الأسبوعان الأخيران اللذان كان يفترض أن يشهدا دفعاً قوياً نحو أحداث اختراق في جدار الانسداد السياسي الذي يحول دون انتخاب رئيس للجمهورية، شهدا ما يعاكس الرهانات على إيجابيات بما قد يخشى معه من نكسة جديدة في مسار الرعاية الخارجية للأزمة مماثلة للنكسة الفرنسية التي حالت دون نجاح الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في إحداث أي ثغرة في جدار الأزمة.


وبحسب ما كتبت" النهار" فان اللافت في هذا السياق أن معظم الأوساط السياسية تبدو في حال ترقب وانتظار ولا تملك أي معطيات حسية وملموسة حول الأجندة المقبلة المتصلة بالتحركين الفرنسي والقطري باعتبار أن ليس ثمة دليلاً واحداً بعد على أن التحرك الفرنسي سيتوقف لمصلحة بقاء التحرك القطري وحده في الساحة، بل أن المعلومات المستقاة من جهات وثيقة الصلة بالدوائر الفرنسية تجزم بان التحرك الفرنسي لن يتوقف ويتعين انتظار الفترة القصيرة المقبلة للتأكد من مضي باريس في تحركها ولو ضمن تبديل في المقاربة أعلنه وعبر عنه بوضوح وصراحة جان ايف لودريان رافعاً لواء "الخيار الثالث" الذي يعكس تخلي بلاده عن المقاربة السابقة وليس عن مبادرتها لحل الأزمة بالتنسيق الوثيق مع دول المجموعة الخماسية. وإذ يعكس ذلك تكراراً أن باريس باتت تدفع نحو التخلي عن المرشحين الذين ثبت عدم إمكان انتخابهم في المرحلة السابقة من الأزمة، علم أن الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني لا يزال موجوداً في بيروت وهو لم يستكمل بعد جولته على القيادات والشخصيات المقرر أن يقابلها وأنه سيستأنف ذلك مع مطلع الأسبوع الطالع استعداداً للجزء المقبل من التحرك القطري مع الزيارة المرتقبة لوزير الدولة القطري للشؤون الخارجية محمد بن عبد العزيز بن صالح الخليفي.

وكتبت" الديار": يتوقع مرجع سياسي بارز أن تطول أزمة الرئاسة إلى حين تغيير في المعادلة الإقليمية والدوّلية تتاقطع فيه مصالح الدول الإقليمية والدولية وتؤدّي إلى إنتخاب رئيس للجمهورية. وعن المُدّة المتوقّعة يقول المرجع: هذا الأمر قد يأخذ أشهرا أو حتى سنين، لكن الثمن سيكون على حساب الدوّلة ومؤسساتها بالدرجة الأولى وعلى حساب الشعب بالدرجة الثانية بحكم أن القوى السياسية لن تتأثر طالما مطالب الشعب بسيطة جدًا.
اضافت" الديار": لا يزال الغموض يلف المبادرة الفرنسية والمبادرة القطرية، حيث لا أحد يستطيع تأكيد أو نفي إذا ما كانت المباردة القطرية قد حلّت مكان المبادرة الفرنسية أم أنهما تتنافسان أم تُكمّلان بعضهما البعض. على كل، هناك معلومات عن إنحسار فعّلي للمبادرة الفرنسية لصالح المبادرة القطرية من دون أن تكون إنتهت فعلًا. وتُشير المعلومات أن الإجتماع الأخير بين السفير سعود بن عبد الرحمن آل ثاني والموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني مع الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، وصل إلى نتيجة حتمية أن أيًا من سليمان فرنجية وجهاد أزعور يمتلك حظوظًا للوصول إلى قصر بعبدا. من هنا تمّ التداول بعدّة أسماء أخرى على رأسها قائد الجيش جوزاف عون، ومدير عام الأمن العام بالإنابة الياس البيسري، والنائب نعمت فرام، والوزير السابق زياد بارود. وتم الإتفاق خلال الإجتماع على محاولة الحصول على توافق على إسم من بين هؤلاء المرشّحين، وهو ما يُشكّل لبّ المبادرة القطرية.

مصدر مواكب عن كثب للحراك القطري لم يؤكد او يَنف لـ«الجمهورية» ما اذا كان الموفد القطري جاسم بن فهد آل ثاني ما زال موجودا في لبنان، كما رفض الكشف عمّا أبداه من أفكار وطروحات، إلّا انه اشار الى انّ المسعى مستمر، واللقاءات والاتصالات التي اجراها «الأخ جاسم» اتسَمت بالايجابية والصراحة التامة في تناول كلّ الامور المتصلة بالملف الرئاسي اللبناني، وما نأمله ان يلقى هذا المسعى التجاوب الجدي من قبل الاطراف اللبنانيين، وتتبلور في خلاصة الامر «نقطة تقاطع» في المدى المنظور، يتحقق من خلالها الهدف المَرجو من مهمّته، بانتخاب رئيس للجمهورية».
الا انّ مصدرا سياسيا مطّلعا على تفاصيل الحراك القطري أبلغ إلى «الجمهورية» قوله «انّ مهمة الموفد القطري التي تحظى بغطاء اميركي وكذلك بغطاء من سائر اعضاء اللجنة الخماسية، لم تصل بعد الى خواتيم ايجابية، حيث لم يلمس جاسم بن فهد خلال لقاءاته اي تقدّم ملموس او أي
تحوّل او تبدل في مواقف الاطراف. كما لم يلمس استعداداً ولو ضئيلا لدى هذه الاطراف للالتقاء حول اسم معيّن لرئاسة الجمهورية، وهو الأمر الذي يُعطي اشارة سلبية تبنى عليها فرضية الفشل الحتمي للمسعى القطري، الا اذا ظهر في آخر لحظة ما ليس في الحسبان وقلبَ المواقف رأساً على عقب، ولكن حتى الآن لا يوجد أي تقدم ملموس».


المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الموفد القطری آل ثانی

إقرأ أيضاً:

7 رجال وإمرأة يخوضون انتخابات الرئاسة بالغابون

فتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الغابون صباح اليوم لاستقبال الناخبين في أول انتخابات رئاسية منذ الانقلاب العسكري عام 2023، حيث يتنافس على الرئاسة امرأة وسبعة رجال بينهم قائد الانقلاب، الرئيس المؤقت الجنرال برايس كلوتير أوليغي نغيما.

وتتوقع وكالات الأنباء أن تأتي المنافسة الرئيسية لنغيما من آلان كلود بيلي باي نزي الذي كان رئيسا للحكومة في عهد الرئيس المعزول علي بونغو أونديمبا.

وفي مقابلة حديثة مع وكالة أسوشيتد برس، صرح بيلي باي نزي بأنه لا يتوقع أن تكون الانتخابات نزيهة أو شفافة.

ويتوقع أن يشارك حوالي 920 ألف ناخب، من بينهم أكثر من 28 ألف ناخب يقيمون خارج البلاد، في الانتخابات في أكثر من 3 آلاف مركز اقتراع، علما بأن عدد سكان الغابون يبلغ نحو 2.3 مليون نسمة يعيش ثلثهم في حالة من الفقر، رغم الثروة النفطية الهائلة للبلاد.

وكان الرئيس المؤقت نغيما، قد أطاح بالرئيس بونغو قبل عامين. ويأمل في ترسيخ قبضته على السلطة لفترة رئاسية مدتها سبع سنوات.

وفي أعقاب الانقلاب، وعد نغيما "بإعادة السلطة إلى المدنيين" من خلال "انتخابات ذات مصداقية"، وأعلن نفسه مرشحا الشهر الماضي.

ووضع قادة الانقلاب الرئيس بونغو قيد الإقامة الجبرية، لكن تم إطلاق سراحه بعد أسبوع لأسباب صحية، وتم اعتقال زوجته وابنه ووجهت إليهما
تهم بالفساد واختلاس المال العام. ولم توجه أي تهم إلى بونغو الذي حكمت عائلته البلاد لأكثر من نصف قرن.

إعلان

وحسب وكالة أسوشيتدبرس شهدت أفريقيا منذ عام 2020، تسع عمليات انقلاب عسكري غير دستورية، معظمها في المستعمرات الفرنسية السابقة في غرب ووسط أفريقيا.

وفي مالي وبوركينا فاسو والنيجر وغينيا، تولت المجالس العسكرية والحكومات الانتقالية السلطة منذ ذلك الحين، ولم يتم تحديد موعد لإجراء
أي انتخابات حتى الآن بهذه الدول.

مقالات مشابهة

  • الخارجية: هناك تطابق في الرؤى المصرية «القطرية الكويتية» فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية
  • ازمة خدمات تضرب “غيضة” المهرة 
  • وزير الخارجية الفرنسي يهدد بتأديب كبرانات النظام الجزائري عقب طرد 12 موظفاً دبلوماسياً فرنسياً
  • الحرب التجارية تؤرق أبل.. توقعات بمواجهة أسوأ ازمة منذ كورونا
  • وزير التجارة الخارجية القطري: علاقاتنا الاقتصادية مع مصر تتطور بخطى سريعة
  • وسائل إعلام: وزير الخارجية الأوكراني نفى وجود أي خطط للتفاوض مع روسيا في أنقرة
  • الرئاسي: اللافي ناقش مبادرته باعتبارها مسارًا جامعًا لاستعادة المشروعية الوطنية
  • الشرع يلتقي بن زايد في أبو ظبي
  • أطباء ترامب يكشفون نتائج فحوصه الطبية
  • 7 رجال وإمرأة يخوضون انتخابات الرئاسة بالغابون