ذكرى انضمام الأقاليم الجديدة لروسيا.. واقع يكرس الانتماء
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
بعد سنة على انضمام جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، ومقاطعتي زابوروجيه وخيرسون إلى قوام روسيا صادق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على قانون يعلن فيه الـ30 من سبتمبر من كل عام
عيدا للاحتفال بعودة تلك المناطق إلى الوطن الأم..
بعد فشل مفاوضات الثماني سنوات مع الغرب لحماية الأقليات شرق أوكرانيا وبعد سنوات طويلة من المعاناة والاضطهاد وهو ما نعيش تبعاته اليوم من صراع غيّر وجه العالم وينذر بالأخطر في حال استمرت الدول الغربية على سياساتها العدائية الهادفة لهزيمة استراتيجية تلحقها بروسيا.
- ما الذي تحقق وما هي الإنجازات التي أتت بعد دخول تلك المناطق في الكيان الروسي؟
- ما هي قواعد الصراع التي فرضتها توسع الرقعة الجغرافية لروسيا أمام حلف الناتو؟
- وماذا عن أي مفاوضات قادمة في ظل موقف كييف من كل ما له صله بروسيا لغة أو ثقافة أو تاريخا..Your browser does not support audio tag.
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا الأزمة الأوكرانية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا حلف الناتو خيرسون دونباس دونيتسك زابوروجيه فلاديمير بوتين لوغانسك
إقرأ أيضاً:
لماذا وكيف أصبح الدب رمزا لروسيا؟
الدب واحد من رموز الدولة الروسية وأقدمها على الإطلاق، وشكل لقرون طويلة بطاقة اتصالها بالعالم الخارجي وجزءا من تصورات شعوب العالم عنها. وفي النظرة الأسطورية لإنسان العصر الحجري، كان الدب حيوانا مقدسا، كما يتضح من اللوحات الصخرية في العصور الحجرية القديمة والمتوسطة والحديثة.
وكان هذا الوحش الضخم المنتشر بكثرة على الأراضي الروسية مرتبطا دائما في تصورات الروس القدماء بكونه ملك الغابة عندهم وحاكما للأراضي والأقاليم.
ورغم أن شعار النبالة الروسي، الذي يتكون من نسر برأسين يتجه كل منهما إلى جهة معاكسة للآخر -في دلالة على تموضع روسيا في قارتي آسيا وأوروبا- هو الشعار المعترف به رسميا، فإن الدب بقي أول ما يرتبط بتصورات شعوب العالم عن روسيا، منذ العصور الأولى أثناء تكون العقلية القومية في الوعي السلافي القديم.
بلاد الدببةالأصول الدقيقة لهذا الارتباط ليست واضحة تماما. ويعتقد بعض المؤرخين أن الدب أصبح رمزا للبلد الأكبر مساحة في العالم نظرا لكثرة الدببة التي كانت تعيش في غاباته، مما جعله حيوانا مألوفا لدى الروس.
كما أن هذا الحيوان كان يشكل في أذهان الشعوب السلافية القديمة رمزا للعديد من الخصائص الفريدة، كالقدرة على إبطال مفعول التعاويذ الشريرة، وكان يعتقد أن الدب يتمتع بحكمة خاصة وعلم كلي وقدرة على الحماية من السحر والمرض وغيرها من المشاكل.
ومما كانت تؤمن به هذه الشعوب أيضا أنه حتى الشيطان كان يخاف من الدب، وأن مخلب هذا الأخير تميمة قوية ضد جميع أنواع المصائب، لذلك احتفظ العديد من السلاف بهذه التعويذة في منازلهم.
الدب كان في تاريخ روسيا رمزا للقوة والرفاهية والصحة (غيتي) أساطير وطقوسكان لدى شعوب الشمال الروسي اعتقاد بأن أسلافهم ينحدرون من سلالة الدببة. ويؤكد المؤرخون أنه في العصور القديمة كان هذا الحيوان رمزا للقوة والرفاهية والصحة، بل إن شعوب سيبيريا القديمة عاشت على ما كان يسمى بـ"قسم الدب"، إذ يجب على الشخص الذي يريد إثبات براءته أداء طقوس كتناول اللحم النيء لدب ضخم.
وكان لهذه الطقوس تأثير قوي ورهيب على الناس لدرجة أنهم كانوا على استعداد للاعتراف بالجريمة، فقط حتى لا يغضبوا الدببة الأخرى لاحقا.
وتعامل الروس القدماء مع الدببة بطريقة خاصة، فكانوا يذبحونها ويستخدمون أحشاءها لقراءة الطالع. وفي وقت لاحق ظهرت تمائم الدببة في العديد من المنازل، إذ كان يُعتقد أنها تمنح الناس المثابرة والقوة والتحمل والشجاعة وتحميهم من الأمراض والشدائد.
ووفق الأساطير الروسية القديمة، كان يتم تعليق أنياب الدب فوق حمالات الأطفال حديثي الولادة أو حول أعناقهم لدفع الأمراض والحسد.
في كثير من أنحاء روسيا تنتشر تماثيل الدب باعتباره رمزا للدولة (شترستوك) بعيون الأجانبكان للأجانب أنفسهم دور كبير في أن يصبح الدب رمزا لروسيا. ففي القرن الـ16 ظهر هذا الحيوان لأول مرة على رسم لمدينة موسكو. كما ظهر على خريطة شمال أوروبا التي جمعها المؤرخ والكاهن السويدي أولاف ماغنوس عام 1539، والتي تضمنت رسما تفصيليا للأراضي الشمالية بناء على المعلومات التاريخية والإثنوغرافية عن المنطقة، وتم تمثيل أراضي موسكو بزوجين من الدببة يأكلان العسل.
كما ظهر الدب في أعمال أنتوني فيد، رسام الخرائط الألماني الذي اشتهر بإنشاء خريطة روسيا في النصف الأول من القرن الـ16.
مرحلة التسييسسرعان ما أصبحت صورة الدب مرتبطة ارتباطا وثيقا بروسيا، لدرجة أنه في القرن الـ18 نُشرت رسوم ساخرة في إنجلترا، تم فيها تصوير روسيا على هيئة دب، تارة وهو مكمم وتارة أخرى وهو مقيد، وفي أحيان أخرى يحمل سلاحا.
أثناء الحرب الباردة استخدم الأميركيون والغرب عموما هذا الرمز مرارا وتكرارا في المقالات والرسوم الكاريكاتيرية عن روسيا، إذ كان "الدب الروسي" برأيهم يشكل تهديدا.
واختار الاتحاد السوفياتي الدب رمزا للألعاب الأولمبية التي جرت في موسكو عام 1980، والتي تابع مراسم الافتتاح والختام فيها أكثر من ملياري شخص من جميع أنحاء العالم.
الدب كان رمزا للألعاب الأولمبية الشتوية في مدينة سوتشي الروسية 2014 (غيتي) نظرة الروسأظهرت دراسة أجراها المركز الروسي لاستطلاعات الرأي عام 2022 أن نظرة المواطنين الروس متباينة تجاه الدب باعتباره رمزا للبلاد، رغم أن أغلبية من شاركوا في الاستطلاع أبدوا رضاهم عن ذلك. وجاءت خلاصات الاستفتاء كالتالي:
قوي وجبار مثل بلادنا 33%. هذا هو وحشنا 7%. هادئ ويتحمل لفترة طويلة، لكن بعد ذلك يرد 7%. ارتبط منذ قرون طويلة بروسيا 6%. شرس ومخيف 5%. يعرف كيف يدافع عن نفسه 4%. جميل الشكل 3%. شعبنا مثل الدببة 2%. ذكي وحكيم وماكر 2%. رمز جيد للبلاد 2%. شجاع 1%. ثابت وحازم 1%. محب للحرية ولا يمكن التنبؤ بتصرفاته 1%. لا توجد حيوانات أخرى مناسبة لتكون رمزا لروسيا 1%. من الصعب الإجابة 1%. لا إجابة 7%.