قصة المصعد النادر في مخيم عين الحلوة
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
لك أن تتخيل عزيزي القارئ أن منطقة مساحتها كيلومتر مربع ويقطنها 85 ألف شخص لا يوجد فيها سوى مصعد واحد ويغيب عنها بشكل شبه كامل إشارة للهواتف الخليوية، فلا عجب، لأنك في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين بمدينة صيدا اللبنانية.
نحاول التواصل مع بعضنا بعضا، فترد الرسالة الصوتية لتخبرنا أن الهاتف مغلق ونخابر الضيوف للحديث معهم فلا يستجيب الخط ليقول لنا مرافقنا "ما في إرسال في المخيم".
نبتعد أمتارا عن المخيم، تعود الحياة إلى طبيعتها والتواصل الطبيعي بين البشر في القرن الـ21.
نتنقل بين مباني وشقق المخيم لنقابل مسؤوليه وعددا من سكانه ووسيلتنا الوحيدة كانت السلالم، وهنا يهمس لنا المرافق أن المخيم كله لا يوجد فيه سوى مصعد واحد وتعطل خلال الاشتباكات التي اندلعت يوم 30 يوليو/تموز الماضي عقب اغتيال قائد الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا اللواء أشرف العرموشي ومرافقيه.
تستفزنا القصة وتغرينا إعلاميا، فنقرر الذهاب لسبر أغوار هذا الاكتشاف النادر الذي يسمى "المصعد" ولم ينتشر بعد في "عين الحلوة".
نتجه نحو مستشفى الأقصى الواقع في شارع "بستان اليهودي" عند مدخل المخيم الشمالي والتابع لجمعية الهلال الأخضر الخيري، وهناك نكتشف المصعد الكهربائي في المبنى الذي يتألف من 7 طوابق، اثنان منها تحت الأرض، ويضم قسم الأشعة والمختبر وغرف العمليات للعظام والجراحة العامة والتوليد وقسم الطوارئ وغيرها من الخدمات الطبية.
ويعتبر هذا المشروع الإنساني الطبي حاجة وضرورة لأبناء المخيم في ظل عدم وجود مستشفيات بالمعني الحقيقي لتلبية احتياجاتهم.
ولكن رحلتنا نحو المصعد لم تكتمل، لأننا لم نستطع تجربته، فالكهرباء مقطوعة في المخيم وحتى مولد الكهرباء الذي يستخدمه المستشفى كان ضحية الاشتباكات حاله كحال المستشفى الذي توقف عن تقديم كل الخدمات الطبية لأناس بأمس الحاجة لها، فهذا المستشفى لم يكن يستقبل سوى جرحى الاشتباكات في قسم الطوارئ، وبعد توقف الاشتباكات خرج عن الخدمة.
وخلال جولتنا في المستشفى، لم نجد أحدا للحديث معه سوى رئيسة قسم الطوارئ جيهان أبو جاموس، التي قالت إن "المستشفى خلال الاشتباكات يستقبل الجرحى فقط ويقدم لهم الرعاية الطبية الأولية".
وتابعت أن "المستشفى يقع على خط تماس بين المتقاتلين، ولهذا نطلب نقلهم إلى مستشفيات أخرى لسببين، أولا: الحفاظ على سلامة الجرحى، والآخر: افتقارنا للمعدات والأدوات الحديثة للتعامل مع الحالات الصعبة".
وكشفت عن "وجود مصعدين في المستشفى، أحدهما يستخدم للعمليات والآخر للمرضى، وبما أنه ليست لدينا كهرباء ولا طاقة بديلة، فلا يستخدمان للصعود للطوابق العليا ولا حتى النزول لطابق العمليات".
ولم يسلم المستشفى -كأغلب أحياء وأزقة المخيم- من رصاص الاشتباكات العشوائي الذي وصل إلى قسم الطوارئ فيه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قسم الطوارئ عین الحلوة
إقرأ أيضاً:
الدعم السريع تهاجم مخيم زمزم للنازحين بدارفور (شاهد)
أفاد سكان وعاملون في القطاع الطبي بأن قوات الدعم السريع السودانية شنت هجمات على مخيم زمزم للنازحين، الذي يعاني من أزمة مجاعة حادة، وذلك في إطار محاولات القوات العسكرية تعزيز سيطرتها على معقلها في دارفور، بينما تتكبد خسائر أمام الجيش في العاصمة الخرطوم.
وقد أدى التصعيد الأخير في القتال إلى ترسيخ خطوط المواجهة بين الطرفين المتناحرين، في صراع يهدد بتقسيم السودان، بعد أن دفع نصف السكان إلى حافة المجاعة وأجبر أكثر من 20% منهم على النزوح منذ نيسان/ أبريل 2023.
بأمر من #الإمارات.. ميليشيا #حميدتي ترتكب مجـــازر بـ #مخيم_زمزم pic.twitter.com/fVECMK3r1y — العدسة بوست (@TheLensPost) February 15, 2025
صور أقمار صناعية تظهر آثار دمار وإحراق في #معسكر_زمزم للنازحين في شمال دارفور، الذي يعاني من "المجاعة" بسبب انقطاع وصول المساعدات الغذائية منذ عدة أشهر.
مخيم زمزم يعد أكبر مخيم للاجئين في #السودان إذ يؤوي أكثر من 300 ألف شخص، بمن فيهم الآلاف ممن شُرّدوا منذ عام 2003 وفرض عليهم… pic.twitter.com/RT619fS9xL — Moaz Kandil (@moazkandil3) February 15, 2025
وأكد ثلاثة أشخاص من مخيم زمزم أن قوات الدعم السريع نفذت هجمات متعددة هذا الأسبوع ضد سكان المخيم، في محاولة لتعزيز سيطرتها على المنطقة.
وأعلنت منظمة أطباء بلا حدود مقتل سبعة أشخاص جراء العنف، بينما أفاد السكان بأن العشرات ربما لقوا حتفهم. وأشارت المنظمة إلى أن المسعفين غير قادرين على إجراء عمليات جراحية داخل المخيم، كما أصبح الوصول إلى المستشفى السعودي في الفاشر، الذي يتعرض لهجمات متكررة من قوات الدعم السريع، أمراً مستحيلاً.
#صرخات _يوثق هذا الفيديو معاناة النازحين في مخيم زمزم بولاية شمال دارفور – الفاشر، بعد الهجوم العنيف الذي شنّته قوات الدعم السريع. مشاهد مؤلمة تروي فصولًا من الألم، حيث يعيش الآلاف في ظروف قاسية بلا مأوى، يفتقرون إلى الغذاء والماء والرعاية الطبية.#السودان_ينزف #منظمة_مشاد pic.twitter.com/dqGCG2xVJ1 — منظمة مشاد - Mashad Organization (@Mashad_org) February 15, 2025
وصفت وزارة الخارجية السودانية هجمات قوات الدعم السريع على مخيم زمزم، التي وقعت يومي الأربعاء والخميس الماضيين، بأنها "وحشية".
وأكدت الوزارة في بيان أن "المليشيا الإرهابية (الدعم السريع) صعدت عدوانها الإجرامي على النازحين بهجومها البري المباشر على المخيم"، مشيرة إلى أن الهجمات جاءت "بعد أن استغلت القوات لا مبالاة المجتمع الدولي تجاه استمرار قصفها للمعسكر بالمدفعية الثقيلة يومياً منذ كانون الأول/ ديسمبر 2024".
وأضاف البيان أن قوات الدعم السريع قتلت أعداداً كبيرة من النازحين خلال هجومها على المخيم، دون تحديد العدد الدقيق للضحايا.
وأكدت التقارير أن القوات استهدفت بشكل خاص نازحين ينتمون إلى مجموعات قبلية محددة، بينما منعت الفارين من القتل من مغادرة المخيم. كما أشار البيان إلى أن برنامج الغذاء العالمي ذكر الأسبوع الماضي أن المليشيا احتجزت قوافل غذاء متجهة إلى المخيم لأسابيع، ثم غيرت وجهتها قسراً.
من جانبها، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" من أن مئات الآلاف من الأطفال يواجهون خطراً كبيراً جراء تصاعد القتال في مخيم زمزم.
وجاءت هذه التحذيرات بعد أن أعلن الجيش السوداني تصديه لهجوم من قوات الدعم السريع على المخيم، بينما أفاد حاكم الولاية مني أركو مناوي بأن قوات الدعم السريع هاجمت المخيم للمرة الثانية خلال يومين. ودعا مناوي المجتمع الدولي والإقليمي إلى تسليط الضوء على "هذه الأحداث الكارثية والإبادة الجماعية التي ترتكبها المليشيا ضد سكان المخيم".
كما تحققت وكالة "رويترز" من مقطع فيديو يظهر أفراداً من قوات الدعم السريع داخل مخيم زمزم وهم يدوسون على راية للطرف الآخر في الصراع، بينما يظهر مبنى يحترق في الخلفية.
وأعربت الأمم المتحدة عن "انزعاجها الشديد" من تصاعد القتال في المخيم ومحيطه، مشيرة إلى استخدام الأسلحة الثقيلة في المعارك وتدمير منطقة السوق الرئيسية. وأفادت المنظمات غير الحكومية بوقوع خسائر بشرية كبيرة بين المدنيين، بما في ذلك عمال الإغاثة.
وفي مؤتمر صحفي في نيويورك، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك: "يُقدر أن مخيم زمزم يستضيف مئات الآلاف من النازحين، وهو من بين المواقع التي تم تحديد ظروف المجاعة فيها، مما يجعل تقارير تدمير السوق بالمخيم مثيرة للقلق بشكل خاص".
وأضاف أن برنامج الأغذية العالمي وشركاءه يعملون على تقديم مساعدات غذائية وتغذوية لنحو 300 ألف نازح في المخيم وما حوله، محذراً من أن العنف الأخير يعرض الأسر وعمليات الإغاثة لمزيد من المخاطر.
وتخوض قوات الجيش السوداني والدعم السريع منذ منتصف نيسان/ أبريل 2023 حربًا خلفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفقًا للأمم المتحدة والسلطات المحلية. بينما قدر بحث أجرته جامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا.