الحدّ من الانبعاثات الكربونية واستهلاك الطاقة.. 212 محطة نقل عام تسهم في تجويد الحياة بالشرقية
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
البلاد ــ الدمام
أسهم مشروع النقل العام بالمنطقة الشرقية في إحداث نقلة نوعية في خيارات التنقل وتجويد الحياة، من خلال شبكة خطوط ومسارات ومحطات، تضم 212 محطة رئيسة ومتوسطة وفرعية، موزعة داخل مدينتي الدمام، والظهران، ومحافظتي الخبر، والقطيف، إلى جانب محطة رئيسية بمطار الملك فهد الدولي بالدمام، في حين تقوم 77 حافلة بتغطية المحطات حسب المسارات المحددة.
ويهدف مشروع النقل العام بحاضرة الدمام ومحافظة القطيف الذي دشّنه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية نهاية الربع الأول من العام 2023م، إلى أنسنة المدن وتغيير نمط الحياة وتجويدها، وتوفير خيارات متعددة للتنقل، وتسهيل حركة التنقل داخل المناطق المركزية التي تشهد حركة مرورية كثيفة خاصة في المواقع الحيوية ونقاط الجذب، والحد من مدى الانبعاثات الكربونية واستهلاك الطاقة جراء الاستخدام المتكرر لمركبات الأفراد، وتقليل الازدحام المروري، إضافة إلى دور المشروع المهم في تطوير الجوانب المرورية والاقتصادية، والمساهمة في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030. وتغطي مسارات الحافلات 400 كيلومتر للذهاب والعودة، لأهم المواقع الحيوية مجهزة بوسائل الراحة والسلامة، ومهيأة لخدمة ذوي الإعاقة، والكراسي المتحركة، في حين تبلغ السعة الركابية للحافلة الواحدة 81 راكب، والتي تعمل على مدار 18 ساعة يوميا بدءً من الساعة 5:30 صباحًا وحتى الساعة 11:30 مساءً طوال أيام الأسبوع.
وتبلغ رسوم التذكرة للرحلة الواحدة 3,45 ريال سعودي ، مع إمكانية الدفع عن طريق شراء بطاقة يتم شحنها بالمبلغ الذي يرغبه المستفيد، أو عبر التطبيق في الأجهزة الذكية المحمولة، إلى جانب تذاكر تباع في المحطات الرئيسية للمشروع، إضافة إلى توفير وسائل الأمن والسلامة والرقابة في المشروع، من خلال مركز التحكم الذي يعمل على مدار الساعة، لتنفيذ عمليات الرقابة والمتابعة الإلكترونية على الحافلات والسائقين عبر الكاميرات المتوفرة داخل الحافلات، وأنظمة التتبع التي تراقب مسارات الحافلات وسرعاتها ومدى التزامها بالتقاطر والمسار.
وأكد وكيل أمين المنطقة الشرقية للتعمير والمشاريع مازن بخرجي، أن مشروع النقل العام بالشرقية نُفذ بمتابعة واهتمام سمو أمير المنطقة الشرقية وسمو نائبه، وبالتنسيق مع إدارة المرور وهيئة التطوير بالمنطقة وغيرها من الإدارات المعنية ، مشيراً إلى أن الأمانة عملت مع هيئة النقل العام على إطلاق المشروع بالمنطقة بالشراكة مع القطاعين العام والخاص على تحديد المسارات التي يسير فيها مشروع، لافتاً إلى أنه يتم مراجعة خطوط ومحطات ونقاط التوقف ومسارات المشروع لرصد الملاحظات والمقترحات، لعمل موائمة مع متطلبات المستفيدين، وتغيير محطات ونقاط التوقف وفقًا للاحتياج الفعلي.
وأوضح أن المشروع يخدم المنطقة من خلال منظومة نقل عام تتكون من ثمان مسارات، وروعي في حافلات مسار المطار وجود مساحات مخصصة لتخزين حقائب المسافرين، بخلاف حافلات المسارات داخل المدينة، مشيرا إلى أن حافلات منظومة النقل تتردد كل ربع ساعة في مناطق الجذب.
وبين وكيل أمين المنطقة الشرقية للتعمير والمشاريع أن المشروع سجل ارتفاعاً متزايدًا في عدد مستخدمي حافلات النقل العام عن الفترات السابقة، من المواطنين والمقيمين والزوار، حيث بلغ إجمالي عدد المستخدمين للنقل العام خلال الأشهر الستة الماضية أكثر من 845 ألف مستخدم، منهم 28 % مواطنون، فيما بلغ معدل الإركاب اليومي 5000 راكب من مختلف الفئات.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: خدمات المنطقة الشرقیة النقل العام إلى أن
إقرأ أيضاً:
سباق عالمي … توليد الكهرباء المستدامة مدى الحياة
بقلم : الخبير المهندس:- حيدر عبدالجبار البطاط ..
في ظل التحديات البيئية والطلب المتزايد على الطاقة دخلت الدول الكبرى في سباق عالمي لإيجاد حلول مستدامة لتوليد الكهرباء مدى الحياة بعيداً عن الوقود الأحفوري المحدود والملوث.
هذا التنافس يجمع بين الابتكار التكنولوجي والطموح الاستراتيجي حيث تسعى كل دولة إلى تأمين مستقبلها الطاقي بأكثر الوسائل كفاءةً وأمانًا .
الصين ورهان الثوريوم
تتبنى الصين مشروعًا طموحًا يعتمد على مفاعلات الملح المنصهر التي تعمل بالثوريوم وهو عنصر يتميز بوفرة عالية وأمان أكبر مقارنة باليورانيوم التقليدي المستخدم في المفاعلات النووية.
هذه التقنية الواعدة تتيح إنتاج طاقة نظيفة ومستدامة مع تقليل النفايات المشعة والمخاطر البيئية، مما قد يجعلها مصدرًا رئيسيًا للكهرباء في المستقبل القريب.
أمريكا والطاقة الحرارية العميقة
في الولايات المتحدة، يجري العمل على مشاريع مبتكرة تعتمد على حفر آبار تصل إلى عمق 20 كيلومترًا داخل باطن الأرض، حيث يتم ضخ المياه إلى الصخور الملتهبة. يؤدي ذلك إلى تحويل الماء إلى بخار شديد الحرارة، يُستخدم بعد ذلك لتشغيل التوربينات وتوليد الكهرباء. هذه التقنية، المعروفة بالطاقة الحرارية الجوفية العميقة، تعد بحل دائم ومستدام، إذ تستفيد من حرارة الأرض الداخلية التي لا تنضب.
اتجاهات أخرى في السباق العالمي
لا يقتصر الابتكار على الصين وأمريكا، فهناك دول أخرى تتبنى تقنيات مختلفة، مثل:
اليابان وكوريا الجنوبية: – تطوير مفاعلات الاندماج النووي التي تحاكي تفاعلات الشمس، وهو حلم قد يوفر طاقة غير محدودة وخالية من الانبعاثات.
أوروبا: – الاستثمار في مزارع الرياح العائمة في المحيطات، حيث تكون الرياح أقوى وأكثر استقرارًا، مما يزيد من كفاءة التوليد.
الشرق الأوسط: -مشاريع الطاقة الشمسية الضخمة، مستغلةً أشعة الشمس القوية لإنتاج الكهرباء بكميات هائلة.
من سيفوز بهذا السباق؟
هذا السباق لا يتعلق فقط بالتفوق العلمي، بل أيضًا بالقدرة على تحقيق أمن الطاقة والاستقلالية الاقتصادية. الدول التي ستتمكن من تطوير تقنيات موثوقة وقابلة للتنفيذ على نطاق واسع، ستكون هي الرائدة في مستقبل الطاقة العالمي. ومع تسارع الابتكار، قد نكون قريبين من لحظة تاريخية يتم فيها توفير كهرباء دائمة ومستدامة للجميع، مما يغير ملامح الاقتصاد والصناعة والحياة اليومية
حيدر عبد الجبار البطاط