يعيش لبنان أزمة حقيقية خطيرة للغاية مرتبطة بالوجود السوري والنزوح المستمر اليه في ظل الانهيار الكامل والشامل الذي تعيشه المحافظات السورية، ولعل التصريحات التي بدأت تخرج من بعض المسؤولين، والحراك الامني الذي يقوم به الجيش والذي يتصاعد تدريجياً، يوحي بأن الامور تقترب من مرحلة اللاعودة والتي لن يستطيع لبنان بعدها تدارك تبعاتها واضرارها.

 
تقول مصادر مطلعة ان الأشهر المقبلة يجب ان تكون حاسمة لجهة إيجاد حلول لأزمة النزوح، وتاليا للازمات الاقتصادية والمالية والنقدية، والا فإن البلد قد يدخل في المحظور بداية الربيع، وهذا أمر تأخذه الأطراف المعنية بعين الإعتبار، لكنها في الوقت نفسه لا تمتلك كل ادوات الحل، بل تحتاج الى دعم حقيقي من الدول الخارجية التي سيتسبب لها إنفجار الأزمة في لبنان بأضرار مباشرة وغير مباشرة.  
هكذا يصبح الرهان على مخاوف الاوروبيين من انفجار الجدار اللبناني وتدفق النازحين السوريين الى القارة الاوروبية مع ما يعنيه ذلك من ضغوط اقتصادية وامنية على دولها وتحديدا في ظل الانشغال بالحرب الروسية الاوكرانية، لذلك فإن الدعم المباشر قد يحصل من الجانب الاوروبي عبر دعم صمود لبنان ماليا ولوجستياً، وحتى لو كان هذا الدعم لا يخضع للرضى الاميركي..  
هذه الازمات التي ستترافق مع انعدام قدرة لبنان على الصمود المالي والنقدية، ستجعل من عقد تسوية سياسية محصورة بإنتخاب رئيس جديد للجمهورية امراً مستحيلا، حيث سيكون البحث العملي بتسوية كبرى تطال كل جوانب العمل السياسي والدستوري في لبنان وقد يصل الامر الى بحث بالصيغة اللبنانية ككل على انقاض الإنهيار الشامل وانفجار الأزمات الوجودية...  
وترى المصادر انه في هذه اللحظة التي يعيش البلد فيها كل تلك المخاطر، تبدو المنطقة متجهة بشكل متسارع نحو تسويات سياسية منتظرة من سنوات طويلة، ان كان العلاقة الايرانية - السعودية وان كان الحل بين الرياض وصنعاء الذي قد يكون مفتاحا للحل الشامل، علما انه الحرارة عادت ايضا الى العلاقة الخليجية السورية بعد أشهر من البرودة التي سيطرت مع انتهاء القمة العربية.  
هذا التسابق بين الانفجار والتسوية يسيطر على المشهد اللبناني، لكن الاكيد ان القوى السياسية، او غالبية هذه القوى لا قدرة لها على التأثير بكلا المسارين، لذلك فإن التباطؤ الحاصل والبرودة في التعامل مع المبادرات والحراكات المهتمة بإنهاء الأزمة، ليس الا محاولة لتمرير الوقت لفهم نتائج كل التطورات التي تفرض نفسها على الساحة الاقليمية. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الأسد يبحث هاتفيا مع السيسي تطورات الأوضاع في قطاع غزة

بحث رئيس النظام السوري بشار الأسد، السبت، مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي تطورات الأوضاع في قطاع غزة الذي يشهد عدوانا وحشيا من جيش الاحتلال للشهر التاسع على التوالي، كما حذرا من "خطورة" التصعيد في المنطقة.

جاء ذلك في بيان نشرته الرئاسة المصرية عبر منصة "فيسبوك"، قالت فيه إن السيسي تلقى اتصالا هاتفيا من الأسد، تناولا خلاله "مستجدات الأوضاع الإقليمية، وتبادلا الرؤى بشأن خطورة التصعيد الذي تشهده المنطقة، وضرورة تجنب اتساع رقعة الصراع وحفظ الأمن والاستقرار الإقليميين".

كما شدد السيسي والأسد خلال الاتصال الهاتفي، على "الرفض التام لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية أو تهجير الفلسطينيين"، وفقا للبيان.


وفي هذا الصدد، أكد رئيس النظام المصري على "مواصلة مصر جهودها الرامية لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، وإنفاذ المساعدات الإنسانية بصورة مستدامة وبالكميات التي تلبي احتياجات الأشقاء الفلسطينيين، مع استمرار الدفع في اتجاه إنفاذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".

من جهتها، نقلت رئاسة النظام السوري عن بشار الأسد قوله خلال حديثه مع السيسي، إنه "لو سقطت المنطقة في فخ التطرف والتشدد الذي نُصبَ لها لكان من الصعب أن تقوم هذه المنطقة من جديد، وأن وقوف الشعبين السوري والمصري دائما في وجه التطرف أسهم في حماية دول المنطقة وشعوبها كلها"، حسب تعبيره.

ولليوم الـ274 على التوالي، يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر المروعة ضمن حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.


ومنذ 6 أيار/ مايو الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما بريا عنيفا على مدينة رفح التي تكتظ بالنازحين والسكان، وذلك رغم التحذيرات الأممية والدولية من مغبة العدوان على المدينة الحدودية، وأمر محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ38 ألف شهيد، وأكثر من 87 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.

مقالات مشابهة

  • النائب محمد زين الدين: استمرار الحوار الوطني يؤكد جدية حل جميع الأزمات
  • الأسد يبحث هاتفيا مع السيسي تطورات الأوضاع في قطاع غزة
  • مصر والسودان: التعاون الإنساني والسياسي في ظل الأزمات الحالية
  • طبيبة تكشف قدرة النعناع على منع الشيخوخة
  • رسالتان وراء الاهتمام الدولي بلبنان
  • رضا المواطنين أول اختبار للحكومة الجديدة
  • بوحبيب دعا كندا إلى استخدام نفوذها لتخفيف التوتر في المنطقة
  • التطورات تتسارع... سلاح الجو الإسرائيلي يبدأ موجة واسعة من الهجمات على الحزب
  • ما نحن عليه اليوم هو الأفضل... القطاع العقاري مكبوت ولا أفق للتحسن!
  • التهدئة جنوبا تنتظر لقاءات نتنياهو في واشنطن