متلازمة العش الفارغ.. هل النساء أكثر عرضة للإصابة بها؟
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
عمان- تشير متلازمة العش الفارغ إلى الشعور بالحزن والخسارة الذي يشعر به الوالدان، أو أحدهما، عندما يغادر ابنهم -ابنتهم- الأخير المنزل.
ورغم أن متلازمة العش الفارغ ليست تشخيصا رسميا في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية -وفق ما يؤكده خبراء- فإنها ظاهرة شائعة يعاني منها عديد من الآباء والأمهات عندما يترك أصغر أبنائهم الأسرة، للعمل أو لمواصلة الدراسة أو للمرحلة التالية في تأسيس حياتهم بالزواج.
من جهته، يقول المستشار الأسري الاجتماعي مفيد سرحان -للجزيرة نت- رغم اهتمام الأبوين بزواج أبنائهم وبناتهم عند الكبر، والسعي في البحث عن الزوج والزوجة المناسبة والفرح والاحتفاء بالزواج، فإن خروج الابن أو البنت من المنزل بعد الزواج يسبب ألما نفسيا كبيرا للأبوين، خصوصا في الأيام والأشهر الأولى بعد الزواج.
ويزداد تعلق الوالدين بالأبناء كلما كان الأبناء أكثر قربا إلى الوالدين، وأكثر تفاعلا مع حاجاتهم. وفق سرحان.
وغالبا ما يكون تأثر الوالدين أكبر عندما يتزوج الابن أو البنت الصغرى، ويغادر البيت إلى سكن مستقل. فيشعر الوالدان بالوحدة. بعد أن كان معهما من يشاركهما الحياة.
ويؤكد سرحان، من المهم ألا يغيب عن ذهن الوالدين أن الأمر الطبيعي أن يتزوج الأبناء والبنات، وينشؤون أسرة جديدة. فالوالدان كانا جزءا من بيت الأجداد أيضا.
من المهم للآباء والأمهات أن يدركوا أن الأبناء والبنات سيغادرون المنزل في فترة ما (بيكسلز) التواصل مع الأبناءيقول المستشار سرحان "من مسؤولية الأبناء الحرص على حقوق الآباء والأمهات والبر بهما. وعدم نسيان أو تجاهل دورهما، وأن لا يكون الزواج سببا في قطع الصلة بالآباء والأمهات. وإدامة التواصل معهما بالزيارة والتواصل".
ويضيف أن الأم في الأغلب الأكثر تأثرا بعد زواج الأبناء والبنات ومغادرتهم المنزل، نظرا لطبيعة تكوينها وقيامها بالجزء الأكبر من عملية التربية، وحرصها على متابعة التفاصيل اليومية لحياة الأبناء.
ويشير سرحان إلى أن ما يزيد من شعور الوالدين بالوحدة والألم النفسي بعد زواج الأبناء والبنات، هو وجود خلافات بين الزوجين مع عدم وجود طرف ثالث في المنزل، وتقاعد الوالدين عن العمل، مما يزيد الشعور بالفراغ وطول الوقت وتذكر الماضي والحنين له.
ويضيف "من المهم للآباء والأمهات أن يدركوا أن الأبناء والبنات سيغادرون المنزل في فترة ما، ويستعدون لهذه المرحلة".
ومما يساعد على ذلك ملء الوقت في النافع من العمل، كالمشاركة في أعمال تطوعية، أو ممارسة الهوايات، أو القراءة، والتواصل مع زملاء العمل السابقين والأصدقاء، والمحافظة على الصلاة في المسجد، والمشاركة في المناسبات الاجتماعية.
مفيد سرحان: من مسؤولية الأبناء -حتى بعد زواجهم- الحرص على حقوق الآباء والأمهات والبر بهما (الجزيرة) المتلازمة والمشاعر السلبيةمن جهته، يقول المختص بالطب النفسي الدكتور مازن مقابلة -للجزيرة نت- إن "متلازمة العش الفارغ" هي عبارة عن وصف لمجموعة من المشاعر السلبية كالوحدة، والحزن والقلق، وقد تصيب أحد الوالدين، أو كليهما عند مغادرة الأبناء المنزل للدراسة أو العمل أو الزواج، خصوصا أصغر الأبناء أو آخرهم خروجا.
والجدير بالذكر أن هذه المتلازمة هي وصف علمي، وليست تشخيصا طبيا، حتى وإن كانت هذه المتلازمة هي أحد العوامل المؤدية إلى الإصابة بأحد الاضطرابات النفسية كالاكتئاب، والقلق، وما ينتج عنها من حالات انتحار أو أحد الاضطرابات، أو الأمراض الجسدية، كأمراض ضغط الدم والسكري، واضطراب مستويات الدهون في الجسم، وما ينتج عنها من جلطات قلبية أو سكتات دماغية وغيرها.
الدكتور مقابلة: إذا تحولت الحالة لأحد الاضطرابات فيجب مراجعة الطبيب أو الاختصاصي النفسي (الجزيرة) النساء أكثر عرضة للإصابةيقول المختص مقابلة تُعد النساء أكثر عرضة للإصابة بهذه المتلازمة من الذكور، كما تزداد احتمالية الإصابة بهذه المتلازمة في الحالات والظروف التالية:
التقدّم في العمر. عدم الاستقرار العاطفي أو التفاهم بين الزوجين. وفاة أحد الزوجين أو طلاقهما. وجود أمراض جسدية أو نفسية مسبقا. عدم الاستقرار المادي للعائلة. العزلة أو غياب الدعم الاجتماعي. التقاعد أو فقدان الوظيفة. نمط الحياة الروتيني في غياب الأنشطة الترفيهية. إذا كان الابن وحيداً. البعد الجغرافي والمسافات البعيدة بين الأهل والأبناء.ويضيف مقابلة، أنه يتم علاج هذه المتلازمة في أغلب الأحيان عن طريق تقديم الدعم النفسي والاجتماعي من قِبل الأبناء أو الأصدقاء أو الأقارب، ولكن إذا تفاقمت الحالة وتحولت إلى أحد الاضطرابات النفسية، فيجب علاجها عن طريق مراجعة الطبيب أو الاختصاصي النفسي.
علاج هذه المتلازمة يتم عن طريق تقديم الدعم النفسي والاجتماعي من الأقارب والأصدقاء (بيكسلز) نصائح للتعامل مع متلازمة العش الفارغلقد كبر أطفالك، لقد فعلت ما بوسعك في تربيتهم ليصبحوا بالغين مسؤولين، هذا وقت صعب عاطفيا وعقليا عليك، ولكن هذه هي الحياة، وفيما يلي بعض الطرق للتعامل مع متلازمة العش الفارغ، وفق ما نشر موقع "فري ول مايند":
اعتنِ بنفسك: هذه هي اللحظات التي كنت تنتظرها، لديك الآن الحرية والمرونة في التصرف كما يحلو لك دون مراعاة جداول أطفالك. مارس الرعاية الذاتية وقم بتغذية عقلك وجسدك وروحك بما يرضي قلبك. كن نشيطا: لو كانت التمارين الرياضية وصفة طبية، لوصفها كل طبيب، فقد ثبت أن النشاط البدني لدى كبار السن يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان ويحسن الصحة العقلية ونوعية الحياة والرفاهية ويؤخر ظهور الخرف. ابق على اتصال مع أبنائك: قد لا يكون أبناؤك موجودين جسديا في منزلك، ومع ذلك، لا يزال بإمكانك البقاء على اتصال معهم، لا تخف من تعلم طرق تواصل جديدة، مثل وسائل التواصل الاجتماعي والتطبيقات. مارس هوايات جديدة: إذا كنت ترغب دائما في الاعتناء بالحديقة، أو كتابة رواية، أو تعلم كيفية العزف على الغيتار مثلا، فلديك الآن الوقت لبدء هذه المساعي، استكشف وسائل تسلية جديدة، وأعد اكتشاف المشاعر القديمة للمساعدة في إعادة تحويل تركيزك على هذا الفصل الإيجابي الجديد في حياتك.المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
دراسة حديثة تكشف سببًا غير متوقع للإصابة بمرض التوحد
كشفت نتائج دراسة حديثة نشرت في صحيفة "سايتك ديلي" العلمية قام بها مجموعة من العلماء، عن سبب غير متوقع لمرض التوحد مرتبط بعوامل وراثية وبيئية مختلفة.
التوحد هو اضطراب في النمو يظهر عادة في مرحلة الطفولة، ويؤثر على التفاعلات الاجتماعية والسلوك قد تختلف الأعراض بشكل كبير وقد تشمل انخفاض التواصل البصري، وصعوبة المشاركة في اللعب، والحركات المتكررة أو الكلام، والاستجابات غير العادية للتجارب الحسية مثل درجة الحرارة.
وفي حين أن هذه السمات قد تستمر حتى مرحلة البلوغ، إلا أنها تختلف من شخص لآخر ووفقًا للتقديرات، فإن مرض التوحد يؤثر على نحو 1 من كل 54 طفلًا في الولايات المتحدة.
أشارت الدراسات السابقة إلى أن صحة الأم أثناء الحمل قد تؤثر على احتمالية إصابة طفلها بالتوحد ومع ذلك، كشفت الدراسة الجديدة عن أن جميع الحالات الأمومية المشتبه بها سابقًا، لم تكن في الواقع تسبب التوحد ولكنها كانت مرتبطة بدلاً من ذلك من خلال العوامل الوراثية أو البيئية.
اقترحت العديد من الدراسات وجود صلة بين صحة الأم أثناء الحمل وخطر إصابة طفلها بالتوحد ومع ذلك، وجدت الدراسة الجديدة أن كل هذه الروابط تقريبًا يمكن تفسيرها بعوامل أخرى، مثل العوامل الوراثية والتعرضات البيئية مثل التلوث وصولا إلى الرعاية الصحية.
وكشفت الدراسة عن أن الحالات الوحيدة المرتبطة بالحمل والمرتبطة حقًا بالتوحد كانت المضاعفات التي تؤثر على الجنين وهذا يشير إلى أن هذه المضاعفات قد لا تكون أسبابًا للتوحد بل علامات مبكرة له.
قالت الدكتورة ماغدالينا جانيكا، مؤلفة الدراسة الرئيسية والأستاذة المساعدة في قسم طب الأطفال والمراهقين في جامعة نيويورك: "تظهر دراستنا أنه لا يوجد دليل مقنع على أن أيًا من هذه التشخيصات الأخرى لدى الأم يمكن أن تسبب التوحد".
وقال فاهي خاشادوريان، دكتور في الصحة العامة، وأستاذ مساعد في قسم الطب النفسي للأطفال والمراهقين في جامعة نيويورك: "نعتقد أن دراستنا هي الأولى التي تدرس التاريخ الطبي الكامل للأم بشكل شامل وتستكشف مجموعة واسعة من الارتباطات المحتملة، مع التحكم في الظروف المتزامنة المتعددة والعوامل المربكة".
وأشارت الدراسة إلى العوامل التي تربط صحة المرأة وتشخيص التوحد لدى الطفل وتشمل هذه العوامل الحالة الاجتماعية والديموغرافية وعمر الأم أثناء الحمل، حيث أن أطفال الأمهات الأكبر سناً هم أكثر عرضة للإصابة بالتوحد، كما أن أمهاتهم أكثر عرضة للإصابة ببعض التشخيصات، مثل ارتفاع ضغط الدم، مقارنة بنظيراتهن الأصغر سناً.
ووفقًا للباحثين، فإن العوامل الوراثية تشكل عاملًا عائليًا قويًا، للإصابة بالتوحد كما ترتبط بعض الجينات نفسها المرتبطة بالاكتئاب بالتوحد إذا عانت الأم من الاكتئاب أثناء الحمل وتم تشخيص طفلها لاحقًا بالتوحد، فمن المرجح أن يكون ذلك بسبب عوامل وراثية مشتركة وليس الاكتئاب نفسه الذي يؤثر على الجنين أثناء النمو.
كما قام الباحثون بتحليل التاريخ الطبي للآباء ومن المرجح أن يكون أي ارتباط بين تشخيص الأب والتوحد ناتجًا عن عوامل عائلية، لأن التأثيرات المباشرة للأب على الجنين بعد الحمل محدودة للغاية وفي الواقع، لاحظ الباحثون أن الكثير من التشخيصات الأبوية مرتبطة أيضًا بالتوحد عند الأطفال.
ووفقا للدراسة ، فإنه بعد مراعاة العوامل العائلية، فإن التشخيص الأمومي الوحيد الذي لا يزال مرتبطًا إحصائيًا بقوة بالتوحد هو مضاعفات الحمل المتعلقة بالجنين.