خبير جيوفيزيائي لـ"الرؤية": الاستعداد المبكر ومعالجة الاختلالات البيئية يُخففان وطأة "الطبيعة الثائرة"
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
◄ عُمان وصلت في "رحلتها التكتونية" إلى القطب الجنوبي المُتجمِّد قبل 330 مليون سنة
◄ من الصعب التنبؤ بمكان وتوقيت الزلازل البركانية
◄ ضرورة تشجيع الباحثين على إجراء دراسات حول الأخطار المستقبلية
◄ التوسع في "تمارين المحاكاة" يجنب البشرية مزيدًا من خسائر الأرواح
الرؤية - سارة العبرية
باتتْ أخبار الزلازل بهزَّاتها الارتدادية، وتنبؤات الخبراء والمختصين بشأنها، على قسوتها، من الأمور المألوفة خلال الفترة القريبة الماضية؛ فلا تزال الطبيعة تعرب عن ثورانها، مُحمِّلة الإنسان والطفرة الصناعية الهائلة ثَمن أفعاله بحق البيئة؛ فالتغيرات المناخية والبيولوجية أضحتْ تكلفة مضاعفة حتمية الدفع.
"الرؤية" التقتْ الدكتور مُحمَّد عبدالرحمن فرفور الأستاذ المشارك في الجيوفيزياء بقسم علوم الأرض بجامعة السلطان قابوس، والذي يوضح أنَّ الكوارث الطبيعية مجرَّد حوادث طارئة تحدث نتيجة عوامل طبيعية كالزلازل، والفيضانات، والأعاصير، والحرائق الطبيعية، والزلازل البركانية، والتي تتسبَّب في تدمير وفقدان الأرواح البشرية وتُلِحق أضرارًا بالبيئة والممتلكات تكون تأثيراتها طويلة الأمد.. مشدِّدًا على أنَّ الاستعدادات المبكرة أمرٌ بالغُ الأهمية للحفاظ على سلامة الأفراد وتقليل حجم التأثيرات الناجمة.
أضرار كارثية
ويقول فرفور إن الكوارث الطبيعية تختلف من حيث طبيعتها وأسبابها والنتائج والأضرار المترتبة عنها، وأنه لتفادي أضرارها ونتائجها يجب على الدول القيام بدراسات علمية وأبحاث عن الكوارث المتوقعة على مستوى محيطها الجغرافي وطبيعتها وشدتها، وإمكانية التنبؤ بها في المستقبل القريب والبعيد للاستعداد الكامل والجيد لها، كما يجب على الدول اعتماد برامج توعوية تستهدف جميع الفئات المجتمعية من أجل تثقيفها وتدريب أكبر قدر منها على التعامل مع تداعياتها، والتوسع في تنفيذ تمارين تُحاكي وقوع الكوارث المختلفة، لتعزيز سبل الوقاية والإنقاذ.
ويلفت الأستاذ المشارك في الجيوفيزياء بقسم علوم الأرض بجامعة السلطان قابوس، إلى ضرورة تشجيع الباحثين الأكاديميين لإجراء دراسات موسعة حول الأخطار الممكنة في المستقبل جراء الكوارث الوارد حدوثها على مستوى كامل التراب الوطني، ومدى تأثيرها على المدن والتجمعات السكانية الكبيرة؛ باعتبارها بمثابة إنذار مبكر يُعين على تفادي الكثير من المخاطر، مُستدلًا بما قام به مركز الزلازل بجامعة السلطان قابوس وهيئة الطيران المدني من مشروع بحثي مشترك، تضمَّن التنبؤ بزلزال يصاحبه تسونامي يضرب سواحل السلطنة، مركزه صدع مكران الواقع في بحر عُمان؛ حيث تطرق البحث إلى شدة الزلزال وارتفاع موجات التسونامي، والمناطق التي يصل فيها مستوى المياه إلى مستوى الخطر والمناطق التي تكون في مأمن من الحادثة.
ويُبيِّن فرفور أنَّ الكون الذي نعيش فيه يسير وفق نظام متكامل متناسق من القوانين الكونية الدقيقة التي تظهر لنا في شكل ظواهر طبيعية؛ مثل: حركة الأرض وحركة القارات والجبال وحركة السحب وجريان الأودية وهطول الأمطار... وغيرها، وأنَّ أي تغير مفاجئ في هذه القوانين تنجم عنه انعكاسات ونتائج وربما أضرار تصيب نطاقًا جغرافيًّا واسعًا، مشيرًا إلى أنَّ سلطنة عُمان وقبل 330 مليون سنة وصلت في رحلتها ضمن الصفيحة التكتونية العربية إلى القطب الجنوبي المتجمد، وتراكم الضغط على حواف هذه الصفائح على مدى ملايين السنين، مما نجم عنه كسور وفوالق ضخمة تتحرر منها طاقة ميكانيكية هائلة تصلنا على شكل هزات أرضية عنيفة نسميها "الزلازل التكتونية".
ويتطرق فرفور إلى الزلازل البركانية، والتي يؤكُّد صعوبة التنبؤ بمكان وتوقيت وقوعها؛ نظرًا لضخامة حجم الصفائح التكتونية الذي قد يصل إلى 60 مليون كم مربع، إضافة إلى تعقيد تكوينها وتنوع مكوناتها الصخرية وقلة المعطيات عن شدة الضغط الذي تمارسه كل صفيحة تجاه أخرى، مضيفا أن في المناطق التي تعرف بطبيعتها الزلزالية هناك إرشادات عامة، منها: تصميم أبنية وهياكل مقاومة للزلازل والاهتزازات المصاحبة لها، وبناء هذه الأبنية على أرضيات صلبة؛ لأنها بطبيعتها تساعد على امتصاص الاهتزازات على خلاف الأرضيات الهشة والرطبة التي تسهم في تضخيمها، وكذلك بناء التجمعات السكانية بطريقة تُسهل تجميعها وتفريغها عند نقاط تجمع آمنة عند حدوث الكوارث، كما تجنب بناء التجمعات الكبيرة بالقرب من المصانع و المصافي والمفاعلات النووية و السدود.
الفيضانات والأعاصير
وعن الفيضانات والأعاصير، يقول الخبير الجيوفيزيائي إنَّ الأعاصير هي عبارة عن انجراف حاد للأتربة يؤدي لاقتلاع الأشجار ونفوق الكثير من أنواع الحيوانات والطيور في المناطق المتضررة. ويُضيف أنه على مستوى المجتمعات، فقد تؤدي الأعاصير لانهيارات المباني والمساكن والطرق وانجرافها مما قد ينتج عنها آلاف الضحايا والمفقودين والخسائر المادية والاقتصادية التي قد تتطلب وقتًا لإعادة الإعمار والإصلاح. أما الفيضانات، بحسب فرفور، فتحدث نتيجة تشبع التربة بالمياه وعدم قدرتها على امتصاص المزيد من مياه الأمطار والأودية، مما يؤدي لتجمعها بكميات كبيرة وتنقُّلها بقوة جارفة عبر الوديان والأنهار للمناطق المتأثرة.
وحول المُؤشرات المستقبلية لزيادة حدوث الكوارث الطبيعية، يوضح فرفور أنَّ زيادة حرارة كوكب الأرض عن المعدل الطبيعي بسبب الزيادة المُطردة في انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون واحتباسه داخل طبقات الغلاف الجوي للأرض، تشير إلى ازدياد معدل الرطوبة وتبخر المياه وذوبان الجليد؛ الأمر الذي سيزيد منسوب مياه البحار والمحيطات، منذرًا بتآكل سطح اليابسة، ومن ثم زيادة فرص وقوع الأعاصير وعدم انتظام الأمطار وجريان الأودية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ترامب يخفف وطأة رسوم السيارات واتفاق تجاري خارجي مرتقب
وقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الثلاثاء أمرين لتخفيف وطأة الرسوم الجمركية على السيارات، وذلك من خلال مزيج من الاعتمادات الائتمانية وإعفاءات من رسوم أخرى على المواد، في حين روج فريقه التجاري لأول صفقة له مع شريك تجاري أجنبي.
وساعدت التطورات في تخفيف بعض مخاوف المستثمرين بشأن السياسات التجارية غير المنتظمة لترامب الذي زار ولاية ميشيغان -مهد صناعة السيارات في الولايات المتحدة– قبل أيام فقط من فرض مجموعة جديدة من الرسوم بنسبة 25% على مكونات السيارات.
وتأتي الرحلة، عشية مرور 100 يوم على توليه منصبه، في الوقت الذي يتبنى فيه الأميركيون وجهة نظر قاتمة بشكل متزايد بشأن إدارة ترامب للاقتصاد، وسط مؤشرات على أن الرسوم الجمركية ستؤثر على النمو وقد تؤدي إلى ارتفاع التضخم والبطالة.
وفي أحدث تراجع جزئي له عن سياسات التعريفات الجمركية، وافق الرئيس الجمهوري على منح شركات صناعة السيارات عامين لتعزيز نسبة المكونات المحلية في المركبات التي يتم تجميعها محليا.
ومارس قادة صناعة السيارات ضغوطا كبيرة على الإدارة الأميركية خلال الأسابيع التي تلت إعلان ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على السيارات وقطع الغيار المستوردة.
إعلانوهددت هذه الرسوم -التي تهدف إلى إجبار شركات صناعة السيارات على إعادة التصنيع إلى الولايات المتحدة- بتعطيل شبكة إنتاج السيارات في أميركا الشمالية الممتدة عبر الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
وقال ترامب أثناء مغادرته واشنطن متوجها إلى ميشيغان إن هذا القرار يخفف العبء عن الصناعة، إذ تستثمر الشركات في المزيد من الإنتاج الأميركي.
وأضاف "أردنا مساعدتهم فقط… إذا لم يتمكنوا من الحصول على قطع الغيار، فلا نريد معاقبتهم".
وبهذا القرار سيعفى المصنّعون من دفع رسوم جمركية أخرى، على غرار تلك المفروضة على الصلب أو الألومنيوم.
وقال البيت الأبيض إن هذا التغيير لن يؤثر على الرسوم الجمركية البالغة 25% التي فُرضت الشهر الماضي على 8 ملايين سيارة تستوردها الولايات المتحدة سنويا.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن الأمر التنفيذي يتضمن تغييرات في آلية تطبيق رسوم الاستيراد، وذلك لمنع فرض تعريفات جمركية متعددة على المركبات المصنعة في الخارج، وخفض التعريفات الجمركية على قطع الغيار المستوردة لتصنيع السيارات محليا.
وقالت الصحيفة سيتم تطبيق هذه التغييرات بأثر رجعي أيضا.
ترحيب
وأعلنت مجموعة "أوتوز درايف أميركا"، التي تمثل شركات تويوتا وفولكس فاغن وهيونداي و9 شركات أجنبية أخرى لتصنيع السيارات، أن قرار ترامب خفف بعض القيود، "لكن لا بد من بذل المزيد من الجهود لتعزيز صناعة السيارات الأميركية".
وقالت كانديس ليانغ رئيسة غرفة التجارة الكندية إن إصلاح الرسوم الجمركية لم يلب احتياجات الشركات في قطاع أميركا الشمالية المتكامل بعمق.
وقالت في بيان "إن إنهاء الرسوم الجمركية وحده يوفر راحة حقيقية. فالتقلبات المستمرة تديم حالة عدم اليقين، التي تبعد الأعمال التجارية في كل من كندا والولايات المتحدة".
كما سارع إلى الترحيب بخطوة ترامب اتحاد مصنعي السيارات الأميركيين (إيه إيه بي سي) الذي يمثّل الشركات المصنّعة التاريخية الثلاث، فورد وجنرال موتورز وستيلانتس (كرايسلر وجيب ودودج وغيرها).
إعلانوعلق رئيس الاتحاد مات بلوت بالقول إن "تطبيق تعرفات جمركية متعددة على المنتج نفسه أو قطعة الغيار كان مصدر قلق كبير بالنسبة لشركات صناعة السيارات الأميركية، ونحن سعداء بمعالجة هذه المشكلة".
وأضاف أن المرسوم الرئاسي ستتم "دراسته من كثب" لتقييم "فعاليته" في خفض الفاتورة الجمركية.
اتفاق تجاري وشيكفي غضون ذلك، أعلن وزير التجارة الأميركي هوارد لوتنيك لشبكة "سي إن بي سي" أن الإدارة الأميركية توصلت إلى اتفاق تجاري مع إحدى الدول سيخفف بشكل دائم من الرسوم الجمركية "المضادة" التي يعتزم ترامب فرضها، ولم يكشف الوزير عن اسم ذلك البلد.
وقال "لقد أبرمت اتفاقا… لكنني بحاجة إلى انتظار موافقة رئيس وزرائهم وبرلمانهم".
ولم يدل مسؤولو البيت الأبيض بأي تعليق بشأن الدولة المعنية، لكن ترامب أبدى تفاؤله بشأن التوصل إلى اتفاق مع الهند، وقال للصحفيين "الهند تسير على نحو رائع. أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق معها".
وساعدت تعليقات لوتنيك في ارتفاع أسعار الأسهم التي تضررت بشدة من تحركات ترامب لإعادة تشكيل التجارة العالمية وإجبار شركات التصنيع على تحويل الإنتاج إلى الولايات المتحدة.
وأغلق المؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي مرتفعا بنسبة 0.6% لليوم السادس على التوالي، وذلك في أطول سلسلة مكاسب منذ نوفمبر/تشرين الثاني.
ويسعى ترامب وفريقه إلى إبرام 90 اتفاقية تجارية خلال فترة تعليق الرسوم المضادة البالغة 90 يوما التي أعلنها في وقت سابق من أبريل/نيسان الجاري، وأكدت إدارته مرارا أنها تتفاوض على اتفاقيات تجارية ثنائية مع عشرات الدول.