موقع النيلين:
2025-02-11@08:43:53 GMT

???? خطاب حمدوك الأخير وحكاية ود اب زهانة

تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT

???? خطاب حمدوك الأخير وحكاية ود اب زهانة


لا اعلم لماذا تذكرت قصة (ود اب زهانة) عندما تحدثت الأخبار عن خطاب لحمدوك أرسله قبل أكثر من اسبوع إلى الأمين العام لمجلس الأمن أنتونيو غوتيرش يطالبه برفض دعوة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان لتمثيل السودان ومخاطبة الجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك.

ود أب زهـانـة شخصية عاشت في عصر المملكة السنارية، واكتسبت شهرة من كثرة ما نسب إليه من اقوال تشي بالبرود والتبطل والاستسهال وتستخف بالعمـل، وقد بلغ تاثيره على المجتمع المحيط به حداً أفرز جيلاً من الاتباع اسهموا في تأخير عجلة الحياة، وتقول الروايات الشفهية بأن (المنسدح حمـد المنسدح) هـو الاسم الاصلي لود اب زهـانة، وكان والده من اصحاب قطعان الماشية والابل ويدعـى حمد المنسدح المكنى بي أب زهـانة، والسيده ”زهـانة” هي كبرى كريماته، كنى بها ثم انتقل الاسم الى ابنه فاصبح المسندح بن حمد المنسدح هـو المعروف بود أب زهانة.

قيل بانه كان بدينا، ومن عيوبه أنه كان (باردا) لاتحرك فيه الوقائع والاحداث شيئا، وكأنه لايعيش مع الناس في ذات المكان، ولايتفاعل مع مايطرأ عليهم، يضاف الى ذلك أن ود اب زهانة كان (سميعا) يصدق كل كلام يقال له، ومن اليسر التغرير به واملاء مايشاءه كل من حوله، وقد نسبت له أقوال عديدة كلها انصرافية مثبطة للهمم، وتدعو إلى التبطل والكسل، ومنها مقولة: (نوم العصر يطول العمر)، و(من تغدى تمدى)، قيل له يوما؛ يا أب زهـانة قـوم للزراعـة، فرد عليهم قائلا:
(قـام عليكم البـلا،
أنتو تزرعـوا من زمن حفروا البحر عملتوا شنـو؟)

وقد أدرك الشيخ فرح ود تكتوك رحمه الله ضرر أقـوال ود أب زهـانة على المجتمع وهو المعهود عنه انتقاد الحكّام والعمد وشيوخ القبائل الفاشلين، فأبان للناس خطل العديد من اقوال اب زهانة، واستطاع افادة الناس بتفنيدها.

لقد كتبت عن الدكتور حمدوك من قبل ووصفته بأنه شخصية استسهالية بامتياز، والرجل لايملك البتة الكاريزما التي تجعله رجل المرحلة في السودان، وانه ليست لديه الشجاعة الكافية للتصدي للمسؤليات، وضح ذلك جليا منذ أن رفض رئاسة اللجنة الاقتصادية وهو الذي قدم نفسه للناس بكونه الاقتصادي النحرير الذي سيجعل من اقتصاد السودان مثالا يحتذى، فإذا به يطلب من نائب رئيس مجلس السيادة (حميدتي) بأن يكون هو الرئيس للجنة وقد كان!.
الدكتور حمدوك -ايضا- شخصية انصرافية بامتياز، وإلا بماذا يمكن تفسير (مبادراته الشفاهية) وهو على رأس الجهاز التنفيذي للدولة؟!
ألا يعلم الرجل مهام الجهاز (التنفيذي)؟!

أم أنه يحسب أن مهام التنفيذ في عهده أصبحت موكولة لبعثة الأمم المتحدة ورئيسها فولكر بيتس الذي أتانا به؟!

كم كنا نقرأ -كل يوم تقريبا- خبرا عن هذه البعثة وتدخلها اليومي السافر في شؤون السودان التشريعية والتنفيذية إلى أن أذهب الله عنا الأذى بذهاب بيرتيس فولكر.

وفي عهد حمدوك تعدد الحاشرون أنوفهم في شؤون السودان، ومنهم البنك الدولى الذي طالب بمُراجعة مُحتوى كتاب بالمنهج الدراسي السوداني!.

نعم وصل بنا الحال في عهد حمدوك (البائد) هذه الدرجة من الانبطاح والتسليم للذبح؟
وإلا، فما الذي بقي للشعب السوداني عندما يصل الأمر حد تدخل الغير في مناهجه الدراسية؟

هاهي الصين (الشيوعية) توقف وزارة الثقافة فيها فرقة كورية عن تقديم عروضها بتبرير أن العروض تدعو في مجملها الى المثلية الجنسية، والمثلية الجنسية لمن لايعلم تعتبر مرفوضة من قبل الحكومة الصينية!، فهل يستطيع البنك الدولي أو سواه من المنظمات التدخل -ولو بالنصح- في شأن يخص المناهج الدراسية هناك؟!

وحمدوك هو الذي فرضت عليه (عائشة) الشيوعية فرضا لتكون مستشارة للنوع!
وما كان حمدوك يملك الشجاعة ليبين لأهل السودان ماهو هذا (النوع) وماتفاصيله؟!
السؤال الذي أوجهه لحمدوك الآن:

لماذا لم تعترض على تمثيل البرهان في المرة السابقة عندما كنت رئيسا للوزراء؟
أم أن خطابك هذا قد أملته عليك قحط التي أصبح حاديها ياسر عرمان؟!

البرهان يكتسب شرعيته كل يوم باصطفاف جماهير الشعب السوداني خلفه، ثم انك لم تقال بسبب انقلاب كما يهرف بعض قيادات قحط المركزي، انما قدمت استقالتك عيانا وقلت لأهل السودان (هذه أمانتكم ردت إليكم)، ويومها ألقيت اللوم بفشلك على قحت (والخطاب مبذول في الميديا لمن يريد الاستيثاق).

واليوم، كل يوم يمر على هذه الحرب، يتبين أهل السودان بأنك ومن معك من طفابيع قحط المتسببون في هذه الحرب، وبحمد الله هاهو المجتمع الدولي أصبح على علم بكل الخروقات الإنسانية وجرائم الحرب التي مارسها من تناصرون من المتمردين من الدعم السريع الهالك.
كن حيث أنت فلاحاجة لأهل السودان لأب زهانة جديد، وليبق طفابيع قحت حيث هم يتنعمون بالصرف عليهم ببذخ في فنادق أثيوبيا، فإن الله لناصر جنده بفضله، وسيتجاوزكم الشعب السوداني بحول الله.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} 37 الأنفال.

عادل عسوم
عادل عسوم

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

اعتذار جماعة قحت للشعب السوداني!!!

يجب ان يعلم جماعة قحت ان جيش السودان حسم المعركة، بتوفيق الله ثم بالتفاف غالبية الشعب حوله ونكرر غالبية الشعب حوله، والشعب السوداني يدرك تماما ان جماعة قحط المكونة من بعض الأحزاب التقليدية واليساريين والبعثيين هم جزء اصيل من الشعب السوداني، ومن حقهم ان يحكموا ان اختارهم الشعب، ولابد ان يدرك قحط ان رهانهم على الميليشيا المجرمة والمجتمع الدولي والمنظمات الغربية للوصول للسلطة أصبح رهان خاسر وان قيادات الميليشيا انفسهم اصبحوا يقفزون من المركب الذي يغرق الان، وعلموا أن مصيرهم على المحك، والمجتمع الدولي نفسه تيقن تماما ان الجيش السوداني اقوى مما كانوا يتخيلونه، واصبحوا يفكرون بجدية في تصنيف الدعم السريع كجماعة ارهابية، وما يحتاجه السودان منا الان هو الوحدة وعدم التنافر، وأعداء السودان من دول الغرب والشرق لم يعد تفكيرهم في تدمير الدول او الاستيلاء على مواردها كما كان في السابق بإرسال الجيوش والعدة والعتاد وخسارة ملايين الدولارات، بل اصبحوا عندما يريدون تدمير بلد فقط يستقطبون قادة ميليشيا جهلة في تلك الدول والاعتماد على الاحزاب والساسة الفاشلين في تلك الدول واغراءهم بالمال والسلطة ومساعدتهم بتقارير مفبركة يجهزونها عن طريق منظمات المشبوه وبعد ذلك يتخلصون منهم بعد بلوغ اهدافهم في تلك الدول، يجب ان يعتذر الكيزان عن اخطاءهم السابقة في فترة حكمهم، ويجب ان يعتذر جماعة قحت ايضا عن اخطاءهم للشعب السوداني بوقوفهم بكل وضوح مع الميليشيا وأنهم كانوا سبب اساسي للحرب وتدمير البلاد، و ويعلنوا مساندتهم لجيشهم، لان السودان يحتاج منا ان نتوحد وبعد ذلك صناديق الانتخابات هي من تحدد من يحكم وليست الحكم بالتعيين عبر قوة سلاح ومواثيق جاهزة..

هذه الميليشيا المتمردة المجرمة هي ليست صناعة الكيزان فقط بل هي صناعة الكيزان وقحت معا، الكيزان صنعوا الجنجويد ليحفظوا لهم سلطتهم وهذا دليل على أن الجيش السوداني من الصعب أن يستقطبه الاحزاب، لذلك قام الكيزان بصناعة هذا الابن العاق بإعداد صغيرة جدا وكانوا محصورين في دارفور ولم يكن يجرءوا في يوم من الايام لدخول اي مدينة، وكانوا محرومين من الأسلحة الكبيرة او الأسلحة النوعية، واتوا في زمن قحت وتركوا لهم الحبل على الغارب ودخلوا المدن وعملوا مصانع وشركات باسم الدعم السريع وسمحوا لهم بالتنجيم في اكبر مناجم الذهب في السودان وفي افريقيا، وحكومة قحط اصبحت تغض الطرف عما يفعله الدعم السريع، واشغلوا انفسهم بمصادرة اراضي وشركات صغيرة لمواطنين بحجة ازالة التمكين ومحاربة الفلول والكيزان وتركوا الميليشا تتمدد اقتصاديا وعسكريا، لتصبح اكبر قوة عسكرية واقتصادية خاصة عندما تقربوا اكثر من قائد الميليشيا حميدتي في اجتماعات مشبوهة وتركوه والميليشيا يصبح اكثر عدة وعتادا وجنود ليكون البديل للجيش الوطني والذي لن يتركهم في حالهم.

اذن جريمة صناعة الميليشا المجرمة هي مشكلة الجميع، وعلينا جميعا ان نعتذر عن أخطاءنا ويكون تفكيرنا فقط الوقوف مع القوات المسلحة ليكون لنا وطنا يجمعنا وبعد ذلك نترك الشعب ان يختار من الجميع من يحكمه لان الشعب اصبح اكثر وعيا وأكثر فهما بعد الحرب واصبح يدرك بكل تاكيد من يصلح ومن لا يصلح، فلا تعتقدوا انكم اكثر فهما من الشعب.

د. عنتر حسن

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • محاولة لإعادة تدوير (عبد الله حمدوك)
  • تقدم تحدد موعد إعلان الحكومة وانطلاق إجتماع حاسم برئاسة حمدوك
  • خطاب البرهان.. أحلام اليقظة والأوهام المرتدة
  • خطاب البرهان إستثمار في الركود السياسي السوداني والعربي
  • خطاب البرهان .. أحلام اليقظة والأوهام المرتدة
  • مدني النخلي.. صوت الثورة والسلام في الشعر الغنائي السوداني
  • لماذا أثار خطاب البرهان الأخير الجدل بين السودانيين؟
  • الكشف عن أبرز البنود التي تحوي المشروع الوطني الذي قدمته القوى السياسية
  • خطاب البرهان الذي شاهدته يختلف عما يمكن أن تفهمه من تحرير بعض منصات الإعلام
  • اعتذار جماعة قحت للشعب السوداني!!!