د.حماد عبدالله يكتب: حكايات من خارج الوطن {1}!!
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
في أجازة طويلة سابقًا خارج حدود المحروسة وبالتحديد بين بعض المدن الإيطالية عشت تلك الأجازة مع مجموعة من الأصدقاء ولعل بعضهم معني جدًا جدًا بالشأن العام كانت أحاديثنا كلها تدور عن "مصر" وعن كل ما نراه جميلًا ومهذبًا سواء كان سلوك للبشر أو مظاهر لحسن إدارة شئون الحياة أو إنتظام في إدارة أو حتى تلك النعم الإلهية على سكان تلك البلاد من مناخ جميل يساعد على نظافة بالغة للبيئة.
وكانت تلك الأحاديث كلها تدور حول أماني صادقة بأن تعم بلادنا تلك المظاهر الحسنة المتحضرة، ومع ذلك فإن تلك الأماني يمكن تحقيقها في بلادنا حيث ما لدينا يستحيل وجوده في مكان أخر ولكن حسن إدارة شئون حياتنا هي المشكلة أمام تحقيق ذلك.
ولعل ما شدنا في تلك المدن القديمة والتي يمتد عمرها العمراني إلى ما يقرب من تاريخ القاهرة القديمة إن هؤلاء الناس عاشوا في مدنهم وهم مقدرون لما يمتلكون معتزون بما ورثوه من طرز معمارية، ومن إزدهار للخضرة بل سعوا للحفاظ عليها وكأنها ممتلكات خاصة.
وبالسؤال والبحث والقراءة والمعاينة نجد أن إدارة الحياة من أهل المنطقة مع إشراف إداري من المحليات، وإنضباط كامل لهذه الإدارات، ومراقبتها من السكان، وأيضًا طاعة السكان لكل الأعراف والتقاليد والإشتراطات إستطاعت تلك المدن أن تعيش إلى اليوم في أزهى "حللها" – الشوارع نظيفة، مخططة، وتلك البلاطات (البازلتية) منضبطة، لامعة تعمل العربات
فجر كل يوم على تنظيفها وغسيلها، ورفع صغائر المخلفات من بين حوافها وكأن الشارع جزء من المنزل العائلي والأرصفة نظيفة غير معتدي عليها من أحد، فهي مخصصة للسير عليها وليس لإشغالها بالجائلين أو بالخروج عن حدود المحلات على جوانبها والشيئ الرائع أيضًا أن الشارع في المدينة القديمة يسع سيارة واحدة للمرور في إتجاه واحد وسط رصيفين والتقاطعات محترمة، بإشارات مرور مضيئة تعمل إليكترونيًا، والجميع يحترمها، الحياة سهله للغاية في الشارع الأوربي، لا مضايقات ،لا شجار، لا منازعات ،لا تسابق لكسر إشارة أو اللحاق بدور في طابور، الجميع منتظم، وهذا يتأتى من إحترام الناس لبلادهم وإحترامهم أيضًا لحضارتهم، والأكثر من ذلك إحترام الفرد لنفسه ولكن فوق كل ذلك هناك قانون وهناك من يراقب تطبيق هذا القانون وأيضًا من يعمل على القصاص بحزم من المتعدى على هذا القانون، كانت أحاديثنا كلها تدور حول ما ينقصنا، ويزيدهم!!
وللحديث بقية !!
[email protected] Hammad
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
قصص الإهمال والهجر.. صدور للنساء.. حكايات للكاتبة سمية زكريا
صدر عن منصة كتبنا للنشر، كتاب "للنساء.. حكايات" للكاتبة سمية زكريا، والذي يضم مجموعة قصصية متنوعة تعرض مشاهد مختلفة من الحياة، تجمع القصص بين الواقع والخيال، وتحكي عن معاناة الإنسان سواء أكان رجلا أم امرأة مع ظروفه التي لم يخترها. يحتوي الكتاب على 30 قصة قصيرة تلقي الضوء على بعض الإعوجاج الموجود في المجتمع، دون توجيه أصابع الاتهام إلى أحد أو إلقاء اللوم على الآخر.
تقدم الكاتبة من خلال هذا الكتاب رؤية عميقة حول تجارب النساء وتحدياتهن، مع تسليط الضوء على جوانب المرأة العاطفية وتحوُّلاتها النفسية عند الإهمال أو الهجر.
يُظهر الكتاب تماسك المرأة وقدرتها على الاختيار في جميع الأوقات، حتى لو اختارت أن ترعى من يظلمها حقها.
يتميز الكتاب بمحتواه العميق الذي يغوص في أعماق النفس البشرية، حيث يغلب على معظم القصص فكرة الفقد، ولكنها تتطرق أيضًا إلى أمور مختلفة مثل الكفاح والخيانة والتماسك، وتعرض القصص مشاهد درامية ومؤثرة تجعل القارئ يتفاعل معها.
الكاتبة سمية زكريا هي مصرية أمريكية مقيمة بالولايات المتحدة الأمريكية، خريجة كلية الإعلام جامعة القاهرة، وحاصلة على دبلوم رعاية الطفل من الولايات المتحدة الأمريكية. صدر لها مجموعتين قصصيتين بعنوان "نزهة ليلية" و"هدية اسمها الحياة"، وحصلت على جوائز نجيب محفوظ للقصة القصيرة من وزارة الثقافة.