خبراء: دور جوهري لمونديال 2022 في مكافحة العداء للإسلام
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
انطلقت، أمس، أعمال المؤتمر الدولي لجامعة جورجتاون في قطر، تحت عنوان «التاريخ والممارسات العالمية للإسلاموفوبيا» بدعوة لتكاتف الأيدي في المواجهة العالمية ضد ظاهرة الإسلاموفوبيا وضد كل ممارسات وصور التمييز والتعصب والكراهية والعنصرية أيا كانت أسبابها ودوافعها.
ويقام هذا المؤتمر لدراسة الظاهرة وتحديد أسبابها وجذورها والتعرف على أسباب انتشار خطابها على الصعيد السياسي والاجتماعي والتعليمي وغيرها من السياقات في وقت يتضاعف فيه قلق العالم من تزايد انتشار هذه الظاهرة، وتصاعد خطاب الكراهية والتحيز ضد المسلمين وما يسفر عنه من حوادث وجرائم.
افتُتح المؤتمر بكلمة لسعادة السفير إبراهيم رسول، مُؤسِّس مُؤسَّسة «العالم للجميع»، قال فيها: «تتزايد المخاوف من كل اختلاف سواء في التوجهات أو المذاهب، ونلبسه ثوب القلق من المجهول، ونفرض حالة الطوارئ، ونشدد العقوبات في كل مناسبة، ونعقد سياسات الهجرة كما لو أنها قوانين طبيعية يجب علينا تنفيذها. لقد تحول كل ذلك إلى ما يجدر بنا وصفه بالتطرف السائد». وأضاف: ”عندما نصف التطرف أو العداء بالفوبيا أو الرهاب أو الخوف، فإننا نلقي بالعبء على الضحية. إننا نواجه عبئًا مزدوجًا: علينا أن ننجو من التمييز والعنصرية، ونثبت أنهم ليسوا مخيفين إلى هذا الحد“.
وفي معرض حديثه عن الوضع المعاصر، قال سعادة السفير إبراهيم رسول: ”يحظى «الآخر المسلم» في عالم اليوم بمعاملة خاصة، فهناك شريحة تعادل 10 % من السكان في كل دولة غربية تتكون من «الآخر». ما يحدث ليس ظاهرة أحادية الثقافة في الغرب؛ فتقريبا ربع المسلمين من المجتمع الدولي على مستوى العالم يجدون أنفسهم في وضع الأقلية“.
وأضاف: “لم تعد ظاهرة الإسلاموفوبيا قاصرة على العالم الغربي. فقد ترسخت بين الأقليات المسلمة في الهند والصين وميانمار وغيرها من الدول. وسواء في الغرب أو في الشرق، يواجه المسلمون كل نزعات الشعبوية والتعصب والتطرف واسع النطاق».
استخلص سعادة السفير إبراهيم رسول الدروس من نضال جنوب أفريقيا ضد الفصل العنصري وتحدث عن الحاجة إلى التضامن في الكفاح ضد جميع أشكال التعصب، وهو التضامن الذي يتجاوز الدين والعرق والإثنية وتلمس قضية مشتركة».
وردا على سؤال حول دور الدبلوماسية والرياضة في مواجهة الإسلاموفوبيا، أكد سعادة السفير إبراهيم رسول أن الدبلوماسية الشعبية التي تجلت في استضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم لكرة القدم 2022 كان لها دور جوهري في التصدي لمشاعر العداء للإسلام والحد منها.
وقال الدكتور عبد الله العريان، أستاذ التاريخ المشارك في جامعة جورجتاون في قطر وأحد منظمي المؤتمر: «تسفر ظاهرة الإسلاموفوبيا عن ممارسات مزعجة في بعض الأحيان ومدمرة في أحيان أخرى، وهي ممارسات ذات طابع دولي بمعنى أنها أصبحت شائعة على الصعيد العالمي وفي الوقت نفسه بدأت تترسخ في المعتقدات والممارسات المحلية الناشئة عن تجارب معينة نابعة من سياق تاريخي أو من الظروف الحياتية. يسعى هذا المؤتمر ضمن جملة أهدافه وغاياته إلى تفكيك هذه الممارسات التي تبدو متناقضة ظاهريًا لظاهرة الإسلاموفوبيا، ودراسة تأثيرات هذه الممارسات على السكان حول العالم، وتقييم السبل والتدابير التي يمكن اتخاذها لمواجهة الإسلاموفوبيا في مختلف المجالات».
ومن المقرر أن تختتم جلسات المؤتمر اليوم الأحد، سوف يناقش كبار الأساتذة والعلماء والباحثين الآليات التي تعزز ممارسات الإسلاموفوبيا المعاصرة والصلات المشتركة بينها على مستوى العالم. وإلى جانب الجلسات النقاشية الرسمية، سوف تتناول ورش الجمهور والمنتدى الذي يديره طلاب جامعة جورجتاون في قطر سبل المواجهة التي تساعد في الحد من انتشار الإسلاموفوبيا على مستوى الجامعات.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر جامعة جورجتاون الإسلاموفوبيا مونديال 2022 ظاهرة الإسلاموفوبیا
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: الدنيا متاع زائل فابتغ ثواب الآخرة
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن آيات القرآن كثرت والتي تذم الدنيا إن كانت هي المقصد ومنتهى الآمال، قال تعالى : ﴿وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الغُرُورِ﴾ [آل عمران :185]. وقال سبحانه : ﴿قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِّمَنِ اتَّقَى وَلاَ تُظْلَمُونَ فَتِيلًا﴾ [النساء :77]. قال تعالى : ﴿وَمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾ [الأنعام :32]. قال عز وجل : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا فِى الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ﴾ [التوبة :38].
وأضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إلا أن الله لا يذم ثواب الدنيا مطلقا، بل أرشد عباده إلى طلب ثواب الدنيا والآخرة منه، فقال تعالى :﴿مَن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ [النساء :134]. وقال سبحانه : ﴿وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِى الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِى الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾ [البقرة :201] .
فالمؤمن إن منعه الله الدنيا فيعلم أنه لم يمنع عنه إلا ما ذمه في كتابه، ولو كان منع زينة الدنيا منقصة ما منعها النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يقول صلى الله عليه وسلم : «عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا عَيْشَ إِلَّا عَيْشُ الْآخِرَةِ فَأَصْلِحِ الْأَنْصَارَ وَالْمُهَاجِرَةَ» [رواه البخاري].
وعن عمر بن الخطاب قال : لما اعتزل النبي صلى الله عليه وسلم نساءه فذكر الحديث إلى أن قال : فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على حصير فجلست فأدنى عليه إزاره وليس عليه غيره وإذا الحصير قد أثر في جنبه فنظرت ببصري في خزانة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أنا بقبضة من شعير نحو الصاع ومثلها قرظا في ناحية الغرفة وإذا إهاب معلق. قال: فابتدرت عيناي. فقال : ما يبكيك يا ابن الخطاب ؟ قلت : يا نبي الله، ومالي لا أبكي، وهذا الحصير قد أثر في جنبك، وهذا خزانتك لا أرى فيها إلا ما أرى، وذاك قيصر وكسرى في الثمار والأنهار، وأنت رسول الله وصفوته وهذه خزانتك، فقال : يا ابن الخطاب، أما ترضى أن تكون لنا الآخرة ولهم الدنيا ؟ قلت بلى. [رواه البيهقي في الشعب وأصله في صحيح مسلم].
وعن ابن عباس قال : «نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير، فقام وقد أثر في جنبه، فقلنا : يا رسول الله، لو اتخذنا لك وطاء ؟ فقال : ما لي وما للدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها» [رواه الترمذي]
فالدنيا ليست منتهى آمال المسلم، ولا مبلغ علمه، وإذا فتحت عليه يشكر ربه ويبتغي فيما آتاه الله الدار الآخرة، ولا ينسى نصيبه من الدنيا كما نصح القوم الصالحون قارون، قال تعالى حكاية عنهم : ﴿وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الفَسَادَ فِى الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ المُفْسِدِينَ﴾ [القصص :77].