لبنان ٢٤:
2025-02-02@13:24:09 GMT

خلايا خطيرة.. لماذا قرّر داعش إغتيال وليد جنبلاط؟

تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT

خلايا خطيرة.. لماذا قرّر داعش إغتيال وليد جنبلاط؟

لماذا قرَّر "أمير داعش" في مخيَّم عين الحلوة عماد ياسين إغتيالَ وليد جنبلاط وليس غيره؟ سؤالٌ طرحَ نفسهُ كثيراً بعد إصدار المحكمة العسكريّة قبل أيام حُكماً بسجن ياسين مدّة 160 عاماً، والمفارقة أنَّ ما أقرّ به الأخير من اعترافات يمكن أن يكشف عن تهديد كبير يطمحُ "داعش" لتنفيذه في لبنان بأدواتٍ جديدة مُختلفة عن تلك التي كانت سائدة سابقاً.

يُمكن أن يكون اغتيالُ جنبلاط هو "الشَّعرة" التي يمكن أن تقصم ظهر البعير في لبنان، فإستهداف "البيك" سيؤدي إلى "إنتكاسة" سياسية كبيرة، كما أنه سيساهم في ضرب التوازنات في البلد. بشكلٍ أو بآخر، تُعدّ الإطاحة بجنبلاط بمثابة قاعدة أساسية للإنطلاق نحو إستهداف "حزب الله" إذ يُمكن إتهام الأخير بتنفيذ عملية الإغتيال في حال لم ينكشف المُخطط قبل تنفيذه. كذلك، كان من المُمكن إتهام سوريا بالعملية باعتبار أنَّ مواقف جنبلاط كانت نارية ضد دمشق وتحديداً في الأيام التي خطّط ياسين لاغتياله فيها. هنا، يكشفُ المسار القائم النيّة المبيتة لدى الجماعات الإرهابية بفرض فتنةٍ داخلية في لبنان، ومفتاح هذا الأمر يرتبطُ حتماً بإستهداف زعماء أساسيين يُشكلون في هويتهم ومواقفهم صمّام أمان، رغم التناحر السياسي القائم بين الأطراف المُختلفة. النُّقطة الأبرز والتي يمكن أن تدفع ياسين لاغتيال جنبلاط كانت تتمثلُ في أنّ الأخير لا يهتمُّ كثيراً بـ"المواكب" الفضفاضة. كثيراً ما كان المواطنون يلمحون "زعيم المختارة" بينهم في سيارته لوحده، سواء في بيروت أو حتى خلال إنتقاله من المُختارة إلى كليمنصو عبر الأوتوستراد السّاحلي. الأمرُ هذا يمكن أن يعطي حافزاً لأي مجموعة إرهابية بإستهداف زعيم المختارة من خلال مراقبة حركته ورصدها، علماً أن هذا الأمر نفذه ياسين فعلياً من خلال إستطلاع مكان سكن جنبلاط في كليمنصو عبر تجنيد شخصٍ يُدعى محمد الكوتا. المُخطط تبدّل
قبل توقيفه عام 2016 من قبل مخابرات الجيش ضمن عملية مُعقدة جرى تنفيذها في حي الطوارئ عند تخوم مُخيم عين الحلوة، كان ياسين يسعى لأن يكون "المنفذ الأول" لمُخطط "داعش" في لبنان. حينها، كان التنظيم الإرهابي يتمادى كثيراً في سوريا ولبنان والعراق، وإثر خسارته معاقله الأساسية في سوريا والعراق عام 2019 وانهزامه في لبنان خلال معركة "فجر الجرود" عام 2017، دأب التنظيم على إعادة تشكيل نفسه للإنطلاق مُجدداً عبر مُخطط جديد يتمحور في تشكيل خلايا داخل المخيمات وتقويتها أكثر من السابق. الأمر الأخطر هو أنه لم يعد هناك مسؤولون بارزون وواضحون للتنظيم، وهذا الأمر سيساعدُ في تشكيل "ذئاب منفردة" تستطيع تنفيذ عمليات من دون الإرتباط برأسٍ واحد مُحدد يديرها. هنا، تكمن الإنعطافة الأمنية الخطيرة لاسيما مع إنكشاف الخفايا داخل مخيمات النازحين السوريين سواء على صعيد تخزين السلاح أو احتضان المُسلّحين. ما يتبين بعد الرصد والمتابعة هو أنّ "داعش" قرر الدخول إلى لبنان مُجدداً من بوابة "ثغرات أمنية" إسمها مخيمات النازحين ومخيمات اللاجئين الفلسطينيين، فهناك يستغلُّ الأرضية المواتية له لتشكيل الخلايا التي يديرها من بُعد. إنطلاقاً من ذلك، لا يجب بتاتاً التهاون مع ملف مخيم عين الحلوة المتوتر منذ شهرين بالضبط، فالمعركةُ هناك تكشفُ تماماً عن وجود سعي لتطبيق نفوذ "داعشيّ" داخل المخيم الذي خطط عماد ياسين داخل أروقتهِ لإغتيال جنبلاط وتنفيذ تفجيرات أخرى. لهذه الأسباب وغيرها، يجبُ النظرُ إلى المُخطّطات عبر الغوص في صميمها، وما يجري حالياً على صعيد إستعادة "داعش" لنفوذه في سوريا قد يكونُ مُمهداً لإطلاق موجة جديدة من الإرهاب عبر أنماطٍ أمنية مُختلفة. فعلياً، التنظيم اليوم لا أرض واضحة يُسيطر عليها، بينما قدرته على التحرك باتت أسهل لأن فروعه ممتدة هنا وهناك، وبالتالي يُصبح من الصعب جداً ضبط عملياته بسهولة أو ضرب مركز القرار فيه مثلما كان يحصل سابقاً سواء في سوريا أو في العراق. أمام هذه المشهدية، يبقى لزاماً في لبنان إزالة كل "ورمٍ داعشي" فور إكتشافه، فالمسألة خطيرة وليس سهلة أو عابرة. ففي عين الحلوة، هناك مرضٌ يتمثل بجماعات مُسلحة ثبُت أنها ترتبطُ بـ"داعش"، فمن خلالها يمكن أن يتعرض الجيش لإستهدافات وعبرها يمكن أن يتزعزع أمن الجنوب وصيدا وكل لبنان.. عندها، لن يقف المخطط عند حدود الإغتيالات، بل سيتجاوزُ حدوده إلى أبعد من ذلك. لهذا، المعركة القائمة حالياً داخل المخيمات لا يجب أن تنتهي إلا بـ"الحسم"، وإلا فإنَّ سيناريوهات الرعب التي فرضها "داعش" سابقاً مرشحة للتكرار، إما عبر تفجيرات متصاعدة أو عبر إغتيالات أو حتى عبر سيطرة ميدانية، وهناك ستكون الطّامة الكبرى!

المحكمة العسكرية
وكانت المحكمة العسكرية اصدرت هذا الاسبوع حكماً بالسجن 160 عاماً على أمير «داعش» في مخيم عين الحلوة عماد ياسين، بعدما أقرّ بالتخطيط لتنفيذ عشرات العمليات الإرهابية، من بينها تفجير معملَي الجية والزهراني واغتيال النائب السابق وليد جنبلاط واستهداف سوق النبطية وفنادق في جونية ومبنى قناة «الجديد». وقال ياسين خلال المحاكمة" ان اغتيال جنبلاط لتغذية الفتنة في لبنان والدفع الى وقوع حرب أهلية، باعتبار جنبلاط من أذكى الشخصيات السياسية".


المصدر: لبنان 24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: م عین الحلوة فی لبنان فی سوریا یمکن أن

إقرأ أيضاً:

كيف تكيّف المهربون على حدود سوريا ولبنان بعد سقوط الأسد؟

قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إنه على الرغم من تعيين رئيس جديد ورئيس وزراء في لبنان، إلا أن البلاد لا تزال في حالة اضطراب سياسي، وطالما أن حزب الله يحتفظ بأسلحته، فإنه قد يستخدمها، داخلياً وضد إسرائيل، لتسجيل نقاط في حملته السياسية.

 

وأضافت "هآرتس"، في تحليل تحت عنوان "حزب الله يقاتل من أجل مكانته في لبنان حتى على حساب عملية إعادة بناء الدولة المتعثرة"، أن التهريب من لبنان إلى سوريا يشكل أحد أهم القطاعات الاقتصادية في وادي سهل البقاع بلبنان، مشيرة إلى أن العقوبات الثقيلة التي فرضها المجتمع الدولي على سوريا خلال الحرب الأهلية  قد أدت إلى تقييد حركة التجارة عبر المعابر الحدودية الستة القانونية بينها وبين لبنان، مما أدى إلى ازدهار أكثر من 100 معبر غير قانوني، تشمل عبور المخدرات العضوية والصناعية، والسيارات المسروقة، والأجهزة الكهربائية، والخضروات والفواكه والكثير من الوقود، والتي تصل قيمتها إلى ملايين الدولارات يومياً، مستطردة: "تعبر البضائع عبر الحدود من سهل البقاع وتنتقل إلى أيدي المستوردين السوريين".

لبنان: مقتل اثنين في ضربة إسرائيلية على سهل البقاعhttps://t.co/neurmucHX9

— 24.ae (@20fourMedia) January 31, 2025

 


تبديل المهربين

وتقول الصحيفة، في التحليل الذي أعده تسفي برئيل، أنه عند سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول)، بدا للحظة أن ماكينة الأموال هذه سوف تتوقف أيضاً، ولكن سرعان ما اتضح أن كل ما هو مطلوب هو "تعديل تجاري" مع المشترين الجدد الذين ظهروا على الجانب السوري، موضحة أن معظم المهربين اللبنانيين في سهل البقاع هم من  المجتمع الشيعي.
وأضافت أنه بعد اندلاع الحرب في عام 2011، خضع التهريب لتغيير هيكلي، وانتقل الجانب السوري من الحدود من أيدي القرويين إلى أيدي الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد، الشقيق الأصغر لبشار الأسد، بينما انتقلت السيطرة على الجانب اللبناني إلى أيدي رؤساء البلديات والعائلات الكبيرة الموالية لحزب الله، مستطردة: "عندما سقط نظام الأسد، سقط معه الهاربون الموالون له، وحل محلهم على الفور منافسوهم  السنة الذين يعيشون على طول الحدود".
ونقلت الصحيفة عن أحد المهربين في لبنان قوله: "للأسف دخلت السياسة الطائفية في كل مكان، وأنا كلبناني شيعي لم أعد أجرؤ على دخول سوريا بعدما عشنا حياة رغيدة، كل المعابر مغلقة أمامنا ونحن ندفع ثمن السياسة من دون أن يتشاور معنا أحد"، ولكنه قال إن هناك حلاً لهذه المشكلة أيضاً "الآن نبحث عن شركاء سنة على الجانب السوري، ففي نهاية المطاف، لا أستطيع أن أترك خزانات الوقود (المخصصة للتهريب) لتجف أو أبيعها بنصف الثمن، نحن بحاجة إلى كسب لقمة العيش".

أمريكا تسعى لمنع حليف لحزب الله من تسمية وزير مالية لبنان https://t.co/oF72grvUE7

— 24.ae (@20fourMedia) January 31, 2025

 


وضع غير مستقر

وبينما يعمل المهربون الشيعة في وادي لبنان على شق قنوات جديدة لأنفسهم والتكيف مع الوضع الجيوسياسي الجديد بما فيه أن حزب الله لن يكون قادراً على ضمان معيشتهم، فإن وضع سكان القرى الشيعية في الجنوب لا يزال غير مستقر،  ولا يزال جنوبيون كثر غير قادرين على العودة إلى منازلهم بسبب استمرار عمليات الجيش الإسرائيلي في المنطقة، ويجد أولئك الذين عادوا أنه ليس ثمة من يساعدهم في إعادة بناء منازلهم وبساتينهم المدمرة، بحسب الصحيفة.

مقالات مشابهة

  • ترامب: أمرنا بضربات جوية على مقاتلين داعش في الصومال
  • قلق متزايد وارتباك كبير.. مخاوف من هروب عناصر داعش من سجون سوريا بعد تجميد المساعدات الأمريكية.. مخاطر أمنية بعد توقف التمويل البالغ 10 ملايين دولار شهريًا لدعم عمليات الحراسة
  • كيف تكيّف المهربون على حدود سوريا ولبنان بعد سقوط الأسد؟
  • جنيلاط: لتذليل العقبات امام تأليف الحكومة الجديدة
  • البيت الأبيض: ترامب يحتفظ بالحق في دراسة خيار سحب القوات الأمريكية من سوريا
  • طبيب أسرة: شرب السوائل الساخنة قد يسبب خلايا سرطانية .. فيديو
  • الأمريكان يستعدون لـأمر كبير.. رصد حشود عسكرية ضخمة بضمنها قوات الدلتا في سوريا
  • الأمريكان يستعدون لـأمر كبير.. رصد حشود عسكرية ضخمة بضمنها قوات الدلتا في سوريا - عاجل
  • الجيش الأمريكي: مقتل قيادي في جماعة تابعة للقاعدة شمال غرب سوريا
  • "البسيج" يعبر عن مخاوف جدية من أبناء مغاربة "داعش" في شمال سوريا