هيثم السحماوي

 

(زمان التركية)- بداية أحب أن أؤكد على نقطتين هامتين أولهما: أن مسألة الالتزام بالقواعد والأُسُس العلمية في مجال البحث العلمي وتوثيق المعلومات والأفكار المأخوذة من الآخرين، ليس من قبيل الأدبيات أو الأخلاقيات وفقط، أو بلغة أهل الفقه شئ من قبيل السنن أو النوافل بمعنى أنه يثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، وإنما الالتزام بهذه القواعد هو من الأمور الفرضية الواجب الإلتزام بها، وأن عدم الإلتزام بذلك يشكل مسؤولية جنائية على الشخص، وهذا في العديد من البلدان، وتختلف القوانين الخاصة بهذه المسؤولية من دولة الي دولة.

النقطة الثانية التي أود التأكيد عليها هي أن مسألة الحماية من السرقات الفكرية ليس بالأمر العادي وإنما هو من الأمور ذات الأهمية الكبيرة، وفي نفس الوقت سُبل الحماية من هذا النوع من الجرائم ليس بالأمر الهين، خاصة في هذا العصر الذي نعيشه، عصر التكنولوجيا الرقمية والابتكار المستمر، فقد أصبحت جرائم السرقات الفكرية أكثر تطوراً وانتشاراً من أي وقت مضى، ومن ثم تحتاج إلى وسائل حماية أكثر تطور وحداثة بحيث تؤتي أُكلها وتحقق غايتها وتحمي الإنتاج الفكري من السطو عليه من قبل مجرمين وسارقي الأفكار .

وهنا يأتي السؤال المنطقي ماهي هذه الوسائل والسبل التي يمكن أن تحقق الحماية للأفكار من سرقتها ؟

الحقيقة أن أول هذه السُبل ووسائل الحماية هي ذاتية، بمعنى أنها تعتمد على أصحاب الفكر أنفسهم، ما يسمى بوسائل الوقاية من هذا النوع من الجرائم،وهذا يتحقق  بأن يقوم أصحاب الأفكار  بما عليهم  القيام من وسائل لحماية إنتاجهم الفكري من السطو عليه من قبل أي أحد بكل السبل،مثل أن يقومو بالتسجيل الرسمي للملكية الفكرية،مثل البراءات والعلامات التجارية وحقوق النشر.

هذا الإجراء يوفر لهم حماية قانونية قوية ويسهل عليك متابعة أي انتهاكات محتملة على حقوقهم.

وأيضا أن يطبقوا أعلى معايير الأمان، لحماية أفكارهم، مثل إستخدام التشفير وغيره من حلول الأمان المتقدمة لحماية أفكارهم.

      ومن جانب آخر إذا ما وقع اعتداء على بضاعتهم الفكرية عليهم أن يقومون بموقف إيجابي حيال ذلك ويتخذون كافة الإجراءات والسبل القانونية التي تساعدهم في الحصول علي حقوقهم دون أي نوع من التردد أو عدم الإيجابية أو التهاون في السعى نحو استرداد حقوقهم.

ويتم ذلك بعدة طرق منها تقديم الدعم لسلطات التحقيق ومساعدتهم والقيام بدور إيجابي معهم للنجاح في محاربة هذا النوع من الجرائم الخطير.

هذا ما يعتمد على الأشخاص أصحاب الأفكار، أما الجانب الأكبر فهو يعتمد على الدولة بكافة جهاتها، من منطلق الواجب الذي عليها في حماية المنتج الفكري بكافة أنواعه لمواطنيها وهو يشكل التزام علي الدولة وحق للأفراد عليها، ومن جانب أخر من منطلق أن هذه الحماية تعود بالنفع على الدولة من عدة جوانب .

وعن هذه الإلتزامات الملقاة على  عاتق الدول، وكيفية القيام بها بفاعلية أستأذن القارئ الفاضل أن يكون حديثي في المقال القادم إن شاء الله.

يسعدني التواصل وإبداء الرأي

[email protected]

مراجع المقال:

      Smith, John. (2020). “Protecting Intellectual Property Rights: A Comprehensive Guide.” Wiley.       World Intellectual Property Organization (WIPO). (n.d.). “Understanding Copyright and Related Rights.”        United States Patent and Trademark Office (USPTO). (2022). “Protecting Your Trademarks.”                    Tags: الإنترنتالتوثيقجرائم السرقات الفكرية

المصدر: جريدة زمان التركية

كلمات دلالية: الإنترنت التوثيق

إقرأ أيضاً:

دفاع النواب: رسائل الرئيس في حفل كلية الشرطة حاسمة لحماية الأمن القومي

اعتبر النائب خالد طنطاوى، عضو لجنة الدفاع والأمن القومى بمجلس النواب، الرسائل المهمة والعاجلة والحاسمة التى جاءت خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال حفل تخرج دفعة جديدة من طلاب كلية الشرطة بمثابة دليل قاطع على قدرة مصر على حماية الأمن القومى.

وأكد أن التاريخ والواقع أكدا للرأى العام المصرى بجميع اتجاهاته وانتماءاته السياسية والشعبية والحزبية حرص القيادة السياسية على الحفاظ على أمن مصر القومي وسيادتها الكاملة على كل شبر من أراضيها حتى وسط تطورات معقدة وشديدة الخطورة تحيط منطقة الشرق الأوسط.
ووجه " طنطاوى " فى بيان أصدره اليوم كل التحية والتقدير إلى الرئيس السيسي لحرصه على مصارحة المصريين بكل صدق وأمانة وحرصه أيضاً خلال الاحتفالية على توجيه عدة رسائل للشعب المصري، أبرزها أن الدولة المصرية مستقرة وأن الأمور تسير في اتجاهها الصحيح.

كما حرص الرئيس السيسي على طمأنة جموع الشعب بشأن الدولة المصرية ودعوتهم لعدم الإنصات للشائعات التي تخرج من أبواق كاذبة تستهدف النيل من أمن واستقرار الدولة المصرية وأن كل ما يثار من شائعات محض افتراء وكذب هدفه إحداث حالة من البلبلة في الشارع المصري وبين المواطنين مشيراً الى أن هذه الرسائل الحاسمة والواضحة من الرئيس السيسى لقيت ارتياحاً كبيراً وواسع النطاق من جميع المصريين
وأشاد النائب خالد طنطاوى بتأكيد الرئيس السيسي خلال كلمته على دور الشعوب في الحفاظ على صمود الأوطان من خلال إدراك حجم التحديات التي تواجهنا على الحدود الغربية والجنوبية والشرقية خلال المرحلة الحالية من عمر الوطن مؤكداً أن الشعب المصرى العظيم يثق وبلا حدود فى سياسات الرئيس السيسى داخلياً وخارجياً من اجل الحفاظ على أمن واستقرار مصر.
وأعلن النائب خالد طنطاوى اتفاقه التام والمطلق مع حديث الرئيس بأن الأمم لا تصمد بقيادتها فقط ولكن بشعبها وقيادتها معا، مشيراً إلى ان المصريين على وعى تام وحقيقى بتحذير الرئيس السيسى من حجم التحديات التي تشهدها المنطقة وما تشهده حدود مصر الشرقية والغربية والجنوبية وهو ما يعد رسالة فى غاية الأهمية تؤكد للعالم كله أن جميع المصريين يقفون صفاً واحداً خلف القيادة الحكيمة للرئيس السيسى لمواجهة جميع التحديات والمخاطر والمؤامرات الداخلية والخارجية التى تواجه الدولة المصرية.

مقالات مشابهة

  • مدبولي: نحتاج إلى القامات الفكرية الكبيرة لتعزيز مصالح الدولة المصرية
  • مدبولي: الحكومة تسعى للتحاور مع القامات الفكرية لمواجهة التحديات الراهنة
  • مدبولي: نحتاج إلى مشاركة تحديات الدولة المصرية مع القامات الفكرية الكبيرة
  • الأجهزة الأمنية تواصل جهودها لمكافحة جرائم السرقات وملاحقة وضبط مرتكبيها
  • ورشة عمل حول "الحماية القانونية للملكية الفكرية في البيئة الرقمية"
  • «حماة الوطن» ينظم ندوات تثقيفية عن جهود الدولة في «الحماية الاجتماعية»
  • دفاع النواب: رسائل الرئيس في حفل كلية الشرطة حاسمة لحماية الأمن القومي
  • العدل العراقية: آلية جديدة لحماية عقارات الدولة من التلاعب
  • أستاذ علوم سياسية: مصر تبذل جهودا ضخمة ببرنامج الحماية المجتمعية
  • نائب رئيس حزب المؤتمر: مصر تبذل جهودا ضخمة ببرنامج الحماية المجتمعية