جامعة قطر.. جهود بحثية لمواجهة التحديات البيئية
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
تستحوذ المشاريع البحثية التطبيقية في مجال البيئة والاستدامة على اهتمام كبير في رؤية جامعة قطر الهادفة لدعم الأولويات الوطنية للبحث العملي التي حددتها استراتيجية قطر للبحوث والتطوير والابتكار 2030، وبما يتفق مع رؤية قطر الوطنية 2030، التي جعلت التنمية البيئية واحدة من ركائزها الأساسية.
وتتجلى ثمار تلك البحوث التطبيقية في التعاون القائم بين جامعة قطر والوزارات والمؤسسات والمراكز المعنية بالبيئة والزراعة واستراتيجيات الاستدامة، حيث لم تدخر الجامعة جهدا في توسيع دائرة التعاون، في إطار التزامها بدعم توجهات الدولة على الأصعدة كافة، وفقا لمقتضيات الخطط والاستراتيجيات التي توجه مسيرة التنمية في البلاد.
وفي ظل استضافة دولة قطر لمعرض «إكسبو 2023 الدوحة للبستنة» الذي يقام لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، سيتم تسليط الضوء على أحدث التقنيات والابتكارات من أجل زراعة مستدامة في الأراضي القاحلة ومواجهة مشاكل التصحر، والتي تشكل ثمرة للبحث العلمي، في صميم جدول أعمال هذا الحدث الدولي وأحد محاوره الرئيسية.
وفي هذا السياق، ستعقد جامعة قطر ملتقاها السنوي لعلوم الحياة 2023 في الفترة من 8 - 9 نوفمبر المقبل تحت مظلة «إكسبو2023 الدوحة للبستنة» تحت عنوان «حلول مستدامة صديقة للبيئة من أجل بيئة صحراوية خضراء»، حيث يستعرض الملتقى الحلول المستدامة من أجل بيئة صحراوية خضراء في دولة قطر ومنطقة الخليج، والتطورات الأخيرة في الحفاظ والاستدامة البيئية، وتطوير التقنيات الحيوية من أجل تنمية مستدامة وإدارة متكاملة للمناطق الصحراوية.
ويأتي الملتقى في إطار الدور الرائد لجامعة قطر في ميدان البحوث العلمية المختصة بالبيئة والاستدامة، لا سيما أنها تمتلك منظومة بحثية متطورة في هذا المجال، نجحت من خلالها في تعزيز جهود الدولة في مجالات التنمية المستدامة، فضلا عن سعي الجامعة لإدخال التكنولوجيا الحديثة واستخدامها في الأبحاث الخاصة بالبيئة والزراعة، وبذل الكثير من الجهود لإنشاء بنك بذور خاص بنباتات قطر الأصلية، ووضع البصمة الوراثية الخاصة بها لإشهارها عالميا، والاستفادة منها في مجال الاستدامة والأمن الغذائي.
كما أنجزت جامعة قطر الكثير من الأبحاث والمشاريع المتعلقة بالبيئة والزراعة لدعم مساعي الدولة لتحقيق الأمن الغذائي والاستدامة، ومنها على سبيل المثال، معشبة جامعة قطر التي تعد الأقدم في قطر، وتضم 3200 عينة نباتية وهي في تطور مستمر.
ومن المشروعات البحثية ذات الصلة، مشروع مادة هلامية لدعم الأمن الغذائي، ومشروع روبوت للمحافظة على المسطحات الخضراء، ومشروع غابة الشعاب المرجانية الاصطناعية على شكل نبات الفطر، التي تم تصميمها وتطويرها والتحقق من فاعليتها داخل مرافق جامعة قطر، والتي تعد تقنية جديدة لاستعادة النظام البيئي للشعاب المرجانية تحت سطح البحر والتنوع البيولوجي المرتبط بها، ووصلت مؤخرا إلى سواحل البرازيل كمنتج قطري، بالإضافة إلى مشروع زراعة الطحالب، ومشروع إطالة عمر الفاكهة، وغيرها من المشاريع.
وفي إطار جهودها البحثية المتواصلة، تسعى جامعة قطر إلى إنشاء أول مصنع للخضراوات الطازجة بدولة قطر داخل الحرم الجامعي، وذلك بالاعتماد على أحدث التقنيات العلمية في هذا المجال، منها الزراعة المائية بدون تربة، ومن المتوقع أن يوفر المصنع الخضراوات الورقية، ما سيقلل استيراد تلك المنتجات من الدول الأخرى.
ولم تكن هذه المشاريع مجرد أفكار عابرة، بل هي ثمرة لجهود مؤسسية لعدد من المراكز البحثية التابعة لقطاع البحث العلمي بالجامعة، والمتخصصة في البيئة والزراعة، والمهتمة بالتصدي للمشكلات البيئية المحلية، وذلك وفق رؤية واحدة تهدف إلى توفير بيئة مستدامة والحفاظ على الموارد الطبيعية والتعامل الرشيد معها.
ويمثل مركز العلوم البيئية بجامعة قطر أحد أهم المراكز البحثية التي تتمتع بتاريخ عريق، فمنذ تأسيسه في العام 1980، اضطلع بدور مهم من خلال البحوث الأساسية والتطبيقية والاستشارات وبناء القدرات الوطنية ذات الصلة بالتنمية المستدامة في البلاد.
وتشمل اهتمامات المركز العلوم البحرية التي تغطي علم المحيطات الفيزيائي والكيميائي، وكذلك قضايا البيئة بما تتضمنه من الأحياء البحرية والبرية، وعلوم الغلاف الجوي، وعلوم الأرض، وتدخل في هذه القطاعات الثلاثة الكثير من المسارات البحثية.
كما قدم المركز مؤخرا عددا من الدراسات البحثية التطبيقية في المجالات التي تخدم البيئة والزراعة، ومواجهة مشاكل التصحر والآفات الزراعية التي تهدد المحاصيل، ومنها «تطبيق نهج زراعي بيئي مستدام ومبتكر يدمج زراعة نبات الإلياسبونيك والتحديد الجذري لتعزيز إنتاجية نخيل التمر، وزيادة تحمله للإجهاد البيئي ومكافحة الأمراض»، و» دور المحفزات الحيوية وغير الحيوية في مكافحة مرض تعفن الجذور، وتحسين نمو شتلات الطماطم والفلفل والباذنجان».
وقدم المركز كذلك دراسات حول «تخفيف التأثير الضار لإجهاد الملوحة باستخدام الرش الورقي لمستخلص أوراق المورينجا أوليفيرا، وإضافة حمض السلسليك على إنبات البذور ونمو النبات لصنفين من القمح»، و»تعزيز إنتاج وجودة الخضراوات في البيوت الزجاجية والحقول المفتوحة في قطر»، و»الأعشاب البحرية كمنشط محتمل لنمو النبات لتحسين تحمل الإجهاد الملحي لنباتات الطماطم».
ومن الدراسات التي قدمها المركز أيضا «تطوير وتحديد الأصول الوراثية المرنة لقمح الخبز في قطر»، و»التحسين الوراثي للطماطم من أجل تحمل الإجهاد البيئي من خلال التحول بوساطة البكتيريا الزراعية»، و»الإكثار في المختبر لأنواع النباتات الطبية الصحراوية المهددة بالانقراض في قطر».
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر جامعة قطر المشاريع البحثية التنمية البيئية البیئة والزراعة جامعة قطر فی قطر من أجل
إقرأ أيضاً:
«البيئة» تثمّن جهود برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في خطة المساهمات الوطنية 2030
كشفت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، عن أنّ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP شريك استراتيجي لمصر في تنفيذ العديد من الخطط والاستراتيجيات والمشروعات، ومنها تحديث خطة المساهمات الوطنية التي تستعد مصر لتقديم التحديث الثالث لها خلال هذا العام، حيث ناقشت مع الممثل المقيم للبرنامج سبل التعاون المشترك في إعداد التحديث إلى جانب العمل على تنفيذ خطة المساهمات الوطنية 2030.
تنفيذ خطة المساهمات الوطنية 2030جاء ذلك خلال اجتماع وزيرة البيئة مع أليساندرو فراكاسيتي الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، لمتابعة الوضع الراهن والمستقبلي للتعاون المشترك بين الوزارة والبرنامج ومدى التقدم المحقق في المشروعات المشتركة، حيث ثمّنت جهود البرنامج في دعم إعداد تقرير الشفافية الأول لمصر (1BTR) بتمويل من مرفق البيئة العالمي، مشيرة إلى أنّ التعاون سيعزز إعداد التحديث الثالث لخطة المساهمات الوطنية.
وأضافت وزيرة البيئة، أنّ التحديث الجديد لخطة المساهمات الوطنية سيتضمن الربط بين تغير المناخ والتنوع البيولوجي، من خلال تناول جوانب الحلول القائمة على الطبيعة وصون التنوع البيولوجي، ما يضيف مزيدا من القوة للخطة، ويعزز تلبية الدعوة التي أطلقتها مصر للعمل على الربط بين مسارات اتفاقيات ريو الثلاث.
التنسيق مع صندوق المناخ الأخضركما ناقشت التعاون المشترك في عدد من المشروعات ومنها الإعداد لإطلاق مشروع حماية الشعاب المرجانية بالبحر الأحمر من آثار تغير المناخ، والتنسيق مع صندوق المناخ الأخضر لإعداد المرحلة الثانية من مشروع الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية بدلتا النيل والساحل الشمالي، ومشروع تحويل الأنظمة المالية المتعلقة بالمناخ في مصر، وإعداد خطة التكيف الوطنية المنتظر الانتهاء من المسودة المبدئية خلال الأشهر القادمة، حيث أعربت وزيرة البيئة عن تطلعها لإقامة مشاورات وطنية حولها في أقرب وقت.
واستمعت وزيرة البيئة إلى نتائج تقييم أوضاع المشروعات المنفذة بين الوزارة والبرنامج خلال الفترة الماضية، وما تم تنفيذه من إجراءات مراجعة آليات العمل بها وطرق إدارتها، والموارد المتاحة ونقاط القوة والضعف والتحديات التي تواجهها، والتقدم المحقق في الإعداد لإطلاق بعض المشروعات ومنها، مشروع دعم القطاع الخاص لتنفيذ محطات الطاقة الشمسية.
من جانبه، أشاد اليساندرو فراكاسيتي الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالتعاون المثمر والمتواصل مع وزارة البيئة في تنفيذ العديد من المشروعات التي تخدم استراتيجيات الدولة المصرية وأهدافها في تحقيق التنمية، ومنها استكمال العمل مع الحكومة على تحديث خطة المساهمات الوطنية، وإعداد التقارير الاستراتيجية مثل تقرير الشفافية الأول، والتي تسلط الضوء على الفرص المستقبلية الواعدة.