«تقى وبندر» فيومية وسعودي جمعتهما جنازات المسجد النبوي ووصلا لعش الزوجية
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
صدفة جمعتهما في الجنائز بالمسجد النبوي بالمملكة العربية السعودية، بعدما قابلت تقى محمد، مُغسلة الأموات الشهيرة بمحافظة الفيوم، الشيخ محمد عايد الدُبيّان، مسؤول الجنائز بالمدينة المنورة في السعودية، ليشركها الأخير في فريقه المتطوع لتكريم الموتى بالسعودية، وسرعان ما تمكنت الفتاة من خطف قلبه ليقررا الزواج.
قصة حب لم تعرف المسافات، توّجت بالزواج، ليبدءا رحلتهما معًا لعدة دول أوروبية بداية من فرنسا، لتدريب المسلمين هناك على أعمال الغُسل وبعض الأشياء الخاصة بالشريعة وأحكامها.
وقال بندر عايد الدُبيّان، من المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية، في تصريحات خاصة لـ«الوطن» إنّ تقى بدأت حياتها في أعمال الغُسل بمحافظة الفيوم خصوصًا أيام انتشار كورونا، وحضرت إلى المدينة المنورة لأداء العمرة مع والدها، وخلالها قررت التطوع في تغسيل المتوفيات بمغاسل الحرم النبوي، وسمح لها بذلك لكونه المسؤول عن الجنائز، كما إنها شاركت في مبادرة إعداد إفطار صائم بالمسجد النبوي وكانت تترأس الإشراف على الإفطار في قسم النساء بالمسجد النبوي، تحت إدارته، ومن هنا تعرفا على بعضهما وقررا الزواج.
وأشار إلى أنه يطلق على تقى لقب «صحابية هذا الزمان» نظرًا لكونها، مخلصة في عملها ومستقيمة وتحب الخير حبا غير طبيعي، لذلك حضر معها إلى مصر وتزوّجها، مُشيرًا إلى أن أول شيء فعلاه معًا هو تولي بناء وفرش مسجد بالفيوم قبل أن يسافرا مجددًا للسعودية.
وأضاف أنه تقى كانت حريصة على طهي الأكل المصري له، حيث أعدت له جميع أنواع المحشي، والحمام، والكشري، والأرز بلبن، موضحًا أن أكثر ما أعجبه هو الملوخية والمحاشي والحمام والأرز بلبن، كما اصطحبته في جولة داخل مصر زار خلالها شارع المُعز، وقضى إجازة بالساحل الشمالي، ثم تجوّل بالسواقي ووادي الريان وبحيرة قارون.
وشدد على إنّه لن يمنع تقى، من ممارسة عمل الخير في تكريم المتوفيات، بل إنّه سيساعدها في أن تصبح قائمة على الجنائز بالمدينة المنورة خصوصًا بعدما أثبتت قوتها، وتدخلت في غُسل الحالات النادرة والصعبة على الكثيرين، فضلًا عن إقامتها حلقات تسميع ومراجعة قرآن كريم في المسجد النبوي للمصريات والسعوديات.
سيتجولان بأوروبا للتدريب على الغُسلوختم حديثه قائلًا إنّه تم دعوتهما هو وزوجته، للسفر إلى فرنسا وعدد من الدول الأوروبية، لإقامة دورة تدريبية للنساء والرجال على أعمال الغُسل، وبعض الأشياء الخاصة بالشريعة وأحكامها وأمورها.
مكافأة بعد محن كثيرةمن ناحيتها كشفت تقى، التي عُرفت في الفيوم بتطوعها لتكريم متوفيات كورونا، وأطلقت مبادرة «غيث» التي انتشرت في مختلف أرجاء المحافظات آنذاك، أنّها أثناء أدائها العمرة كانت ترى الجثامين التي يتم أداء صلاة الجنازة عليها في الحرم النبوي، فقررت البحث عن المغاسل وطلبت التطوع، وهو أمر صعب للغاية، فلجأت للشيخ بندر وساعدها بالفعل للتطوع.
وأضافت أنّ رفقائها بالغُسل كانوا يشكرونها أمامه حتى أعُجب بها وتعرّف عليها، ثم حضر معها إلى مصر وتزوّجا، مُشيرةً إلى أنّها ستستقر رفقة زوجها في المدينة المنورة، رغم ذلك لن يتركا أعمال الخير في مصر، وسيستمران بها ولكن سيكون والدها وشقيقتها قائمين عليها.
وختمت حديثها قائلةً إنّ زواجها من «بندر» هو المكافأة والعوض الجميل بعد الكثير من الأزمات التي مرت بها قبل زواجها منه.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: زواج حفل زفاف المسجد النبوي محافظة الفيوم
إقرأ أيضاً:
خطيب المسجد النبوي: رمضان شهر الإخلاص والإقبال على الله والأنس بطاعته
أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ أحمد بن علي الحذيفي، المسلمين بتقوى الله فهو أجمل ما يتحلى به العبد، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا).
وبيَّن إمام وخطيب المسجد النبوي، في خطبة أول جمعة في رمضان، أن بلوغ شهر رمضان نعمة تستوجب شكر منعمها قال جل من قائل: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ).
وتابع: شهر رمضان شهر الإقبال على الله والأنس بطاعته والنعيم بقربه ولذة مناجاته وانطلاق الجوارح في مرضاته في شهر رمضان ما أشرع الله فيه من أبواب الخيرات، وأمد من أسباب الرحمات، وأفاض من سحائب البركات، فعن أبي هريرة الله قال: قال رسول الله: (إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين، ومردة الجن وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب وينادي مناد يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر).
وقال إمام وخطيب المسجد النبوي، إنه كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أجود ما يكون في رمضان عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: (كان النبي أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل عليه السلام، وكان يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه النبي القرآن، فإذا لقيه جبريل عليه السلام، كان أجود بالخير من الريح المرسلة).
وأضاف الحذيفي أن شهر رمضان فيه تُكسر قيود النفوس وسَوْراتُها، وتُلْجَمُ فيه شهواتها ونَزَواتُها، حتى تنعتق من عوائقها وعلائقها، فتنطلق في ميادين الطاعات إلى خالقها، فهنيئًا لمن أدرك ساعاته، ووفق لاغتنام لحظاته، والسعي في طاعة مولاه ومرضاته.
وأوضح الحذيفي أن شهر رمضان من مقاصد التشريع العظمي ومراميه الكبرى مما يستوقف المؤمن إجلالًا لذلك التشريع الرباني الحكيم، فهو مدرسة تهذب فيها النفوس وتزكى فيها الأخلاق، وتُلجم الشهوات والغرائز، وتلبس النفوس فيه لبوس التجمل والتحمل، وذلك أبعد مقصودًا وأعمق أثرًا في النفوس والأخلاق على الفرد والجماعة من مجرد الإمساك عن شهوات مباحات في غير زمن الصيام المشروع، عن أبي هريرة الله قال: قال رسول الله ﷺ: (من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس الله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه).
وبيّن إمام وخطيب المسجد النبوي، أن الصوم عبادة خفاء وسر بين العبد وربه ففيها يتجلى الإخلاص لذا اختص الله تعالى بها وأضافها لنفسه فعن أبي هريرة الله قال: قال رسول الله ﷺ: (كل عمل ابن آدم يضاعف، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل: إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به يدع شهوته وطعامه من أجلي )، فالمؤمن يدع طعامه وشرابه وشهوته عبودية لربه، ومراقبة لمولاه، فلا يساور شهواته ولو غابت عنه عيون الخلائق عبودية لربه سبحانه.