البوابة نيوز:
2025-04-07@03:17:11 GMT

عبدالرحيم علي وصحبته ضيوفا على "ساكن حُميثرة"

تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT

في ﻛﻞّ ﻓﺎﺗﺤــــــﺔ ﻟﻠﻘﻮﻝ ﻣﻌﺘﺒﺮﺓ
ﺣﻖ ﺍﻟﺜﻨــﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺒﻌﻮﺙ ﺑﺎﻟﺒﻘـﺮَة
ﻓﻲ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ ﻗِﺪﻣًﺎ ﺷﺎﻉ ﻣﺒﻌﺜﻪ
ﺭﺟﺎﻟﻬﻢ ﻭﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﺳﺘﻮﺿﺤﻮﺍ ﺧﺒَﺮَﻩ
ﻗﺪ ﻣﺪّ ﻟﻠﻨـــــﺎﺱ ﻣﻦ ﻧﻌﻤﺎﻩ ﻣﺎﺋﺪﺓ
ﻋﻤّﺖ ﻓﻠﻴﺴﺖ ﻋﻠﻰ ﺍﻷ‌ﻧﻌﺎﻡ ﻣﻘﺘﺼﺮَة
ﺃﻋﺮﺍﻑ ﻧﻌﻤﺎﻩ ﻣﺎ ﺣﻞ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ ﺑﻬﺎ
ﺇﻻ‌ ﻭﺃﻧﻔــــــــﺎﻝ ﺫﺍﻙ ﺍﻟﺠﻮﺩ ﻣﺒﺘــﺪﺭَة
هذه هي المرة الثانية التي أذهب فيها لزيارة أبي الحسن الشاذلي مع الدكتور عبد الرحيم علي، زرنا العديد من أولياء الله في أماكن متعددة في كل مرة كان يصطحب أحدا من أبنائه مع جمع من الأحباب، في رحلة الصبر هذه كان معه "خالد"، اتكأ على ساعده عن قصد في أكثر من  موضع وكأنه يريد أن يهدي له مفاتيح قد وهبت له، ويدله على طريقا سار فيه وعرف وتيقن بمردوده على نفسه، يذيقه بيده حلاوة الوصل لأنه الأصل.

. فمن ذاق عرف.. ومن عرف اغترف ومن اغترف اعترف.. ومن اعترف أدمن ما عرف.

هزَّ المقام مشاعري وكياني
وارتجّ من فرط الخشوع لساني
من أين أبدأ سيدي بمقالتي
وبأي أسلوبٍ أصوغ بياني

الطريق كان صعب كما لو اختبار صبر.. لا يجتازه دون ضجر سوى المحبين.. السماء والصحراء رافقتا الخطى  فكلما مددنا أقدامنا سعيا، ركضتا أمامنا فأعدنا ما بدأنا.. ست ساعات عبور بين الجبال والرمال كفيلة أن تغسل ذهنك من ضوضاء المدينة وصخب الشوارع وتنسيك كل المشاكل والمشاغل.. الصحراء موعد اللقاء وحجرة ضيافة الأنبياء والأولياء.. هنا أينما تولي وجهك فثم وجه الله.

أعجبتني مقولة عامل حفر آبار هناك حينما اضجرت من الحر قال: "ساعتين يا بيه والليل يغني غنوته".

سألني الشيخ إبراهيم منشد الساحات والطبيعي أن أكون أنا صاحب السؤال لكن حول المقامات تتبدل المكانات والكلمات: ماذا تعرف عن "عبد الرحيم علي"؟.

قلت: عرفت من المخفيات الكثير عن الرجل لكن أوقعها في قلبي أن مخالفا في الفكر مات وباتت أسرته بلا عائل ولا دخل، بين الحديث ذكر الاسم والحال فكلفني بالبحث والاستدلال، واتصلت بالأهل وذهبت إلى حيث كانوا وقلت لهم إني رسول من فلان فاندهشت الأم وقالت كيف! قلت لها قلت له هذي الكيف!.. فقال: "ولا يأتل أولوا الفضل منكم والسعة".

مد لي الشيخة يده بقنجان "قهوة الجبنة" وقال: ارتشف وزد في القول. 
قلت: في ملفه فارس لم يخسر نزال، لا يضاهيه أحدا يستطيع أن يسوق الأدلة والبراهين ويأت بما لا يخطر على بال ويحاجي من تهابه العقول والأقلام.. رأيت أسماء وأعلام ممن يشار إليهم بالبنان يقولون أنه "شيخ الطريقة"، لكنه في جناب أصحاب المقام يلقي اللجام على ظهر جواد روحه، ويتأخر في الصفوف وينصت لمن يرى بقلبه وإن كان عابر سبيل صادف لقائه، أو مجذوب تمتم بورده، يستبشر بمصافحة الأيادي وبإيفاء نذره، يأكل من الثريد باشتهاء الفقير لا بتعالي صاحب النذر.. يفك مع رباطة عنقه جلال المواكب وحفاوة الاستقبال ويتأبط نعله كتلميذ يهرع إلى حلقات ذكر أساتذته خشية أن يتأخر فتفوته النفحات وتخاصمه العبرات وينقص مداده ويقل مدده.

أسرار كثيرة في حياة الرجل أعظمها امه، فلم يزل حتى الآن يتبع خطى نعلها ويخفض لها جناح الذل من الرحمة، لم يبدل سكنه فعنوانه إن أردت الوصول إليه بيسر بجوارها، أينما كانت أقام حتى إن سافر ترك لها قلبه.. وسار هو غريبا بلا عنوان.

قال المنشد: حقا وصدقت فمن البشر جدران تستند عليها أقوام.. ومن غير أهل المدد يكون سندا لتلك الجدران إذا اغتربت واحتارت.. درج يشد أزر درج حتى المنتهى.. حلقات وصل الذكر أقفالها.. أمن من الهوى.. فما ضير النفس من أصفادها ولكن الخطر من جنوحها.

أدار الشيخ إبراهيم سؤله إلى الدكتور عبد الرحيم وقال له: لماذا تحب؟. 
فأجاب ولماذا لا أحب يا شيخ إبراهيم!.. فحينما تعرضت مرات للموت مدوا إلي حبل الحياة، وحينما كدت أغرق انتشلوا روحي.. في معارك غير متكافئة ربحت، وفي مواضع مؤكدا فشلها نجحت.. أسير في معية الله وابتسامات أصدقائي الذين يعرفوني وأعرفهم في سبل المقامات.. فهؤلاء هم رصيدي المخفي وحراسي الحقيقيون.

تبسم الشيخ وأشار إلى أحرف على جدار الولي: "منا من اختصه الله بعز.. لا بكثرة صيام ولا سهار.

كانت الزيارة نذرا انتظر الأذن، صلينا ودعونا بزوال الهم، ومن الهم مرض رفيق الدرب "مصطفى بيومي".. أصدقائه نصف الضحكة الأخرى في وجهه بعد أولاده.. مصطفى بيومي الخليل والحبيب وصاحب العمر والأخ الذي لم تلده الأم.. في آخر جلسة جمعتهما كان يرددان الشعر يتقاسما أبيات القصائد ويستعيدان وجه الحليب وأولويات العسل وبراءة البدء التي لا تستعاد.. وفجأة وكأنه عاد بالسنين قال جملة علقت في قلبي حتى هذا الحين: "قول قصيدتك يا مصطفى! نسي صاحبه الوجع وقال في حنين قصيدته.. أتراها اكتملت أم لها بقية ستكتب وسيعاود إنشادها!.

رغم حلاوة الصحبة والرحلة، صاحبي مازال حزينا.. منذ فترة في حالة شجن يستعيد شريط السنين من بقى ومن رحل.. قابل كثيرين، عقول مختلفة.. أرواح تآلفت وأخرى تنافرت.. لا راحة وإن تظاهر، فكيف يستريح حصان الرهان!.. حالة شجن نصيبها الأكبر للوطن، بنيله الحزين.. بأنين ليله.. بصعب طريقه الذي لا يلين.. بناسه الحيارى الطيبين.. بعناد يومه وأسى أمسه وتحديات مستقبله.. بمئات الرسائل على هاتفه تطوي علامات استفهام مجبرا على إجابتها؟.
حينما سألته عما به، مدد قدميه من طول السفر والتعب وقال لقد قال لي ساكن حميثرة: "إن الله تعالى لا يعذب العبد على مد رجليه مع استصحاب التواضع للاستراحة من التعب، وإنما يعذبه على تعب يصحبه التكبر".

قلت له: من الأولياء من يسكر من شهود الكأس، ولم يذق بعد شيئًا فما ظنك بعد ذوق الشراب وبعد الري؟.

فقال:لا تمنح الكرامات لمن طلبها، وحدث بها نفسه، ولا من استعمل نفسه في طلبها، وإنما يعطاها من لا يرى نفسه.

ثم تمتم: "إلهي، وجدتك رحيمًا حيث لا أرجوك، فكيف لا أجدك ناصرًا وأنا أرجوك! من لي إذا قطعتني! ومن لي إذا لم ترحمني! فصِلْنِي من حيث تعلم ولا أعلم؛ إنك على كل شيء قدير".

فقولت له في نفسي وأنا أعد العدة لنعود: يا صاحبي ما هالني عزك بين قومك ولا نصل حرفك ولا موكب السير خلفك.. ولكني أبصرت قلبك فولجت ووجدت خيره علا شره.. فسرتني صحبته القديمة وحكايات الأولويات وصونه لمن فات، فكتبت محبة وطواعية لم ألوي الحرف ولم أضغط على القلم.. فنحن قوم تربينا على أن الحرف لا يستقيم إلا على سطر من الحب لا يقربه شوب.

اللهم مدد لأب زرع وولد حصد.. اللهم مدد لمن سعى وإن أخطأ.. اللهم مدد لسعاة بريد السماء الذين لم يقبضوا كفوفهم فاستلموا وسلموا.. حفظوا الأمانات والعناوين.. هؤلاء الآمنين المستأمنين المسالمين السالمين

ثم توجهت في نظرة وداع لصاحب المقام: يا سيدي ابي الحسن الشاذلي تركت لك رسالة راجيا الإشارة، لست أقرب إلي من الله، لكنك أقرب إلى الله مني، وإني أخجل من تقصيري أن أطلب، فجئتك بما في نفسي لتنقل للحبيب، أن على عتب الباب حائر غريب يبغي شرف تمني الرؤية دون عتاب ولا عذاب،  قطع المسافات ملهوفا حسبما وحيثما سمح له فاقبله ليعبر حيث الغاية والتمني، فقد تمنى "سواد" مس الجسد ونال، وأنا أتمنى مس الثرى أمام مقام حضرة جناب النبي..

يارب إذن ومدد يمحي العيوب وينير القلوب ويمهد الدروب لضعفاء تمنوا اللقاء.

IMG-20231001-WA0041 IMG-20231001-WA0044 IMG-20231001-WA0043 IMG-20231001-WA0047 IMG-20231001-WA0040 IMG-20231001-WA0042 IMG-20231001-WA0049 IMG-20231001-WA0046 IMG-20231001-WA0050 IMG-20231001-WA0039 IMG-20231001-WA0031 IMG-20231001-WA0037 IMG-20231001-WA0027 IMG-20231001-WA0029 IMG-20231001-WA0030 IMG-20231001-WA0034 IMG-20231001-WA0021 IMG-20231001-WA0014 IMG-20231001-WA0013 IMG-20231001-WA0008 IMG-20231001-WA0006 IMG-20231001-WA0001 IMG-20231001-WA0000

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أولياء الله حلقات ذكر

إقرأ أيضاً:

ماوراء خطاب عبدالرحيم دقلو؟؟

اولا هل انتهى دور محمد حمدان حميدتي السياسي والعسكري وصعد لقيادة الدعم السريع عبدالرحيم دقلو وهو الشقيق الأكبر لحميدتي؟ م منذ مدة طويلة اختفى حميدتي من المشهد وتبعا لمعلومات نشرتها في صحيفة الكرامة وفي صفحتي بالفيسبوك من مصادر مطلعة في المنظمات العالميه العاملة في نيروبي منذ شهرين أن حميدتي يعاني بشدة من مرض التهاب الكبد الذي يتعالج منه منذ فترة طويلة وله تأثير بالغ على الأعصاب والمخ في حالة تعرض المصاب لضغوط وقد اختفى حميدتي من الاعلام نظرا لحالته الجسدية التي تعاني ضعفا شديدا وشحوب وربما لهذا السبب وأسباب أخرى ترك القيادة السياسية والعسكرية لشقيقه عبدالرحيم الذي خاطب أمس الأول حشدا من اهله وعشيرته بخطاب تناولته الأقلام بالتشريح والتحليل العميق

ولكن لم يهتم أحدا بدلالات المكان الذي خاطب منه دقلو الرأي العام الدارفوري بصفة خاصة وجنوده( الشاردين) من أرض المعركة وحاول بعث روح جديدة في قواته

اولا المنطقة التي خاطب منها عبدالرحيم دقلو هي وادي دمبي وتقع جنوب خور رملة مابين زالنجي ونيرتتي بولايه وسط دارفور وليس من منطقة دومايه الواقعة شمال غرب نيالا واختار حميدتي هذه المنطقة لثلاثة أسباب اولا بعدها من مرمى نيران القوات المسلحة ثانيا بعدها عن نيالا والضعين حيث تتواجد إعداد كبيرة من الفارين من الخرطوم والجزيرة وهؤلاء أصبحوا يشكلون أعباء كبيرة على الدعم السريع ويطالب البعض بتعويضات جراء فقدهم لأبنائهم في معارك الخرطوم والجزيرة

والسبب الثالث والأخيرة أن خور دمبي يعتبر دامرة اي منطقه يتجمع فيها عرب الرزيقات الماهريه وخاصة اولاد منصور عشيرة حميدتي في فصل الجفاف وبالتالي عاد دقلو إلى حيث بدأت رحلته قبل عشرات السنين وحينما يشعر الإنسان بالضعف يلوذ باحضان الاقربين والحشود التي خاطبها حميدتي تكفل بجمعها محمد حسين ضي النور صهره واثري أثرياء عشيرته الاقربين وهذا ينهض دليلا على أن الرجل اخيرا انكفا على عشيرته بعد تعثر تشكيل الحكومة الموازية وفشله في الاتفاق مع حتى حلفاء المليشيا الاقربين

اما مضمون الخطاب الذي قتله الزملاء تشريحا وسلخا كما يسلخ أهل السودان جلد الناموسة على قول الإمام الراحل

الصادق المهدي الذي بموته أصبح دار حزب الأمة( خلا) واتبع من بعده الجنرال برمة رئيس الحزب فريق (خلا)

تحدث دقلو مهددا الشماليه ونهر النيل بالاحتلال بعد إخراجه من الخرطوم عنوة واقتدار والدعم السريع الذي أخرج من خور الدليب لحظة مخاطبة حميدتي لجنوده وهي اي خور الدليب منطقة صغيرة بيوتها من القش وجزوع الأشجار وهلك فيها أكثر من ثلاثمائة من جنود المليشيا لن تقوى قوات المليشيا من الاقتراب من دنقلا ومروي والدبة التي تعتبر أقرب المدن لدارفور ولكن الرجل يخاطب أهله وعشيرته لرفع روحهم المعنوية وعينه مرة أخرى إلى الفاشر بينما عين صقر القوات المسلحة على نيالا التي ربما أصبح صبحا قريبا ووجدت المليشيا نفسها أمام القوات الزاحفة من عدت محاور وتحرير نيالا يمثل نهاية لمشروع ال دقلو في السودان

اخيرا إذا كان دقلو اخوان كانوا يقاتلون في ا لمكان الخطأ طوال عامين فقدت فيهما المليشيا الالاف من جنودها كم ستفقد إذا قاتلت مرة أخرى في مكان ما الشماليه أو نهر النيل أو الفاشر واكتشفت من بعد انه أيضا مكان خطأ..

يوسف عبد المنان

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • دعاء الرياح والعواصف.. ردده بخشوع
  • دعاء الرياح والعواصف.. كلمات رددها الرسول وقت هبوبها
  • ???? هرطقات عبدالرحيم طاحونة
  • هزيمة مشروع عبدالرحيم طاحونة الجديد
  • علي جمعة: الطاعة أن تعبد الله كما يريد بعيدا عن العقل والهوى
  • معنى حديث «والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا»، ونفي تحريضه على فعل الذنوب
  • ماوراء خطاب عبدالرحيم دقلو؟؟
  • قائد الثورة: العدوان الأمريكي على بلدنا فشل في تحقيق أهدافه رغم تصاعده الكبير
  • قائد الثورة يؤكد أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يتجلى في الممارسات الإجرامية الوحشية ضد الشعب الفلسطيني
  • قائد الثورة يؤكد مواصلة التصدي للعدوان الأمريكي ويحث على الاهتمام بالدورات الصيفية