الثورة نت:
2024-12-23@11:11:23 GMT

الحاجة إلى أخلاق الواجب!

تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT

 

 

تكتب عن أسباب وكستنا وفوضانا وتخلفنا الاجتماعي وتعزوها إلى انعدام أخلاق الواجب أخلاق المسؤولية في سلوك أفراد المجتمع، فيبرز لك سؤال من المسؤول عن هذا، النظام السياسي أم الأفراد؟ مع أن المسألة ليست جديدة، فقد طرحت في الفكر الإنساني «ليس وعي الناس من يحدد وجودهم، بل على العكس من ذلك، الوجود الاجتماعي هو الذي يحدد وعيهم«.


بيد أن هناك من يريد أن يدخلك في جدل سفسطائي، شبيه بالجدل البيزنطي المعروف” أيهما أسبق الدجاجة ام البيضة؟ “
ولذا يمكن القول أن النظام يتكون من أفراد يؤثرون فيه ويتأثرون، وعندما يفسد نظام ما، فإنه يقود إلى فوضى، وتظهر من بين أوساط المجتمع نخبة تقود عملية التغيير والإصلاح، وإذا كانت هذه النخبة تحمل مشروعاً وتعي ما ينبغي عمله، وتضع مثل هذه المسائل نصب عينيها، فإنها تستطيع إقامة نظام جديد يستوعب مثل هذه القضايا المطروحة المهم أن تكون قيادة واعية وتدرك ما تريد وتمتلك الدراية والحكمة ووسائل إنجازها .
وهذا عمل كبير يحتاج فريق عمل متجانس، و يتحلى بأخلاق الواجب أخلاق المسؤولية، يعني يكون هم هذا الفريق إصلاح الأوضاع للأحسن ولا يفكر بمصالح فردية خاصة أو أفراده أنانيون يفكرون بأنفسهم وحسب .
هذه الأخلاق الجديدة، أخلاق الواجب أو أخلاق المسؤولية، لكي تكرس كثقافة، وتكون مرشدة سلوك أفراد المجتمع، فإنها بحاجة إلى نخبة تتحلى بها ومن جنسها، وتغدو هذه النخبة طليعة للمجتمع.
أخلاق الواجب أخلاق المسؤولية تحث صاحبها على أن يكون إنساناً لا يصفق ولا يدافع عن باطل، وتجعله أكثر فهماً واستيعاباً للأوضاع من حوله، ويتعامل مع كل سلبيات الواقع باعتبارها أمراضاً اجتماعية لا ينبغي أن تدفعه إلى ردود أفعال غاضبة تخرجه من مسؤوليته تجاهها أو تحوله إلى فرد تنعدم لديه أخلاق الواجب المطلوبة في مثل هذه المواقف.
ودفاعه عن الحق ينبغي أن ينطلق من داخل سياق تحليه بأخلاق واجبه، ومهما أغضبه باطل خصومه، فإن أخلاقه تحتم عليه أن يحسن طريقة دفاعه لغةً وسلوكاّ وموقفاً .
الانتصار الأخلاقي على الباطل أقوى وأمتن من أي انتصار دونه، لأنه انتصار باقٍ ومستمر وخالد، بينما قد تحقق انتصاراً واهماً بوسائل أخرى، لكنه في الحقيقة ليس إلاّ هزيمة مؤجلة الدفع.
وأخلاق الواجب أو أخلاق المسؤولية ليست غريبة أو دخيلة علينا، إنها موجودة في صميم ثقافتنا الإسلامية وتعتبر من المسائل المركزية والجوهرية في قرآننا الكريم، كما أنها جزء أصيل في سيرة نبينا نبي الرحمة محمد- صلوات الله عليه، وسنجدها أيضاً في عهد الإمام علي بن أبي طالب- رضوان الله عليه، لمالك الأشتر عندما ولاه على مصر. ولذا ينبغي أن تكون جزءاً أصيلاً من التربية السلوكية والتنشئة الاجتماعية، ولكي تكون كذلك فإنه يتحتم على النخبة أولاً أن تتحلى بها حتى تكون نموذج اقتداء، لأن تغيير السلوك بالاقتداء أضمن وأقوى أثراً وأسرع، وبذلك يترسخ كوعي دائم تتناقله الأجيال جيلاً بعد جيل .

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

مدير مكتبة الإسكندرية: نحن فى أشد الحاجة إلى نموذج "عقَّادي" لهذا العصر

عُقدت صباح اليوم، بمقر منظمة العالم الإسلامى للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو) فى الرباط بالمملكة المغربية، أعمال الندوة الدولية "العقاد والعالم الإسلامي، بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية، بمناسبة الذكرى الستين لرحيله، وذلك في إطار سلسلة "أعلام الفكر الحضارى الحديث".

وقال  الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، إن الأديب والمفكر عباس محمود العقاد، يمثل شخصية فارقة في الفكر والثقافة العربية والإسلامية، وهو أحد أبرز أعلام النهضة الأدبية والفكرية في القرن العشرين، وكان من أبناء الجيل الذي خرج من رحم نهضة قادها رفاعة رافع الطهطاوي في مصر، ليملئوا المشرق نورًا وضياءً معرفيًا.  

وأشار الدكتور أحمد زايد، إلى أن العقاد أبلى بلاءً عظيمًا في عدد من المجالات، فهو الشاعر والأديب والناقد والسياسي الوفدي الذي دفع ثمن إلتزامه السياسي غاليا، وهو المفكر المنخرط في قضايا وطنه وأمته العربية والإسلامية.  
وقال مدير مكتبة الإسكندرية، إن العقاد كان يمثل، نموذجًا فريدًا في الجمع بين الفكر الإسلامي العميق، والرؤية النقدية المستنيرة التي ميَّزت عصره، وقد تركت مساهماته الفكرية أثرًا بالغًا في تشكيل الوعي الإسلامي الحديث، واستطاع أن يمزج بين التراث الإسلامي والفكر العالمي بأسلوب تحليلي قلَّ نظيره.

وأضاف أنه في سلسلة عبقرياته الشهيرة أظهر العقاد فهمًا عميقًا لشخصيات الإسلام المحورية؛ وكانت بمثابة دراسات فكرية تسلط الضوء على القيم الإنسانية والمبادئ التي قدَّمها هؤلاء العظماء للبشرية. 
وقال زايد أن العقاد وعى أن العالم الإسلامى بحاجة إلى نهضة فكرية تتماشى مع روح العصر دون التفريط في ثوابته، فسخَّر قلمه للدفاع عن الإسلام في وجه التيارات المادية والإلحادية التي حاولت التشكيك في عقيدة الأمة، وفي ذات الوقت ظل منفتحًا على الثقافات العالمية، لكنه لم يكن مقلدًا لها. بل سعى إلى بناء جسر بين الفكر الإسلامي والفكر الغربي من خلال تقديم الإسلام بصفته حضارة عالمية قائمة على التسامح والعقلانية.

وتطرق الدكتور زايد، فى كلمته إلى الحديث عن كتاب العقاد "التفكير فريضة إسلامية" الذى تناول فيه التحديات التي تواجه العالم الإسلامي، وأكد أن الإسلام ليس مجرد دين للعبادة، بل هو نظام شامل للحياة يؤاخي بين الروح والعقل، ويجمع بين الفرد والمجتمع، وحث العقاد في كتابه على العودة إلى إعمال العقل بوصفه ضرورة لفهم النقل وليس معارضًا له كما روج عدد من الفقهاء والعلماء لقرون طويلة.

وأكد الدكتور زايد أننا فى أشد الحاجة إلى نموذج عقَّادي لهذا العصر الذي يعج بالتحديات الفكرية والثقافية، مشيرًا الى أننا فى حاجة إلى استلهام نهج العقاد الذي جمع بين الأصالة والمعاصرة. فالإسلام ليس دين الماضي فقط، بل هو دين الحاضر والمستقبل أيضًا، ونحن قادرون على تقديم الإسلام للعالم بصورة إيجابية إذا ما أعدنا قراءة تراثنا بفكر نقدي، وبصيرة واعية.

وأضاف زايد أن العقاد يمثل مدرسة فكرية قائمة بذاتها، قدَّم للعالم الإسلامي إرثا فكريًا زاخرًا بالموقف والأفكار التي لا تزال تلهمنا حتى اليوم. مؤكداً علي أهمية استلهام روحه الفكرية في بناء نهضة إسلامية قادرة على مواجهة تحديات العصر.

وكان الدكتور سالم المالك المدير العام للإسيسكو قد افتتح الندوة بكلمة ألقاها نيابة عنه الدكتور عبد الإله بنعرفة؛ نائب المدير العام للمنظمة، وأكد فيها على أن الاحتفال بالعقاد يأتى فى إطار الاحتفاء بأعلام عالمنا الإسلامى ممن أسدوا خدمات جليلة وتركوا مأثورات عظيمة.

وعقب الجلسة الإفتتاحية، عقدت جلسة علمية أدارتها السيدة سالي مبروك؛ مديرة مكتب المدير العام للمنظمة، تحدث فيها كل من الأديب والفنان محمد بغدادى، عن "الرحمة والعدل فى الإسلام.. بين عبقرية عمر وعبقرية محمد"، كما تناول الدكتور الطيب الوزانى الحديث عن "الروح الإسلامى فى شعر العقاد"، كما تناول الدكتور محمد بن على العمرى الحديث عن "العقاد والمملكة العربية السعودية"، وتحدث الدكتور صديق عمر الصديق عن "علاقة العقاد بالسودان"، وتحدث أيضاً الدكتور أحمد الديبان عن "العقاد وقيم الوحدة الإسلامية".

مقالات مشابهة

  • "أوقاف الفيوم" تُنظم لقاءات دعوية في المدارس
  • ماذا يفعل القرين عندما تحزن؟.. 7 حقائق ينبغي معرفتها تقيك شروره
  • نزار الفارس لدوللي شاهين: مش عارف أغض بصري.. والأخيرة ترد: أنا حرانة
  • ترامب يهدد بالسيطرة على قناة بنما .. لا ينبغي أن تديرها الصين
  • في الحاجة لاستلهام دروس المصالحة وبناء الاجتماع السياسي في التجارب الإنسانية
  • الدكتورة الحاجة فيفيان ياجي
  • «اللهم إني أسألك من الخير كله».. دعاء قضاء الحاجة وطلب البركة| ردده الآن
  • بيربوك : ينبغي نزع سلاح الجماعات الكردية المسلحة في سوريا
  • حموشي يقدم واجب العزاء لعائلة الشرطي شهيد الواجب بأبي الجعد
  • مدير مكتبة الإسكندرية: نحن فى أشد الحاجة إلى نموذج "عقَّادي" لهذا العصر