لبنان ٢٤:
2025-03-04@04:47:35 GMT

الخيار الثالث: رفضُ الثنائي واقع أم مناورة؟

تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT

الخيار الثالث: رفضُ الثنائي واقع أم مناورة؟

كتبت سابين عويس في" النهار": بحسب مصادر سياسية مواكبة للحراك على جبهة الاستحقاق، ان العمل جارٍ بجدية تامة للدفع نحو خيار رئاسي ثالث، يتقدم فيه اسم قائد الجيش العماد جوزف عون، كما بات معلوماً على الأسماء الأخرى المطروحة، من دون ان يقطع الحظوظ عليها، لأن الأولوية اليوم، وفق هذه المصادر، ليست الاسم بقدر ما هي انهاء حالة الاستعصاء الحاصلة حيال تمسك "الثنائي" بفرنجية من دون الاخذ في الاعتبار الرفض الذي يواجهه مسيحياً في الدرجة الأولى ولدى فريق كبير من قوى المعارضة.

ذلك ان الاستمرار في المشهد سيطيل أمد الازمة من دون ان يقدم حلولا،ً خصوصاً ان لبنان لم يصبح بعد أولوية على اجندات التفاهمات الأميركية - الإيرانية أو الإيرانية - السعودية.

في المقابل، تبرز مجموعة من الأسماء التي يجري تداولها لتشكل مخرجاً للازمة، بعدما أُقحِم اسم العماد عون ضمن حالة الرفض والاستعصاء لدى فريق مسيحي هو "التيار الوطني الحر"، علماً ان مواقف هذا التيار خاضعة للنقاش والتفاوض والمقايضة.

الى جانب أسماء مثل النائب نعمة افرام او الوزير السابق زياد بارود او رئيس خريجي معهد هارفرد حبيب الزغبي، التي يتم تداولها كبدائل، برز اسم المدير العام للامن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري.

لكل من الأسماء المطروحة حيثيات دفعت بعض القوى الى اقتراحها او تسميتها. واهمها انها خارج الاصطفافات السياسية المعلنة ولا تنتمي في شكل مباشر الى أي حزب او تيار، وإنْ كان للبعض منها مواقفه السياسية، باستثناء ربما الزغبي الذي شكلت خلفيته الاكاديمية الحيثية الأساسية في اقتراحه. أما العماد عون فقد تكون حيثيته المنطلقة من أدائه على رأس المؤسسة العسكرية، ونجاحه في الإمساك بالملف الأمني وبوحدة الجيش رغم ظروف الانهيار الاقتصادي، قد شكلت نقطة القوة الأهم بالنسبة الى ترشيحه. وقد جاء اقتراح اسم البيسري من هذا المنطلق بالذات، كبديل تتوافر فيه المواصفات نفسها اذا تعذّر السير بعون.

هذا لا يعني بحسب المصادر ان حيثيات الحياد كافية للدفع بأي من الأسماء الى التربع على كرسي قصر بعبدا، كما لا يعني ان التعاطي مع اسم الرئيس سيكون بهذه البساطة، سيما وان الازمة لم تعد ازمة رئاسة وبحثٍ عن رئيس بقدر ما تحولت الى ازمة دستور ونظام، لأن المشكلة لا تكمن في اتفاق على رئيس، بل هي في فتح أبواب المجلس امام الكتل النيابية لتمارس دورها وتخوض معركة الانتخاب، وهذا حتماً لن يحصل ما دامت مقولة "لا غالب ولا مغلوب" لا تزال تتحكم بالتوازنات الداخلية!


المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الخيار الإيراني ليس قدراً عراقياً!

ليس طبيعياً أن يتغيّر الشرق الأوسط كله وأن تفقد “الجمهوريّة الإسلاميّة” أوراقها في لبنان وسوريا وأن يبقى العراق على ما هو عليه. الطبيعي أن يتغيّر العراق من داخل، وأن يعود للعب دوره على الصعيدين العربي والإقليمي كونه عامل توازن في المنطقة وليس مجرّد “ساحة” إيرانية.

توجد حاجة إلى العودة إلى العراق الذي عرفناه لسنوات وجيزة عندما كان مصطفى الكاظمي رئيساً للوزراء. تميزت تلك السنوات القصيرة، بين ما تميّزت به، باتباع حكومة العراق لسياسة خارجية معقولة توازي بين التعاون مع إيران من جهة وبين الانفتاح على دول الخليج العربي، إضافة إلى مصر والمملكة الأردنية الهاشمية من جهة أخرى.
عاد الكاظمي إلى بغداد للمرّة الأولى منذ ما يزيد على عامين. تذكّر عودة الرجل الذي تعرّض لكل أنواع الهجمات، بما في ذلك محاولة اغتيال عن طريق استهداف منزله بواسطة مسيّرة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، بأن لا خيار آخر أمام العراق سوى التصالح مع نفسه أوّلاً. إنّه تصالح بين كل مقومات المجتمع من شيعة وسنّة وأكراد وتركمان، واستعادة للعمق العربي للبلد ثانياً وليس أخيراً. يكون ذلك عبر خلق توازن مختلف داخل العراق، توازن مشابه لما كانت عليه الحال أيام حكومة الكاظمي الذي سعى إلى استعادة الدولة العراقيّة لهيبتها بعيداً عن النفوذ الذي مارسته ميليشيات “الحشد الشعبي” التي لم تكن يوماً سوى أداة في يد “الحرس الثوري” الإيراني. لا هدف للميليشيات المذهبيّة التي يتكوّن منها “الحشد” سوى لعب الدور المطلوب في إخضاع العراق للإرادة الإيرانيّة ورغبات “المرشد الأعلى”.
لم يكن مطلوباً، في طبيعة الحال وفي يوم من الأيام، أن يكون العراق معادياً لإيران. من غير المنطقي لعبه هذا الدور على الرغم من أن الهدف الأوّل للنظام الذي قام في طهران منذ العام 1979 إخضاع العراق من منطلق مذهبي. الدليل على ذلك الحرب العراقيّة – الإيرانية بين 1980 و1988. في أساس تلك الحرب التي اتخذت طابعاً كارثياً على البلدين، الرغبة التي راودت الخميني، منذ سيطرته على إيران، في “تصدير الثورة” إلى البلدان المجاورة. كان العراق الهدف الأوّل للخميني من منطلق أنّ فيه أكثريّة شيعية. أكثر من ذلك، كان لديه حقد ذو طابع شخصي على العراق وكلّ ما هو عراقي.
لعب صدّام حسين، للأسف الشديد، اللعبة التي أرادها مؤسّس “الجمهوريّة الإسلاميّة” وعمل من أجلها. كان الهجوم، الذي شنه العراق على إيران في 1980، ردّاً على سلسلة من الاستفزازات التي تعرّض لها. كان الخدمة الأكبر التي يمكن تقديمها للنظام الإيراني الجديد. في الواقع، لعب صدّام بعقله الريفي، من حيث يدري أو لا يدري، دوراً مهمّاً في تمكين الخميني من إثارة الشعور الوطني الفارسي من جهة وفي تمكينه من التخلص من الجيش الإيراني عن طريق إرساله إلى جبهات القتال من جهة أخرى. لم يكن الجيش الإيراني في مرحلة ما بعد سقوط الشاه مواليا للخميني، بل كان مستعداً للانقضاض على نظام الملالي متى أتيحت له الفرصة. جاءت الحرب مع العراق لتسهل عملية إبعاد القوات النظاميّة عن المدن. قدّم صدام حسين للخميني الخدمة التي كان يحلم بها.
منذ قيام النظام الإيراني الذي يؤمن بنظرية الوليّ الفقيه، وُجدت صيغة تعايش وتبادل للمصالح بين الملالي والإدارات الأمريكيّة المختلفة بدءاً بجيمي كارتر وصولاً إلى باراك أوباما. تغيّرت الأمور في حدود معيّنة مع دخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض للمرة الأولى قبل ثماني سنوات. مزّق ترامب الاتفاق في شأن الملف النووي الإيراني وسمح لاحقاً باغتيال قاسم سليماني في الثالث من يناير (كانون الثاني) 2020. كان سليماني الرجل الأقوى في النظام الإيراني بعد “المرشد” علي خامنئي، بل كان قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” رأس الحربة في المشروع التوسّعي الإيراني.
ما تغيّر في الوقت الراهن يتجاوز العلاقات الأمريكيّة – الإيرانية التي عرفت طهران في كلّ وقت التحكم بها عن طريق الابتزاز وهو ابتزاز خضع له الرؤساء الأمريكيون بكلّ طيبة خاطر. ذهب جورج بوش الابن في العام 2003 إلى أبعد من التعاون مع “الجمهوريّة الإسلاميّة”؛ ذهب إلى حدّ تسليم العراق على صحن من فضّة إلى إيران!
ما تغيّر في العمق، في أيامنا هذه، خسارة “الجمهوريّة الإسلاميّة” الحروب التي خاضتها على هامش حرب غزّة. مع خسارة هذه الحروب، خسرت سوريا في ضوء فرار بشار الأسد إلى موسكو. خسرت لبنان بعدما هزمت إسرائيل “حزب الله” شرّ هزيمة. لم يبق لإيران في المنطقة سوى العراق. لا أهمّية لليمن والحوثيين سوى في حدود معيّنة، خصوصا إذا أخذنا في الاعتبار أن الاقتصاد المصري، وليس الاقتصاد الإسرائيلي، يعتبر المتضرر الأوّل من سعي الحوثيين إلى تهديد الملاحة في البحر الأحمر.
التقط مصطفى الكاظمي اللحظة الإقليمية ليعود إلى بغداد، على الرغم من كل التهديدات التي يتعرّض لها. من الواضح أنّه بات أمام العراق خيار آخر، غير الخيار الإيراني. قد تكون تلك الرسالة هي التي حملها مصطفى الكاظمي إلى بغداد مع ما تعنيه من إمكان إقامة تحالف عريض يضمّ الشيعة العرب والسنّة والأكراد والتركمان ومجموعات أخرى ترى في العراق المتوازن مشروعا قابلا للحياة بدل أن يكون العراق مجرّد تابع لـ“الجمهوريّة الإسلاميّة”.
 أمام العراق فرصة لنزع النير الإيراني والعودة إلى لعب دوره على الصعيد الإقليمي في ظلّ نوع من التوازن لم يستطع المحافظة عليه بعد انتخابات 2022… التي تنكّر مقتدى الصدر لنتائجها بشكل مفاجئ بعد فوز تياره فيها. مرّة أخرى ليس منطقيا أن يكون العراق في مواجهة مع إيران. المنطقي أن يرفض البقاء تحت هيمنة “الحشد الشعبي” من جهة وأن يثبت، من جهة أخرى، أن المشروع الإيراني القاضي بالهيمنة على البلد ليس قدراً.

مقالات مشابهة

  • وزير الصحة بحث مع وفد من الإتحاد الأوروبي في التعاون الثنائي
  • ماذا بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق في غزة؟.. مناورة أم عودة للحرب
  • مباحثات «مصرية-موريتانية» لتعزيز التعاون الثنائي وتبادل الرؤى حول القضية الفلسطينية
  • تفاصيل مصرع 5 أشخاص وإصابة 20 بحادث تصادم طريق محور الضبعة.. الأسماء
  • مصر والعراق يعززان التعاون الثنائي وينسقان المواقف قبيل القمة العربية في القاهرة
  • الخيار الإيراني ليس قدراً عراقياً!
  • 1.25 دينار سعر كيلو الخيار في الأردن
  • لقاء ترامب وستارمر.. تعزيز علاقات تاريخية أم استكشاف واقع جديد؟
  • معهد فلسطين للأمن القومي: العمليات العسكرية في الضفة هدفها فرض واقع جديد
  • اقلب الصفحة..تامر حسني يوجّه رسالة لجمهوره بمناسبة شهر رمضان