موقع النيلين:
2024-11-27@08:05:23 GMT

???? خطاب حمدوك الأخير وحكاية ود اب زهانة

تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT

???? خطاب حمدوك الأخير وحكاية ود اب زهانة


لا اعلم لماذا تذكرت قصة (ود اب زهانة) عندما تحدثت الأخبار عن خطاب لحمدوك أرسله قبل أكثر من اسبوع إلى الأمين العام لمجلس الأمن أنتونيو غوتيرش يطالبه برفض دعوة رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان لتمثيل السودان ومخاطبة الجمعية العامة للأمم المتحدة في مدينة نيويورك.

ود أب زهـانـة شخصية عاشت في عصر المملكة السنارية، واكتسبت شهرة من كثرة ما نسب إليه من اقوال تشي بالبرود والتبطل والاستسهال وتستخف بالعمـل، وقد بلغ تاثيره على المجتمع المحيط به حداً أفرز جيلاً من الاتباع اسهموا في تأخير عجلة الحياة، وتقول الروايات الشفهية بأن (المنسدح حمـد المنسدح) هـو الاسم الاصلي لود اب زهـانة، وكان والده من اصحاب قطعان الماشية والابل ويدعـى حمد المنسدح المكنى بي أب زهـانة، والسيده ”زهـانة” هي كبرى كريماته، كنى بها ثم انتقل الاسم الى ابنه فاصبح المسندح بن حمد المنسدح هـو المعروف بود أب زهانة.

قيل بانه كان بدينا، ومن عيوبه أنه كان (باردا) لاتحرك فيه الوقائع والاحداث شيئا، وكأنه لايعيش مع الناس في ذات المكان، ولايتفاعل مع مايطرأ عليهم، يضاف الى ذلك أن ود اب زهانة كان (سميعا) يصدق كل كلام يقال له، ومن اليسر التغرير به واملاء مايشاءه كل من حوله، وقد نسبت له أقوال عديدة كلها انصرافية مثبطة للهمم، وتدعو إلى التبطل والكسل، ومنها مقولة: (نوم العصر يطول العمر)، و(من تغدى تمدى)، قيل له يوما؛ يا أب زهـانة قـوم للزراعـة، فرد عليهم قائلا:
(قـام عليكم البـلا،
أنتو تزرعـوا من زمن حفروا البحر عملتوا شنـو؟)

وقد أدرك الشيخ فرح ود تكتوك رحمه الله ضرر أقـوال ود أب زهـانة على المجتمع وهو المعهود عنه انتقاد الحكّام والعمد وشيوخ القبائل الفاشلين، فأبان للناس خطل العديد من اقوال اب زهانة، واستطاع افادة الناس بتفنيدها.

لقد كتبت عن الدكتور حمدوك من قبل ووصفته بأنه شخصية استسهالية بامتياز، والرجل لايملك البتة الكاريزما التي تجعله رجل المرحلة في السودان، وانه ليست لديه الشجاعة الكافية للتصدي للمسؤليات، وضح ذلك جليا منذ أن رفض رئاسة اللجنة الاقتصادية وهو الذي قدم نفسه للناس بكونه الاقتصادي النحرير الذي سيجعل من اقتصاد السودان مثالا يحتذى، فإذا به يطلب من نائب رئيس مجلس السيادة (حميدتي) بأن يكون هو الرئيس للجنة وقد كان!.
الدكتور حمدوك -ايضا- شخصية انصرافية بامتياز، وإلا بماذا يمكن تفسير (مبادراته الشفاهية) وهو على رأس الجهاز التنفيذي للدولة؟!
ألا يعلم الرجل مهام الجهاز (التنفيذي)؟!

أم أنه يحسب أن مهام التنفيذ في عهده أصبحت موكولة لبعثة الأمم المتحدة ورئيسها فولكر بيتس الذي أتانا به؟!

كم كنا نقرأ -كل يوم تقريبا- خبرا عن هذه البعثة وتدخلها اليومي السافر في شؤون السودان التشريعية والتنفيذية إلى أن أذهب الله عنا الأذى بذهاب بيرتيس فولكر.

وفي عهد حمدوك تعدد الحاشرون أنوفهم في شؤون السودان، ومنهم البنك الدولى الذي طالب بمُراجعة مُحتوى كتاب بالمنهج الدراسي السوداني!.

نعم وصل بنا الحال في عهد حمدوك (البائد) هذه الدرجة من الانبطاح والتسليم للذبح؟
وإلا، فما الذي بقي للشعب السوداني عندما يصل الأمر حد تدخل الغير في مناهجه الدراسية؟

هاهي الصين (الشيوعية) توقف وزارة الثقافة فيها فرقة كورية عن تقديم عروضها بتبرير أن العروض تدعو في مجملها الى المثلية الجنسية، والمثلية الجنسية لمن لايعلم تعتبر مرفوضة من قبل الحكومة الصينية!، فهل يستطيع البنك الدولي أو سواه من المنظمات التدخل -ولو بالنصح- في شأن يخص المناهج الدراسية هناك؟!

وحمدوك هو الذي فرضت عليه (عائشة) الشيوعية فرضا لتكون مستشارة للنوع!
وما كان حمدوك يملك الشجاعة ليبين لأهل السودان ماهو هذا (النوع) وماتفاصيله؟!
السؤال الذي أوجهه لحمدوك الآن:

لماذا لم تعترض على تمثيل البرهان في المرة السابقة عندما كنت رئيسا للوزراء؟
أم أن خطابك هذا قد أملته عليك قحط التي أصبح حاديها ياسر عرمان؟!

البرهان يكتسب شرعيته كل يوم باصطفاف جماهير الشعب السوداني خلفه، ثم انك لم تقال بسبب انقلاب كما يهرف بعض قيادات قحط المركزي، انما قدمت استقالتك عيانا وقلت لأهل السودان (هذه أمانتكم ردت إليكم)، ويومها ألقيت اللوم بفشلك على قحت (والخطاب مبذول في الميديا لمن يريد الاستيثاق).

واليوم، كل يوم يمر على هذه الحرب، يتبين أهل السودان بأنك ومن معك من طفابيع قحط المتسببون في هذه الحرب، وبحمد الله هاهو المجتمع الدولي أصبح على علم بكل الخروقات الإنسانية وجرائم الحرب التي مارسها من تناصرون من المتمردين من الدعم السريع الهالك.
كن حيث أنت فلاحاجة لأهل السودان لأب زهانة جديد، وليبق طفابيع قحت حيث هم يتنعمون بالصرف عليهم ببذخ في فنادق أثيوبيا، فإن الله لناصر جنده بفضله، وسيتجاوزكم الشعب السوداني بحول الله.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} 37 الأنفال.

عادل عسوم
عادل عسوم

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

مجلس السيادة السوداني: حريصون على إيصال المساعدات لمستحقيها

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني مالك عقار اير، حرص الحكومة السودنية على إيصال المساعدات الإنسانية لمستحقيها وتسهيل عمل الفرق الإغاثية والعاملين في المجال الإنساني، لا سيما دار فور، خصة وأن غرب السودان بحاجة أكثر لمزيد من الدعم. 
وأشار مالك عقار - خلال لقائه بمكتبه ببورتسودان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة الطارئة توم فلتشر، اليوم الثلاثاء - إلى الخطوات التي اتخذتها الحكومة السودانية بفتح المعابر المختلفة والمطارات السودانية لإيصال المساعدات الإنسانية. 
واستنكر ما يجري في معبر "أدري" الحدودي الذي وافقت عليه حكومة السوان لاعتماده معبرا للمساعدات الإنسانية مؤخرا؛ إلا أن المعلومات أكدت أن هناك استخداما للمعبر لأغراض غير إنسانية بواسطة قوات التمرد والمتعاونيين معها. 
وشدد نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، على أن التعاون وبناء الثقة والعمل المشترك مع حكومة السودان يتطلب الدقة في تناول القضايا التي ترتبط بالأوضاع الإنسانية في السودان، مؤكدا أن السودان يقود معركة للبقاء والحفاظ على أراضيه من الإحتلال والاستعمار وأنه بمساعدة الآخرين أو بدونهم ستنتصر إرادة الشعب السوداني لأن إرادة الشعوب لا تُقهر.
وذكرت وكالة الأنباء السودانية "سونا" أن الجانبين استعرضا - خلال اللقاء - قضايا تأشيرات الدخول وتصاريح المرور للعاملين في المجال الإنساني.
 

مقالات مشابهة

  • رئيس جامعة القاهرة يستقبل السفير السوداني بالقاهرة
  • رئيس جامعة القاهرة يستقبل السفير السوداني
  • وزير الخارجية الإثيوبي، يستقبل نظيره السوداني
  • مجلس السيادة السوداني: حريصون على إيصال المساعدات لمستحقيها
  • مقاربة بين "ذات الرداء الأبيض" والوضع السوداني الراهن
  • مخاوف من انهيار جديد للجنيه السوداني أمام الدولار
  • بين الخطاب والممارسة.. هل تتخلى المقاومة عن غزة؟
  • خطاب السلطة السودانية: الكذبة التي يصدقها النظام وحقائق الصراع في سنجة
  • الجيش السوداني يكثف ضرباته على مواقع الدعم السريع في الخرطوم وبحري
  • دور كاميرون هدسون في الشأن السوداني: بين الدبلوماسية والمعلومات الاستخباراتية