رئيس مجلس إدارة «أجيليتي» لـ«الاتحاد»: الإمارات توفر أكثر سلاسل الإمداد تقدماً في العالم
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
يوسف العربي (أبوظبي)
توفر الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي سلاسل إمداد، هي الأكثر تقدماً في العالم، وبنية تحتية لوجستية متطورة، وذلك بفضل الاستثمارات الذكية الضخمة التي خصصت للموانئ والمطارات وشبكات الطرق وتكنولوجيا المعلومات والسعي المتواصل لتحسين العمليات، بحسب طارق سلطان، رئيس مجلس إدارة شركة أجيليتي.
وقال سلطان في حواره مع «الاتحاد»، إن مؤشر أجيليتي اللوجستي للأسواق الناشئة، وهو تصنيف سنوي يقيس جاذبية الخدمات اللوجستية في 50 سوقاً ناشئاً، يشير إلى أن الإمارات والسعودية وقطر جاءت في المراكز العشرة الأولى في جاذبية تلك الخدمات، وكذلك في أساسيات ممارسة الأعمال والجاهزية الرقمية، وتعد المنطقة مركزاً لوجستياً عالمياً نظراً لموقعها الاستراتيجي عند تقاطع ثلاث قارات.
ونوه بأنه بحسب المؤشر تحتل الإمارات المركز الثالث بعد الصين والهند، وتأتي ضمن أفضل ثلاثة أسواق لوجستية جاذبة في العالم، وستبلغ قيمة قطاع الخدمات اللوجستية في الإمارات 31.4 مليار دولار بحلول العام 2026، وفقاً لـ «القابضة» ADQ. مضيفاً: تعكس تجربتنا هذا الواقع، حيث رأينا أن سوق الخدمات اللوجستية في الإمارات يحقق نمواً قوياً مدعوماً بالتجارة الإلكترونية.
تطور مستمر
وقال: إن تطور القطاع اللوجستي في الدولة يمضي على ثلاثة مسارات متوازية، بدايةً بتعزيز المنظومة البيئية التي تسمح للشركات الناشئة ورواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم بالنمو والازدهار، وهذا يشمل إرساء السياسات الملائمة لممارسة الأعمال والوصول إلى التمويل وتسريع وتيرة الرقمنة وبناء المهارات الرقمية وغيرها، وسيكون نمو القطاع الخاص والتنويع الاقتصادي محركاً رئيسياً للنمو الاقتصادي في المستقبل.
أما المسار الثاني فهو موضوع الاستدامة، وقد وضعت الإمارات استراتيجيات وطنية فعالة تهدف إلى تسريع وتيرة التحول إلى الطاقة الخضراء، وتعد هذه المسألة في غاية الأهمية لأنه وفقاً للبنك الدولي، إذا نفذت دول الخليج استراتيجية النمو الأخضر لتسريع عملية التنويع الاقتصادي، فإن الناتج المحلي الإجمالي لها سيتخطى 13 تريليون دولار بحلول العام 2050 (مقارنة بستة تريليونات دولار في غياب مثل هذه الاستراتيجية)، أي أنه يمكن أن يزداد النمو بشكل كبير عند التحول إلى الطاقة الخضراء، وهذا أيضاً مجال آخر سيمكن الشركات الصغيرة وكذلك القطاع الخاص من الابتكار ودفع التغيير على نطاق أوسع.
ولفت إلى أن المسار الثالث يتمثل بتحديث التجارة العابرة للحدود على أساس إقليمي، لأن التكامل العميق والتنسيق مفيد جد لدول المنطقة.
ارتفاع الطلب
وأوضح رئيس مجلس إدارة شركة أجيليتي، أن جميع هذه الشركات شهدت ارتفاعاً في الطلب على مختلف الخدمات والأعمال، فعلى سبيل المثال، استحوذت ترايستار مؤخراً على HG Storage ووقعت عقوداً جديدة، وتشهد ازدهاراً في الطلب على الشحن البحري العالمي، ولاحظنا أيضاً أن التطور السريع في التجارة الإلكترونية ساهم في دفع أعمال Shipa Delivery وShipa Ecommerce لتصبحا من أسرع شركات التجارة الإلكترونية نموًا في دول الخليج.
وقال: إن التزام أجيليتي بالاستدامة يعود إلى نحو عقدين تقريباً، ونحن سعداء جداً باستضافة الإمارات للدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف هذا العام، ونخطط لإطلاق تقرير خاص خلاله يسلط الضوء على الجهود التي تبذلها الحكومات والشركات في دول الخليج وأفريقيا في مجال الاستدامة.
وأضاف: فيما يتعلق بالجهود التي تبذلها أجيليتي لإزالة الكربون، فلكل شركة من شركاتنا خريطة الطريق الخاصة بها، فعلى سبيل المثال وضعت شركة مينزيز للطيران أهدافاً قائمة على العلم لتحقيق صافي صفر انبعاثات عبر جميع النطاقات الثلاثة بحلول العام 2045، يتضمن ذلك اتباع نهج (الكهرباء أولاً) لشراء معدات دعم المجموعة الجديدة (GSE)، والتي تتضمن الكثير من المركبات الأرضية التي قد تراها في المطارات، وتبرم مينزيز أيضاً عدة شراكات في القطاع لتسريع اعتماد وقود الطيران المستدام وزيادة نسبته لتصل إلى 10% من إمدادات الوقود العالمية بحلول العام 2030 (وهي تمثل حالياً 1%).
استثمارات خضراء
وحول الاستثمارات التي قامت بها الشركة في مجال البنية التحتية والتقنيات الرقمية من أجل تحفيز الخدمات اللوجستية المستدامة بيئياً والانتقال إلى وسائط الشحن المنخفض الانبعاثات الكربونية وأساليب التخزين الأكثر كفاءة في استخدام الطاقة، قال سلطان: إنه من خلال ذراعنا الاستثمارية أجيليتي فنتشرز، نحن مستثمرون في شركات ابتكار الشاحنات الخضراء Hyliion وVolta Trucks، كما استثمرنا في Loop، الشركة التي تقوم ببناء البنية التحتية والشبكات لشحن المركبات الكهربائية، وكذلك Frete، وهي شركة برازيلية تعمل على خفض انبعاثات الشاحنات من خلال منصة تربط عملاء الشحن البري مع متعهدي النقل الذين لديهم سعة نقل فائضة.
وأضاف: تملك أجيليتي حصة في TVP Solar وهي شركة تصنع طاقة حرارية شمسية فائقة الكفاءة، يمكنها توفير الحرارة والتبريد في الظروف القاسية المماثلة لتلك السائدة في الخليج.
التزام الموردين
وفيما يتعلق بخطة الشركة لضمان التزام الموردين والشركاء بالممارسات الخضراء، قال : «تعد إدارة الانبعاثات «الخارجية»، والمعروفة أحياناً باسم انبعاثات النطاق 3، واحدة من أكثر المجالات تعقيداً وتحدياً في الاستراتيجية البيئية لأي شركة، وتزداد هذه المشكلة صعوبة عند العمل في الأسواق الناشئة».
وأضاف: «تتفاوت شركات أجيليتي بمراحل نضوجها فيما يتعلق بهذا المجال، حيث نحرص في جميع شركاتنا على ضمان توقيع جميع موردينا الجدد على مدونة قواعد السلوك الخاصة بنا، أو ما يعادلها من شركاتنا التابعة، ولدينا برنامج خاص لوكلاء العمل للتأكد من امتثالهم لمبادئنا الخاصة بالعمل العادل».
وتابع: «تعمل شركاتنا الكبيرة على رسم خرائط لسلسلة الإمداد الخاصة بها (انبعاثات النطاق 3)، حيث أبلغت مينزيز عن هذه الانبعاثات لأول مرة هذا العام، والتزمت ترايستار بالإبلاغ عنها بحلول نهاية هذا العام، وتعتبر هذه العملية مستمرة عبر شركاتنا».
المسؤولية الاجتماعية
قال طارق سلطان، رئيس مجلس إدارة شركة أجيليتي: «نرى أن الاستدامة هي مسألة تتخطى حدود المسؤولية البيئية، والقضايا التي تؤثر على موظفينا والمجتمعات التي نعمل فيها مهمة بالنسبة لنا، نحن نركز بشدة على المسؤولية الاجتماعية في تلك المجتمعات، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالتعليم والتوظيف».
وأضاف: «ساهمنا في دعم البرامج والمبادرات التعليمية التي طالت أكثر من 675 ألف شاب على مدار الـ17 سنة الماضية في أكثر من 30 دولة». وتابع: من خلال عملنا مع المنظمات غير الربحية، قمنا بتوفير الدعم للمبادرات الخاصة بالأطفال اللاجئين في مصر وماليزيا، وبرامج مهارات البرمجة في غانا والكويت، والمدارس في تنزانيا والهند، وبرامج ريادة الأعمال في السعودية وغيرها الكثير.
وقال: «على صعيد آخر، ساهمنا ولسنوات عديدة في جهود الاستجابة الإنسانية في جميع أنحاء العالم، حيث عملنا على توفير الغذاء والدواء والإمدادات الحيوية للأشخاص المتضررين من الكوارث الطبيعية والحروب».
مرونة السلاسل
أكد رئيس مجلس إدارة شركة أجيليتي: أنه بشكل عام، نحن نؤمن بضرورة إرساء مستقبل أكثر نظافة واخضراراً وأماناً وإنصافاً ومرونة لسلاسل الإمداد العالمية، وهذا يعني الاستثمار في الابتكار والعمل على الحد من التأثير البيئي في الشركات التابعة، واستخدام الموارد والمساهمات المجتمعية لخلق فرص لبلدان الأسواق الناشئة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الخدمات اللوجستية الإمارات الخدمات اللوجستیة بحلول العام
إقرأ أيضاً:
بحضور محمد بن راشد ومنصور بن زايد.. سيف بن زايد في القمة العالمية للحكومات: الإمارات أكثر دول العالم أماناً
شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، بحضور سموّ الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، وسموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وسموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، وسموّ الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، جلسة رئيسية للفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، تحت عنوان “الإنسان محور الحضارة ورائد المستقبل”، وذلك ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات 2025، التي عقدت في دبي على مدار 3 أيام تحت شعار “استشراف حكومات المستقبل” واختتمت فعالياتها أمس الخميس.
كما حضر الجلسة سموّ الشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس دبي الرياضي، وسموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، وعدد من كبار المسؤولين.
وقال الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد خلال الجلسة: “تأسست دولة الإمارات على الوعد الصادق الذي قطعه الآباء المؤسسون، وعلى رأسهم المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيّب الله ثراهما، اللذان أكدا منذ البداية أننا سنشهد دولة اتحادية قوية، وهو ما تحقق فعلاً؛ إذ أصبحت دولة الإمارات من أكثر دول العالم أماناً، وتصدّرت الإمارات دول العالم في مؤشرات ريادة الأعمال، وتدفُق الثروات، ومؤشر أكثر الدول استقراراً اقتصادياً في العالم، كما تصدَّر جواز السفر الإماراتي مراتب عالمية متقدمة لسنوات عديدة”.
وأضاف سموّه: “أن دولة الإمارات كالألماس تلمع في الأوقات الصعبة، كما أنها تعد وتفي في كل الأوقات، وباستدامة الوعود والوفاء بها، تتكون المصداقية، وهذه هي مصداقية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” .. هذه هي المصداقية الإماراتية”.
وأوضح سموّه أن صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم دائماً سبّاق ويستشرف المستقبل، فبفضل رؤيته تمكنت دولة الإمارات من استقطاب أكثر من 135 مليار دولار استثمارات أجنبية في آخر 7 سنوات فقط، كما اجتذبت الدولة أكبر الشركات المنتجة للذكاء الاصطناعي، الأمر الذي أهلها لتحتل حالياً المرتبة الخامسة عالميًا في مؤشر الذكاء الاصطناعي.
وأكد سموّه على ضرورة مواصلة مسيرة الأجداد بتحمل المسؤولية تجاه الأجيال المقبلة، والعمل على ضمان استدامة الإنجازات، في ظل حرص قيادة الدولة على الاستثمار في الإنسان، ودعم التقنيات المتقدمة لتعزيز مكانة الإمارات العالمية في مختلف القطاعات.
ودعا سموّه شباب الإمارات إلى تلبية نداء الوطن والمضي قدمًا نحو مزيد من الإنجازات، مؤكدًا أن بطولات الأجداد ومسيرة الآباء هي مسؤولية الأجيال، وبعزم الشباب يُبنى الإنسان وتزدهر الأوطان.
وأكد الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات العربية المتحدة، وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، سارعت منذ اللحظات الأولى إلى إغاثة الأشقاء الفلسطينيين؛ وكانت من أوائل الدول التي استجابت للأزمة الإنسانية في غزة، وذلك ضمن عملية “الفارس الشهم 3” التي تعد من أكبر العمليات الإغاثية في القطاع.
وذكر سموّه أن دولة الإمارات تتصدر قائمة الدول الداعمة لغزة من خلال “الفارس الشهم 3” بقيمة بلغت أكثر من 800 مليون درهم، وبنسبة 42 ٪ من إجمالي المساعدات العالمية.
وأشار سموّه إلى أن العالم يشهد لدولة الإمارات بسجلها الحافل والمتواصل في الجهود الإغاثية والأعمال الإنسانية، حيث استثمرت الدولة أكثر من 360 مليار درهم منذ بداية الاتحاد في العمل الإنساني.
وبالعودة إلى التاريخ واستخلاص العبر للاستفادة منه، قال الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد: “إن العصرين الأموي والعباسي لم يشهدا القضاء على الحضارات السابقة، بل عمدا إلى الاستفادة منها واستقطاب العقول المبدعة، مما أثرى جودة الحياة وتنوعها الديني والثقافي، وعندما انهارت الأندلس، انتقلت المعارف إلى الغرب الذي استغل الفرصة للتوسع وبسط نفوذه عالميًا”.
وأضاف سموّه: “تمكن العرب والمسلمون من دخول الأندلس نتيجة للخلافات الداخلية السائدة آنذاك، إلا أن خروجهم كان أيضًا بسبب نزاعات داخلية بينهم، مما أدى إلى الهزيمة وفقدان الأندلس”.
وتناول سموّه التحولات الاقتصادية والتكنولوجية، مؤكدًا أن “التاريخ يبيّن كيف سيطرت الثورة الصناعية على الاقتصاد العالمي، وتحوّلت المنافسة من ميادين القتال إلى الشاشات والأسواق المالية، حيث يمكن لشركة واحدة أن تفقد 500 مليار دولار في يوم واحد، مما يعكس التقلبات السريعة في الأسواق العالمية”.
وأشار سموّه إلى أن التكنولوجيا أصبحت بلا حدود، ويمكن مقارنتها اليوم بالأسلحة النووية من حيث التأثير في المجال العسكري؛ إذ باتت قادرة على تغيير موازين القوى في وقت قياسي.
وفيما يتعلق بمشاركة المنطقة في الثورة الصناعية الأولى، قال الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد: “لم نكن في طليعة المشهد الصناعي آنذاك، بل كنا إما مُصدري اللؤلؤ أو مجرد مستهلكين. أما اليوم، فقد تصدرنا العديد من المؤشرات العالمية بفضل استثمار حكومة الإمارات في الإنسان وسعيها لتطويره”.
وفي ختام الجلسة أهدى الفريق سموّ الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، جميع حضور الجلسة نسخاً من كتاب صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم «تأملات في السعادة والإيجابية».وام