دينا محمود (لندن)

أخبار ذات صلة السويسريون يتظاهرون للمطالبة بـ«العدالة المناخية» المهيري: كوب 28 نقطة تحول تدفع مسيرة العمل المناخي

«لم تغلق نافذة الأمل بعد في إمكانية الحيلولة دون تجاوز الخط الأحمر على صعيد الاحترار العالمي». رؤية يبشر بها خبراء في شؤون المناخ، بالرغم من المؤشرات المُنذرة بالخطر، التي شهدتها الشهور القليلة الماضية، فيما يتعلق بتفاقم تبعات التغير المناخي، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في غالبية أنحاء كوكبنا، بمستويات غير مسبوقة.


ويشير الخبراء في هذا الشأن، إلى النمو القياسي والاستثنائي في بعض الأحيان، لمعدل استخدام تقنيات الطاقة النظيفة والمتجددة، في كثير من الدول، وهو ما يعزز الآمال في الإبقاء على ارتفاع درجة الحرارة عالميا، في نطاق درجة ونصف الدرجة، فوق المستويات التي كانت سائدة قبل الثورة الصناعية.
فالتقديرات المستقلة، تفيد بأن التزايد الكبير المُسجل على مستوى العالم منذ عام 2021، في مستويات الاستفادة من الطاقة الشمسية ومبيعات السيارات الكهربائية، يتماشى مع المعدلات المطلوبة، لتحقيق ما يُعرف بـ «صافي الانبعاثات الصفري»، بحلول عام 2050. ويعني هذا المفهوم، خفض انبعاثات غازات الدفيئة إلى أقرب مستوى ممكن من الصفر، مع إعادة امتصاص أي انبعاثات متبقية من الغلاف الجوي، عن طريق المحيطات والغابات وغيرها.
ويُعَوَّل على تعزيز استخدام الطاقة الشمسية وزيادة رقعة انتشار السيارات الكهربائية، في تقليص الانبعاثات عالميا بنسبة الثلث، بحلول عام 2030. كما أن تلك التقنيات، توفر خيارات أكبر للبشرية، للابتعاد عن مصادر الطاقة المُلَوِّثة للبيئة، وخفض تكاليف استخدام أي بدائل لهذه المصادر.
ولكن هذه التطورات الإيجابية، لا تنفي أنه لا يزال من الضروري على دول العالم، اتخاذ إجراءات أكثر فاعلية وجرأة خلال العقد الحالي، للحد من تفاقم ظاهرة الاحتباس الحراري، حسبما قال الخبراء في تصريحات نشرها الموقع الإلكتروني لمجموعة «كليميت أكشَن»، المعنية بتطورات ملف تغير المناخ.
وعلى رأس هذه التدابير، التحرك بوتيرة أسرع، لضمان تحقيق ما هو مأمول، من زيادة قدرة دول العالم على الاستفادة من موارد الطاقة المتجددة، بواقع ثلاثة أضعاف المستوى الحالي، بحلول نهاية العقد الجاري، وذلك جنبا إلى جنب، مع مضاعفة المعدل السنوي لتحسين كفاءة استخدام الطاقة، ودعم الزخم الراهن على صعيد مبيعات السيارات الكهربائية.
ويتوازى مع هذا الأمر، ضرورة العمل على خفض الانبعاثات الناجمة عن استخدام غاز الميثان في قطاع الطاقة بنسبة 75 %، بما يكفل في نهاية المطاف، تحقيق ما يفوق 80 %، من نسبة التقليص المطلوبة للانبعاثات بنهاية العقد الحالي.
وعقب الموجات الحارة غير المسبوقة التي ضربت العالم في الصيف الماضي، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، من أن كوكب الأرض دخل «عصر الغليان العالمي».
ويجمع المعنيون بشؤون التغير المناخي، على وجود حاجة لمواصلة ضخ الاستثمارات، في مشاريع التحول نحو الطاقة المتجددة، القائمة حاليا بالفعل، مُحذرين من أن الفشل في توسيع نطاق الانتفاع من هذا النوع من الطاقة بسرعة كافية، من الآن وحتى عام 2030، سيخلق مخاطر مناخية إضافية.
كما سيؤدي ذلك، إلى أن يصبح هدف الإبقاء على مستوى ارتفاع الحرارة، في حدود درجة ونصف الدرجة مئوية، مرهونا بالاستخدام المكثف لما يُوصف بـ «تقنيات إزالة الكربون»، التي تتسم بأنها باهظة الثمن. 
وتشمل تلك التقنيات، الرامية لتخليص الغلاف الجوي من التلوث الكربوني الموجود فيه الآن، استخدام الفحم الحيوي الذي يُضاف إلى التربة كسماد ما يساعد على إزالة الكربون من الهواء، وغرس الأشجار واستعادة الغابات، لزيادة نسبة امتصاص ثاني أكسيد الكربون.
ويحذر الخبراء، من أن الفشل في التوسع في استخدام الطاقة النظيفة بسرعة كافية بحلول عام 2030، سيوجب على العالم إزالة قرابة خمسة مليارات طن من ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي سنويا، خلال النصف الثاني من القرن الحالي. ومن شأن فشل تقنيات إزالة الكربون في تحقيق هذا الهدف، جعل مسألة الإبقاء على ارتفاع درجة الحرارة عالمياً في نطاقه الحالي، ضرباً من المستحيل تقريبا.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الاحترار العالمي الاحترار المناخ التغير المناخي تغير المناخ أزمة المناخ

إقرأ أيضاً:

الأسلحة الذكية المتمردة ومخاطر المستقبل!

تشير الدلائل إلى أن الذكاء الاصطناعي تزايد استخدامه في ميادين المعارك في السنوات الأخيرة، وذلك لأسباب عديدة أهمها قدرته على معالجة كميات هائلة من البيانات وبكفاءة عالية.

على الرغم من أن التكنولوجيا بشكل عام من أهم العناصر في الصراعات العسكرية، إلا أن العالم يشهد تغيرات جذرية بالفعل، مع بروز الذكاء الاصطناعي إلى المقدمة بمشاركته النشطة في العمليات القتالية.

استخدام الذكاء الاصطناعي في الصراعات العسكرية في العالم يشير إلى بداية حقبة جديدة سيتم خلالها الاعتماد بشكل مباشر على القرارات التي يتخذها الذكاء الصناعي المتطور.

أنظمة أسلحة الذكاء الاصطناعي تسمى رسميا “أنظمة الأسلحة الفتاكة المستقلة، وأحيانا يطلق عليها بطريقة مبسطة اسم “الروبوتات القاتلة”.

يتزايد الاهتمام بأنظمة أسلحة الذكاء الاصطناعي في العالم في الدول المتقدمة تكنولوجيا. الهند انضمت مؤخرا إلى هذا المجال، وقامت حكومتها بمضاعفة التمويل العسكري لتطوير تطبيقات وأنظمة جديدة متقدمة باستخدام الذكاء الاصطناعي.

نماذج من استخدام الذكاء الاصطناعي في ساحات المعارك:

يمكن على سبيل المثال، استخدام الطائرات المسيرة المزودة بالذكاء الاصطناعي للبحث وتحديد الأهداف أو جمع المعلومات الاستخباراتية عن مواقع العدو ورصد تحركاته.

تستخدم منظومات الذكاء الاصطناعي أيضا في معالجة وتحليل كميات ضخمة من البيانات التي تجمعها هذه الطائرات المسيرة، ما يسمح للقيادات العسكرية بتحديد التهديدات المحتملة والتصدي لها بسرعة.

تجرى كذلك أبحاث ودراسات في مجال الذكاء الاصطناعي لصنع أنظمة أسلحة متقدمة تعمل بطريقة مستقلة، تتميز بقدرتها على اختيار الأهداف ومهاجمتها من دون تدخل بشري. من امثلة ذلك، الطائرات المسيرة الانتحارية.

هذه النشاطات تجري على الرغم من الجدل حول عواقب مثل هذه الأسلحة الأخلاقية والقانونية الخطيرة. هذه المخاوف الأخلاقية حيال هذا النوع من الأسلحة الفتاكة تتزايد، بحسب الخبراء، بسبب ضعف الأطر القانونية الموجودة حاليا.

يتم استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين الخدمات اللوجستية وإدارتها. على سبيل المثال يمكن استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي في وضع مسارات للقوافل العسكرية بهدف تقليل استهلاك الوقود تفادي أخطار الهجمات، وأيضا للتنبؤ بأعطال المعدات وتحديد أوقات صيانتها.

يدخل الذكاء الاصطناعي كذلك في مجال إزالة الألغام بواسطة آلات ذاتية قادرة على تحليل وتحديد الألغام وإبطال مفعولها، أو نقلها إلى أماكن آمنة.

الذكاء الاصطناعي يستخدم في صنع خوذات قتالية تعتمد على ما يعرف بالواقع المعزز، وهي تحلل البيئة المحيطة وتمنح الجنود رؤية أكثر تحديدا ووضوحا للبيئة المحيطة.

يجري تطوير أنظمة دفاع جوي بتقنيات الذكاء الاصطناعي وهي أكثر فعالية وقادرة على تحليل المقذوفات الصاروخية المعادية أثناء طيرانها بطريقة تفصيلية لتحسين دقة هذه الأنظمة في مواجهتها، وكذلك تقليل مخاطر الإنذارات الكاذبة. الجدير بالإشارة أن بعض هذه الاستخدامات لا تزال قيد التطوير وبعضها الآخر دخل المجال العملي.

أسلحة الذكاء الاصطناعي في ترسانات جيوش العالم:

ظهرت في جيوش عدة دول في العالم أسلحة تعمل بالذكاء الاصطناعي. أول استخدام لمثل هذه المركبات القتالية المستقلة يعتقد أنه جرى في ليبيا وتمثل في طائرة تركية الصنع من طراز “كارغو”.

يفترض أن هذا النوع من الطائرات المسيرة الانتحارية والتي تعمل بصورة مستقلة قد استعمل من قبل سلطات طرابلس ضد قوات بنغازي في نهاية المواجهات حول العاصمة في عام 2020.

ظهرت لاحقا في عدة جيوش طائرات مسيرة قادرة على المناورة واكتشاف الأهداف المعادية ومهاجمتها بشكل مستقل بفضل الذكاء الاصطناعي. من أمثلة هذه الطائرات المسيرة في الولايات المتحدة، الطرازات “إكس – 47 بي”، و”إم كيو – 9″، وكراتوس إكس كيو – 58 فاليري”.

كما يوجد لدى روسيا طراز من هذا النوع من الطائرات المسيرة الهجومية المستقلة وهي “أس – 70 أوخوتنيك”، ولدى الصين طائرة “إف إتش – 97 إي”.

إسرائيل تعمل هي الأخرى على تطوير مثل هذه الأسلحة الذكية ولديها نظام “أركاس” الذي يسهل عملية إطلاق النار في البنادق الرشاشة من خلال قياس المسافة إلى الهدف، واكتشاف مصادر إطلاق النار والحركة، وتمييز الصديق من العدو، ومراقبة عدد الطلقات في السلاح.

 الذكاء الاصطناعي ومخاوف المستقبل:

أسلحة الذكاء الاصطناعي المستقلة علاوة على أنها ستتسبب في زيادة عدد القتلى في الحروب بشكل كبير يمكن أيضا أن تصبح عرضة لهجمات إلكترونية لتخريبها او السيطرة عليها واستعمالها ضد أصحابها.

يرسم البعض أيضا صورة مفزعة عن روبوتات قاتلة خرجت عن السيطرة وانطلقت إلى الشوارع للقتل والتخريب بعد أن تمردت على صانعيها.

الأسوأ كذلك أن يستخدم أفراد أو جماعات من أصحاب النوايا السيئة مثل هذه الأسلحة الذكية والفتاكة لتحقيق أهدافهم الخاصة. أمام العالم الكثير لفعله لتلافي حدوث مثل هذه السيناريوهات المرعبة.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • الأسلحة الذكية المتمردة ومخاطر المستقبل!
  • محافظ كفرالشيخ: التوسع في إنشاء محطات الطاقة الشمسية
  • أوروبا تولد كهرباء من الطاقة الشمسية أكثر من الفحم
  • «الطاقة والبنية التحتية» تطوّر منصة البيانات الجيومكانية للزراعة والموارد المائية
  • هل تبنت الدعم السريع سياسة الأرض المحروقة باستهداف محطات الطاقة؟
  • "الطاقة والبنية التحتية" تطور منصة البيانات الجيومكانية للزراعة والموارد المائية
  • معلومات الوزراء يستعرض تأثير التحول الأخضر في قطاع البناء والتشييد على مستقبل الاقتصاد العالمي
  • بـ"التمثيل الضوئي".. الصين تسجل أول إنتاج للأكسجين في الفضاء
  • أكبر مصدر لانبعاثات ثاني أوكسيد الكربون تنسحب من اتفاقية المناخ
  • فاس تستقبل خبراء العالم في سرطان الجهاز البولي التناسلي