بوابة الفجر:
2024-11-26@07:35:29 GMT

د.حماد عبدالله يكتب: حكايات من خارج الوطن {1}!!

تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT


 

في أجازة طويلة سابقًا خارج حدود المحروسة وبالتحديد بين بعض المدن الإيطالية  عشت تلك الأجازة مع مجموعة من الأصدقاء ولعل بعضهم معني جدًا جدًا بالشأن العام كانت أحاديثنا كلها تدور عن "مصر" وعن كل ما نراه جميلًا ومهذبًا سواء كان سلوك للبشر أو مظاهر لحسن إدارة شئون الحياة أو إنتظام في إدارة أو حتى تلك النعم الإلهية على سكان تلك البلاد من مناخ جميل يساعد على نظافة بالغة للبيئة.


وكانت تلك الأحاديث كلها تدور حول أماني صادقة بأن تعم بلادنا تلك المظاهر الحسنة المتحضرة، ومع ذلك فإن تلك الأماني يمكن تحقيقها في بلادنا حيث ما لدينا يستحيل وجوده في مكان أخر ولكن حسن إدارة شئون حياتنا هي المشكلة أمام تحقيق ذلك.
ولعل ما شدنا في تلك المدن القديمة والتي يمتد عمرها العمراني إلى ما يقرب من تاريخ القاهرة القديمة إن هؤلاء الناس عاشوا في مدنهم وهم مقدرون لما يمتلكون معتزون بما ورثوه من طرز معمارية، ومن إزدهار للخضرة بل سعوا للحفاظ عليها وكأنها ممتلكات خاصة.
وبالسؤال والبحث والقراءة والمعاينة نجد أن إدارة الحياة من أهل المنطقة مع إشراف إداري من المحليات، وإنضباط كامل لهذه الإدارات، ومراقبتها من السكان، وأيضًا طاعة السكان لكل الأعراف والتقاليد والإشتراطات إستطاعت تلك المدن أن تعيش إلى اليوم في أزهى "حللها" – الشوارع نظيفة، مخططة، وتلك البلاطات (البازلتية) منضبطة، لامعة تعمل العربات

 

فجر كل يوم على تنظيفها وغسيلها، ورفع صغائر المخلفات من بين حوافها وكأن الشارع جزء من المنزل العائلي والأرصفة نظيفة غير معتدي عليها من أحد، فهي مخصصة للسير عليها وليس لإشغالها بالجائلين أو بالخروج عن حدود المحلات على جوانبها والشيئ الرائع أيضًا أن الشارع في المدينة القديمة يسع سيارة واحدة  للمرور في إتجاه واحد وسط رصيفين والتقاطعات محترمة، بإشارات مرور مضيئة تعمل إليكترونيًا، والجميع يحترمها، الحياة سهله للغاية في الشارع الأوربي، لا مضايقات ،لا شجار، لا منازعات ،لا تسابق لكسر إشارة أو اللحاق بدور في طابور، الجميع منتظم، وهذا يتأتى من إحترام الناس لبلادهم  وإحترامهم أيضًا لحضارتهم، والأكثر من ذلك إحترام الفرد لنفسه  ولكن فوق كل ذلك هناك قانون وهناك من يراقب تطبيق هذا القانون وأيضًا من يعمل على القصاص بحزم من المتعدى على هذا القانون، كانت أحاديثنا كلها تدور حول ما ينقصنا، ويزيدهم!! 
وللحديث بقية !!

[email protected]   Hammad

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

وجود السودان علي المحك. والمعركة لا تدور فقط في ميدان القتال

ضد قصف المزارعين بالجبايات:
وجود السودان علي المحك. والمعركة لا تدور فقط في ميدان القتال وأجساد النساء. المعركة تمتد لفضاء الراي العام ومعاش الناس اليومي في ظروف جوع ومسغبة. توفير القوت وتفادي إنتشار مجاعة وضمان إستمرار العملية الإنتاجية وعدم انقطاعها أولوية قصوي.

وهذه الضرورة الإستراتيجية تفرض علي الحكومة دعم الإنتاج الزراعي بكل السبل المتاحة واهم من ذلك يفرض عليها إلغاء الضرائب والجبايات الثقيلة التي تعاقب المنتج الزراعي وتهدد قدرته علي الإستمرار في إنتاج ما يأكل الناس ويدعم الإقتصاد بالدخل والصادر وتوفير العمالة. دعم المزارع وتحريره من الجبايات أولوية حرجة واي صانع قرار لا يفهمها يهدد وجود الشعب السوداني علي سنة الجنجويد. هجران المزارع لارضه خسارة مركبة يصعب تعويضها ومن يتسبب فيها يرتكب في جريمة في حق الشعب ومستقبله. لو عجزت الحكومة عن دعم الزراعة بسبب ظروف الحرب فلا أقل من أن تعفي المزارع من الإتاوات الباهظة لضمان إستمراره في العمل.

معتصم اقرع
معتصم اقرع إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • د.حماد عبدالله يكتب: "التــــدنى" فى الأمانى !!
  • وطن الحياة
  • وجود السودان علي المحك. والمعركة لا تدور فقط في ميدان القتال
  • عبدالله آل حامد: المجلس الوطني الاتحادي يجسد نهج الشورى في الإمارات
  • د.حماد عبدالله يكتب: " العشوائيــــــات " فى عقول المصريين
  • أمانة الرياض تطلق الفرص الاستثمارية للمواقف العامة خارج الشارع
  • عبدالله آل حامد: "ملتقى فخر" يجسد حرص القيادة على إبراز دور منتسبي الخدمة الوطنية
  • جوارديولا: لا توجد حكايات خيالية في الحياة والرياضة
  • د.حماد عبدالله يكتب: "سن الرشد والأمم"
  • تشييع جثامين كوكبة من شهداء الوطن والقوات المسلحة بصنعاء