أثير- عبدالرزّاق الربيعي

عندما ينتقل الخطاب الثقافي من المركز ليلامس قلب الصحراء، وتقف عند تخوم الربع الخالي، يكون هذا الخطاب قد انتقل إلى الأطراف التي هي أحوج ما تكون إلى مثل هذه الأنشطة، لكسر عزلتها الثقافية، فإقامة الفعاليات في مثل هذه المناطق من شأنه أن ينعشها ثقافيا، ويرفع مستوى الوعي لدى الأفراد، ويكشف عن المواهب، ويعطيها فرصا للظهور، وقد أكّد صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم وزير الثقافة والرياضة والشباب عندما تشرّفنا بلقائه خلال عملنا في مجلس إدارة النادي الثقافي السابق ضرورة التوجّه إلى مناطق السلطنة البعيدة، وعدم حصر الفعاليات داخل قاعة النادي، وفي العاصمة مسقط، وهذا ما حرصنا عليه خلال سنوات عملنا في المجلس (2020-2023م)، وسيواصل المجلس الجديد هذا النهج، كما أكّد رئيسه الدكتور محمد علي البلوشي، من خلال إعداد خطّة سنرى مفرداتها مترجمة على أرض الواقع، ففي تلك المناطق كثيرا ما يكون الجمهور متعطّشا لأيّة فعاليّة ثقافيّة، وصار من المعروف لمنظّمي الفعاليّات في تلك المناطق أنّ الحضور الجماهيري فيها يفوق التوقّعات دائما، ومن واجب المثقفين الخروج من تلك القاعات والتوجّه للمجتمع إن حالت الظروف دون وصوله إليه، بسبب بُعد تلك المناطق عن المراكز الثقافيّة.


وهكذا يأتي تنظيم (ملتقى هيماء الثقافي) الذي يقيمه النادي الثقافي بدعم من شركة تنمية نفط عمان في منطقة امتياز الشركة، بولاية هيماء التابعة لمحافظة الوسطى – تبعد عن مسقط حوالي540 كم- بهدف تعزيز الجانب المعرفي والكشف عن مواهب أبنائها، وصقلها، والاهتمام بالناشئة والشباب، في تلك المناطق، عبر ملتقى تتنوّع مفرداته، فمن بين فعاليات الملتقى إقامة معرض للكتاب بمشاركة دور نشر ومكتبات عُمانية، يضمّ إصدارات النادي الثقافي، والجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، ودار لبان للنشر، ودار نثر، ومكتبة مسار الفكر، ومكتبة الثعلب الأحمر، ومكتبة قراء المعرفة وذلك للحثّ على القراءة، فوصول الكتاب العماني إلى تلك المناطق يوفّر لأبنائها عناء البحث عنه، وللمهن الحرفية مساحة في المعرض حيث يقام المعرض الحرفي الذي تشارك فيه 8 مؤسسات حرفية بإشراف هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وكلّنا نعرف أهمّية هذه المعارض في تشجيع الحرف اليدوية، وفتح المجال للحرفيين لعرض نتاجاتهم والتعريف بها، ومن بين الفعاليات إقامة معرض الفن التشكيلي الذي سيتضمن 15 لوحة فنية لـ 15 فنانًا عُمانيًّا، كما سيقيم الملتقى 5 حلقات عمل ثقافية متخصّصة للأطفال والموهوبين في المحافظة، في مختلف المجالات، من بينها حلقة في الكولاج وأخرى في الكتابة الإبداعية وثالثة في الإنشاد والإلقاء والتقديم الإذاعي، وإعداد الممثل في المسرح المدرسي، إلى جانب 6 حلقات للموهوبين للطلبة، في أساسيّات الشعر الفصيح، وحلقة الرسم والتلوين، وحلقة الخط العربي وبوح المعادن وحلقة الكتابة الإبداعية في أساسيات القصة القصيرة، وحلقة صناعة المحتوى الإلكتروني، وحلقة الأسرة القارئة، إلى جانب 3 جلسات حوارية، الأولى عن التاريخ الحضاري لمحافظة الوسطى، وجلسة مع كتاب وأدباء من محافظة الوسطى وأخرى مع مجموعة من الرائدات في المحافظة، وأمسية شعرية بالإضافة إلى أمسية فنية للمرأة والطفل، وعرض مسرحي، وبرنامج متنوّع غنيّ بالمفردات التي تعطي للشباب والناشئة مساحة واسعة، من شأنها أن تعطيهم فرصة لتطوير مواهبهم في ملتقى نأمل أن يُقام سنويّا، كما هو مخطّط له، فالأهداف التي وضعها الملتقى ينسجم مع توجّه الجهة الداعمة شركة تنمية نفط عمان، إيمانا منها بضرورة بذل المزيد من الجهود الثقافية في مناطق امتيازها، وكلنا أمل بنجاحه ليواصل رحلته في بقية المناطق.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: تلک المناطق

إقرأ أيضاً:

ملتقى يستعرض أحدث التطورات التكنولوجية في التعليم بالبريمي

استعرض "ملتقى الابتكار للمعلمين" الذي انطلق بمركز الابتكار العلمي بالمديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة البريمي أحدث التطورات التكنولوجية، حيث اشتمل على أربع أوراق عمل ذات صلة بمجالات التعليم والتكنولوجيا والاستدامة، كما تم توفير خدمة البث المباشر للمعلمين المهتمين بهذا المجال.

وشهد الملتقى الذي استمر لمدة يومين تقديم ورقتي عمل الأولى بعنوان "استكشاف تقنية البلوكتشين" قدمتها ريم الشامسية من المديرية العامة للثروة الزراعية وموارد المياه تناولت فيها ماهية تقنية البلوكتشين، وكيفية عملها، وتطبيقاتها المختلفة في مجالات التعليم والتكنولوجيا والأعمال.

أما الورقة الثانية فجاءت بعنوان "عجائب فيزياء الجسيمات داخل سيرن" قدمها الدكتور منذر المنذري أكاديمي بجامعة التقنية والعلوم التطبيقية بمسقط، حيث اصطحب الحضور في جولة افتراضية داخل مختبر سيرن للفيزياء، وشرح أهم الاكتشافات العلمية التي تم تحقيقها والتجارب الشهيرة والتطبيقات العملية لفيزياء الجسيمات في مجالات متعددة، ومناقشة التحديات المستقبلية وسبل تجاوزها.

ويستكمل الملتقى بحلقتي عمل الأولى بعنوان "الاستثمار والتمويل الأخضر" يقدمها الدكتور أحمد العفيفي عضو هيئة تدريس في كلية البريمي الجامعية يتناول خلالها مفهوم الاستثمار الأخضر، وأهميته في تحقيق التنمية المستدامة، وآليات الاستثمار في المشروعات الصديقة للبيئة. أما الحلقة الثانية بعنوان "تطوير نماذج الأعمال المستدامة" قدمتها هاجر العلوية عضوة هيئة تدريس في كلية البريمي الجامعية يتعرف خلالها الحضور على خطوات تطوير نماذج أعمال مستدامة تضمن الربحية مع الحفاظ على البيئة.

وأكد عوض بن محمد الهنائي رئيس قسم الابتكار والأولمبياد العلمي على أهمية هذا الملتقى كونه فرصة لتبادل الخبرات والمعارف بين المعلمين والمعلمات، وتعريفهم بأحدث التطورات في مجالات التعليم والتكنولوجيا والاستدامة، كما يهدف إلى تعزيز مهارات المعلمين والمعلمات وتطوير قدراتهم، بما يسهم في الارتقاء بجودة التعليم وتحسين مخرجاته باختيار الموضوعات المهمة والمفيدة المرتبطة بمجال عملهم.

مقالات مشابهة

  • "مواهبنا مستقبلنا" تحيي احتفالية ثورة 30 يونيو بالمركز الثقافي بطنطا
  • «مواهبنا مستقبلنا» تُحيي غداً احتفالية ثورة 30 يونيو بالمركز الثقافي بطنطا
  • غداً.. انطلاق فعاليات ملتقى دمشق الثاني للخلايا الجذعية
  • شرطة دبي تنظم ملتقى للتعريف بالخدمات الذكية عبر منصاتها
  • ملتقى المشاريع الشبابية يناقش دعم الشباب في ريادة الأعمال في ظفار
  • ملتقى يستعرض أحدث التطورات التكنولوجية في التعليم بالبريمي
  • 46 طالبا ينهون تعلم الأحكام الشرعية في ملتقى بالداخلية
  • ضمن مبادرة “صوتك مسموع” شرطة دبي تنظم الملتقى الثاني للتواصل المجتمعي في منطقة جبل علي
  • ملتقى التأثير المدني: زمنُ العملِ الصَّامِت بين كُتْلَتَين تاريخيَّة ووازِنَة!
  • وزيرة الاستثمار تخاطب ملتقى الكوميسا بتونس