شركاء أجانب في مجال إنتاج واستخدام الهيدروجين، مما أدى إلى ارتفاع عدد المشروعات في منطقتنا العربية، وهو اتجاه محمود نتمنى له الازدهار في المستقبل... ويُضاف إلى هذا هذا الجهد ما بذله خبراء مجلسكم الموقر لإعداد الوثيقة المتميزة بعنوان "نحو استراتيجية عربية للهيدروجين الأخضر".
وفي الختام، لا يسعني إلا أن أجدد تقديري واهتمامي الكبير باجتماعاتكم.. ليس فقط لأهمية وجدية الموضوعات المطروحة على جدل أعمالها..  بل أيضا لأهمية الفعاليات والأنشطة التي تنظم تحت مظلة مجلسكم الموقر.. وأشير هنا إلى المنتدى العربي الخامس للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة الذي ينظم اليوم وغدًا بحضور السادة الوزراء أعضاء المجلس الوزاري العربي للكهرباء حول "الابتكار في قطاع الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة".. وأتمنى لعملكم وجهدكم كل التوفيق والسداد.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: أبو الغیط فی هذا

إقرأ أيضاً:

تحت رعاية جامعة الدول العربية انطلاق النسخة الثانية من أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة

انطلقت اليوم الثلاثاء فعاليات أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة في نسخته الثانية، والتي ينظمها المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة تحت رعاية الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة.


ويشارك في الجلسة الافتتاحية لهذه النسخة السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، ووزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد ، والأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط السفير ناصر كامل، ورئيس مجلس أمناء المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وممثل دولة الكويت المهندس أحمد الدوسري.


وتنعقد الفعالية التي تستمر ثلاثة أيام، بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين للمركز وهم جامعة الدول العربية، والاتحاد من أجل المتوسط UfM، والوكالة الدولية للطاقة المتجددة IRENA، ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية الاجتماعية لغربي آسيا.


ويعد هذا الحدث الإقليمي فرصة مهمة لمناقشة أهم التحديات المتعلقة بالانتقال الطاقي في المنطقة، إذ سيتناول موضوعات حيوية مثل إنتاج الكهرباء من المصادر المتجددة والنظيفة، والربط الكهربائي والهيدروجين النقي، إضافة إلى تسهيل الوصول للتمويل الأخضر تحقيق أهداف التنمية المستدامة.


وسيركز "أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة" على الحلول المبتكرة وجهود التعاون المشترك لتعزيز ممارسات الطاقة المستدامة بكافة أنحاء المنطقة العربية.


ويشكل أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة هذه السنة فرصة لافتة لاستضافة النسخة الرابعة من "منتدى أعمال الطاقة والمناخ" الذي ينظمه الاتحاد من أجل المتوسط، يوم الثاني من شهر أكتوبر المقبل، حيث يهدف إلى تعزيز مشاركة القطاع الخاص في استراتيجيات التحول بمجال الطاقة والمناخ، مع عرض المبادرات الإقليمية في ميدان الطاقة المستدامة.


وسيكون "أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة" على موعد مع أكثر من 30 جلسة حوارية يشارك فيها 150 متحدثاً من صناع القرار، وواضعي السياسات، ومخططي الطاقة، ومديري الموارد، ومشغلي الشبكات، والصناعيين والمستثمرين، والخبراء.


وتوفرهذه الجلسات منصة مثالية لتبادل الأفكار والرؤى حول أفضل السبل لتحقيق التحول الطاقي المستدام في مصر والمنطقة العربية ككل.


جدير بالذكر أن المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة (RCREEE) هو منظمة إقليمية مستقلة غير ربحية تأسست عام 2008 بالقاهرة، من أجل تعزيز وتنمية استخدام الطاقة المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة في المنطقة العربية.

مقالات مشابهة

  • غدًا.. اجتماع عربي طارئ لمجلس جامعة الدول العربية للتضامن مع لبنان
  • أبو الغيط في مؤتمر الدبلوماسية العلمية: الجامعة العربية تؤمن بأهمية توطيد العلاقات مع الدول الأورومتوسطية
  • إطلاق الشبكة العربية للهيدروجين الأخضر الأسبوع المقبل
  • تحت رعاية جامعة الدول العربية انطلاق النسخة الثانية من أسبوع القاهرة للطاقة المستدامة
  • أبو الغيط: صندوق النقد العربي يقوم بدور حيوي لكونه شريكا مهما للحكومات في تعزيز الاستقرار
  • «صندوق النقد العربي»: يجب تعزيز قدرة اقتصاد الدول العربية لمواجهة الصدمات
  • أبو الغيط: صندوق النقد العربي شريكا مهما للحكومات العربية في تعزيز الاستقرار
  • بالفيديو.. أبو الغيط: المصارف العربية قادرة على التكيف مع الصدمات الطارئة
  • أبو الغيط في إجتماع المصارف المركزية العربية: لا يمكن الفصل بين التحديات الإقتصادية العالمية والمخاطر الأمنية الراهنة
  • مزيج توليد الكهرباء في الخليج العربي.. كيف تغيّرت الخريطة خلال 2023؟