لوموند: إصرار درزي على إسقاط الأسد
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ أغسطس/آب في السويداء، معقل الأقلية الدرزية جنوبي سوريا، بعد رفع الدعم عن البنزين وزيت التدفئة، تطالب الآن بانتقال سياسي في سوريا، وترفع لافتات تدعو إلى سقوط الرئيس السوري بشار الأسد.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير لمراسلتها من بيروت لور ستيفان- أن التجمعات التي شهدتها مدينة السويداء أول أمس الجمعة حضرها نحو ألفي متظاهر وانضم إليها سكان القرى المجاورة، واتسمت بأجواء احتفالية، ولكنها أيضا شملت إيماءات تمرد، مثل إزالة صورة الزعيم السوري من البنية التحتية العامة.
تقول إحدى المدرّسات التي يعادل راتبها الشهري 20 دولارا، وتشارك في المظاهرات كل يوم "رغم الخوف" والتي طلبت حجب هويتها، في مكالمة عبر الهاتف من السويداء؛ "لقد عشنا في الجحيم لمدة 12 سنة. الخدمات العامة لم تعد تعمل، الماء والكهرباء… كل شهر نضطر إلى تجربة حرمان جديد بسبب ارتفاع الأسعار. طفح الكيل".
وأشارت المراسلة إلى أن التعبير عن عدم الرضا عن ارتفاع تكاليف المعيشة في السويداء بدأ عام 2022، لكن التعبئة الحالية سرعان ما اتخذت منحى سياسيا، وتحولت الدعوة إلى تطبيق القرار 2254، وهي خطة الخروج من الصراع التي اعتمدها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 2015 والتي تحولت إلى عملية ميتة بسبب دعم موسكو لربيبتها دمشق. تقول المدرسة "يجب أن يرحل آل الأسد. لقد سيطرت هذه العائلة على حياتنا أكثر من 50 عاما".
منطقة عبور الكبتاغون
ويحظى المتظاهرون، الذين يرفعون العلم الدرزي المتعدد الألوان، بدعم اثنين من الزعماء الروحيين الثلاثة للطائفة، بمن فيهم الشيخ حكمت الهجري، الذي يستقبلهم يوميا، والذي حذر من أن رجال السويداء سيردون إذا تعرضوا لهجوم.
ورفعت السويداء -وفق المراسلة- علما آخر يوم الجمعة يجمع بين الألوان الرسمية (نجمتان) وألوان المعارضة (3 نجوم)، كرمز للوحدة، رغم اتهام منتقديهم لهم بالرغبات الانفصالية. ويقول مهند ناصر -وهو موسيقي من السويداء- "المتظاهرون يهتفون بتمسكهم بسوريا الموحدة. إنه اتهام يقطره النظام الإجرامي"، حيث اتهم النائب خالد العبود الأميركيين والإسرائيليين بتحريك خيوط التعبئة".
ويتهم المتظاهرون النظام بالفساد وممارسات المافيا، حيث أصبحت أراضي السويداء منطقة عبور لتهريب الكبتاغون، المخدر الذي ينتج بشكل رئيسي في سوريا ويهرب نحو دول الخليج، ومع ذلك لم يقم النظام حتى الآن بقمع المظاهرات، وربما يعود ذلك إلى وضع الدروز كأقلية، وإلى أن الحركة لم تمتد إلى باقي سوريا، رغم مسيرات دعم في أماكن أخرى يوم الجمعة، كما هي الحال في مدينة درعا القديمة.
من جهة أخرى، ذكرت تنسيقيات محلية في السويداء أن مجموعة من المحتجين أغلقت مقر حزب البعث في مدينة صلخد جنوب المحافظة "بطريقة توافقية" مع أمين الشعبة الحزبية، الذي قدم الضيافة وأقفل أبواب المقر، كما توضح لقطات بثت أمس السبت.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تسعى لإعادة روسيا إلى سوريا
عندما دعمت الولايات المتحدة "هيئة تحرير الشام" في الإطاحة بنظام بشار الأسد المدعوم من إيران وروسيا، كانت تطمح إلى طرد موسكو من قاعدتها البحرية في طرطوس وقاعدتها الجوية قرب اللاذقية، في خطوة اعتُبرت آنذاك نجاحاً كبيراً لواشنطن.
من المقرر أن يذهب القادة الإسرائيليون إلى واشنطن العاصمة الأسبوع المقبل
لكن، وكما هي الحال مع العديد من التحركات الأمريكية قصيرة النظر في الشرق الأوسط، فإن هذا الدعم للقيادي أحمد الشرع (المعروف سابقاً بأبي محمد الجولاني) قد يحمل تداعيات كارثية على المدى البعيد، وفقاً لما ذكره براندون جيه ويخرت، المحرر المختص بالأمن القومي في مجلة "ناشيونال إنترست".
وكانت تركيا أحد أبرز اللاعبين في هذه العملية، إذ دعمت "هيئة تحرير الشام" بهدف تحقيق ثلاثة أهداف رئيسية: القضاء على الحركات القومية الكردية، واستعادة النفوذ العثماني، وضمان السيطرة على تدفقات الطاقة إلى أوروبا.
ولتحقيق ذلك، أيّدت أنقرة الحركات الإسلاموية في مختلف أنحاء العالم.
Israel is lobbying the US to permit Russian bases in a “weak” and “decentralized” Syria as a counterbalance to Turkey’s influence.
Follow: @AFpost pic.twitter.com/Zsih7gMFgH
أما إسرائيل، فاستفادت في البداية من انهيار نظام الأسد، إذ كان عدواً لها لعقود.
ومع سقوطه، ضعفت القيادة السورية لدرجة مكّنت إسرائيل من ضرب القواعد العسكرية السورية بسهولة ومن دون مقاومة، بل وحتى توسيع نفوذها داخل سوريا.
إضافةً إلى ذلك، أدى انهيار نظام الأسد إلى قطع خطوط الإمداد بين إيران و"حزب الله" في لبنان، وهو ما اعتبرته إسرائيل مكسباً استراتيجياً، خاصة في ظل التصعيد الذي أعقب هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 التي نفذتها حماس.
كما مكّن الوضع الجديد إسرائيل من استخدام المجال الجوي السوري لشن ضربات جوية بعيدة المدى ضد أهداف إيرانية، وهو ما ظهر جلياً بعد سقوط الأسد عندما استهدفت الطائرات الإسرائيلية أنظمة الدفاع الجوي S-300 الروسية في إيران.
انهيار التحالف الإسرائيلي التركيقبل الإطاحة بالأسد، شهدت العلاقات بين إسرائيل وتركيا تنسيقاً واضحاً، لكن هذا التحالف المؤقت بدأ ينهار بعد سيطرة "هيئة تحرير الشام" على مناطق واسعة في سوريا، مما أثار مخاوف إسرائيل من مواجهة مباشرة مع أنقرة.
Israel is lobbying the United States to keep Syria weak and decentralised, including by letting Russia keep its military bases there to counter Turkey's growing influence in the country, four sources familiar with the efforts said.
Source: Reuters pic.twitter.com/oD6kZgxiS1
ومع بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة عقب أحداث 7 أكتوبر، تصاعدت تهديدات تركيا لإسرائيل، وفي ظل سيطرة جماعة مدعومة من أنقرة على سوريا، يزداد احتمال تدخل تركيا عسكرياً لصالح الفلسطينيين.
وبات الحفاظ على الوجود الإسرائيلي في سوريا أكثر تعقيداً بسبب الدعم التركي لـ"هيئة تحرير الشام"، خاصة مع اتساع نطاق التحديات الأمنية التي تواجهها إسرائيل منذ هجمات 7 أكتوبر.
ومع ذلك، تسعى إسرائيل لضمان استمرار استخدام المجال الجوي السوري لضرب إيران، لكنها تواجه قيوداً نظراً لصغر حجمها الجغرافي، رغم امتلاكها قوة عسكرية متقدمة.
خطة إسرائيلية جديدة: إعادة روسيا إلى سوريافي محاولة لتحقيق أهدافها، تسعى إسرائيل إلى إعادة روسيا إلى المشهد السوري.
ووفقاً لبعض التقارير، يستعد القادة الإسرائيليون لزيارة واشنطن قريباً لمطالبة إدارة ترامب بالسماح بعودة القوات الروسية إلى قواعدها السابقة في طرطوس واللاذقية.
وهذه الخطوة قد تعني أن الولايات المتحدة، التي سعت لإخراج روسيا من سوريا عبر دعم المعارضة، قد تتجه الآن لإلغاء أهم مكاسبها الاستراتيجية هناك عبر السماح لموسكو باستعادة نفوذها.
ويرى الكاتب أن السياسة الأمريكية تجاه سوريا كانت مرتبكة حتى قبل سقوط الأسد، وأن الاستجابة لمطالب إسرائيل بعودة روسيا ستكون بمثابة تدمير للإنجاز الوحيد الذي حققته واشنطن في هذه الأزمة.