ماشية الاحتلال ترسم حدود المستوطنات بالخليل
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
الخليل - سائدة زعارير - صفا
يعود الحاج ياسر الهذالين باكراً بعد أن كان يقضي النهار كاملاً يجوب مع ماشيته مراعي جبال تجمع أم الخير في مسافر يطا جنوبي الخليل بالضفة الغربية المحتلة، قبل الاستيلاء عليها من قبل المستوطنين الرعاة.
ويقول الهذالين الذي كان يرعى مئات الرؤوس من الأغنام، التي تقلصت إلى العشرات أو أقل نظراً لمحدودية المراعي، في حديثه لوكالة "صفا":" إن المراعي قبل سنوات قليلة كانت مفتوحة وتملأ التلال والجبال في المنطقة، ولكن في الآونة الأخيرة يحاصر رعاة الأغنام ويمنعون من الوصول إلى المراعي بعد استيلاء الاحتلال عليها عن طريق الاستيطان الرعوي".
ويضيف أن "مئات الدونمات تم الاستيلاء عليها بعد نصب مستوطنين خيام وحظائر لماشيتهم على قمم الجبال والتلال، وسرعان ما يسيّج الاحتلال الأرض وما يحيطها من عشرات الدونمات ويمنع الرعاة الفلسطينيين من الوصول إليها".
ويتعرض أهالي تجمع أم الخير لاعتداءات شبه يومية من قبل مستوطني مستوطنة "كرمئيل"، التي يبعد سياجها خمسة أمتار فقط عن منازل المواطنين.
ويبيّن الهذالين أن المستوطنين يتجولون مسلحين مع ماشيتهم في المراعي، ويطردون المواطنين منها تحت تهديد السلاح وبحماية قوات الاحتلال.
8 بؤر رعوية
من جهته أفاد منسق لجنة حماية وصمود جبال جنوب الخليل ومسافر يطا فؤاد العمور بأن الاحتلال أقام 8 بؤر استيطانية رعوية جنوب الخليل خلال العام الجاري، صادر بموجبها آلاف الدونمات من أراضي المواطنين.
ويضيف العمور لوكالة "صفا" أن تمدد الاستيطان على المساحات الرعوية، تسبب في تراجع الثروة الحيوانية التي تمثل المصدر الرئيسي الذي يعتاش عليه أهالي المسافر وجبال جنوب الخليل، موضحاً أن الرعاة يلجؤون للأعلاف في ظل تقلص المراعي، ما يكبدهم تكاليف مادية باهظة.
ويشير إلى أن الاحتلال يستهدف قمم الجبال وفق سياسة مدروسة وممنهجة، إذ تصبح السهول والوديان خطوط حماية للمستوطنين، ويُمنع المواطنين من دخولها أو زراعتها إلا بتنسيق من الإدارة المدنية التابعة للاحتلال، وبهذا يتمكن الاحتلال من السيطرة على أكبر قدر من المساحات الرعوية المفتوحة.
ويؤكد العمور أن الاستيطان الرعوي ممنهج ومدعوم من قبل جمعيات صهيونية متطرفة، تسعى للسيطرة على أراضي المواطنين بأسهل الطرق وأقل التكاليف، ومن بينها جمعيات "فتية التلال"، و"تدفيع الثمن" و"رعاة الآن".
بدوره، يبيّن مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجة أن "هناك نحو 60 ألف جمعية استيطانية مرخصة من حكومة الاحتلال ومدعومة من لوبيات صهيونية، تهدف إلى الاستيلاء على أراضي المواطنين وضمها للمستوطنات".
ويوضح في حديثه لوكالة "صفا"، أن إحدى الجمعيات المعروفة باسم "رغاديم" متخصصة في مراقبة الانتشار السكاني الفلسطيني في مناطق "ج"، في حين تعنى جمعية "القبعات الخضراء" بمراقبة الانتشار الزراعي الفلسطيني في مناطق "ج".
ويلفت إلى أن المنتمين إلى هذه الجمعيات من أكثر المستوطنين تطرفاً وعنصرية، ويقطنون المستوطنات المحاذية للتجمعات الفلسطينية.
ويقول بريجة إن "الاحتلال استحدث الاستيطان الرعوي والزراعي مؤخراً لتسهيل السيطرة على الأراضي بتكاليف أقل وبتغطية قانونية، إذ يستغل الاحتلال نص القانون العثماني الذي يقضي بصلاحية السلطات إعلان أي أرض غير مفلوحة لمدة عشر سنوات، أملاك دولة".
ويعتبر الاستيطان الرعوي أحد أبرز أساليب الاحتلال التوسعية، إذ تتم من خلاله السيطرة على مناطق زراعية ومراعي شاسعة دون أوامر عسكرية، تمهيداً لتحويلها إلى بؤر استيطانية أو مناطق عسكرية مغلقة.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
إقرأ أيضاً:
قطر تدين مصادقة حكومة الاحتلال على خطة لتوسيع المستوطنات في الجولان المحتلة
أدانت قطر بشدة، مصادقة حكومة الاحتلال الإسرائيلي على خطة لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة، واعتبرتها حلقة جديدة في سلسلة الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، وانتهاكا سافرا للقانون الدولي.
الدفاع المدني في غزة: الاحتلال يلاحق النازحين بالقصف والقتل ويستخدم أسلحة خطيرة الدفاع المدني الفلسطيني: جريمة جديدة يرتكبها الاحتلال بحق طواقمنا بالنصيراتوشددت وزارة الخارجية القطرية على ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته القانونية والأخلاقية لإلزام الاحتلال الإسرائيلي بوقف الاعتداءات على الأراضي السورية، والامتثال لقرارات الشرعية الدولية، فضلا عن التضامن لمواجهة مخططاته الانتهازية.
وجددت موقف دولة قطر الثابت الداعم لسيادة سوريا واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها، كما تعبّر عن مساندتها لكافة الجهود الإقليمية والدولية الهادفة لإحلال الأمن الاستقرار في سوريا وتحقيق تطلّعات شعبها الشقيق.
قصف صاروخي إسرائيلي يستهدف موقعا عسكريا للجيش السوري في طرطوس
أفاد مراسل قناة “القاهرة الإخبارية” بتعرض مدينة طرطوس، الواقعة على الساحل السوري، لقصف صاروخي إسرائيلي ، اليوم، استهدف موقعاً عسكرياً تابعاً للجيش السوري في منطقة الخريبات، بالقرب من المدينة.
وأشارت التقارير الأولية إلى أن الهجوم تسبب في دوي انفجارات عنيفة سمعت في أرجاء المنطقة، حيث يُعتقد أن الموقع المستهدف يحتوي على معدات عسكرية أو مخازن للأسلحة تابعة للجيش السوري، ولم تصدر حتى الآن أي معلومات رسمية من السلطات السورية حول حجم الأضرار أو وجود خسائر بشرية نتيجة القصف.
القصف الإسرائيلي يأتي في وقت تشهد فيه سوريا تصعيداً ملحوظاً في الهجمات التي تستهدف مواقع عسكرية، إذ تبرر إسرائيل هذه العمليات بأنها تستهدف مواقع تستخدمها إيران أو جماعات مسلحة مرتبطة بها لنقل الأسلحة أو تعزيز نفوذها في المنطقة.
وكانت مدينة طرطوس قد شهدت هدوءا نسبيا مقارنة بمناطق أخرى داخل سوريا خلال السنوات الماضية، إلا أن تصاعد التوترات الإقليمية بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد أدى إلى زيادة وتيرة العمليات العسكرية في مواقع قريبة من الساحل السوري.
الهجوم الإسرائيلي الأخير يعكس استمرار حالة عدم الاستقرار الأمني في سوريا، ويأتي في سياق التحركات الإسرائيلية المستمرة لضرب النفوذ الإيراني داخل البلاد. وفي الوقت نفسه، تثير هذه الهجمات تساؤلات حول مستقبل الوضع الأمني في سوريا، خاصة مع التحولات السياسية التي أعقبت سقوط النظام السوري، ومحاولات إعادة بناء الدولة وسط تدخلات دولية وإقليمية.
وتتزامن هذه التطورات مع جهود دولية لمتابعة الوضع الإنساني والسياسي في سوريا، وسط دعوات لوقف التصعيد وحماية المدنيين من التداعيات المستمرة للصراعات العسكرية في البلاد.
تركيا ترسل فريق بحث إلى سجن صيدنايا للتحقق من وجود معتقلين داخل الأقسام السرية
أعلنت رئاسة الطوارئ والكوارث التركية (آفاد)، أنها سترسل اليوم الاثنين فريقاً مختصاً للبحث والإنقاذ إلى سجن صيدنايا العسكري، بعد ورود أنباء عن احتمال وجود معتقلين داخل الأقسام السرية للسجن، الذي كان يُستخدم كمقر لتعذيب المعارضين في عهد نظام بشار الأسد.
وأوضحت “آفاد” في بيان لها أن هذه الخطوة تأتي في إطار الجهود الإنسانية المبذولة للكشف عن مصير المفقودين والمعتقلين الذين يُعتقد أنهم كانوا محتجزين في السجن، الذي اشتهر بكونه أحد أبرز رموز القمع خلال سنوات حكم النظام السابق.
وأكد البيان أن الفريق المرسل إلى سجن صيدنايا سيتكون من 80 شخصاً مدربين على عمليات الإنقاذ في الظروف المعقدة، وسيعملون باستخدام أجهزة وتقنيات متطورة للكشف عن أي دلائل تشير إلى وجود ناجين أو جثامين داخل الأقسام السرية للسجن.
ومن المقرر أن يبدأ الفريق عمله فور وصوله إلى السجن، الذي يقع على بعد نحو 30 كيلومتراً شمال العاصمة دمشق. وأشارت “آفاد” إلى أن العملية تهدف إلى تقديم المساعدة في مرحلة ما بعد سقوط نظام الأسد، وضمان عدم ترك أي معتقلين محتملين داخل هذا السجن المعروف بسمعته السيئة.
تجدر الإشارة إلى أن سجن صيدنايا كان يُعد رمزاً للقمع والتعذيب في سوريا، حيث كانت تُمارس داخله أشد أنواع الانتهاكات بحق المعارضين السياسيين والمعتقلين. ومع سقوط النظام، برزت دعوات دولية للتحقيق في مصير الآلاف من المفقودين الذين كانوا محتجزين في هذا السجن.
وتأتي هذه الجهود التركية ضمن إطار التحركات الدولية والإقليمية لمعالجة تداعيات سقوط النظام السوري، والكشف عن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها، في ظل محاولات لإعادة بناء المؤسسات ومواجهة إرث القمع الذي تركه النظام السابق.