الذكاء مثلما ينشر الخوف والتضليل يمنح الأمل أيضا وفوائده أكثر من أضراره إذا تم التفكير بشكل "إنساني للغاية" لدى استخدامه

ماذا سيفعل بنا الذكاء الاصطناعي حين يكون قادرا على تحديد العواطف والمشاعر والمزاج؟ وبالتالي يمكن أن يقود إلى قرارات زائفة قد تم التلاعب بها؟ هذا التساؤل كان محور فعالية أقامتها DW في جامعة هومبولت في برلين، عند غروب الشمس في مساء يوم كان الطقس فيه جميلا

مختارات ألمانيا: وزارة الداخلية ترصد تزايدا في حملات التضليل الروسية حملة تضليل إعلامي روسية تستنسخ وسائل إعلام أوروبية "التزييف العميق".

. هكذا يمكنك اكتشاف فبركة الصوت والصورة تزوير بالصوت والصورة ـ الذكاء الاصطناعي سلاح خطير في يد القراصنة الذكاء الاصطناعي.. ساحة معركة بين عمالقة الإنترنت و"الهاكرز"

فيلسوفة الإعلام كلاوديا باغانيني كانت من المتحدثين الرئيسيين، التقطت هذه الصورة الجميلة للطبيعة وتحدثت عن تأثيرها على الحضور، وقالت الذكاء الاصطناعي أيضا يمكنه أن يرسم صورة جميلة لغروب الشمس، يمكن أن تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وتحدث تأثيرا مزيفا. ونفس الشيء بالنسبة للصوت المزيف للسياسي أو الصور المزيفة بواسطة الذكاء الاصطناعي التي يتم نشرها مرفقة بشعار وسيلة إعلام رصينة.

تم هذا خلال نقاش لخبراء إعلام بينهم أعضاء في البرلمان الألماني (بوندستاغ) تحت عنوان: قوة الحقيقة والإعلام في زمن التضليل والذكاء الاصطناعي التوليدي.

وقد أقامت مؤسسة DW هذه الفعالية في كلية الطب بجامعة هومبولت أواسط شهر سبتمبر/ أيلول الجاري في إطار برنامج احتفالها بمرور سبعين عاما على تأسيسها، وكان هناك نقاش حول محاسن ومخاطر الذكاء الاصطناعي في مجال الإعلام. في قسم الأمراض النسائية بمستشفى شاريته في برلين تظهر محاسن الذكاء الاصطناعي حيث يستخدم في التشخيص المبكر لكشف الإصابة بالسرطان. وعكس ذلك في عالم الإعلام أصبح الذكاء الاصطناعي "كابوسالكل الذين يتعاملون مع التضليل الإعلامي" كما يقول بيتر ليمبورغ مدير عام مؤسسة DW.

ليمبورغ: الذكاء الاصطناعي أصبج كابوسا لكل الذين يتعاملون مع التضليل الإعلامي

الخداع موجود قبل الذكاء الاصطناعي

"الخداع المتعدد كان موجودا دائما" تقول باغانيني التي تحاول تهدئة النقاش الحامي حول مخاطر التزييف بواسطة الذكاء الاصطناعي، وقدمت اقتراحا يقول: يجب على الصحافة ومطالبتها "بالصدق"، أي تصوير الحقيقة على أنها مطابقة للحقيقة، أن تطور المزيد من "الشفافية" وبالتالي أن تقدم مرسل المعلومة وخبرته الصحفية. "الشفافية هي الصدق" تقول كلاوديا باغانيني الأستاذة بالمعهد العالي للفلسفة في ميونيخ.

هناك حاجة "لثقافة الخطأ" المنتشرة في الولايات المتحدة بشكل أكبر بكثير مما في ألمانيا، تقول البرلمانية تابيا روسنر، من كتلة حزب الخضر والتي عملت سابقا كصحافية. وهي ترى أن مصداقية المهنة في خطر وتقول "الصحافة تحيا على الصحة والصدق". وقبل استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل عام وحتى في الصحافية يجب أن يكون هناك "تقييم للتكنولوجيا". وتأمل روسنر أن تتبنى شركات التكنولوجيا الأمريكيةأيضا بذلك مثلما فعلت قبل أعوام مع قواعد الاتحاد الأوروبي لحماية البيانات في الانترنت.

التطور السريع يشمل التضليل أيضا!

وخلال النقاش أشار البرلماني هليغه لنده من الحزب الاشتراكي، إلى التحديات التي تواجه الساسة في التعامل مع التطور السريع لبرامج الذكاء الاصطناعي الجديدة، وقال "نحن في مختبر حي، ونحاول في نفس الوقت أن نكون العاملين والمراقبين". تطوير المنتجات التي تسمح لأي شخص بنطق جمل مصطنعة لأي محتوى في مقاطع فيديوتكاد تكون مطابقة للأصل، يعزز الانطباع بوجود خطر محدق. وبالإشارة إلى مصانع التصيد الروسية أو مقدمي الخدمات من القطاع الخاص الذين يجنون الأموال من أعمال التضليل، تحدث لنده عن "عالم كبير للتضليل".

وتطبيقات الذكاء الاصطناعي المستمرة في التطور في ألمانيا أيضا تجد مناخا اجتماعيا يؤججه الشعبويون. "لقد طورنا ثقافة الغضب" تقول النائبة البرلمانية كريستيانه شيندرلاين من كتلة حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي.

وإلى جانب الحقائق والتحليلات يتم نشر معلومات مضللة عن قصد من أجل تأجيج المشاعر في الجدل السياسي، هذا ما اتفق عليه البرلمانيون الثلاثة الذين تحدثوا خلال فعالية DW.

كثيرا ما يتم نشر معلومات مضللة لتأجيج المشاعر حينما يكون هناك جدلا محتدم في المجتمع

الذكاء الاصطناعي وسيلة للبحث عن الحقيقة؟

لكن رغم كل ذلك فإن مدير "مركز الإبداع السيبراني/Cyber Innovation Hub" لدى الجيش الألماني سفن فايتسنيغر مقتنع بأن "التكنولوجيا هي أفضل رافعة لحماية ديمقراطيتنا". ويطور الجيش الألماني خوارزميات تفرق بين المعلومات الصحيحة والمزيفة "وهذا يتم الآن" يقول فايتسنيغر. مع عواقب بعيدة المدى، على سيبل المثال بالنسبة إلى القرارات الاستراتيجية المتعلقة بنشر القوات التي في حالات الشك قد تنقذ أرواحا بشرية. وحرب أوكرانيا تظهر سرعة التطورات. فمنذ الصيف الماضي يستخدم الجيش الأوكراني برامج الذكاء الاصطناعي على الجبهات ليتمكن من "خفض استخدامه من القذائف بنسبة 80 على 90 بالمائة!" حسب فايتسنيغر. في المقابل تستمر روسيافي القصف الشامل.

وفيلسوفة الإعلام كلاوديا باغنيني مقتنعة أيضا بأنه في نهاية المطاف ستكون فوائد استخدام الذكاء الاصطناعي أكبر من اضراها بالنسبة للإنسان، عندما يفكر "بشكل إنساني للغاية" لدى استخدامه للتكنولوجيا. وتعول على زيادة الوعي بالمخاطر حيث يزداد الضغط لإيجاد حلول. وعبرت عن تفاؤلها من خلال مشهد بقولها "عندما يصبح طريق طفلك إلى المدرسة خطرا" بغض النظر عن السبب، سيبذل المجتمع الديمقراطي كل ما بوسعه لدرء هذا الخطر. وهي تتوقع إجابات مرنة على التطور السريع لاستخدامات الذكاء الاصطناعي.

وبعيد انتهاء النقاش وفعالية DW انتشرت على صفحات مستخدمي انستغرام في برلين صورا لقوس قزح في سماء المدينة بعد زخات المطر قبيل الغروب والتي أضفت إشعاعا دافئا على الصالة التي أقيمت فيها الفعالية بجامعة هومبولت، ومعظم تلك الصور كانت بدون رتوش أو تغيير وبدون استخدام للذكاء الاصطناعي.

فرانك هوفمان/ ع.ج

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي نعمة أم نقمة تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي نعمة أم نقمة تنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

«أبل» تؤجل دمج أحد خدماتها بـ«الذكاء الاصطناعي» حتى 2026.. ما السبب؟

أعلنت شركة “أبل” تأجيل إطلاقها النسخة الجديدة من مساعدها الصوتي “سيري”، التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أن “المميزات المتقدمة التي تعمل عليها تحتاج إلى مزيد من الوقت قبل أن تصبح جاهزة للاستخدام”.

وقالت الشركة في بيان: “نهدف إلى منح سيري قدرة أكبر على فهم سياق الاستخدام الشخصي للمستخدم، إضافة إلى تمكينه من تنفيذ الأوامر داخل التطبيقات المختلفة، لكننا أدركنا أن تحقيق ذلك سيستغرق وقتاً أطول مما كنا نتوقعه”.

هذا”وجاء الإعلان بعد تقرير، نشرته بلومبرغ في 14 فبراير، كشفت فيه أن “أبل كانت تواجه صعوبات في تطوير الميزات الجديدة لمساعدها الصوتي”.

وكانت الشركة قد كشفت، لأول مرة، عن “إصدار سيري المطور خلال مؤتمرها السنوي للمطورين WWDC 2024 في يونيو 2024، لكن التحديات التقنية والإدارية دفعتها إلى تأجيل الإطلاق”.

و”تخطط الشركة تخطط لإطلاق “سيري” الجديد في مايو 2025، إلا أن الموعد أُرجئ مجدداً بعد أن كانت التوقعات السابقة تشير إلى “دمج الميزة ضمن تحديث iOS 18.4، المقرر طرحه في أبريل”.

ووفق التقرير، “يهدف التحديث المرتقب إلى جعل “سيري” أكثر قدرة على التعامل مع الأوامر الصوتية المعقدة، وذلك عبر ميزتين رئيسيتين، وهما “السياق الشخصي” (Personal Context)، والتي تسمح لـ”سيري” بالوصول إلى بيانات المستخدم، مثل جداول المواعيد والتطبيقات المستخدمة، مما يساعده في تقديم إجابات أكثر دقة وتنفيذ الأوامر بشكل أكثر كفاءة، بينما الميزة الثانية تتمثل في “نوايا التطبيقات” (App Intents)، وهي آلية جديدة تمكن “سيري” من التحكم في التطبيقات بشكل أكثر تفصيلاً عبر جميع أنظمة أبل، مما يمنح المستخدم تجربة أكثر سلاسة في تنفيذ المهام داخل التطبيقات المختلفة، سواء كانت تطبيقات أبل أو تطبيقات الطرف الثالث، دون أن يحتاج المستخدم لفتح التطبيق يدويا بنفسه”.

ووفقاً لـ “بلومبرغ” فإن “فريق الذكاء الاصطناعي في “أبل” يواجه مشكلات تتعلق بالإدارة والهندسة التقنية، وهو ما أدى إلى تأخير المشروع”.

آخر تحديث: 8 مارس 2025 - 20:00

مقالات مشابهة

  • المعركة القادمة من أجل الذكاء الاصطناعي
  • ذكاء Apple المتعثر.. هل فقدت الشركة سباق الذكاء الاصطناعي؟
  • موقف الشريعة من التطورات الحديثة في الذكاء الاصطناعي
  • وزارة الإعلام: تكثّف جهات معادية حملاتها التحريضية عبر وسائل الإعلام، بهدف إثارة الفوضى ونشر التضليل
  • البابا فرنسيس: نحن بحاجة إلى ”معجزة الحنان“ التي ترافق الذين هم في محنة
  • «الذكاء الاصطناعي» يرسم تصوراً لـ«شكل العالم» بعد 30عاماً
  • هل تقضي روبوتات الذكاء الاصطناعي على الصدق في تطبيقات المواعدة؟
  • «أبل» تؤجل دمج أحد خدماتها بـ«الذكاء الاصطناعي» حتى 2026.. ما السبب؟
  • توقيع اتفاقية لتنفيذ البرنامج الوطني لتكوين الأطفال في المجال الرقمي والذكاء الاصطناعي
  • آبل تؤجل تحديثات الذكاء الاصطناعي لـ Siri إلى عام 2026