«إكسبو» «البدع».. الطريق نحو صحراء خضراء
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
يبدو للوهلة الأولى، أن التفكير في إقامة معرض دولي للبستنة في بلد ذي مناخ صحراوي قبل سنوات كان أمرا بعيدا عن المنطق.
ورغم أن الصحراء كانت منذ الأزل نابضة بالحياة، وشاهدة على حضارات مرت بها، فإن تحويلها إلى منطقة خضراء، يبدو أمرا معقدا إلى حد ما. لكن في العصر الحالي، أصبح ذلك ممكنا بل إن تحقيقه والحفاظ عليه بات مطلبا ملحا وعاجلا، وذلك في ضوء التقدم العلمي والبحثي الذي نشهده يوما بعد يوم.
ومن هنا، فإن استضافة دولة قطر لمعرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة الدولي، بحديقة البدع، له رمزية ودلالة خاصة، إذ يعتبر المعرض الأول من نوعه الذي يقام في منطقة صحراوية، وما زاده أهمية هو انسجام هذا الحدث العالمي مع شعاره: «صحراء خضراء، بيئة أفضل».
إن اختيار حديقة البدع الواقعة في قلب العاصمة «الدوحة» مقرا لمعرض «إكسبو 2023 الدوحة»، يجسد قدرة قطر على مقاومة تحديات طبيعة أجوائها الصحراوية ويعكس رؤيتها بشأن حماية البيئة وضمان استدامتها للأجيال المقبلة وذلك في ظل ما تمتلكه الحديقة من مقومات جمالية ومساحات خضراء ممتدة وغطاء نباتي متنوع ما يؤهلها لتكون نقطة جذب للزوار والسياح.
من الناحية الجغرافية، تقع حديقة البدع في قلب خليج عميق، وتحمي الشعاب الشاطئية، الميناء الطبيعي من العواصف، وترتفع الأرض إلى الخلف وتوجد على ارتفاعها نتوءات من الحجر الكلسي «الدولوميت» ذات اللون الرملي.
وبحسب الموقع الإلكتروني الرسمي لحديقة البدع فقد «نهضت منطقة البدع والدوحة معا بصفتهما مكانا بارزا كميناء تجاري رئيسي في شبه الجزيرة، وبحلول منتصف القرن العشرين، تبوأت الدوحة مكانة بارزة مما سمح بإعادة تطوير حديقة جديدة ومسرح دولة قطر الوطني في منطقة الرميلة، وبعد تطوير الخليج الغربي، أصبحت منطقة البدع جاهزة لإعادة التطوير. وأصبحت الخطة التطلعية لحديقة كبيرة تربط بين منطقتين من المدينة حقيقة واقعية والنتيجة هي الحديقة الجميلة القائمة اليوم».
وقال الدكتور سيف بن علي الحجري رئيس برنامج لكل ربيع زهرة في تصريح لوكالة الأنباء القطرية «قنا»: إن حديقة البدع التي ستحظى بشرف احتضان إكسبو 2023 الدوحة للبستنة، تعتبر أيقونة خضراء لمدينة الدوحة نظرا لموقعها الذي يمتد على مساحة تغطي تقريبا ربع مساحة أو طول الكورنيش المواجه للبحر، فضلا على ما تتمتع به من مساحات خضراء، وغطاء نباتي يتسم بالتنوع، خصوصا وأن بعض النباتات كانت جزءا من مدينة الدوحة القديمة وما تزال هذه النباتات حاضرة، وخاصة نباتات السدر.
ونوه إلى أن الحديقة أضيفت إليها بعض النباتات الأخرى زادتها جمالا، بالإضافة إلى أنها تقع بالقرب من «مطافئ: مقر الفنانين»، وكذلك احتواؤها على عدد من المنشآت الرياضية من ملاعب وممرات للمشي والركض وأخرى للدراجات الهوائية.
ولفت الدكتور الحجري، إلى أن حديقة البدع تشكل محطة جذب للزوار والسياح كونها مفتوحة ولا تحيط بها أسوار تعوق متعة الاستمتاع بمناظرها الخلابة سواء للمارة أو من يقضون داخلها أجمل الأوقات.
وبالإضافة إلى قيمتها الجمالية في المدينة، أكد رئيس برنامج لكل ربيع زهرة، على دور الحديقة ومساهمتها أيضا في المحافظة على البيئة من خلال تلطيف الجو الحار وخاصة خلال فترة الصيف.. كما أن لها روادا طيلة أيام السنة، وتستقطب الرحلات العائلية، وتستضيف العديد من المناسبات والفعاليات، مستشهدا في ذلك بأنها كانت محط أنظار العالم العام الماضي، نظرا لإقامة منطقة المشجعين خلال نهائيات بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022.
وتوقع الدكتور الحجري أن تشهد حديقة البدع الواقعة في قلب العاصمة الدوحة، المزيد من الزخم مع اجتماع العالم مرة أخرى في الحدث الدولي المرتقب /إكسبو 2023 الدوحة/ للبستنة طيلة ستة أشهر.
وتتألف حديقة البدع من ثلاث مناطق منفصلة وهي البدع والرميلة ووادي السيل، فيما تبلغ مساحتها الإجمالية 1,745,000 متر مربع تقريبا وتحتوي على 1766 شجرة، مع أكثر من 514000 متر مربع من الحدائق العشبية في حديقة البدع..وتغطي النباتات والأشجار 274520 مترا مربعا من الحديقة، فيما تحتوي على 8 مناطق ألعاب للأطفال.
كما تتوافر بالحديقة 6 مناطق مجهزة لممارسة الرياضة، إلى جانب مضمار اللياقة البدنية ذي الأرضية المطاطية، إضافة إلى 6 مواقف سيارات بسعة 4428 سيارة.
إن رمزية الحديقة باعتبارها المقر الرئيسي للمعرض، يؤهلها لصناعة التاريخ لتكون المكان الذي يجمع العالم نحو البحث مجددا عن حلول مبتكرة تحد من التصحر وتوفر بيئة أكثر عدالة واخضرارا للجميع.
جدير بالذكر، أن «إكسبو 2023 الدوحة»، هو أول معرض دولي للبستنة من تصنيف A1، يقام في قطر والشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وتأتي استضافة إكسبو 2023 الدوحة للبستنة اتساقا مع الرؤية الوطنية لقطر 2030، والتي تولي التنمية البيئية المستدامة أهمية بالغة.
وسيكون المعرض فرصة لإلقاء الضوء على التحديات التي تواجه البلدان الصحراوية، كما يشكل مناسبة لتطوير الزراعة وتخضير المدن واقتراح حلول لتعزيز حياة خضراء مزدهرة في قطر ومنطقة الشرق الأوسط.
وسيبدأ المعرض فعالياته في حديقة البدع على كورنيش الدوحة غداً الاثنين حتى 28 مارس 2024، حيث يتوقع أن يجذب ما يزيد على 3 ملايين زائر من مختلف أنحاء العالم.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر معرض إكسبو 2023 إکسبو 2023 الدوحة
إقرأ أيضاً:
جناح الإمارات في إكسبو 2025 أوساكا يستقبل مليوني زائر
احتفى جناح دولة الإمارات في «إكسبو 2025 أوساكا - كانساي»، أمس، بإنجاز استثنائي، مع استقباله مليوني زائر منذ افتتاح أبوابه يوم 13 إريل الماضي، مؤكداً مكانته وجهة مُلهمة للحوار والتبادل الثقافي على الساحة العالمية.
وبهذه المناسبة، نُظّمت فعالية خاصة مستوحاة من مهرجان «تاناباتا» الياباني العريق، احتفاءً بهذه المحطة البارزة، وتجسيدًا لالتزام الجناح بقيم التلاقي الثقافي، والإيمان بقدرة التجارب المشتركة على رسم مستقبل أكثر إشراقاً وإنسانية، حيث قام الزوار بكتابة أمنياتهم للمُستقبل على بطاقات «تانزاكو» التقليدية الملوّنة، التي صُمّمت خصيصاً لهذا الحدث، وعُلّقت على واجهة الجناح الخارجية.
ويُجسّد مهرجان «تاناباتا» إرثاً يابانياً عريقاً يتناقلُه الأجيال، ويرتكز على قيم الأمل والحب والإيمان بالأحلام.
وبينما تُعلَّق الأمنيات في التقاليد اليابانية على أغصان الخيزران، فقد اختار الجناح أن يُقدّم هذه التجربة برؤية إماراتية، باستخدام سعف النخيل، تعبيراً عن هوية الجناح، ليُصبح محيطه لوحة نابضة تعكس تطلّعات الإنسانية نحو مستقبلٍ أكثر إشراقاً.
وتحت عنوان «من الأرض إلى الأثير»، صُمِّم جناح دولة الإمارات ليقدِّم تجربة متعددة الحواس، تنطلق من جذور الهوية الإماراتية العريقة، وتعبر بخطى طموحة نحو آفاق المستقبل.
ويأخذ الجناح زوّاره في رحلة عبر خمس مناطق رئيسية تنسج معاً ملامح قصة وطن يجمع بين الإرث والابتكار، وبين القيم الراسخة والرؤية المتجددة. وحظيت التجربة بإشادة واسعة من الزوّار، الذين تفاعلوا مع السرد القصصي الغامر، وانبهروا بالتصميم المعماري المستلهم من الطبيعة الإماراتية، واستشعروا كرم الضيافة الأصيل.
وتُجسّد هذه العناصر مجتمعةً التزام دولة الإمارات بتعزيز جسور التعاون الدولي، وحرصها على توفير منصات جامعة للحوار، تشجّع على تبادل الثقافات، وتدفع بعجلة التقدّم الجماعي نحو الأمام.
وبهذه المناسبة، قال شهاب أحمد الفهيم، سفير فوق العادة لدولة الإمارات لدى اليابان، والمفوّض العام لجناح الدولة في «إكسبو 2025 أوساكا»: «يشرفنا أن نحتفي اليوم باستقبال جناح دولة الإمارات لمليوني زائر، في لحظة تحمل في طيّاتها الكثير من الفخر والامتنان، وتعكس عمق التفاعل العالمي مع قصة دولة الإمارات، وثقة الزوّار بما نقدّمه من محتوى وتجربة وقد اخترنا أن نحتفل بهذا الإنجاز تزامناً مع مهرجان تاناباتا، تكريمًا لإرثٍ ياباني عريق، وتأكيداً لروح التبادل الثقافي التي يُجسّدها الجناح كمنصة عالمية، ومساحة حيّة، تنبض بالأفكار، وتتّسع للحوار، وتستحضر القيم الإنسانية التي تجمعنا جميعاً». (وام)