الرياح المعاكسة تؤثر سلباً على النمو الاقتصادي لمنطقة اليورو
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
توقع بنك قطر الوطني الأهلي QNB نمواً اقتصادياً ضعيفاً في منطقة اليورو في المستقبل نظراً لتشديد الأوضاع المالية وضعف الطلب الخارجي واستمرار ضعف قطاع الطاقة.
قال البنك في نشرته الأسبوعية أنه يتوقع ينمو اقتصاد المنطقة بنسبة 0.6% هذا العام، وأن يظل في حالة من الركود في عام 2024.
في أواخر العام الماضي، كانت منطقة اليورو تواجه رياحاً معاكسة كبيرة نتيجة لسلسلة من الصدمات السلبية الحادة والواسعة.
وبالإضافة إلى الاضطرابات التي خلفتها جائحة كوفيد، واجهت المنطقة التداعيات الجيوسياسية الناجمة عن الصراع الروسي الأوكراني، ومعدلات التضخم المرتفعة والآخذة في التصاعد، واحتمالات حدوث أزمة طاقة وشيكة خلال فصل الشتاء. ومع ذلك، وفي ظل هذه الخلفية المتشائمة، أثبت اقتصاد منطقة اليورو مرونته بشكل غير متوقع.
وقد ظل مؤشر المفاجآت الاقتصادية، الذي يقارن إصدارات البيانات بالتوقعات، داخل النطاق الإيجابي خلال بداية العام. وهذا يشير إلى أن الأداء الاقتصادي تجاوز التوقعات، حيث تمكن من تجنب الانكماش المتوقع على نطاق واسع في الناتج المحلي الإجمالي.
ولكن، بدأت سلسلة من الصدمات السلبية تؤثر تدريجياً على الاقتصاد بعد الربع الأول. وأصبح التدهور واضحاً في قطاع التصنيع في بداية الأمر، حيث أظهر مؤشر مديري المشتريات (PMI)، وهو مؤشر قائم على الاستطلاعات يرصد اتجاه النشاط الاقتصادي، أن قطاع التصنيع قد انكمش بالفعل في النصف الثاني من عام 2022، واستمر هذا الاتجاه السلبي في التزايد بشدة طوال العام مع تراجع التعافي في الصين وامتلاء المخزونات العالمية. وقد ظل قطاع الخدمات، الذي يمثل حوالي 70% من الاقتصاد، يدعم الأداء الاقتصادي، لكنه دخل النطاق السلبي في نهاية الأمر في أغسطس على خلفية الرياح المعاكسة المستمرة المرتبطة بتشديد الأوضاع المالية وانخفاض الدخل الحقيقي. في ذلك الوقت، كان الضعف واضحاً في مختلف المجالات، حيث أظهرت مؤشرات مديري المشتريات انكماش كل من قطاعي الخدمات والتصنيع في أكبر أربعة اقتصادات في منطقة اليورو (ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا).
وأوضح تقرير QNB أن هناك ثلاثة عوامل تساهم في استمرار ضعف أداء اقتصاد منطقة اليورو في الأرباع العديدة القادمة.
وكما يوضح التقرير فمن المتوقع أن تظل الأوضاع المالية مشددة على خلفية ارتفاع أسعار الفائدة وعملية تطبيع الميزانية العمومية للبنك المركزي الأوروبي. ولمكافحة التضخم، قام البنك المركزي الأوروبي برفع أسعار الفائدة بواقع 425 نقطة أساس منذ يونيو من العام الماضي. بالإضافة إلى ذلك، يواصل البنك الرجوع عن تدابير توسيع ميزانيته العمومية التي تم تنفيذها خلال الجائحة، وهو ما سيزيد من عدم توافر الائتمان. وبالإضافة إلى ارتفاع تكاليف الائتمان بالنسبة للأسر والشركات، أصبح الائتمان أقل توافراً نظراً لمعايير الإقراض المشددة المطبقة من قبل البنوك. ونتيجة لذلك، فإن الائتمان، وبعد تعديله وفقاً للتضخم، قد تقلص بالفعل بنسبة 4% على أساس سنوي.
ولا يزال ضيق أسواق العمل، والتعافي المستمر في أسعار الطاقة والسلع الأساسية، فضلاً عن ارتفاع معدلات التضخم في قطاع الخدمات، يغذي الضغوط التضخمية. هذا يدعو البنك المركزي الأوروبي إلى الحفاظ على أوضاع نقدية أكثر صرامة لفترة أطول من الزمن، الأمر الذي سيستمر في التأثير على النمو الاقتصادي.
والعامل الثاني وفقا للتقرير أصبحت التجارة العالمية تمثل رياحاً معاكسة لمنطقة اليورو مع استمرار تباطؤ الاقتصاد العالمي. ومن المتوقع أن تنمو أحجام التجارة العالمية بنسبة 1.7% في عام 2023، وهي نسبة ضعيفة مقارنة بمتوسط 2.5% في فترة الخمس سنوات السابقة لجائحة كوفيد-19 (2015-2019). وقد بدأ هذا الأمر يؤثر بالفعل على اقتصاد منطقة اليورو، وخاصة في البلدان الأكثر توجهاً نحو الصناعة. وخلال النصف الأول من العام، أدت التطورات في قطاع الصادرات إلى مساهمة سلبية في النمو بنسبة 0.3% في منطقة اليورو، وسوف تستمر التجارة في تقييد النمو خلال الفترة المتبقية من العام. ومن المرجح أن يؤدي التباطؤ الحاد في النمو في الصين إلى تضخيم هذه المشاكل، وخاصة بالنسبة للبلدان التي لديها روابط قوية مع هذا الاقتصاد الآسيوي، مثل ألمانيا وهولندا وفرنسا.
ويوضح QNB في العامل الثالث والأخير أن منطقة اليورو تواجه تحديات كبيرة مرتبطة بضعف قطاع الطاقة والاعتماد الكبير على واردات النفط والغاز. ويتجلى هذا الضعف بشكل أكثر وضوحاً في قطاع الصناعة، حيث أصبحت القاعدة الصناعية في ألمانيا عُرضة بشكل خاص لنقص محتمل في الغاز. وتوجد حالياً بدائل محدودة على المدى القصير لواردات الطاقة الروسية في منطقة اليورو. ويؤثر هذا سلباً على إجمالي تكوين رأس المال الثابت في أوروبا. وفي المستقبل المنظور، سوف يستمر الضعف في مجال الطاقة في التأثير على قرارات الاستثمار.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فی منطقة الیورو فی قطاع
إقرأ أيضاً:
وزراء الاقتصاد والنقل والنفط يشاركون في ورشة عمل التحفيز الاقتصادي
هدفت الورشة الى اثراء برنامج التحفيز الاقتصادي بناء على قرار مجلس الوزراء وإقرار المسودة النهائية للبرنامج .
وفي افتتاح الورشة أشار وزير الاقتصاد والصناعة والاستثمار الى ان البرنامج وضع وفق رؤية واقعية قابلة للتنفيذ وتستوعب التحديات التي تواجهها البلاد وتهدف الى تفعيل كل القدرات المعطلة في الاقتصاد الوطني .
ولفت إلى ان البرنامج يسعى الى تبديد المخاوف لدى رؤوس الأموال سواء لدى القطاع العام او الخاص وتمكينه من الاستثمار في الفرص الواعدة في البلاد وتمكين المواطنين من المساهمة في مشاريع استثمارية آمنة واستنهاض كل القدرات التي تستهم في تحقيق قيمة مضافة داخل قنوات الاقتصاد الوطني وكذا تقليص فاتورة الاستيراد من خلال حوافز للمشاريع الإنتاجية الصناعية والزراعية وغيرها وتشجيع وحماية الإنتاج المحلي .
ونوه الى الى انه سيتم استيعاب كافة الملاحظات المقدمة من الجهات المشاركة وتضمينها في المودة النهائية للبرنامج كما سيتم الجلوس مع كافة الجهات المعنية لوضع برامج تفصيلية مزمنة وتهيئة عوامل النجاح لها .
وبين وزير الاقتصاد والصناعة والاستثمار ان برنامج التحفيز الاقتصادي يأتي كأحد مخرجات قانون الاستثمار الجديد وما يقدمه من مزايا وتسهيلات للمستثمرين .. لافتا إلى ان القانون يمنح تسهيلات للمصنعين المحليين ومشاريع انتاج الطاقة، والاعفاءات المقدمة للمصانع التي تتحول لاستخدام الطاقة المتجددة من خلال تقديم إعفاءات ضريبية تضمن سداد تكاليف المشروع .
واوضح ان كافة الوزارات والقطاعات الحكومية في حكومة التغيير والبناء تسير وفق الية عمل متناغمة ومتكاملة بما يضمن تحقيق الخطط والبرامج الاقتصادية الحكومية ويحقق مصلحة البلد من خلال توفير سلع وخدمات ذات جودة وبسعر عادل للمواطن وبما يضمن استمرارية واستدامة العملية الاقتصادية.
من جهته أشار وزير النقل والاشغال العامة ، الى ان وزارته لديها العديد من ملفات التعاون مع وزارة الاقتصاد في مجالات تطوير الموانئ والطرقات باعتبارها من اهم أسس الاقتصاد .
مشددا على أهمية العمل وفق رؤية واحدة بما يضمن تحقيق اعلى النتائج التي تخدم الاقتصاد الوطني والعمل على مواجهة التحديات الاقتصادية التي تواجهها البلد .
ولفت الى ان التعاون مع وزارة الاقتصاد كان له نتائج إيجابية ومثمرة اسهمت في حل إشكاليات وتعقيدات تأخير تفريغ البضائع في ميناء الحديدة وتم القضاء على هذه الإشكالية التي كانت تمثل هما كبيرا للمستوردين التجار بالإضافة الى جملة من الإجراءات تمثلت في توسعة الأرصفة وانشاء رصيف إضافي .
واكد الوزير قحيم أهمية تظافر وتكامل الجهود للتغلب على المعوقات الاقتصادية .
إلى ذلك أشار وزير النفط والمعادن الى أهمية استيعاب الخطط الاقتصادية للتحديات والمعوقات التي تواجهها البلاد في ظل استمرار الحصار .
وأشاد ببرنامج التحفيز الاقتصادي ما يتضمن من تحفيز للطاقات والقدرات المحلية ومعالجة معوقات الاستثمار .. منوها الى المشاريع الاستثمارية الواعدة في مجال المعادن والحوافز المقدمة للمستثمرين المحليين في استغلال هذه الفرص .
وفي الورشة بحضور نائب وزير الاقتصاد والصناعة والاستثمار احمد محمد الشوتري ووكيلا وزارة الاقتصاد لقطاع الخدمات القاضي عبدالفتاح الذويد وقطاع الصناعة ايمن الخلقي ، و وكيل وزارة التربية والتعليم والبحث العلمي لقطاع التعليم الثانوي زيد الهدور والوكيل المساعد لقطاع التجارة الخارجية بوزارة الاقتصاد فؤاد هويدي استعرض المدير العام التنفيذي لمؤسسة الكهرباء الدكتور مشعل الريفي ، خطط وبرامج ومشاريع المؤسسة الهادفة لرفع كفاءة الطاقة الكهربائية في البلاد والتحول نحو استخدام الطاقة البديلة وكذا تنظيم وإدارة الطاقة عبر الشبكة الوطنية .. منوها الى أهمية برنامج التحفيز الاقتصادي وما يؤسسه من أطر بناءة للتعاون والشراكة بين القطاعين العام والخاص لإنشاء مشاريع توليد الطاقة .
وتم خلال الورشة فتح باب النقاش حول مشروع برنامج التحفيز الاقتصادي و تقديم ملاحظات من ممثلي الجهات المشاركة في الورشة .