سواليف:
2025-02-12@02:29:55 GMT

المناهج .. هل فعلتها يا معالي الوزير؟

تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT

المناهج .. هل فعلتها يا معالي الوزير؟

#المناهج .. هل فعلتها يا معالي الوزير؟
د. #مفضي_المومني.
2023/10/1
يستمر الحديث عن #المناهج هنا وهناك… بين عارف وحارف… وبين غيور تهمه مصلحة الأجيال… وبين مغيب يركب الموجة لمصلحة ما… وفي كل الأحوال تبقى المناهج التعليمية أساس لتنشئة #الأجيال وصناعة الرجال لمستقبل الأمم… وتبقى مستهدفة ممن لا يريدون لنا الخير… ولا يريدون لنا التطور… من الغرب والشرق ووكلائهم بيننا… كتبت قبل ثلاث سنوات في كل هذا… واشعر أن ما كتبت يستحق أن نمر به مرة أخرى…:
حديث الساعة هذه الأيام المناهج، وتعديل المناهج وتغريب المناهج وتغييب #الإسلام عن المناهج، هنالك من تكلم وكتب بفكر المراقب الحصيف، وهنالك كثر وجدوها فرصة لإقامة فريضة الجهاد على وزارة التربية والعاملين على المناهج من داخل وخارج الوزارة، ووصل الأمر حد التكفير وإباحة الدم، أما العنوان لهذا المقال فقد استوحيته من خطبة الجمعة لهذا اليوم حيث أتحفنا سيدنا الشيخ إمام المسجد بمعلومة كنت لا اعرفها، حيث قال وقد استنفرت واستفزت أحاسيسه وعلا صوته وتهيجت أوداجه (أن التغيير في مناهجنا وصل حد حذف آية قرآنية من احد الكتب المدرسية واستبدالها بكلمات أغنية لمطربة ساقطة، واظنه قصد هيفاء وهبي وأنا انقل على لسانه)، وعليه طرحت سؤالي لوزير التربية في العنوان…هل فعلتها؟ ساخرا لأني اعلم أن ما قاله خطيب الجمعة، نقله عن منشور مصطنع وصلني من احدهم قبل هذا، فيه صورة لصفحة من احد الكتب المدرسية في نصفها الثاني آية وقد عمل احدهم عن طريق برامج الفوتوشوب على حذف الآية الكريمة ووضع مكانها صورة لكلمات أغنية وصورة المطربة، وسيدنا الشيخ ما صدق واخذ ذلك على انه حقيقة وجعله موضوع لخطبة الجمعة هذا اليوم، طبعا كنت ممتعضا للكثير مما قاله خطيب الجمعة وكذا للكثير مما أشيع وتم تداوله في مواقع التواصل، لأنه لا يستند لحقائق، ولان مراجع سيدنا الشيخ (الواتس اب او الفيس بوك)، وذكرني ذلك بخطبة لدكتور متخصص في الحديث يعمل في إحدى جامعاتنا الكبرى وهو صديقي وكنت احضر خطبة الجمعة له قبل سنوات، وأتحفنا يومها بمعلومة مفسرا الحديث الذي فيه إن العين لتزني، بأن العلماء وجدوا حيوانات منوية في العين، وخجلت من نفسي يومها وأنا اسمع ذلك وكان يرافقني زميل دكتور هو في دار الحق الآن متخصص في علم الاحياء وفسيولوجيا الإنسان وكان يعمل في مديرية المناهج، وعند نهاية الخطبة والصلاة التقينا وعاتبناه على ما أورده في خطبته ،ومن اين آتى بهذه المعلومة غير العلمية، فاعترف انه قراها على مواقع التواصل الاجتماعي، وبين له صديقي بطريقة علمية أن ذلك لا يمكن أن يكون لا علميا ولا دينيا، المهم في الأمر أسوق ما سبق لأبين أن موضوع المناهج وتعديلها، أصبح مناخا خصبا لكل مدعي علم، ولكل صاحب غيرة على الدين ليست في محلها.

في موضوع التغييرات التي تمت على بعض الكتب المدرسية، قد يكون النقد محقا للبعض، وقد يكون غير ذلك، لكن المسلمات التي يجب ان يعرفها الجميع أن المناهج تمر في مراحل كثيرة ومدروسة، وتحت إشراف مختصين من الجامعات الأردنية ، وتشرفت بأني عملت في الفريق الوطني للإشراف على تأليف المناهج لمبحث التربية المهنية منذ عام 2007 ولتاريخه، وأقول لكل مدعي ، لم يحصل يوما أن تم التوجيه أو الإشارة لنا او الطلب منا كلجان أو أفراد أن نبعد الدين أو توظيف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة عن نصوص الكتب المدرسية،وأقول بكل صراحة، أننا كنا نحذف بعض الآيات أو الأحاديث المقحمة في النصوص بطريقة خاطئة، أو نطلب من المؤلفين استبدالها بآيات أو أحاديث مناسبة تخدم فكرة النص وموضوعة، فالقضية ليست إقحام آيات قرآنية أو أحاديث شريفة كيفما اتفق، لان عكس ذلك فيه إساءة للآية القرآنية أو الحديث النبوي الشريف، وكنا نرجع لكتب التفسير ولقامات دينية عارفة ونستشيرها في الكثير من الأحيان، وكثيرا ما أشاروا علينا بحذف آيات وأحاديث مقحمة وفي غير مكانها، فالقضية علمية بحتة، ثم أن جميع العاملين في المناهج هم إما معلمون أو من الخبرات التربوية أو من أساتذة الجامعات، وهم الجبهة الأولى للدفاع عن الإسلام والوطن لأنهم أصحاب رسالة شريفة وافنوا جل عمرهم في خدمة العملية التربوية، والقرار في كل مراحل التأليف جماعي وليس فردي، ثم أن الكتاب حين يطرح بين يدي الطالب تتم متابعته من قبل المدرسين ومديرية المناهج والمشرفين،وتكون الطبعات تجريبية، بانتظار أي تغذية راجعة من الميدان ، سواء من الأهالي او الطلبة، أو المعلمين، أو أي جهة لديها ملاحظات أو مقترحات، وأنا هنا لا اكتب مدافعا عن احد فالخطأ أقول له خطأ ولا يوجد بيننا من هو ضد ديننا الحنيف، لكن من باب الوقوف على الحقيقة يجب أن لا نحتكم إلى عقلية الدهماء ونكفر الناس ونشن حملة عليهم، وعلى مناهجنا ومن ألفها، دون وجه حق ولما نسال أنفسنا بعض الأسئلة مما يلي:

1- هل رجع أصحاب الحملة أيا كانوا إلى الكتب المدرسية، واطلعوا عليها قبل أن يمارسوا هجمتهم أو نقدهم؟

2- لنسال الآباء، متى كانت آخر مره اطلعتم فيها على كتب أبناءكم المدرسية؟

مقالات ذات صلة لماذا نؤمن بسقوط التطبيع المجاني مع سرطان الصهيونية 2023/09/30

3- متى درستم أبنائكم وراجعتم معهم دروسهم؟

4- متى كانت آخر مرة ذهبتم فيها إلى المدرسة لمتابعة أبنائكم، والتواصل مع معلميهم والسؤال عن أحوالهم؟

5- من منكم زار وزارة التربية، أو مديرية المناهج وهي قريبة من الجميع وتقع في جبل الحسين بين منازلكم، لينقل أي اقتراح أو ملاحظة؟

6- هل هو جديد ما يتم طرحه من هجمة غربية استعمارية على ديننا وعروبتنا؟ وهل توقف ذلك من قبل؟ أم انه ظهر فجأة لتقحموه في خطابكم ضد وزارة التربية والمؤلفين والمشرفين على التأليف.

7- هل ديننا هش لهذه الدرجة؟ وانتم تعرفون أن الله انزل الذكر وانه لحافظه، ولو كان حفظه بجهودنا، لاندثر ضمن ما نعيشه من ابتعاد عن الإسلام وأخلاق الإسلام.

8- دول المغرب العربي استعمرت مئات السنين عملت قوى الاستعمار على تغريب كل شيء بالقوة، حتى أن البعض نسي العربية كلغة، إلا أن الشعوب لم تنسى الدين الإسلامي، فديننا في قلوبنا وعقولنا وحياتنا اكبر من أن تؤثر عليه كلمة أو فكرة مقصودة أم غير مقصودة هنا أو هناك، الحرب علينا مستمرة، لا تواجه بالخطب الرنانة ولا بحملات التشهير ولا بالصوت العالي، بل بالعمل الجاد والعودة إلى أخلاق ديننا السمح سلوكا وعملا.

للإجابة عن غالبية الأسئلة أعلاه اسألوا الأمهات والأبناء فقط، لتحصلوا على الإجابة الصحيحة، كلنا مقصرون بحق أبناءنا وتربيتهم ومتابعتهم، ابذلوا جزء من ألف مما ظهر لديكم بموضوع انتقاد المناهج، لمتابعة أبناءكم وعندها ستجدون أن لا احد يستطيع أن يؤثر على الأجيال، وهنا لست مع من يواجه كل ما هو إسلامي بغلو أو جهل، وأيضا ليس كل من أطلق لحيته هو وكيل الله في الأرض، وتحضرني بضع أبيات لشاعر اليمن عبدالله البردوني في قصيدته أبو تمام وعروبة اليوم، حيث يقول:

مـا أصدق السيف! إن لم ينضه الكذب وأكـذب السيف إن لم يصدق الغضب

بـيض الـصفائح أهـدى حين تحملها أيـد إذا غـلبت يـعلو بـها الـغلب

وأقـبح الـنصر… نصر الأقوياء بلا فهم.. سوى فهم كم باعوا… وكم كسبوا

أدهـى مـن الـجهل علم يطمئن إلى أنـصاف ناس طغوا بالعلم واغتصبوا

قـالوا: هـم الـبشر الأرقى وما أكلوا شـيئاً.. كـما أكلوا الإنسان أو شربوا

العيب يا سادة فينا في ممارساتنا في حياتنا في سلوكنا، فلا تأكلوا الناس بكلامكم ونقدكم، ولا تطمئنوا لعلم أنصاف وأشباه العلماء، ومن يحتكر الحقيقة، ومشكورة وزارة التربية إذ شكلت لجان للمراجعة واخذ الملاحظات الصحيحة والحقيقية، ونقول للجميع، تعديل المناهج ليست حربكم، فقط راجعوا مديرية المناهج وانقلوا ملاحظاتكم، مطلوب أن نصلح أنفسنا ومجتمعنا وان نتخلق بأخلاق الإسلام فعلا، فالدين ليس مطية لأي كان، ليحقق مصالح ذاتية أو حزبية أو عصبية، المناهج بحاجة لعقول تناقشها وتعدلها لتخدم أجيالنا وتعدهم للمستقبل وتحفظ ديننا وتراثنا. …..حمى الله الأردن.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: مفضي المومني المناهج الأجيال الإسلام الکتب المدرسیة وزارة التربیة

إقرأ أيضاً:

قلب الإسلام وقشوره (٢)

حكيت في مقالي السابق عن صديقتي المحبوبة من طلابها لاعتناقها مبدأ المعاملة الطيبة التي تحث كل الأديان السماوية عليها، في التوراة (الأفعال الصالحة هي التي تمكن البشر من النجاة)، في المسيحية (الله محبة)، وفى الإسلام - آية 159 سورة آل عمران - قول الله تعالى (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) صدق الله العظيم، والحديث النبوي الشريف (إن من خياركم أحسنكم خلقا)، و(الكلمة الطيبة صدقة) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

إن مقولة (الدين المعاملة) رغم إجماع العلماء على أنها لم تثبت لفظا كحديث نبوي، لكنها صحيحة المعنى وتتماشى مع جوهر الدين، وأتذكر المقولة الشهيرة للشيخ محمد عبده حينما زار أوروبا في عام 1881م: (رأيت في الغرب إسلاما بلا مسلمين، وفي بلادنا مسلمين بلا إسلام)، ، حيث فوجئ بحرص الغربيين على دقة وإتقان العمل، والالتزام بالصدق والأمانة والإخلاص في التعامل، التعاطف مع الضعيف ومحاولة مد يد العون له، مساندتهم لبعضهم البعض وقت الأزمات، مساعدة المحتاج، واحترام الآخرين بغض النظر عن الدين والعرق واللون واللغة.

للأسف، لقد انشغل الناس بالقشور وتناسوا جوهر الدين مما جعل المجتمع عرضة للأفكار المتطرفة المشوهة التي لا علاقة لها بالدين الصحيح الذي يحث على حسن المعاملة والنصح بالحسنى.

عذرا، لا تشرح لي تعاليم الدين ولكن دعني أراها في سلوكياتك، فما فائدة التعبد منفرداً وفارضا العزلة حول نفسك ساعات طويلة إذا كنت تخرج لتعامل الآخرين بغلظة وتصيبهم بأذى؟! إن السؤال الصادق عن إنسان وقت الشدة ومحاولة مساندته أهم وأبقى وأفضل من محاولة معرفة الحكم الشرعي لتطاير ذرات الدقيق ودخولها للأنف أثناء الصيام!!

مقالات مشابهة

  • معاق فاقد أطرافه يلهم المشاركين في القمة
  • صندوق مكافحة الإدمان يواصل حملات الكشف على سائقي الحافلات المدرسية خلال الفصل الدراسي الثاني
  • صندوق الإدمان يكثف حملات الكشف على سائقي الحافلات المدرسية خلال الفصل الدراسى الثانى
  • «مكافحة الإدمان» يكثف حملات الكشف على سائقي الحافلات المدرسية
  • تدشين توزيع الزي والحقيبة المدرسية لطلاب مدرسة المعاقين حركيًا في الحديدة
  • "تعليم الساحل" توجه بسرعة تسليم الكتب المدرسية للطلاب
  • مدير التربية والتعليم بالإسكندرية يؤكد على ضرور تسليم الكتب المدرسية للطلاب
  • قلب الإسلام وقشوره (٢)
  • مدير تعليم منيا القمح يوجه بسرعة تسليم الكتب المدرسية للطلاب
  • معالي الرفيقة نورا