وطن تحت التفتيت!!
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
ركن نقاش
وطن تحت التفتيت!!
عيسى ابراهيم
** كلما نقلت بصري في محيط جوارنا الجغرافي ابحث عن شبيه لوطننا المنكوب بحكامه عسكريين ومدنيين منذ استقلاله رجع الي بصري ان لا شبيه لنا في تدهورنا وسرعة فقداننا لتمسكنا بدولتنا مؤسسات وامن وقضاء وشرطة وعسكر..فلنفترض ان الحرب اشتعلت ونزح كثيرون هربا من تبعات وويلات وعنف الحرب ولم نطلب من الشرطة حماية بيوتنا المهجورة اليس من واجبات الشرطة ان توقف اي شاحنة او دفار يحمل ثلاجات وغسالات ومكيفات وشاشات تلفاز وغير ذلك وتسال السائق ومن معه: من اين لكم هذا فاذا عجزوا جنبت شاحناتهم ودفاراتهم من عرض الطريق واعتقلت العاجزين عن الاجابة التي تخارجهم من جريمة السرقة والنهب وحققت معهم واحتفظت بهم وناقلاتهم وحمولاتهم الى ان يظهر اصحابها لاسترداد حاحياتهم المنهوبة وتوقع باللصوص العقوبات المناسبة وبذلك تخلي نفسها من دمغها بالتقاعس عن مهامها!!.
** بعد اشتعال الحرب في ١٥ ابريل ٢٠٢٣ بين الجنرالين غابت الدولة ومؤسساتها بلا رابط بينها فلم يحكمنا العسكر ولا احتوانا المدنيون وظهر فراغ السلطة في غياب مرتبات الموظفين والعمال ونسبوا للبرهان (من غير تاكيد) امره لجبريل مالية بتحويل البند الاول المرتبات والاجور الى دعم الحرب المشتعلة..وغاب ايضا (الجعل) المخصص للمعاشيين لشهور تطاولت وتم تقديم معالجات بالسيسي [حقن سي سي]!!..
** مازلنا كشعب سوداني نعاني من تخريب ممنهج /منذ نظام الانقاذ الثلاثيني/ في القضاء والنيابة والمؤسسات العسكرية الجيش المؤدلج وكذلك الشرطة المؤدلجة والحركات المسلحة والدعم السريع وانهيار الخدمة المدنية والسكة حديد وغيرها من مؤسسات تمت تصفيتها او تم تفريغها وتفتيتها تمهيدا لتصفيتها لاحقا كمشروع الجزيرة والنقل النهري وسودانير والنقل الميكانيكي!!..
** ولان “الطوبة جات في المعطوبة” /العاصمة المثلثة/ اصبحنا بلا تعليم جامعي ولا تعليم عام اساسي واوسط وثانوي ..ونزح السودانيون الى مصر المؤمنة لتعليم ابنائهم (عشرون الف طالب سوداني الى مصر للالتحاق بالجامعات هناك) واؤكد لمعرفتي الموثوقة ان هناك اسر نزحت بفلذات اكبادها لتلحقهم بالمدارس ابتدائي اعدادي ثانوي وربما ينتظروت لالحاقهم بالجامعات هناك!! ..
** خمسة ملايين سوداني الان بمصر (الاحصائية قبل حرب الخرطوم) ما يعادل تمن سكان السودان بعد انفصال الجنوب..وننتظر تجديد الاحصائية بعد اشتعال الحرب وموجة النزوح الجديدة!!..
** سوداني جزار اشتهر بحواره مع الزعيم اسماغيل الازهري ليؤجل دعوته لخروج الانجليز من السودان بحجة ان الانجليز ما زال عندهم عمل لتطوير السودان وانفق وقتا لاقناع الازهري بفكرته ولما لم يستجب له الازهري نزل ضده في الدائرة وكانت النتيجة ان نال ٤٠ صوتا في الانتخابات وفاز الازهري بارقام عالية ضد منافسه فاحاط به الجماعة يوبخونه على نتيجته الضئيلة امام الازهري وكان ينظر الى الارض وينكت بعصاة معه على الارض ثم رفع راسه مخاطبا لهم: والله العاقلين في بلدنا دي ياهن الاربعين الادوني اصواتن ديل!!..
** السودان بلد الذهب والرجال منذ الخديوية الماضية وهو مازال ولعله لن ينفك ولكن اين تكمن عقدة الحكم في بلادنا اهي في العسكر (٨٤% حكما للعسكر منذ الاستقلال) ام في المدنيين (١٦% للاحزاب منذ الاستقلال)..واخيرا ظهرت تلويحات التقسيم (عايرا وادوها سوط)!!..
eisay1947@gmail.com الوسومالتفتيت تقسيم السودان عيسى إبراهيم وطن
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: التفتيت تقسيم السودان عيسى إبراهيم وطن
إقرأ أيضاً:
الحرب ستشتعل في الضعين؛ قراءة في المشهد القادم!
. الضعين نهاية المطاف.. الحرب ستشتعل في الضعين؛ قراءة في المشهد القادم!
يبدو أن الحرب في السودان تدخل مراحلها النهائية، حيث تتحرك بكامل قوتها نحو مدينة الضعين، وسيتصاعد الصراع في دارفور في الايام القادمة بوتيرة غير مسبوقة.
منذ بداية هذه الحرب، كنت قد أشرت إلى أن القبائل العربية في دارفور ستكون الضحية الأولى للصراع – بوست الهجمة المرتدة – ، ليس فقط بسبب فقدانها للدعم الجوي والاستخباراتي الذي كان يوفره الجيش لها، بل أيضًا لأن تحول هذه الأدوات إلى الطرف الآخر – الزرقة – سيغير موازين القوة بالكامل. واليوم، نشهد هذا التحول على أرض الواقع!
الرزيقات في قلب العاصفة
إذا استمر التصعيد بهذه الوتيرة، فإن الرزيقات هم من سيدفع الثمن الأكبر لهذه الحرب. فالمعادلة العسكرية لم تعد في صالحهم، وبنهاية الحرب، من المتوقع أن تخرج غالبية مكونات هذه القبيلة من السودان ( رأى وتوقع خاص جدا).
ربما كان البعض يتوقع أن تكون نتائج هذه الحرب مؤقتة أو محدودة، لكن الواقع يكشف أن الأمور تتجه نحو تغيير ديمغرافي عميق في الإقليم.
المسيرية: تغيير التحالفات قادم
أما المسيرية، فهم على وشك الانسلاخ من التحالف مع قوات الدعم السريع، ومن المرجح أن يلعبوا دورًا رئيسيًا في القضاء عليه. ومع ذلك، لن يكون خروجهم من المشهد العسكري والسياسي سهلاً، إذ سيتم وضعهم تحت المراقبة لسنوات قادمة، تحسبًا لأي تحركات مستقبلية قد تؤثر على موازين القوى.
الضعين.. معركة الحسم؟
كل الدلائل تشير إلى أن نهاية الحرب ستكون في الضعين. هذه المدينة قد تتحول إلى نقطة الصراع الأخيرة، حيث تتلاقى القوى المتصارعة في مواجهة حاسمة. ما سيحدث هناك سيحدد ملامح السودان الجديد، سواء من حيث التركيبة السكانية أو مراكز النفوذ السياسي والعسكري.
الحرب في السودان لم تعد مجرد صراع بين جهتين، بل أصبحت إعادة تشكيل كاملة للمشهد السياسي والاجتماعي. والضعين قد تكون الفصل الأخير في هذه الرواية الدامية.
دي طوبتي وبذكركم
وليد محمدالمبارك احمد
إنضم لقناة النيلين على واتساب