◄ عُمان وصلت في "رحلتها التكتونية" إلى القطب الجنوبي المُتجمِّد قبل 330 مليون سنة

◄ من الصعب التنبؤ بمكان وتوقيت الزلازل البركانية

◄ ضرورة تشجيع الباحثين على إجراء دراسات حول الأخطار المستقبلية

◄ التوسع في "تمارين المحاكاة" يجنب البشرية مزيدًا من خسائر الأرواح

 

الرؤية - سارة العبرية

باتتْ أخبار الزلازل بهزَّاتها الارتدادية، وتنبؤات الخبراء والمختصين بشأنها، على قسوتها، من الأمور المألوفة خلال الفترة القريبة الماضية؛ فلا تزال الطبيعة تعرب عن ثورانها، مُحمِّلة الإنسان والطفرة الصناعية الهائلة ثَمن أفعاله بحق البيئة؛ فالتغيرات المناخية والبيولوجية أضحتْ تكلفة مضاعفة حتمية الدفع.

"الرؤية" التقتْ الدكتور مُحمَّد عبدالرحمن فرفور الأستاذ المشارك في الجيوفيزياء بقسم علوم الأرض بجامعة السلطان قابوس، والذي يوضح أنَّ الكوارث الطبيعية مجرَّد حوادث طارئة تحدث نتيجة عوامل طبيعية كالزلازل، والفيضانات، والأعاصير، والحرائق الطبيعية، والزلازل البركانية، والتي تتسبَّب في تدمير وفقدان الأرواح البشرية وتُلِحق أضرارًا بالبيئة والممتلكات تكون تأثيراتها طويلة الأمد.. مشدِّدًا على أنَّ الاستعدادات المبكرة أمرٌ بالغُ الأهمية للحفاظ على سلامة الأفراد وتقليل حجم التأثيرات الناجمة.

 

 

أضرار كارثية

ويقول فرفور إن الكوارث الطبيعية تختلف من حيث طبيعتها وأسبابها والنتائج والأضرار المترتبة عنها، وأنه لتفادي أضرارها ونتائجها يجب على الدول القيام بدراسات علمية وأبحاث عن الكوارث المتوقعة على مستوى محيطها الجغرافي وطبيعتها وشدتها، وإمكانية التنبؤ بها في المستقبل القريب والبعيد للاستعداد الكامل والجيد لها، كما يجب على الدول اعتماد برامج توعوية تستهدف جميع الفئات المجتمعية من أجل تثقيفها وتدريب أكبر قدر منها على التعامل مع تداعياتها، والتوسع في تنفيذ تمارين تُحاكي وقوع الكوارث المختلفة، لتعزيز سبل الوقاية والإنقاذ.

ويلفت الأستاذ المشارك في الجيوفيزياء بقسم علوم الأرض بجامعة السلطان قابوس، إلى ضرورة تشجيع الباحثين الأكاديميين لإجراء دراسات موسعة حول الأخطار الممكنة في المستقبل جراء الكوارث الوارد حدوثها على مستوى كامل التراب الوطني، ومدى تأثيرها على المدن والتجمعات السكانية الكبيرة؛ باعتبارها بمثابة إنذار مبكر يُعين على تفادي الكثير من المخاطر، مُستدلًا بما قام به مركز الزلازل بجامعة السلطان قابوس وهيئة الطيران المدني من مشروع بحثي مشترك، تضمَّن التنبؤ بزلزال يصاحبه تسونامي يضرب سواحل السلطنة، مركزه صدع مكران الواقع في بحر عُمان؛ حيث تطرق البحث إلى شدة الزلزال وارتفاع موجات التسونامي، والمناطق التي يصل فيها مستوى المياه إلى مستوى الخطر والمناطق التي تكون في مأمن من الحادثة.

ويُبيِّن فرفور أنَّ الكون الذي نعيش فيه يسير وفق نظام متكامل متناسق من القوانين الكونية الدقيقة التي تظهر لنا في شكل ظواهر طبيعية؛ مثل: حركة الأرض وحركة القارات والجبال وحركة السحب وجريان الأودية وهطول الأمطار... وغيرها، وأنَّ أي تغير مفاجئ في هذه القوانين تنجم عنه انعكاسات ونتائج وربما أضرار تصيب نطاقًا جغرافيًّا واسعًا، مشيرًا إلى أنَّ سلطنة عُمان وقبل 330 مليون سنة وصلت في رحلتها ضمن الصفيحة التكتونية العربية إلى القطب الجنوبي المتجمد، وتراكم الضغط على حواف هذه الصفائح على مدى ملايين السنين، مما نجم عنه كسور وفوالق ضخمة تتحرر منها طاقة ميكانيكية هائلة تصلنا على شكل هزات أرضية عنيفة نسميها "الزلازل التكتونية".

ويتطرق فرفور إلى الزلازل البركانية، والتي يؤكُّد صعوبة التنبؤ بمكان وتوقيت وقوعها؛ نظرًا لضخامة حجم الصفائح التكتونية الذي قد يصل إلى 60 مليون كم مربع، إضافة إلى تعقيد تكوينها وتنوع مكوناتها الصخرية وقلة المعطيات عن شدة الضغط الذي تمارسه كل صفيحة تجاه أخرى، مضيفا أن في المناطق التي تعرف بطبيعتها الزلزالية هناك إرشادات عامة، منها: تصميم أبنية وهياكل مقاومة للزلازل والاهتزازات المصاحبة لها، وبناء هذه الأبنية على أرضيات صلبة؛ لأنها بطبيعتها تساعد على امتصاص الاهتزازات على خلاف الأرضيات الهشة والرطبة التي تسهم في تضخيمها، وكذلك بناء التجمعات السكانية بطريقة تُسهل تجميعها وتفريغها عند نقاط تجمع آمنة عند حدوث الكوارث، كما تجنب بناء التجمعات الكبيرة بالقرب من المصانع و المصافي والمفاعلات النووية و السدود.

الفيضانات والأعاصير

وعن الفيضانات والأعاصير، يقول الخبير الجيوفيزيائي إنَّ الأعاصير هي عبارة عن انجراف حاد للأتربة يؤدي لاقتلاع الأشجار ونفوق الكثير من أنواع الحيوانات والطيور في المناطق المتضررة. ويُضيف أنه على مستوى المجتمعات، فقد تؤدي الأعاصير لانهيارات المباني والمساكن والطرق وانجرافها مما قد ينتج عنها آلاف الضحايا والمفقودين والخسائر المادية والاقتصادية التي قد تتطلب وقتًا لإعادة الإعمار والإصلاح. أما الفيضانات، بحسب فرفور، فتحدث نتيجة تشبع التربة بالمياه وعدم قدرتها على امتصاص المزيد من مياه الأمطار والأودية، مما يؤدي لتجمعها بكميات كبيرة وتنقُّلها بقوة جارفة عبر الوديان والأنهار للمناطق المتأثرة.

وحول المُؤشرات المستقبلية لزيادة حدوث الكوارث الطبيعية، يوضح فرفور أنَّ زيادة حرارة كوكب الأرض عن المعدل الطبيعي بسبب الزيادة المُطردة في انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون واحتباسه داخل طبقات الغلاف الجوي للأرض، تشير إلى ازدياد معدل الرطوبة وتبخر المياه وذوبان الجليد؛ الأمر الذي سيزيد منسوب مياه البحار والمحيطات، منذرًا بتآكل سطح اليابسة، ومن ثم زيادة فرص وقوع الأعاصير وعدم انتظام الأمطار وجريان الأودية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الدفاع للحضارة تطالب بتطوير منطقة حنكوراب لجذب عشاق السياحية البيئية

في إطار الجهود الوطنية لتعزيز السياحة البيئية والحفاظ على الموارد الطبيعية، تبنّت حملة "الدفاع عن الحضارة المصرية" مبادرة لحماية وتطوير شاطئ رأس حنكوراب، المعروف بـ"مالديف مصر"، الواقع داخل محمية وادي الجمال جنوب مرسى علم.


ويأتي ذلك استجابةً للتحديات البيئية التي تهدد هذا الموقع الفريد، الذي يُعد من أهم الوجهات السياحية البيئية في البحر الأحمر.

ويتميز شاطئ رأس حنكوراب برماله البيضاء الناعمة، مياهه الفيروزية الصافية، وتنوعه البيولوجي الفريد، حيث يُعد موطنًا للعديد من الكائنات البحرية النادرة مثل السلاحف البحرية العملاقة وأبقار البحر (الأطوم)، بالإضافة إلى الشعاب المرجانية الاستثنائية التي تجعل منه وجهة مثالية لرياضات الغوص والسنوركلينج.

وفي هذا السياق أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة ورئيس حملة "الدفاع عن الحضارة المصرية"، أن الحملة تدعم تطوير المنطقة وفقًا لمعايير الاستدامة البيئية، مع التأكيد على التزام أي مشاريع استثمارية قد تؤثر سلبًا على النظام البيئي الفريد للشاطئ.

وأشار إلى أن الحملة تهدف إلى إعادة تأهيل المنطقة مع الحفاظ على طابعها الطبيعي، بحيث يكون أي استثمار في المنطقة متوافقًا مع المعايير البيئية الصارمة، لضمان استمرارية الجذب السياحي الذي يعتمد بالأساس على البيئة البكر للشاطئ.

من جانبه، أوضح الكابتن أيمن طاهر، استشاري السياحة البيئية، أن أي عملية تطوير للمنطقة يجب أن تستند إلى دراسات بيئية مستقلة، مع فرض حدود للقدرة الاستيعابية للشاطئ وتنظيم أعداد الزوار وفقًا للمعايير الدولية للحفاظ على البيئة. كما شدّد على ضرورة الحفاظ على 70% من الساحل دون أي تغيير، مع تخصيص 20% فقط للمرافق البيئية الخفيفة و10% للتخييم منخفض التأثير. وأكد أهمية حماية المسارات الطبيعية وتقليل التوسع العمراني، مع استخدام مواد طبيعية في أي إنشاءات جديدة، بالإضافة إلى اعتماد الطاقة المتجددة وإقامة نظام صارم لإدارة النفايات ومكافحة التلوث.

أسعار النفط تستقر بعد تراجع ضخم في المخزونات الأمريكيةتعرف على أسعار الخضراوات والفاكهة اليوم الخميس 27-3-2025

ويعد إشراك المجتمعات المحلية في عمليات الحفاظ على البيئة وتعزيز السياحة المستدامة يُعد أحد الركائز الأساسية لضمان نجاح هذه المبادرة، إلى جانب تنفيذ أنظمة للحماية البيئية مثل ستائر الطمي وأكياس الرمل لحماية الشعاب المرجانية من التأثيرات السلبية الناتجة عن الأنشطة البشرية.

أكد الدكتور ريحان في ختام تصريحه أن الالتزام بهذه المعايير سيجعل شاطئ حنكوراب أحد أهم مصادر الدخل السياحي لمصر، مع الحفاظ على مكانته كوجهة رئيسية لمحبي الطبيعة والمغامرة. وتأتي هذه الجهود ضمن استراتيجية مصر لتعزيز السياحة البيئية المستدامة، بما يتماشى مع رؤية "مصر 2030"، التي تهدف إلى تحقيق تنمية متوازنة تحافظ على الموارد الطبيعية وتحقق استفادة اقتصادية طويلة الأمد.

مقالات مشابهة

  • كيف تتكون الزلازل الأرضية وما هي أنواعها؟.. إليك نصائح للنجاة
  • فتح التسجيل المبكر للالتحاق بكليات الطب والهندسة والعلوم بجامعة القاهرة الأهلية
  • خبير تربوي يوضح الطريقة المثلى للتعامل مع زميل العمل الذي يقلل من أفكارك .. فيديو
  • ما علاقة الزلازل بالأنشطة البشرية والتغير المناخي؟
  • تشريعات دقيقة.. مفتي الجمهورية: الإسلام وضع قواعد لحل الأزمات البيئية
  • التسوق المبكر للعيد.. استراتيجية لتجنب الزحام في أواخر رمضان
  • نصيحة رمضانية.. خبير اقتصادي يحث على التخطيط المالي المبكر لمواجهة متطلبات العيد
  • القبض على 5 أشخاص لمخالفتهم الأنظمة البيئية في منطقة الرياض
  • صور| مشاهد بانورامية.. الأمطار ترسم لوحات من جمال الطبيعة في عسير
  • الدفاع للحضارة تطالب بتطوير منطقة حنكوراب لجذب عشاق السياحية البيئية