شبكة انباء العراق:
2024-07-06@20:38:33 GMT

صراع من اجل كرسي السلطة

تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT

بقلم/ عامر جاسم العيداني ..

ان الديمقراطية الناشئة في أي بلد بالعالم الثالث تسبب ارتباكا على الصعيدين الشعبي والسياسي وتخلق حالة من عدم الاستقرار وصراعات بين الأحزاب التي تأسست في ظل نظام دكتاتوري والاحزاب التي نشأت خلال فترة التحول والتي جاءت نتيجة عدم رضاها لأداء تلك الأحزاب التقليدية ، وهذه الأخيرة استحوذت على السلطة لأهداف تعويض الحرمان الذي عاشته بعيدا عن الوطن ، وتراها تتمسك بكرسي السلطة وتدفع ثمنا كبيرا من أجله ، باستخدام المال او تهديد القوى المناهضة لها وقد تصل إلى إسالة الدماء أو استخدام ادواتها الأمنية وسلطة القضاء بزج المعارضين لها في السجون ، ووصل الصراع حتى بينها وتفككت الى عدة كتل تتنافس فيما بينها على كرسي السلطة .


ونحن على ابواب انتخابات مجالس المحافظات يشتد الصراع على كسب الناخبين باستخدام كافة الادوات المتوفرة لكل الاطراف التي ترغب المشاركة فيها ، ويلاحظ في هذه الدورة انخفاض عدد الاحزاب وذلك لدخولها بتحالفات لتشكل قوة اكبر في المنافسة ، ولكن تبقى الاحزاب التقليدية المهيمنة على الشارع الانتخابي لكونها تمتلك السلطة والمال وتستخدم مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة لاستمالة الناخب مستخدمة ادوات الخطاب الدعائي المتنوع يشمل الوعود بتقديم افضل الخدمات واخرى تحاول ايهام الناخب بأن الانتخابات لن تخلق اي تغيير من اجل إبعاده عن صناديق الاقتراع من اجل تسيد الساحة الانتخابية من قبل مؤيديها ، وذلك لوجود قوى جديدة ظهرت على الساحة تنافسها بشكل جدي ، ونرى ظهور خطاب جديد لم نلاحظه في الانتخابات السابقة وهو الاعلان الصريح على ان منصب المحافظ سيكون لها ، وهنا يتضح هدف هذه الاحزاب هو الكرسي وليس خدمة الشعب وفق برامج تعلنها حقيقية قابلة للتنفيذ .
وهنا ندعو الاحزاب الناشئة التي قررت خوض انتخابات مجالس المحافظات ان تعلن عن برامجها القادرة على تنفيذها وتكون فيها مصداقية ويجب ان لا تكون تقليدية ، لانه من المعروف ان البرامج بشموليتها واضحة المعالم وواجب على كل من يتبوأ السلطة ان يقوم بها متوافقة مع اسماء الوزرارات التي تشكل الحكومة من تعليم وصناعة وزراعة وغيرها ، ولكن برامج مجالس المحافظات تكون مستنبطة منها ومكملة لها ، مثال ذلك عليها تنفيذ البرنامج الحكومي لانها جزء منها ، وبطرق مستحدثة واهمها خلق تنمية حقيقية على الصعيد الاقتصادي وخلق فرص عمل حقيقية وهو المهم جدا لكثرة العاطلين والذي تسبب بالضعف الاقتصادي للأسر وعدم قدرتها على تلبية وسائل معيشتها ، وهنا يتطلب وضع برامج تنمية واجبار الحكومة الاتحادية على تنفيذها ومشاركة القطاع الخاص وخلق شركات مساهمة لانشاء المصانع والمعامل والمزارع المختلفة ، والاهتمام بالتعليم والثقافة ودعمها لتكون موازية لعملية التنمية لخلق قاعدة فكرية تتوافق معها وفي خط واحد  وعليها أن لا تنسى الجانب الصحي والبيئي لما له من أهمية لديمومة حياة الإنسان .
ان تركيز مجالس المحافظات على تقديم الخدمات العامة وعدم ديمومتها يؤدي الى هدر للمال العام اذا لم ترافقها عملية تنمية حقيقية وخلق موارد جديدة تستطيع من خلالها تغيير الواقع الاقتصادي للمجتمع .
واننا ندعو الشعب الى اختيار الكتل والاحزاب الناشئة لتشارك الاحزاب التقليدية في الحكم وتصحح مسيرة السنوات التي أهدرتها من اجل المغانم على حسابه ، وعدم النأي بالنفس بعدم المشاركة في الانتخابات ويبقى الوضع كما هو عليه ، وشاهدتم الصراعات بين احزاب السلطة على المغانم والتي أدت الى خراب المدن والمجتمع وعليه يجب انهاء هذه الحالة المزمنة من اجل استقرار العراق ومحافظاتكم .
ان تجربة بعض المحافظات التي خرجت من عباءة سلطة الاحزاب وكيف نهضت مثل نينوى وكربلاء والبصرة بجهود ابنائها المستقلين ، وهي نموذج يجب ان تبقى وتستمر ونقلها الى المحافظات الاخرى . وننوه الى ان بقاء اعتماد المحافظات على ما تقدمه الحكومة المركزية من تخصيصات ضئيلة لا تتناسب مع حجم الايرادات التي ترفد الموازنة العامة بها ، فيه غبن كبير لها ويجب على ابناء المحافظات ان يطالبوا بالخروج من المركزية المقيتة من خلال تطبيق قانون المحافظات رقم (21) لما فيه من صلاحيات لا مركزية على الاقل أو المطالبة بانشاء الاقليم حسب ما نص عليه الدستور وتحصل المحافظة على جزء من الاستقلالية في التصرف بوارداتها مع خصم حصة المركز لتستطيع النهوض باقتصادها وبناء مؤسساتها وخلق تنمية حقيقية وتوفير فرص عمل تنتشل العاطلين عن العمل ، وهذا لا يأتي الا بانتخاب الاحزاب والكتل التي نشأت وتكونت من ابناء المحافظة وليس لها ارتباط بالاحزاب التقليدية .

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات مجالس المحافظات من اجل

إقرأ أيضاً:

استرزاق سياسي.. مجالس المحافظات تنسى الدرس وتعود لممارسات ما قبل تشرين

بغداد اليوم - بغداد

لم تمضِ سوى أشهر أو اقل على ولادة مجالس المحافظات التي كانت تعد "العدو الأول" للمواطنين العراقيين، وكانت الخصم الأول لهم في "انتفاضة تشرين" عام 2019 حتى أن أول شيء تم اغلاقه ومن ثم تصويت البرلمان على حله وتعليقه، كانت مجالس المحافظات التي شكلت ذاكرة سيئة للمواطنين في المحافظات كافة.

وبعد 4 سنوات، تمت اعادة انتخاب مجالس المحافظات المحلية، وخلال الأشهر الاولى من عمرها فقط، والتي كان تشكيلها على حذر خوفا من الذاكرة السلبية المتشكلة ضدها في اذهان المواطنين، يبدو أن مجالس المحافظات "أمنت شر الجماهير"، أي انها تحررت من الضغوط والمخاوف من امكانية عودة التظاهر ضدها وابداء المواطنين لرفضهم الازلي ضد مجالس المحافظات، لتعود هذه المجالس لممارساتها السابقة التي كانت احد اسباب "اشتعال تشرين".

فهناك مجالس لا تزال لم تشكل حكوماتها المحلية مثل ديالى وكركوك بسبب صراعات سياسية على المناصب، في استخفاف واضح بسكان وناخبي ومواطني هذه المحافظات، ومحافظات أخرى بدأت تعمل "انقلابات سياسية" من خلال التحالفات ضد احزاب اخرى وتوزيع المناصب بينها، كما حصل في مجلس محافظة نينوى حيث شكل تحالف يضم الاقليات لتشكيل كتلة "مقربة من الاطار" مع بعض الاعضاء من احزاب اخرى، ليتم الالتفاف على الكتل السنية والكردية في نينوى وماتبعه من استفراد بتغيير وتنصيب 14 مسؤولا محليا في نينوى بعيدًا عن الكتل الرئيسية في المحافظة.

هذه الصراعات السياسية، وكذلك صراعات مشابهة حدثت في بعض مجالس المحافظات تتعلق بصلاحيات اعفاء او تغيير مدراء الصحة او التربية، وهي صلاحيات اصبحت ممنوحة للوزارات المركزية فقط بعد اعادة ربط دوائر الصحة والتربية في الوزارات المركزية، جميعها تشير الى مدى انشغال مجالس المحافظات بملفات بعيدة عن اهدافها الرئيسية، وتكشف مدى ارتباط نشاطاتها بقضايا تتعلق بالمصالح السياسية والحزبية والهيمنة على المناصب.

وليس بعيدًا ماحدث في السماوة، عندما حشد قائد لواء انصار المرجعية حميد الياسري، لتظاهرات حاشدة لطرد مجلس محافظة المثنى بعد ما لمسه من افتتاح مكاتب اقتصادية للاحزاب استعدادا لتقاسم حصة محافظة المثنى من الموازنة، في مؤشرات متراكمة عن عودة مجالس المحافظات "لعادتها القديمة".


يقول المحلل السياسي، ماهر عبد جودة في حديث لـ"بغداد اليوم"، ان "الحكومات المحلية غير المركزية المتمثلة بمجالس المحافظات هي ادارات ذاتية لكل المحافظات، واعطاها القانون مسؤولية ومهام واضحة لكل عضو مجلس محافظة"، مبينا ان "دور هذه المجالس هو دور خدمي وتنموي وليس سياسيا ولا علاقة له بالسياسة"، مشيرا الى ان "الفساد والتربح والصفقات على حساب المواطنين التي ملأت مجالس المحافظات في السنوات الماضية ادت الى تجميدها بعد تظاهرات تشرين".


واوضح أن "عضو مجلس المحافظة له صفة مدير عام من راتب عالٍ ونثرية وسيارتين حديثة وحماية ومؤخرًا بدأوا يطالبون بقطع اراضٍ سكنية، في توجه يكشف ان مجالس المحافظات بوابة للتربح والاثراء على حساب المواطنين الذين باتوا لايشعرون بوجود مجالس المحافظات التي ولدت ميتة ولم تقدم الخدمات واتضح للجميع انها ليست حيوية ولا خدمية".

واعتبر أنه "لدينا تجارب سابقة مع مجالس المحافظات في هدر المليارات بالفساد والمحاصصة"، مشيرا الى ان "ترشيحهم لمجالس المحافظات جاء كبوابة للتسلق من الحلقات المحلية والاستعداد الى الانتخابات النيابية ليتحولوا الى نواب".

وأكد أن "مجالس المحافظات اخفقت وفشلت في العراق حيث يستغل عضو المجلس المنصب والمال ليهيء نفسه للانتخابات البرلمانية"، مبينا ان "تعطيل الحكومة المحلية في كركوك وديالى، والشجار والاشتباك بالايدي في مجلس محافظة النجف يوم امس، جميعها تدل على ان مجالس المحافظات لم تأتِ لممارسة مهامها الخدمية".


مقالات مشابهة

  • رئيس حزب الغد: مناقشات مجلس أمناء الحوار الوطني تنقل صورة حقيقية عن مطالب الشعب
  • من يصل إلى كرسي الحكم؟.. حالة انقسام شديدة داخل الأحزاب الفرنسية
  • معلومات عن المسرح الروماني المكشوف في العلمين الجديدة.. يضم 1000 كرسي
  • بن ناصر عن إجراءات وزارة التربية والتعليم ضد ظاهرة الغش: خطوة حقيقية في طريق إصلاح قطاع التعليم
  • ملفات ملحة على طاولة وزيرة التنمية المحلية الجديدة
  • حظك اليوم برج الجوزاء الجمعة 5-7-2024 مهنيا وعاطفيا
  • مسؤول إسرائيلي: تقدم مهم للغاية في رد حماس وفرصة حقيقية للتوصل لاتفاق
  • تدريب أطفال مركز المدة بنزوى على الحرف والصناعات التقليدية
  • استرزاق سياسي.. مجالس المحافظات تنسى الدرس وتعود لممارسات ما قبل تشرين
  • وزارة الأوقاف المصرية من جمعة للأزهري.. ما الجديد؟!