لمسة قطرية متفردة لدعم المثاقفة عالمياً.. «الشيخ حمد» جائزة الترجمة الأكبر في المنطقة
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
يتزايد الوعي بالدور الحيوي الذي تلعبه اللغات في التنمية البشرية، وفي ضمان التنوع الثقافي والحوار بين الثقافات، وتحقيق التعليم الجيد للجميع وبناء مجتمعات المعرفة الشاملة، فضلا عن تعبئة الإرادة السياسية لتطبيق فوائد العلم والتكنولوجيا لمصلحة التنمية المستدامة.
يأتي الاحتفال السنوي باليوم الدولي للترجمة لتذكير المستخدمين من المترجمين وخدمات الترجمة للأعمال الهامة التي يقوم بها المترجمون بإتقان ومثالية، حيث يغفل كثير من الناس جهود هذه الفئة التي تمارس دورها اللغوي من أجل إخصاب الحقول المعرفية.
وساهمت الترجمة في تناقل المعارف بين اللغات العديدة، حيث شكلت قيمة أساسية للأمم المتحدة التي جعلت يوم الـ30 من سبتمبر يوما عالميا للترجمة، وأعلن الاتحاد الدولي للترجمة أن شعار اليوم العالمي للترجمة لعام 2023 هو «عالم بلا حدود»، لأن الترجمة ليست فنا جانبيا من حياتنا، فهي تحتل أهمية استراتيجية للناس وكوكب الأرض بما تمنحه من سبل للتواصل بين الشعوب والثقافات.
وفي البحث التاريخي، تشير الآثار والمنحوتات إلى أن أول حضارة عرفت الترجمة هي حضارة ما بين النهرين، وكانت عبارة عن معجم مكتوب فيه مجموعة كلمات وتقابلها معانيها، بالإضافة إلى ترجمة أجزاء من ملحمة جلجامش السومرية، إلى عدة لغات آسيوية منذ الألفية الثانية قبل الميلاد، ثم ازدهرت الكتابة بعد ذلك في بلاد ما بين النهرين ومصر القديمة.
وفي العالم العربي، وانطلاقا من أهمية الترجمة، فقد وضعت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو» الاهتمام بهذه الفئة مبكرا، خطة قومية للترجمة أقرها مؤتمر وزراء الثقافة العرب خلال مؤتمر بالجزائر عام 1983، ووجهت «الألكسو» المراكز والإدارات التابعة لها نحو إغناء المكتبة العربية بالترجمات الأدبية والثقافية والعلمية من مختلف اللغات، ووضع الكثير من المعاجم المتخصصة التي تساعد المترجمين على نقل المعارف من مختلف الثقافات إلى لغتنا العربية.
وفي هذا السياق التطويري للاهتمام ببناء جسور التفاهم والتواصل بين مختلف الثقافات والمجتمعات الإنسانية، بادرت دولة قطر بتأسيس «جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي» عام 2015، إسهاما منها برعاية الترجمة بين اللغة العربية ومختلف لغات العالم، لدفع مسار المثاقفة ودعم حركة الترجمة في العالم من اللغة العربية وإليها، لتصبح هذه الجائزة بعد سنوات قليلة من انطلاقها، أهم وأكبر جائزة ترجمة في المنطقة.
وقد تأسست الجائزة بالتعاون مع منتدى العلاقات العربية والدولية، وهي جائزة عالمية يشرف عليها مجلس أمناء مستقل، ولجان تحكيم محايدة، ولجنة تسيير احترافية تشكلت لهذا الغرض.
وتسعى الجائزة إلى تكريم المترجمين وتقدير دورهم عربيا وعالميا في مد جسور التواصل بين الأمم والشعوب، وفي تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين أمم العالم وشعوبه، ومكافأة التميز، وتشجيع الإبداع، وترسيخ القيم السامية، وإشاعة التنوع والتعددية والانفتاح، كما تطمح إلى تأصيل ثقافة المعرفة والحوار، ونشر الثقافة العربية والإسلامية، وتنمية التفاهم الدولي عبر فعاليات الترجمة والتعريب.
وتهدف الجائزة لتشجيع الأفراد ودور النشر والمؤسسات الثقافية العربية والعالمية على الاهتمام بالترجمة والتعريب والحرص على التميز والإبداع فيهما، والإسهام في رفع مستوى الترجمة والتعريب على أسس الجودة والدقة والقيمة المعرفية والفكرية، وإغناء المكتبة العربية بأعمال مهمة من ثقافات العالم وآدابه وفنونه وعلومه، وتقدير كل من أسهم في نشر ثقافة السلام وإشاعة التفاهم الدولي، أفرادا ومؤسسات.
وتنقسم فئات الجائزة إلى ثلاث فئات، فالفئة الأولى تختص بجوائز الترجمة، وتنقسم إلى الفروع الأربعة التالية: الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية، والترجمة إلى اللغة العربية من اللغة الإنكليزية، والترجمة من اللغة العربية إلى إحدى اللغات الأجنبية الأخرى، وأخيرا الترجمة إلى اللغة العربية من إحدى اللغات الأجنبية الأخرى.
أما الفئة الثانية فهي جوائز الإنجاز، وتمنح لترجمات من لغات مختارة إلى اللغة العربية ومن اللغة العربية إلى تلك اللغات التي تشمل الأوردية، والأمهرية، والهولندية، واليونانية الحديثة، بالإضافة إلى اللغة السندية التي أضيفت ضمن جوائز مسابقة هذا العام 2023 في دورتها التاسعة، فيما خصصت الفئة الثالثة لجائزة التفاهم الدولي، وتمنح تقديرا لأعمال قام بها فرد أو مؤسسة، وأسهمت في بناء ثقافة السلام وإشاعة التفاهم الدولي، حيث تقبل الترشيحات من قبل المترشح نفسه أو عن طريق المؤسسات المختصة.
كما تمنح الجائزة بناء على مجموعة أعمال تم إنجازها في مجال الترجمة من اللغة العربية أو إليها، وساهمت في إثراء التواصل الثقافي والمعرفي، ويبلغ مجموع الجوائز مليوني دولار، وتتوزع على ثلاث فئات: جوائز الترجمة 800 ألف دولار، وجوائز الإنجاز مليون دولار ، وجائزة التفاهم الدولي 200 ألف دولار.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر الحوار بين الثقافات اليوم الدولي للترجمة من اللغة العربیة إلى اللغة
إقرأ أيضاً:
«الشارقة للعمل التطوعي» تطلق 3 جوائز جديدة
أطلقت جائزة الشارقة للعمل التطوعي 3 جوائز جديدة هي: «المتطوع القدوة» و«أفضل ضاحية في العمل التطوعي» و«التميز في المسؤولية المجتمعية» ليصل مجموع جوائزها إلى 14 جائزة.
وتم الإعلان عن الجوائز الجديدة في مؤتمر صحفي عقد في أكاديمية الشارقة للتعليم وحضره أحمد إبراهيم الميل، رئيس دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، رئيس مجلس أمناء جائزة الشارقة للعمل التطوعي، والشيخ ماجد بن سلطان بن صقر القاسمي رئيس دائرة شؤون الضواحي، والدكتور عبد الله سليمان الكابوري مدير دائرة شؤون الضواحي، وعمر عبيد الطنيجي مدير إدارة شؤون المجالس في دائرة شؤون الضواحي والدكتور جاسم الحمادي أمين عام الجائزة، وفاطمة البلوشي المدير التنفيذي لجائزة الشارقة للعمل التطوعي، وحصة الحمادي مدير مركز الشارقة للعمل التطوعي، وحميد العبار عضو مجلس الأمناء، وسلطان الخيال عضو مجلس الأمناء.
وأكد أحمد الميل الدور الفعال الذي تقوم به الجائزة طيلة 22 دورة من مسيرتها.. وقال: إن هذه الجائزة تجسد رؤية صاحب السمو حاكم الشارقة في الاهتمام بكل الأفراد الذين يقدمون مساهمات سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات.(وام)