عبدالرحيم علي وصحبته ضيوفا على "ساكن حُميثرة"
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
في ﻛﻞّ ﻓﺎﺗﺤــــــﺔ ﻟﻠﻘﻮﻝ ﻣﻌﺘﺒﺮﺓ
ﺣﻖ ﺍﻟﺜﻨــﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﻌﻮﺙ ﺑﺎﻟﺒﻘـﺮَة
ﻓﻲ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﻗِﺪﻣًﺎ ﺷﺎﻉ ﻣﺒﻌﺜﻪ
ﺭﺟﺎﻟﻬﻢ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﺳﺘﻮﺿﺤﻮﺍ ﺧﺒَﺮَﻩ
ﻗﺪ ﻣﺪّ ﻟﻠﻨـــــﺎﺱ ﻣﻦ ﻧﻌﻤﺎﻩ ﻣﺎﺋﺪﺓ
ﻋﻤّﺖ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻧﻌﺎﻡ ﻣﻘﺘﺼﺮَة
ﺃﻋﺮﺍﻑ ﻧﻌﻤﺎﻩ ﻣﺎ ﺣﻞ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﺑﻬﺎ
ﺇﻻ ﻭﺃﻧﻔــــــــﺎﻝ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺠﻮﺩ ﻣﺒﺘــﺪﺭَة
هذه هي المرة الثانية التي أذهب فيها لزيارة أبي الحسن الشاذلي مع الدكتور عبد الرحيم علي، زرنا العديد من أولياء الله في أماكن متعددة في كل مرة كان يصطحب أحدا من أبنائه مع جمع من الأحباب، في رحلة الصبر هذه كان معه "خالد"، اتكأ على ساعده عن قصد في أكثر من موضع وكأنه يريد أن يهدي له مفاتيح قد وهبت له، ويدله على طريقا سار فيه وعرف وتيقن بمردوده على نفسه، يذيقه بيده حلاوة الوصل لأنه الأصل.
هزَّ المقام مشاعري وكياني
وارتجّ من فرط الخشوع لساني
من أين أبدأ سيدي بمقالتي
وبأي أسلوبٍ أصوغ بياني
الطريق كان صعب كما لو اختبار صبر.. لا يجتازه دون ضجر سوى المحبين.. السماء والصحراء رافقتا الخطى فكلما مددنا أقدامنا سعيا، ركضتا أمامنا فأعدنا ما بدأنا.. ست ساعات عبور بين الجبال والرمال كفيلة أن تغسل ذهنك من ضوضاء المدينة وصخب الشوارع وتنسيك كل المشاكل والمشاغل.. الصحراء موعد اللقاء وحجرة ضيافة الأنبياء والأولياء.. هنا أينما تولي وجهك فثم وجه الله.
أعجبتني مقولة عامل حفر آبار هناك حينما اضجرت من الحر قال: "ساعتين يا بيه والليل يغني غنوته".
سألني الشيخ إبراهيم منشد الساحات والطبيعي أن أكون أنا صاحب السؤال لكن حول المقامات تتبدل المكانات والكلمات: ماذا تعرف عن "عبد الرحيم علي"؟.
قلت: عرفت من المخفيات الكثير عن الرجل لكن أوقعها في قلبي أن مخالفا في الفكر مات وباتت أسرته بلا عائل ولا دخل، بين الحديث ذكر الاسم والحال فكلفني بالبحث والاستدلال، واتصلت بالأهل وذهبت إلى حيث كانوا وقلت لهم إني رسول من فلان فاندهشت الأم وقالت كيف! قلت لها قلت له هذي الكيف!.. فقال: "ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة".
مد لي الشيخة يده بقنجان "قهوة الجبنة" وقال: ارتشف وزد في القول.
قلت: في ملفه فارس لم يخسر نزال، لا يضاهيه أحدا يستطيع أن يسوق الأدلة والبراهين ويأت بما لا يخطر على بال ويحاجي من تهابه العقول والأقلام.. رأيت أسماء وأعلام ممن يشار إليهم بالبنان يقولون أنه "شيخ الطريقة"، لكنه في جناب أصحاب المقام يلقي اللجام على ظهر جواد روحه، ويتأخر في الصفوف وينصت لمن يرى بقلبه وإن كان عابر سبيل صادف لقائه، أو مجذوب تمتم بورده، يستبشر بمصافحة الأيادي وبإيفاء نذره، يأكل من الثريد باشتهاء الفقير لا بتعالي صاحب النذر.. يفك مع رباطة عنقه جلال المواكب وحفاوة الاستقبال ويتأبط نعله كتلميذ يهرع إلى حلقات ذكر أساتذته خشية أن يتأخر فتفوته النفحات وتخاصمه العبرات وينقص مداده ويقل مدده.
أسرار كثيرة في حياة الرجل أعظمها امه، فلم يزل حتى الآن يتبع خطى نعلها ويخفض لها جناح الذل من الرحمة، لم يبدل سكنه فعنوانه إن أردت الوصول إليه بيسر بجوارها، أينما كانت أقام حتى إن سافر ترك لها قلبه.. وسار هو غريبا بلا عنوان.
قال المنشد: حقا وصدقت فمن البشر جدران تستند عليها أقوام.. ومن غير أهل المدد يكون سندا لتلك الجدران إذا اغتربت واحتارت.. درج يشد أزر درج حتى المنتهى.. حلقات وصل الذكر أقفالها.. أمن من الهوى.. فما ضير النفس من أصفادها ولكن الخطر من جنوحها.
أدار الشيخ إبراهيم سؤله إلى الدكتور عبد الرحيم وقال له: لماذا تحب؟.
فأجاب ولماذا لا أحب يا شيخ إبراهيم!.. فحينما تعرضت مرات للموت مدوا إلي حبل الحياة، وحينما كدت أغرق انتشلوا روحي.. في معارك غير متكافئة ربحت، وفي مواضع مؤكدا فشلها نجحت.. أسير في معية الله وابتسامات أصدقائي الذين يعرفوني وأعرفهم في سبل المقامات.. فهؤلاء هم رصيدي المخفي وحراسي الحقيقيون.
تبسم الشيخ وأشار إلى أحرف على جدار الولي: "منا من اختصه الله بعز.. لا بكثرة صيام ولا سهار.
كانت الزيارة نذرا انتظر الأذن، صلينا ودعونا بزوال الهم، ومن الهم مرض رفيق الدرب "مصطفى بيومي".. أصدقائه نصف الضحكة الأخرى في وجهه بعد أولاده.. مصطفى بيومي الخليل والحبيب وصاحب العمر والأخ الذي لم تلده الأم.. في آخر جلسة جمعتهما كان يرددان الشعر يتقاسما أبيات القصائد ويستعيدان وجه الحليب وأولويات العسل وبراءة البدء التي لا تستعاد.. وفجأة وكأنه عاد بالسنين قال جملة علقت في قلبي حتى هذا الحين: "قول قصيدتك يا مصطفى! نسي صاحبه الوجع وقال في حنين قصيدته.. أتراها اكتملت أم لها بقية ستكتب وسيعاود إنشادها!.
رغم حلاوة الصحبة والرحلة، صاحبي مازال حزينا.. منذ فترة في حالة شجن يستعيد شريط السنين من بقى ومن رحل.. قابل كثيرين، عقول مختلفة.. أرواح تآلفت وأخرى تنافرت.. لا راحة وإن تظاهر، فكيف يستريح حصان الرهان!.. حالة شجن نصيبها الأكبر للوطن، بنيله الحزين.. بأنين ليله.. بصعب طريقه الذي لا يلين.. بناسه الحيارى الطيبين.. بعناد يومه وأسى أمسه وتحديات مستقبله.. بمئات الرسائل على هاتفه تطوي علامات استفهام مجبرا على إجابتها؟.
حينما سألته عما به، مدد قدميه من طول السفر والتعب وقال لقد قال لي ساكن حميثرة: "إن الله تعالى لا يعذب العبد على مد رجليه مع استصحاب التواضع للاستراحة من التعب، وإنما يعذبه على تعب يصحبه التكبر".
قلت له: من الأولياء من يسكر من شهود الكأس، ولم يذق بعد شيئًا فما ظنك بعد ذوق الشراب وبعد الري؟.
فقال:لا تمنح الكرامات لمن طلبها، وحدث بها نفسه، ولا من استعمل نفسه في طلبها، وإنما يعطاها من لا يرى نفسه.
ثم تمتم: "إلهي، وجدتك رحيمًا حيث لا أرجوك، فكيف لا أجدك ناصرًا وأنا أرجوك! من لي إذا قطعتني! ومن لي إذا لم ترحمني! فصِلْنِي من حيث تعلم ولا أعلم؛ إنك على كل شيء قدير".
فقولت له في نفسي وأنا أعد العدة لنعود: يا صاحبي ما هالني عزك بين قومك ولا نصل حرفك ولا موكب السير خلفك.. ولكني أبصرت قلبك فولجت ووجدت خيره علا شره.. فسرتني صحبته القديمة وحكايات الأولويات وصونه لمن فات، فكتبت محبة وطواعية لم ألوي الحرف ولم أضغط على القلم.. فنحن قوم تربينا على أن الحرف لا يستقيم إلا على سطر من الحب لا يقربه شوب.
اللهم مدد لأب زرع وولد حصد.. اللهم مدد لمن سعى وإن أخطأ.. اللهم مدد لسعاة بريد السماء الذين لم يقبضوا كفوفهم فاستلموا وسلموا.. حفظوا الأمانات والعناوين.. هؤلاء الآمنين المستأمنين المسالمين السالمين
ثم توجهت في نظرة وداع لصاحب المقام: يا سيدي ابي الحسن الشاذلي تركت لك رسالة راجيا الإشارة، لست أقرب إلي من الله، لكنك أقرب إلى الله مني، وإني أخجل من تقصيري أن أطلب، فجئتك بما في نفسي لتنقل للحبيب، أن على عتب الباب حائر غريب يبغي شرف تمني الرؤية دون عتاب ولا عذاب، قطع المسافات ملهوفا حسبما وحيثما سمح له فاقبله ليعبر حيث الغاية والتمني، فقد تمنى "سواد" مس الجسد ونال، وأنا أتمنى مس الثرى أمام مقام حضرة جناب النبي..
يارب إذن ومدد يمحي العيوب وينير القلوب ويمهد الدروب لضعفاء تمنوا اللقاء.
IMG-20231001-WA0041 IMG-20231001-WA0044 IMG-20231001-WA0043 IMG-20231001-WA0047 IMG-20231001-WA0040 IMG-20231001-WA0042 IMG-20231001-WA0049 IMG-20231001-WA0046 IMG-20231001-WA0050 IMG-20231001-WA0039 IMG-20231001-WA0031 IMG-20231001-WA0037 IMG-20231001-WA0027 IMG-20231001-WA0029 IMG-20231001-WA0030 IMG-20231001-WA0034 IMG-20231001-WA0021 IMG-20231001-WA0014 IMG-20231001-WA0013 IMG-20231001-WA0008 IMG-20231001-WA0006 IMG-20231001-WA0001 IMG-20231001-WA0000المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أولياء الله حلقات ذكر
إقرأ أيضاً:
WP: دول خليجة تتطلّع لـما بعد الحرب بغزة منذ وقف إطلاق النار
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تقريرا، لمديرة مكتبها في الخليج، سوزانا جورج، قالت فيه: "إن مبعوث الرئيس دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط عاد إلى المنطقة، هذا الأسبوع، حيث تسعى إدارته إلى الاستفادة من النجاح المبكر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة".
وأوضح التقرير الذي ترجمته "عربي21" أن ستيف ويتكوف سوف يسافر إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، يوم الأربعاء، وقال إنه لديه خطط لزيارة قطاع غزة، حيث استمرت الهدنة بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، لأكثر من أسبوع.
وتابع: "كان أيضا في السعودية يوم الثلاثاء، وفقا لتقارير إعلامية عبرية، والتي قالت إنّ: "ويتكوف كان يعمل على اتفاقية واسعة النطاق في الشرق الأوسط، تشمل إعادة إعمار غزة، وفي النهاية تطبيع العلاقات مع السعودية".
وأضاف: "مع قيام ويتكوف، وهو مطور عقاري منذ فترة طويلة، بتكثيف الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة، سوف يحتاج إلى دعم من الدول الغنية بالنفط في الخليج لمتابعة الخطط الأكثر طموحا".
وبحسب التقرير نفسه: "يقول الدبلوماسيون إن دول الخليج العربية هنا قد تمول إعادة الإعمار في غزة، لكنها تريد أيضا ضمان أن تشمل فترة ما بعد الحرب مسارا إلى دولة فلسطينية".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، الثلاثاء: "كان موقفنا واضحا دائما، أن حل الدولتين هو المسار الوحيد للمضي قدما من أجل حل القضية الفلسطينية"، مضيفا: "البلاد، التي ساعدت في التوسط في وقف إطلاق النار، تتعاون بشكل كامل مع إدارة ترامب والمبعوث ويتكوف"، لكنه أضاف أن قطر لا "تتفق دائما في الكثير من الأمور مع جميع حلفائنا".
كذلك، قال ترامب، في الأيام الأخيرة، للمراسلين الصحافيين، إنه: "يريد تهجير سكان غزة بالقوة"؛ وقال يوم السبت، إنّ: الولايات المتحدة وغيرها يجب أن "تطهّر" المنطقة، التي وصفها بأنها "موقع هدم". وفي وقت متأخر من يوم الاثنين، ضاعف من اقتراحه، مضيفا: "عندما تنظر إلى قطاع غزة، فقد كان جحيما".
وفي السياق نفسه، انتقدت مصر والأردن هذه التصريحات على وجه الخصوص، بعد أن اقترح ترامب أن تستقبل الدولتان المزيد من الفلسطينيين من غزة. ولكن في الخليج، حيث قال المحللون إن التعليقات تسببت في "الكثير من القلق"، أبرز مسؤولون ودبلوماسيون آخرون أنهم لم يغيروا بعد المزاج العام من "التفاؤل الحذر" بشأن وقف إطلاق النار.
"حتى الآن، أطلقت حماس سراح سبع أسرى إسرائيليين، مقابل مئات السجناء الفلسطينيين. فيما توقف القصف الإسرائيلي الواسع النطاق، ودخلت المساعدات إلى المنطقة، وعاد مئات الآلاف من الفلسطينيين النازحين يوم الاثنين لشمال غزة، الذي كان معزولا عن بقية القطاع في معظم فترة الحرب" تابع التقرير.
وأشار إلى أن الحرب الهوجاء التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي، أسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 47,000 فلسطينيا وفقا لوزارة الصحة في غزة. من المفترض أن يستمر وقف إطلاق النار الأولي، الذي بدأ في 19 كانون الثاني/ يناير، لمدة 42 يوما، وبعد ذلك ستطلق حماس سراح الأسرى المتبقين وتسحب قوات الاحتلال الإسرائيلي جميع قواتها من غزة. عندها فقط يمكن أن تبدأ إعادة الإعمار - جنبا إلى جنب مع المفاوضات حول المستقبل السياسي لغزة.
قال الباحث في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، حسين إبيش: "كان وقف إطلاق النار الخطوة الأولى الضرورية. الآن هناك الكثير من المناورات الجارية". مضيفا "من غير المرجح أن تلتزم البلدان بأدوار محددة لغزة بعد الحرب حتى يصل وقف إطلاق النار إلى المرحلة الثانية".
وتابع إبيش: "في الوقت الحالي، لا أحد يريد المبالغة في الالتزام بشيء". فيما أبرز التقرير أنه قبل أن تفتح دول الخليج العربي خزائنها، فإنها تريد على الأقل سلطة سياسية فلسطينية شرعية تتولى المسؤولية في غزة.
وأوضح: "حكمت حماس المنطقة لمدة 17 عاما قبل الحرب - لكن إسرائيل قالت إنها لن تقبل دورا للجماعة المسلحة في حكم المنطقة".
وقال علي الشهابي، وهو رجل أعمال سعودي له علاقات وثيقة مع العائلة المالكة، إن: "السعودية ملتزمة بمطالبها بأن تكون الخطط بعد الحرب في غزة مرتبطة بخريطة طريق سياسية للدولة الفلسطينية"، مشيرا إلى: "نوع الالتزام الذي تريد السعودية رؤيته من إسرائيل: يجب أن يكون شيئا له أسنان، وليس اتفاقيات بلغة غامضة".
وقال: "الإشارات التي نتلقاها من إدارة ترامب إيجابية للغاية. ترامب على استعداد لوضع ثقله وراء المطالبات"، مضيفا أن استعداد الرئيس للضغط على دولة الاحتلال الإسرائيل لقبول وقف إطلاق النار يبشر بالخير لجهود الإدارة المستقبلية في المنطقة.
"بالنسبة للدول العربية في الخليج، توفر غزة بعد الحرب فرصة لتوسيع نفوذها الإقليمي، وملء الفراغ الذي خلفته حماس، التي كانت مدعومة من إيران. ولكن بالنسبة للإمارات على وجه الخصوص، والتي ناقشت أيضا لعب دور يركز على الأمن في غزة، فإن ذلك يوفر فرصة لنوع من الخلاص الدبلوماسي" أكد التقرير.
وأضاف: "في عام 2020، كانت الإمارات واحدة من أربع دول قامت بتطبيع العلاقات مع إسرائيل بموجب اتفاقيات إبراهيم التي توسطت فيها الولايات المتحدة - وتعرضت لضغوط هائلة أثناء الحرب لقطع العلاقات".
ومضى بالقول: "لكن إذا ساعدت الإمارات في الأمن أو إعادة الإعمار، فإن ذلك سيسمح لأبو ظبي "بإظهار قيمة اتفاقيات إبراهيم للعالم العربي"، كما قال شخص مطلع على تفكير كبار المسؤولين الإماراتيين، والذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته.
من جهته، قال رئيس مركز القدس للأمن والشؤون الخارجية، وهو مركز أبحاث إسرائيلي، دان ديكر، إنّ: "الأمن في غزة، حيث انهار القانون والنظام بسبب الحرب، سيكون أيضا محورا رئيسيا لرحلة ويتكوف إلى إسرائيل".
وقال إنّ: "ويتكوف سوف يذهب في رحلة لتقصي الحقائق إلى غزة، لفهم التحديات الأمنية المعقدة التي تواجه إسرائيل في المستقبل"، فيما وصف زيارة ويتكوف المخطط لها إلى القطاع بأنها "انعكاس لتورط أمريكا المتزايد في التدابير الأمنية في قطاع غزة".
كذلك، تراقب مصر وقطر تنفيذ الاتفاق، حيث تدخلت الدوحة خلال عطلة نهاية الأسبوع للمساعدة في التفاوض على نزاع أدى إلى توقف دولة الاحتلال الإسرائيلي عن وقف إطلاق النار لعدة ساعات، يوم السبت. فيما رفضت دولة الاحتلال الإسرائيلي السماح للفلسطينيين بالسفر إلى شمال غزة إلاّ بعد تسلّم أربيل يهود، 29 عاما.
في المقابل، يقول المسؤولون القطريون إن الضغط الدولي ضروري للحفاظ على الاتفاق على المسار الصحيح. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، إن: "آليات المراقبة هذه المرة أكثر قوة أيضا. نحن نراقب كل تفاصيل الاتفاق".
وأبرز أن: "غرفة العمليات أكثر تطورا، والاتصالات أسرع، وتم إنشاء غرفة عمليات ثانية في العريش بالقرب من حدود مصر مع غزة لمراقبة دخول المساعدات"، متابعا: الوسطاء تعلموا العديد من "الدروس" من اتفاق وقف إطلاق النار الأولي.
وأردف: "ما الذي تسبب في انهيار المحادثات، وما لم يتم تنفيذه، ولماذا لم يتم تنفيذه، كل ذلك دخل في المفاوضات من أجل هذا الاتفاق"، مبرزا: "يتعين علينا جميعا أن نعمل بشكل جماعي، ولا أستطيع التأكيد على هذا بما فيه الكفاية. لا يمكن للمجتمع الدولي أن يأخذ هذا الاتفاق على أنه أمر مسلم به".