عبدالرزاق الربيعي يكتب: “ملتقى هيماء”؛ الثقافة من المركز إلى الأطراف
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
أثير- عبدالرزّاق الربيعي
عندما ينتقل الخطاب الثقافي من المركز ليلامس قلب الصحراء، وتقف عند تخوم الربع الخالي، يكون هذا الخطاب قد انتقل إلى الأطراف التي هي أحوج ما تكون إلى مثل هذه الأنشطة، لكسر عزلتها الثقافية، فإقامة الفعاليات في مثل هذه المناطق من شأنه أن ينعشها ثقافيا، ويرفع مستوى الوعي لدى الأفراد، ويكشف عن المواهب، ويعطيها فرصا للظهور، وقد أكّد صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم وزير الثقافة والرياضة والشباب عندما تشرّفنا بلقائه خلال عملنا في مجلس إدارة النادي الثقافي السابق ضرورة التوجّه إلى مناطق السلطنة البعيدة، وعدم حصر الفعاليات داخل قاعة النادي، وفي العاصمة مسقط، وهذا ما حرصنا عليه خلال سنوات عملنا في المجلس (2020-2023م)، وسيواصل المجلس الجديد هذا النهج، كما أكّد رئيسه الدكتور محمد علي البلوشي، من خلال إعداد خطّة سنرى مفرداتها مترجمة على أرض الواقع، ففي تلك المناطق كثيرا ما يكون الجمهور متعطّشا لأيّة فعاليّة ثقافيّة، وصار من المعروف لمنظّمي الفعاليّات في تلك المناطق أنّ الحضور الجماهيري فيها يفوق التوقّعات دائما، ومن واجب المثقفين الخروج من تلك القاعات والتوجّه للمجتمع إن حالت الظروف دون وصوله إليه، بسبب بُعد تلك المناطق عن المراكز الثقافيّة.
وهكذا يأتي تنظيم (ملتقى هيماء الثقافي) الذي يقيمه النادي الثقافي بدعم من شركة تنمية نفط عمان في منطقة امتياز الشركة، بولاية هيماء التابعة لمحافظة الوسطى – تبعد عن مسقط حوالي540 كم- بهدف تعزيز الجانب المعرفي والكشف عن مواهب أبنائها، وصقلها، والاهتمام بالناشئة والشباب، في تلك المناطق، عبر ملتقى تتنوّع مفرداته، فمن بين فعاليات الملتقى إقامة معرض للكتاب بمشاركة دور نشر ومكتبات عُمانية، يضمّ إصدارات النادي الثقافي، والجمعية العُمانية للكتاب والأدباء، ودار لبان للنشر، ودار نثر، ومكتبة مسار الفكر، ومكتبة الثعلب الأحمر، ومكتبة قراء المعرفة وذلك للحثّ على القراءة، فوصول الكتاب العماني إلى تلك المناطق يوفّر لأبنائها عناء البحث عنه، وللمهن الحرفية مساحة في المعرض حيث يقام المعرض الحرفي الذي تشارك فيه 8 مؤسسات حرفية بإشراف هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وكلّنا نعرف أهمّية هذه المعارض في تشجيع الحرف اليدوية، وفتح المجال للحرفيين لعرض نتاجاتهم والتعريف بها، ومن بين الفعاليات إقامة معرض الفن التشكيلي الذي سيتضمن 15 لوحة فنية لـ 15 فنانًا عُمانيًّا، كما سيقيم الملتقى 5 حلقات عمل ثقافية متخصّصة للأطفال والموهوبين في المحافظة، في مختلف المجالات، من بينها حلقة في الكولاج وأخرى في الكتابة الإبداعية وثالثة في الإنشاد والإلقاء والتقديم الإذاعي، وإعداد الممثل في المسرح المدرسي، إلى جانب 6 حلقات للموهوبين للطلبة، في أساسيّات الشعر الفصيح، وحلقة الرسم والتلوين، وحلقة الخط العربي وبوح المعادن وحلقة الكتابة الإبداعية في أساسيات القصة القصيرة، وحلقة صناعة المحتوى الإلكتروني، وحلقة الأسرة القارئة، إلى جانب 3 جلسات حوارية، الأولى عن التاريخ الحضاري لمحافظة الوسطى، وجلسة مع كتاب وأدباء من محافظة الوسطى وأخرى مع مجموعة من الرائدات في المحافظة، وأمسية شعرية بالإضافة إلى أمسية فنية للمرأة والطفل، وعرض مسرحي، وبرنامج متنوّع غنيّ بالمفردات التي تعطي للشباب والناشئة مساحة واسعة، من شأنها أن تعطيهم فرصة لتطوير مواهبهم في ملتقى نأمل أن يُقام سنويّا، كما هو مخطّط له، فالأهداف التي وضعها الملتقى ينسجم مع توجّه الجهة الداعمة شركة تنمية نفط عمان، إيمانا منها بضرورة بذل المزيد من الجهود الثقافية في مناطق امتيازها، وكلنا أمل بنجاحه ليواصل رحلته في بقية المناطق.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: تلک المناطق
إقرأ أيضاً:
قصور الثقافة تختتم ملتقى أهل مصر لفتيات المحافظات الحدودية في الوادي الجديد
احتضن مسرح سينما هيبس بمدينة الخارجة، حفل ختام الملتقى الثامن عشر لفنون المرأة والفتاة، ضمن مشروع "أهل مصر" المقام برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو, وزير الثقافة، ونظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، بمحافظة الوادي الجديد، تحت شعار "يهمنا الإنسان".
شهد الختام مها رشدي، منسق فعاليات الإدارة العامة لثقافة المرأة، وميرڤت حامد، مدير إدارة الفنون بثقافة المرأة، وماهر كامل، مدير قصر ثقافة موط، ولفيف من القيادات الثقافية والتنفيذية بالمحافظة وإعلاميين.
استهلت الفعاليات بتفقد معرض تضمن أعمالا مميزة نتاج الورش الفنية والحرفية التي نفذت خلال الأسبوع وهي: الإكسسوارات، حقائب بالخرز، مشغولات بالشبك، والرسم بالرمال.
وأوضحت مها رشدى منسق فعاليات الإدارة أن الملتقى جاء بمثابة منصة للتواصل بين الفتيات والسيدات، وإظهار مواهبهم طيلة فترة إقامته، التي شهدت إبداعات مميزة تلقي الضوء على عمق التراث الثقافي المحلي، وابتكارات تعكس الطموحات والآمال المستقبلية.
كما قدمت الشكر لكل من ساهم في إنجاح الفعاليات، مؤكدة استمرارها لدعم الهوية الثقافية وتمكين المرأة.
وأثنى مدير قصر ثقافة موط، على الأعمال المقدمة مبديا سعادته باستضافة الملتقى، بمحافظة الوادي الجديد التي أثبتت مكانتها كمنارة للإبداع والفن، مؤكدا أهمية دعم المرأة كشريك أساسي في التنمية.
ثم توالت فعاليات حفل الختام مع عرض فيلم تسجيلي قصير يوثق الورش الفنية والحرف التراثية، والأمسيات الثقافية، ودوائر الدعم النفسي، وكذلك الزيارات الميدانية للأماكن الأثرية ومنها معبد هيبس، مدينة القصر، ومدينة بلاط الإسلامية، وغيرها لإظهار مدى تأثير تلك الفعاليات في تعزيز الوعي الثقافي ودعم المشاركات.
وشهد الحفل عرضا فنيا نتاج ورشة الموسيقى للفنان سمير خاطر، قدمت الفتيات خلاله مقطوعات مستوحاة من التراث، تفاعل معها الجمهور.
أعقب ذلك تقديم نتاج ورشة الصحافة الحرة، حيث قدمت خلالها المشاركات أبرز كتابتهن الصحفية، وحظيت تلك التجربة بإشادة من الحضور.
ونتاج ورشة التصوير الفوتوغرافي بقيادة الفنان طارق الصغير، قدمت المشاركات مجموعة من الصور المبدعة التي وثقت اللحظات اليومية التي حظين بها خلال الملتقى، من ورش وأمسيات ثقافية، بجانب صور تبرز المعالم الطبيعية والأثرية التي تزخر بها المحافظة.
واختتمت الفعاليات بعرض فني لفرقة الوادي الجديد للفنون الشعبية، قدمت خلاله مجموعة من الرقصات الفلكلورية المستوحاة من التراث منها "الخزام" و"النوبي"، مما أضفى أجواءً من البهجة بالمسرح، وذلك عقب تكريم المشاركين في الملتقى ومدربي الورش والإدارات المعاونة، وعدد من القيادات الثقافية.
فعاليات الملتقى أقامتها الإدارة العامة لثقافة المرأة، برئاسة د. دينا هويدي، ضمن برامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، برئاسة د. حنان موسى رئيس اللجنة التنفيذية للمشروع، بالتعاون مع إقليم وسط الصعيد الثقافي، برئاسة ضياء مكاوي، وفرع ثقافة الوادي الجديد، برئاسة ابتسام عبد المريد.
وقدم الملتقى فعاليات ثقافية وفنية ثرية بجانب الورش الفنية والحرفية، وذلك بكل من مسرح هيبس، قصر ثقافة الخارجة وقصر ثقافة موط.
كما تضمن أيضا عددا من المحاضرات واللقاءات التثقيفية والتوعوية، وورش العمل والأمسيات الثقافية، بالإضافة إلى تنظيم زيارات ميدانية لأشهر الأماكن الأثرية والتاريخية بالمحافظة.
مشروع "أهل مصر" أحد أهم مشروعات وزارة الثقافة المقدمة لأبناء المحافظات الحدودية "المرأة والشباب والأطفال"، وينفذ ضمن البرنامج الرئاسي، الذى يهدف لتشكيل الوعى، وتعزيز قيم الانتماء والولاء للوطن ورعاية الموهوبين، وتحقيق العدالة الثقافية.