الثورة نت:
2024-09-06@19:36:23 GMT

خطاب الانتصار من صنعاء

تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT

 

 

في خطابه الأخير الذي ألقاه في المسيرات المليونية التي انطلقت من خمس عشرة محافظة يمنية بمناسبة أضخم احتفال على وجه البسيطة بالمولد النبوي الشريف للعام 1445 هجري الموافق للعام 2023 ميلادي، وضع السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي قائد حركة أنصار الله، خريطَةَ الطريق لما بعد اندحار الاحتلال وانتصار اليمن على تحالف العدوان.

هذا الاحتلال الذي شَنَّتهُ السعودية والإمارات بدعم ومشاركة أمريكا والدُوَل الغربية، لِيُعَربد بمصير اليمن كما عربد بمصائر الشعوب ومصير الكرة الأرضية وفضائها وبحرها وبَرِّها ومائها.
إن ما بعد خطاب السيد الحوثي ليس كَما قَبله، فقد كان خطاباً استراتيجاً بامتياز، ومُبَشِّراً بالنصر بامتياز. وبَقِيَ أن يعرف الفرقاء اليمنيون في عدن كيف يَتَلَقَّفُونَهُ ويلاقون السيد في منتصف الطريق. ومُلاقاتُهُ في منتصف الطريق تُحَتِّمُ عَلَيهِم لَـملَمَةَ أوضاعِهِم والتَلاقي فيما بَينَهَم وحسم أمرِهِم باتخاذِ القرار الذي يُحَقِّقُ طرد العدو من الشطر الجنوبي لليمن وتحرير الأرضِ والثروات والإنسان اليمني. وعندما نقول (العدو) نعني قطيعاً متعدد الرؤوس والمخالِب والأنياب وَكُلِّ عيارات الجشع والإجرام. ويضم هذا العدوان السعودية والإمارات والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وبقية دول الناتو والكيان الصهيوني وغيرهم من العصابة التي تسمي نفسها زُوراً “المجتمع الدولي”. وهذه العصابة هي نفسها التي دَمَّرَت الدول العربية وما زالت تُدَمِّرُها في إطار تحقيق أهداف النيوليبرالية والأجنحة الأكثر تطرفاً فيها، بتفتيت العالمين العربي والإسلامي.
خصص السيد عبد الملك الحوثي القسم الأول من خطابه للحديث عن الأُسُسِ والمبادئ التي يجب على الأمة الإسلامية الارتكاز عليها لإعادة الاعتبار لِقُوَّتِها وهَيبَتِها، ما يُمَكِّنُها من إثبات وجودها وفرض احترامِها على مَشارِقِ الأرض ومغاربها. وطبعاً هذه قاعدة عالمية وأخلاقية وسلوكية، فالاحترام لا يُطلَبُ ولا يُستَجدَى، بل يُفرَضُ فَرضاً، خاصةً عندما يكون الخصم أو العدو مُتَفَلِّتاً من أيَّةِ قِيَم، بل أكثر من ذلك، هذا العدو يعتمد البلطجة، ولا يتأخر عن إذلال خَصمِهِ كُلَّما وَجَدَه ضعيفاً هزيلاً وذا شخصية مُنفَصِمَة، كما هي حال الدول العربية والإسلامية حالياً أمام جبروت أمريكا المتغطرسة وأمام وحشية الغرب الذي يعتمد سياسة القرصنة والنهب، ولا يحترم قوانين الدول ولا حتى القوانين والاتفاقيات الدولية.
تحدث السيد الحوثي بإسهابٍ عن المبادئ والقيم التي بَنَى عليها الرسول(ص) دولةَ الإسلام، فوصلت بِفَضلِها إلى قِمَّةِ القُوَّةِ والشُموخ، وإلى مستوىً من الهيبة جعلت الأعداء لا يجرؤون على امتِهانِها أو إهانة نبيها أو قرآنِها وَمُعتَقَداتِها. وخَلُصَ إلى القول أن السبيل الوحيد لاسترجاع القوة والشموخ والهيبة ولفرض احترامنا على الشرق والغرب، ولكي نكونَ أحراراً بالفعل، هو العودة إلى تلك المبادئ والقيم، والتحرُّر من العبودية، وحصر العبودية لله الواحد القَهَّار، فلا عبودية للصنم ولا للمال ولا لطاغية ولا هَوىً أو غريزة أو حب دنيا. وشَدَّدَ السيد على أهمية احترام الإنسان والأسرة وتطبيق العدالة والرحمة، ونبذ الشذوذ والانحراف، والتَذَكُّر الدائم أن الإنسان هو خليفة الله على الأرض، عَلَّمَهُ الأسماء كُلَّها، وَوَهَبَهُ الحكمة والرشد والاستقامة والعفة والالتزام بالفطرة التي فَطَرَهُ عليها.
ووجه نداءَهُ إلى الشعوب الإسلامية داعياً إياهم إلى الحَذَرِ مما يُحاكُ لهم من مكائد تدميرية، بالإفساد وترويج الشذوذ وتوهين الدين عبر حرق القرآنِ الكريم وإهانة الرسول(ص) بالرسوم الـمُشينة وبالشتم والاستهزاء. وأكد سماحتُهُ أن العودة إلى الجذور التي أنبتت القوة والعزة والكرامة، هي الطريق لإصلاح ما فَسُدَ من الحال، لأنه “لا يَصلُحُ آخر هذه الأمة إلا بما صَلُحَ به أَوَّلُها».
وتضيق الصفحات إن أردنا الحديث عن ذلك الخطاب الغني بمضامينه وقِيَمِه ورسائله بخصوص القضايا المعاصرة التي يَنُوءُ تحتها المجتمع البشري.
أما فيما يتعلق بالداخل اليمني، فقد رسم السيد الحوثي خريطة طريق ما بعد التحرير ومرحلة ما بعد توحيد اليمن. وضع في الخريطة تلك المبادئ العامة للبناء الصحيح في اليمن، التي تُكسِبُهُ القوةَ والمناعة وتمنُّ عليه بِمُستَقبَلٍ مليءٍ بالتقدم والازدهار. وأبرز تلك الـمبادئ هي الابتعاد عن الفئوية والتعصب والمذهبية والعنصرية، والتمسك بالشراكة الوطنية وتكامُلِ الأدوار والالتقاء حول مصلحة الوطن والمجتمع، وتصحيح السياسات الكفيلة ببناءِ يَمَنٍ مُوَحَّدٍ سعيدٍ وعَصِيٍّ على غدر الزمان وكيد الأعداء. ودعا اليمنيين إلى الاستنفار لإعادة إعمار اليمن الجديد وتوحيده. وفي شبه إعلان لبداية مرحلة السلام ما بعد الحرب، دعا السيد الحوثي إلى تشكيل حكومةٍ جديدة تضم الكفاءات وتشمل الأطياف اليمنية كافة، من مختلف المناطِقِ والاتجاهات والمذاهب والأحزاب والـمِلَل، وترعى هذه المرحلة البالغة الأهمية من تاريخ اليمن.
كما دعا السيد الحوثي إلى إصلاح القضاء. ويُعتبر قمة الوعي والإدراك والتفكير الاستراتيجي، أن يدعو القائد إلى إصلاح القضاء، فهو بذلك يُوَجِّهُ البوصلة إلى الاتجاه الصحيح الذي يكفل بناء الدولة المدنية العادلة والـمُستَقِرَّة والآمنة، التي يكون فيها القضاء هو بيضة القبان والضامن لأمن المجتمع ولسلامة العمل على مختلف المستويات، وللتوازن بين السلطات التشريعية والتنفيذية والإعلامية، ولأمن المجتمع وازدهارِهِ ورخائِه.
ونقطة القوة الأبرز في خطاب السيد عبد الملك الحوثي، كانت نصيحتُه لتحالف العدوان بالإسراع في إنهاء عدوانِهم عن اليمن ورحيل قواتهم عنه وكسر حصارِهِم له دون قيدٍ أو شرط، وبِكَفِّ يدِهِم عن ثَرَواتِهِ وَمَوانِئِهِ وَلُقمَةِ عَيشِ شَعبِه، قبل فوات الأوان. وأنذَرَهُم، من موقع القوة، وليس من موقع الاستجداء كما هي حال بعض قادة العرب، أن يستجيبوا لمساعي السلام العُمانية(واللافِت أنه لم يُعِر الأهمية للقاء الوفد اليمني ولي العهد السعودي، وهذا له دلالاتُه)، لأن عدم استجابتهم ستجلب لهم الكوارث. وهذا الإنذار أتى بعد أيام من العرض العسكري اليمني الكبير الذي أدهش العالم بحجمه وتَنَوُّعِه وتَطَوُّرِهِ وغِناه، برغم الحرب والحصار وتكالب عشرات الدُوَلِ الغربية والخليجية عليه. وهذا العرض جاء بمثابة السند الذي يرتَكِزُ عليه السيد الحوثي، بعد الله، في فرض إرادة شعبة وانتزاع حقوقه من فم التنين الغربي المتوحش.
أما فلسطين، فلم تَغِبْ، كالعادة، عن خطاب القائد اليمني، كما لم تَغِب عن اهتمام الشعب اليمني حتى في أشَدِّ أيام الحرب والحصار عليه. لقد تَمَسَّكَ السيد الحوثي بدعمهِ لفلسطين في قَضِيَّتِها حتى التحرير الكامل لأرضها ومقدساتِها. وأعلن مرةً أخرى عن تكامله مع محور المقاومة إلى أن يُحَرِّرَ هذا المِحور، بلاده من الوجود العدواني الـمُجرِم.
لقد كان خطاب السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، خطاب الانتصار بامتياز، وهذا يحمل الكثير من المؤشرات الواعِدة. ولكن يجب أن لا ننسى أن تحالف العدوان لم يَتَخَلَّ عن نواياه الخبيثة ولا عن خططه لمتابعة العدوان على اليمن بوسائل أخرى لا تتوقف عند الحرب العسكرية، بل تتعداها إلى مختلف الوسائل الاقتصادية والسياسية والدبلوماسية والثقافية والاجتماعية، وإلى مختلف أنواع العقوبات والحصار. فتاريخ أمريكا وحاضرها حافلان بالعدوان على البشرية، والأمثلة حاضرة أمامنا في سوريا والعراق وإيران ليبيا وأفغانستان والبوسنة وغيرها، وأمريكا اللاتينية وروسيا والصين، وفي كل مكانٍ يصله الأذى الأميركي والغطرسة والإجرام.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الحوثي يسرق اليمنيين بأسم النبي.. هذا ماحدث في مديريتين من مديريات صنعاء فقط

خصص قادة الجماعة الحوثية في اليمن مبالغ ضخمة لإنفاقها على احتفالاتهم السنوية بذكرى «المولد النبوي»، متجاهلين اتساع رقعة الفقر والمجاعة، وحاجة ملايين السكان إلى المساعدات الغذائية والخدمات الأخرى في ظل توقف رواتب الموظفين العموميين في مناطق سيطرة الجماعة.

وترافق تخصيص الحوثيين الأموال لإنفاقها على الأتباع والفعاليات ذات الصبغة الطائفية مع موجة من الجبايات ضد التجار، وإرغام ملاك المحال والسيارات على تعليق الأضواء الخضراء والشعارات المختلفة.

 


ونقلت صحيفة«الشرق الأوسط»عن مصادر محلية مطلعة عن تخصيص الجماعة عبر ما تسمى اللجنة الفرعية للاحتفالات والمناسبات في مديريتين من مديريات صنعاء فقط، وهما «الوحدة ومعين» ما يعادل 150 ألف دولار خلال اجتماع لها عُقد مؤخراً، وضم كبار مشرفيها، وتمخض عنه إقرار مشروع خطة شاملة لإحياء ما يسمى «مناسبة المولد النبوي».

وأصدر المشرفون الحوثيون تعميمات للقاطنين في 12 حياً شعبياً بالمديريتين في صنعاء، حضت على البدء في إقامة الأنشطة وإحياء فعاليات المولد النبوي، كما شرعوا بفرض جبايات قسرية عليهم، في إطار ما يسمونه دعم المناسبة.

وخلال أقل من أسبوع نظمت الجماعة أكثر من 48 احتفالية، أنفقت من أجلها ملايين الريالات اليمنية، كما أهدرت أموالاً ضخمة من إيراد مؤسسات الدولة ومن جيوب اليمنيين في سبيل تزيين الشوارع ومباني المؤسسات الحكومية والمساجد ومنازل السكان وطلائها باللون الأخضر.

استياء ورفض
قوبل تحرك الجماعة الانقلابية بحالة من الاستياء والرفض في أوساط السكان في صنعاء، إذ استنكروا انشغال الجماعة بالترويج لمناسباتها ذات المنحى الطائفي، وإهدار المال العام، مع تناسي ما يكابده اليمنيون من معاناة وأزمات كارثية متعددة.

ويستهجن عماد وهو اسم مستعار لموظف عمومي في صنعاء اهتمام قادة الجماعة بإحياء مناسبة «المولد النبوي» في وقت يتعرض فيه اليمنيون لأزمات وكوارث متعددة جراء استمرار سيول الأمطار، وتوقف الرواتب والمساعدات الإنسانية.


من جهته، يرى منير وهو موظف إغاثي في منظمة محلية في صنعاء، أن الأولوية القصوى لا تتمثل في الإنفاق على الاحتفالات، ولكن تتمثل في إغاثة المتضررين من السيول الجارفة، والذين أصبح كثير منهم من دون مأوى ولا مصدر عيش، وفي صرف رواتب الموظفين، وتوفير الخدمات الأساسية لملايين السكان.

واعتاد اليمنيون على مدى قرون الاحتفاء بـ«المولد النبوي» عبر إقامة مجالس في المساجد في أجواء روحانية بعيدة عن السياسة، لكن جماعة الحوثي سعت منذ انقلابها إلى استيراد الطقوس والشعائر الإيرانية الدخيلة على ثقافة المجتمع اليمني بالتوازي مع تحويل المناسبات إلى مواسم لجباية الأموال، وحشد المقاتلين الجُدد إلى الجبهات.

حملات ابتزاز
اشتكى خالد، وهو مالك متجر صغير في صنعاء، اكتفى باسمه الأول، من تجدد استهدافه ومتجره الكائن في مديرية معين بحملات ابتزاز جديدة، وذكر أن مسلحين حوثيين ألزموه خلال حملة جباية بدفع مبلغ 50 ألف ريال يمني دعماً للمولد النبوي (الدولار نحو 530 ريالاً يمنياً في مناطق سيطرة الجماعة).

وتعودت الجماعة الحوثية قبيل أي مناسبة احتفالية على فرض جباية الأموال؛ سواء من خلال ممارسات ابتزازية ضد التجار والسكان، أو عبر مؤسسات الدولة التي تخضع لسيطرتها.


ويتزامن هذا الإهدار الحوثي المتعمد للأموال مع تأكيد تقارير أممية حديثة تسجيل اليمن أعلى معدلات تدني استهلاك الغذاء.

وقال برنامج الغذاء العالمي، في بيان له، إن نسبة الحرمان الشديد من الغذاء ارتفعت إلى 79 في المائة في مناطق سيطرة جماعة الحوثي، وإن أربع مناطق دخلت مرحلة حرجة للغاية من سوء التغذية.

وخلال يوليو (تموز) الماضي، أبلغ 62 في المائة من الأسر عن استهلاك غير كافٍ للغذاء، وهو أعلى رقم مسجل على الإطلاق بنسبة 64 في المائة بمناطق سيطرة الحكومة الشرعية، و61 في المائة بمناطق سيطرة الحوثيين.

 

مقالات مشابهة

  • مليشيا الحوثي تشن حملة اعتقالات واسعة ضد العائدين والناشطين في صنعاء
  • البنتاغون: ناقلة النفط سونيون التي هاجمتها مليشيا الحوثي ما زالت تحترق بالبحر الأحمر
  • كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي تدشينا لفعاليات المولد النبوي الشريف وعن آخر المستجدات(نص+فيديو)
  • الإعلان عن ”تعاون عسكري استراتيجي” بين اليمن والإمارات واستقبال رسمي لوزير الدفاع اليمني في أبوظبي
  • السيد عبدالملك الحوثي: الأمة بحاجة للعودة إلى شخصية الرسول للاستفادة منها في مسيرة الاهتداء والاقتداء والتأسي
  • عاجل.. بدء كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي ( يحفظه الله ) تدشينا لفعاليات المولد النبوي الشريف
  • العثور على جثة الطفل اليمني الذي جرفته سيول مكة
  • الحوثي يسرق اليمنيين بأسم النبي.. هذا ماحدث في مديريتين من مديريات صنعاء فقط
  • مسؤول حكومي يعري الاعترافات المُفبركة التي تنشرها مليشيا الحوثي لنخبة المجتمع في صنعاء
  • شاهد .. قناص يستهدف الليزر الحوثي الذي يبث بالأشعة الخضراء شعارات طائفية فوق مدينة تعز (فيديو)