محمد الرزة: 50 عاماً من جمع التحف والمقتنيات
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
هويدا الحسن
ما إن تطأ قدمك منزله، حتى تشعر بأنك عدت بالزمن إلى الوراء، تتلمس في كل ركن من أركانه عبق الماضي الجميل، ابتداءً من المجلس الذي يستقبل الضيوف أو الغرباء، جالسين على الرمال مثلما كان الأمر في الماضي، يستريحون من عناء سفرهم، يشربون القهوة ويأكلون التمر، ويتسامرون في ألفة ومودة كأنهم أهل، ومن المنزل تأتي رائحة الخبز الشهي، يخبزون القرص والمرقوق، كما هو متعارف عليه من عادات البدو قديماً.
كل شيء بالمنزل يأخذك بعيداً إلى الماضي، لكن ما إن يقم محمد مطر الرزة الكتبي بفتح غرفة مقتنياته، أو متحفه المنزلي، حتى تتأكد أنك أمام رجل استثنائي، عاشق للتراث وصاحب نظرة ثاقبة تستطيع فرز الأشياء ومعرفة قيمتها التاريخية والتراثية. الاتحاد زارت محمد الرزة في منزله وحاورته عن هوايته في جمع التحف والمقتنيات. أخبار ذات صلة «تراث الإمارات» ينظم محاضرة عن مغاصات اللؤلؤ سيف العبيدلي.. «عدسته» تستحضر الموروث
في البداية يقول محمد مطر: بعد تقاعدي عدت إلى مليحة وعملت لسنوات كحارس للمدرسة الابتدائية بها، ثم تركتها وانضممت إلى مساندة، عملت بها فترة قبل أن أتقاعد بشكل نهائي. وقد بدأت أجمع التحف قبل خمسين عاماً، أشتريها من دبي والسعودية والكويت والشارقة، وكل مكان أذهب إليه، أجدني أبحث عن الأسواق القديمة التي تزخر بالتحف والمقتنيات، يفترشها الباعة أرضاً دون أن يدري معظمهم أهمية ما يعرضونه.
جذور تاريخية
ويضيف محمد مطر: بدأت تلك الهواية عندما كنت شاباً صغيراً شغوفاً بالحفاظ على كل ما يمثل تراثنا ويؤرخ له عبر العصور، مع كل قطعة أشتريها لأضمها لمقتنياتي، كنت أشعر بأنني أثبت جذوري في الأرض أكثر وأكثر. تلك القطع تعني لي الكثير، فهي تؤكد على أصالة الماضي واستمرار حضوره بداخلنا، فالأيام قد تولي، وتطور الأدوات التي نستخدمها في حياتنا اليومية يوماً بعد يوم، لكن يظل النظر إلى تلك المقتنيات بمثابة حلقة تواصل مع ماضينا الذي عايشت جزءاً منه قبل قيام الاتحاد وقبل أن تتطور الحياة حولنا بتلك السرعة لنصبح في مقدمة الدول التي تشهد تطوراً كبيراً بفضل قيادتنا الرشيدة.
فبالرغم من التطور الكبير الذي تشهده دولة الإمارات على الأصعدة كافة، إلا أن حكومتنا لا تزال حريصة على الحفاظ على هويتنا وتراثنا الأصيل، وهو ما أردت المشاركة فيه من خلال جمع المقتنيات القديمة، والذي أعتبره عملاً وطنياً يعزز التأريخ لماضينا الجميل، وتلك المقتنيات هي ما سأورثه لأبنائي من بعدي، فأنا أجمع تلك الأشياء من أجلي الآن ومن أجل أبنائي في المستقبل.
أعشاب قديمة
خلال حديثي إلى جامع المقتنيات التراثية محمد مطر الرزة الكتبي لفت انتباهي وجود سلال لبعض الحبوب من ضمن المقتنيات؟ فسألته لماذا تحتفظ بها؟
أجاب: هذه الحبوب هي أعشاب طبيعية كانت تستخدم قديماً في الطب الشعبي ولا تزال تستخدم، مثل المر والسدر والسمر والكركم، وغيرها من الأعشاب التي تزرع في الصحراء أو تجلب من الخارج عن طريق التجار، فالطب الشعبي هو أحد مظاهر تراثنا وجزء أصيل من ثقافتنا.
وعن أكثر المقتنيات قرباً لقلبه، قال: «لكل قطعة أهميتها ولكل منها ذكرى خاصة»، فهو يعتز بها جميعاً، ويحرص على الاعتناء بها وتنظيفها وإعادة ترتيبها من حين لآخر.
المصدر: صحيفة الاتحاد
إقرأ أيضاً:
الكرة السعودية بين الماضي والحضر.. أهم مراحل التطور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهدت كرة القدم السعودية تطورًا ملحوظًا على مر العقود، حيث مرت بعدة مراحل أساسية ساهمت في تشكيل واقعها الحالي من خلال هذا الرابط يمكنك معرفة المزيد من أخبار الكرة السعودية. فيما يلي نظرة على أبرز هذه المراحل:
1. البدايات والتأسيس (1950s - 1970s): بدأت كرة القدم في المملكة العربية السعودية في الخمسينيات، حيث تأسس الاتحاد السعودي لكرة القدم عام 1956. شهدت هذه الفترة تنظيم أولى البطولات المحلية، وتشكيل المنتخبات الوطنية للمشاركة في المسابقات الإقليمية والدولية.
2. الاحتراف المحلي والدولي (1990s): في التسعينيات، شهدت الكرة السعودية تحولًا كبيرًا مع تطبيق نظام الاحتراف لأول مرة في موسم 1992-1993. كما تم السماح للأندية بجلب لاعبين أجانب، مما رفع من مستوى المنافسة والاحترافية في الدوري السعودي.
3. الإنجازات الدولية والتأهل للمونديال (1994): حقق المنتخب السعودي إنجازًا تاريخيًا بالتأهل لأول مرة إلى نهائيات كأس العالم في الولايات المتحدة عام 1994، مما وضع الكرة السعودية على الخريطة العالمية.
4. التطوير المؤسسي والاستراتيجيات الحديثة (2000s - الحاضر): في العقدين الأخيرين، شهدت الكرة السعودية تطورًا في البنية التحتية، وتطوير الأكاديميات، وتبني استراتيجيات طويلة الأمد. أطلق الاتحاد السعودي لكرة القدم في سبتمبر 2021 استراتيجية تحول تحت شعار "كرة القدم، الشغف، الخطة، المستقبل"، تهدف إلى تطوير اللعبة على مختلف الأصعدة.
5. التوثيق والاهتمام بالتراث (2023 - الحاضر): في يناير 2023، أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم عن إطلاق مشروع توثيق تاريخ كرة القدم السعودية بالتعاون مع الاتحاد الدولي "فيفا"، بهدف حفظ تاريخ الرياضة والأحداث.
في السنوات الأخيرة، بدأت كرة القدم السعودية تشهد تحولًا رقميًا كبيرًا، سواء في مجال تحليل الأداء أو في طرق التواصل مع الجماهير. مع ظهور التقنيات الحديثة مثل التحليل الإحصائي للمباريات، والتكنولوجيا المساعدة في التحكيم (VAR)، أصبح الدوري السعودي أكثر احترافية. هذه الابتكارات تسهم في رفع مستوى الفرق المحلية، كما تساعد المدربين واللاعبين على تحسين أدائهم، مما يعكس رغبة المملكة في المنافسة على أعلى المستويات العالمية.
7. دوري المحترفين السعودي: تطور دوري المحترفينيُعد الدوري السعودي للمحترفين من أبرز الإنجازات التي شهدتها كرة القدم السعودية في العقدين الأخيرين. منذ تأسيسه، شهد الدوري السعودي تطورًا ملحوظًا في مستوى التنافس والإثارة. في السنوات الأخيرة، بدأ الدوري السعودي يلفت الأنظار من خلال التعاقدات مع لاعبين ومدربين دوليين من الطراز الرفيع. هذا التحسن في الجودة ساهم في جذب الانتباه العالمي إلى الدوري السعودي وجعل الأندية السعودية تتنافس بشكل قوي على البطولات الآسيوية والمحلية.
8. برامج تطوير اللاعبين والشبابيعد الاستثمار في الأكاديميات الرياضية وبرامج تطوير اللاعبين الشباب جزءًا أساسيًا من استراتيجية كرة القدم السعودية. في السنوات الأخيرة، أُطلقت العديد من الأكاديميات المتخصصة في تدريب اللاعبين الشباب، مثل أكاديمية الاتحاد وأكاديمية الهلال. هذه الأكاديميات تهدف إلى إنتاج جيل جديد من اللاعبين الموهوبين، الذين يمكنهم أن يمثلوا الأندية والمنتخبات الوطنية في المستقبل. كما تسهم هذه البرامج في تعزيز القاعدة الجماهيرية للعبة وجذب المزيد من الشباب للانخراط في الأنشطة الرياضية.
9. التعاون مع الاتحادات الدوليةمن بين أبرز مظاهر تطور الكرة السعودية هو تعزيز التعاون مع الاتحادات الدولية، وخاصة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم. وقد ساعد هذا التعاون في تحسين الأداء الفني للأندية السعودية، من خلال المشاركة في البطولات القارية مثل دوري أبطال آسيا. كما أن الدعم المقدم من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" يساعد في تطوير البنية التحتية للرياضة على مستوى المملكة، حيث أصبحت المملكة تستضيف العديد من البطولات الدولية الرفيعة.
10. خطط المملكة 2030 وتأثيرها على الرياضةتتضمن رؤية المملكة 2030 جزءًا مهمًا يخص الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص. في إطار هذه الرؤية، يتم التركيز على تطوير قطاع الرياضة ككل، بما في ذلك تحسين مستوى البنية التحتية الرياضية وتعزيز مشاركة الشباب في الأنشطة الرياضية. كما تسعى المملكة من خلال استثمارات ضخمة إلى استضافة المزيد من البطولات العالمية، وهو ما يعكس التزامها بتطوير كرة القدم على المستويين المحلي والدولي.
تستمر كرة القدم السعودية في التطور، مع التركيز على تطوير المواهب، وتحسين البنية التحتية، وتعزيز المشاركة المجتمعية، مما يعكس التزام المملكة بتطوير هذه الرياضة الشعبية.