موقع 24:
2024-10-02@00:11:52 GMT

بين المشاركة والمباركة!

تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT

بين المشاركة والمباركة!

المشاركة السياسية هى نشاط سياسى يتمثل فى قيام المواطنين بالتأثير فى عملية صنع القرار بالدولة، ويتم هذا بشكل فردى أو جماعى، وقد يكون منظماً أو عفوياً، وهذه المشاركة السياسية قد تكون فعالة أو غير فعالة، هذا لا يؤثر على كينونتها وكيانها ووجودها، فنتيجة المشاركة لا علاقة لها بجوهر فكرتها، وهى فى حاجة دائمة لأن تعيش وتستمر وتتجدد عبر تكرار التجربة لمرات عديدة متتالية.

تعنى المشاركة السياسية فى أسمى معانيها حق المواطن فى أن يكون له دور فى عملية صنع القرار السياسى. أما المشاركة السياسية فى أضيق معانيها فهى تعنى حق المواطن فى أن يُعلق على القرار السياسى بعد صدوره، دون أن يكون له أى تفاعل مسبق. وتختلف المشاركة السياسية عن فكرة الاهتمام السياسى، الذى تقف حدوده عند شعور المواطن بأن الشئون العامة والأمور السياسية مرتبطة ومؤثرة فيها. فى السياسة، الاهتمام وحده لا يكفى!
ليس من تقنيات المشاركة السياسية أن يقوم المواطن بعملية «المباركة» كبديل عن «المشاركة»، وقد تتم هذه المباركة قبل بدء الإجراءات الانتخابية الفعلية عبر الاقتناع بجدوى العملية كلها دون أن تكون هناك أية تحركات، وكأن صاحب هذا التوجه يعطى للعملية مباركته دون مشاركته! وقد يكتفى بمشاركة غير فعالة تنقله لخانة «الاهتمام»، ولهذا صور متعددة مثل: «هاشتاجات» وسائل التواصل الاجتماعى، التى يظن مطلقوها أن الهيئة الوطنية للانتخابات سوف تجمع «اللايكات» وتحصر «التعليقات» وترصد كل «التريندات» ثم تُعلن الفائز بالانتخابات بناء على توجهات بعض صفحات مواقع التواصل الاجتماعى.
المباركة قد تأتى كذلك بعد نهاية العملية الانتخابية، مباركة بشكلها التقليدى، حيث يتم تقديم التهانى للفائز دون أية مشاركات أو اشتباكات مسبقة على المستوى العملياتى! وكأنها كانت مجرد مباراة للملاكمة نشاهدها ونستمتع بها، ثم نبارك للفائز ونغادر إلى منازلنا! شارك ولا تبارك لأنه حين يتعلق الأمر بحتمية دفع وطن إلى الأمام عبر مشاركات متتالية تصبح المشاركة فى ذاتها غاية وليست وسيلة فحسب، وتشمل هذه المشاركة حتى فكرة إبطال الأصوات، لا مشكلة، لكن المشكلة الحقيقية ألا يكون لك وجود، وأن تظل خانة اسمك فى الكشوف الانتخابية فارغة دون توقيعك. مرة أخرى: المشاركة الآن غاية وليست وسيلة فحسب. للأمانة فإن المشاركة فى الاستحقاقات الانتخابية هى حق، وأى حق يكون من الجائز لصاحبه أن يتخلى عنه طواعية، هذا فى ذاته من حقوقه، ولكن حين يتعلق الأمر بمصير وطن يحتاج بشدة إلى تكرار هذه الاستحقاقات والتعلم بالممارسة والخطأ يصبح ما يفعله كل متقاعس عن المشاركة الإيجابية ضرباً من ضروب الطفولة السياسية!
الطفولة السياسية المبكرة هى عكس المراهقة السياسية المتأخرة، فهى حالة تصيب الشاب الذى لم يبلغ سياسياً بعد، ولم تتوفر عنده القدرة على الوقوف على الحقائق والاحتكاك الصحيح بالواقع وإنتاج أفكار صالحة للحياة. الطفل السياسى، كأى طفل، لا ينظر إلى الأمور إلا بنظرة كلية، ولا يقدر على متاعب التفكير المركب، لا يمكنه تفكيك الأشياء وإعادة تركيبها، فيلجأ إلى كراهية كل شىء والغضب من كل موضوع.
من واقع كونى أستاذاً جامعياً، عملت لسنوات وسط الطلاب، رأيت الكثير من الممارسات السياسية التى قام بها أطفال طنوا أنفسهم كباراً لا يأتيهم الباطل من بين أيديهم ولا من خلفهم! واقعة قديمة واحده قد تُلخص بؤس أطفال الشارع السياسى فى مصر:
عندنا فى مدينة الإسكندرية، منذ عشر سنوات بالتمام والكمال، وبعد الحكم بالسجن على مجموعة من الإخوانيات ممن تمت تسميتهن بـ«الحرائر» (على أساس أن باقى السكندريات شرائر)، وكن طبعاً مذنبات، تلقين الحكم اللائق بالقانون، وقد استخدمن حقهن القانونى فى الاستئناف، فتم تخفيف الحكم بالقانون أيضاً. المهم أن الأمر تواكب مع انتخابات المدن الجامعية آنذاك، استمر أعضاء تنظيم الإخوان الإرهابى، كعادتهم، بالمتاجرة بقصة الحرائر على أكمل وجه، فقام كل أطفال الشارع السياسى الذين يظنون أنهم من كبار القادة السياسيين، وهم أعضاء الحركات التى وُصمت بلفظ «الثورية»، بمقاطعة الانتخابات، تضامناً مع «حرائر الإخوان»، فما كان من طلبة الإخوان أنفسهم إلا أن خاضوا الانتخابات وفازوا بأغلبية المقاعد بالتزكية، فى غفلة تامة من كل القوى الأخرى التى قاطعت العملية بناء على دعوات الإخوان لهم بذلك! مع العلم أن باقى المقاعد لم تذهب لغريب، لكن أخذها طلاب من الإخوة السلفيين، ليفوزا معاً بنسبة 100% فى غياب الأطفال! الثورات بطبيعتها فكرة، والأشياء تتغير عندما تتحول من أفكار إلى هتافات، والطفل الذى يبكى ويصرخ ويهتف طوال الليل بلا سبب يحتاج إلى طبيب لتشخيص الحالة وتقديم العلاج. شفى الله الجميع.
فى الوقت الذى يحاول فيه تيار اليمين الدينى المتشدد خلق مزاج عام مفاده أن صوتك لن يفرق، يقومون هم بالحشد والتصويت بكثافة لأنهم يعلمون أن الكلمة الأخيرة للصندوق، فاحذروا مرشحيهم وأتباعهم ومن يدورون فى فلكهم، وهم يعلمون كذلك أننا نمارس أعلى درجات «الصندوقراطية» بما يعنى تعاظم دور الصندوق بأكثر كثيراً مما هو مفروض، وهذا هو واقعنا وحالنا وما يجب أن نتعاطى معه ونتعامل على أساسه ونحاول أن نُحسنه وندفعه للأمام بعيداً عن تقنيات المشاركة فى انتخابات سويسرا والسويد!

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب انتخابات المجلس الوطني الاتحادي التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة المشارکة السیاسیة

إقرأ أيضاً:

لماذا يكون عمر الذباب قصيراً

بقلم : فراس الحمداني ..

بحسب التفسيرات التي تنتشر بين الناس عند الحديث عن رؤيا الذباب في المنام حيث يدل الذباب على رجل ضعيف القوة في نفسه ولكنه يطعن في ظهر غيره بالنميمة ودنيء الطباع ، كما يدل في كثير من الأحيان على الرزق الحرام أو المشبوه المصدر ، ويفسر قتل الذباب في الحلم فيه راحة للنفس والصحة والبدن ، ويدل أيضاً على ( مسطول ) كسول لا يملك همة وهو ( قزم ) بلقب ( الأنثى ) ، أو نكرة حسود لا يعرف التدبير ولا يحسن الرأي ، وكثرة الذباب في الحلم يدل على الهزيمة .
لا تنمو الذبابة في الحجم بعد إنتهاء طور الشَّرنقة ، ولذا لا يتغيَّر مظهُرها مُنذ تلك المرحلة ، وتعيش الذُّبابة المنزلية عادةً لمُدَّة ثلاثة أسابيع (21 يوماً تقريباً ) في فصل الصَّيْف ، ومُدَّة أطول بقليلٍ خلال الشِّتاء ، حيث يكون نشاطها وحركتها أقلّ ، وتضع البيض في دفعات تصل إلى 120 إلى 150 بيضة ويمكن أن تفقس في 8 إلى 72 ساعة . تستغرق اليرقات البيتية من 3 إلى 60 يوماً للنضوج ، تنضج اليرقات في 3 إلى 28 يوماً . يمكن العثور على ذباب المنزل مستريحًا على الجدران أو الأرضيات أو الأسقف عندما يكون داخل المنزل .
الحسد مرض يسيطر على فئات ( شمبازية ) في المجتمعات ( الحيوانية ) كافة وعندنا في العراق يتحول الحسد عند البعض إلى سلوك يومي حيث يراقب البعض سلوك الآخرين المهني والوظيفي والإبداعي وحين يرون النجاح الذي يتحقق لهؤلاء بينما هم فاشلون مترددون غير قادرون على القيام بمهامهم وأدوارهم كما ينبغي فيتربصون لغيرهم ويحاولون سرقة كل شيء منهم حتى أسماءهم وكأن الإسم عدو محتمل لهؤلاء فيريد الواحد الفاشل والمنبوذ منهم أن يتسمى بإسم الشخص المشهور والناجح والمعروف . وتجد ( حواوين ) يحاولون أن يعيشوا تجربة القيام بأدوار غريبة وسلبية فيخطون ( الخرابيط ) التي تذم وتقدح بالنجاح والنجاح والهدف التقليل من شأنه وتصفه بأوصاف لا تليق ، فهم لا يريدون أن يتحملوا حضور وإبداع ذلك الناجح ولا سبيل لديهم سوى مهاجمته بشتى الطرق والتنكيل به والإنتقاص من شخصيته بل يفعلون كل ذلك بطريقة ( حشراتية ) بالرغم من كونهم بعيدين عنه . هؤلاء يرون نجاحه من بعيد فلا يحتملون ذلك ولا يستطيعون ويسخرهم الشيطان لفعل الموبقات جميعها و ( يسربتون ) ضده بأوصاف كريهة بشعة ويحولون نقائصهم نحوه وكل منقصة فيها يدعون أنها فيه وهي ليست فيه وهم متيقنون أنها ليست فيه ولكنهم يريدون إقناع أنفسهم بذلك لكي يشعروا بالنجاح الذي لم يصلوا إليه بالعطاء والإبداع فإختاروا الحسد والتلفيق سبيلاً لتوجيه الحماقات . هؤلاء واهمون لأن ذلك سيرتد عليهم لأنهم مثل الذباب لا قيمة له وسرعان ما يموت بعد أسابيع قليلة من مجيئه إلى الحياة . وهذه الرسالة الأولى للقزم الأنثى وأمثاله المزيفون التافهون .
وقد قال الشاعر :
أأعتب وما نفع العتاب
إذا كان الخصم من الذباب
يلومني وهو خصمي
ويريني الماء من السراب
يذمني وهو الذميم إذا
جاءني يوما كالخراب
فالطعام لديه كنز
ومثله ذاك الشراب . Fialhmdany19572021@gmail.com

فراس الغضبان الحمداني

مقالات مشابهة

  • المشاركة السياسية بالقومي للمرأة تناقش خطة عملها خلال الفترة المقبلة
  • وطنك لا يخذلك
  • الظلم ظُلمات
  • ورشة تدريبية حول آلية الرصد عبر وسائل التواصل أثناء العملية الانتخابية
  • لماذا يكون عمر الذباب قصيراً
  • نائب كردي:مسعود البارزاني وأبنه مسرور صادروا الحملة الانتخابية لحركة الجيل الجديد
  • بسيارات عسكرية.. مجاميع تمزق الدعاية الانتخابية لمرشحي الديمقراطي الكوردستاني في السليمانية
  • مرشح أمريكي يستعير زوجة وأطفالا من أجل صور الحملة الانتخابية
  • أربيل تحقق في خروقات الدعاية الانتخابية وتحيل المخالفين إلى المفوضية
  • من أربيل.. التركمان يطلقون حملتهم الانتخابية الخاصة ببرلمان إقليم كوردستان