فتح أكبر عينة من كويكب قد يعطي الأمل لفهم أفضل للحياة على الأرض
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
بدأت وكالة ناسا فتح كبسولة مسبار أوسايرس-ريكس التي جمعت قطعاً من كويكب، وأعلنت أنها عثرت على "غبار وحطام أسود" بداخلها، حتى قبل البدء بتحليل الجزء الأكبر من العينة. وبعد سبع سنوات من انطلاقها، هبطت الكبسولة على الأرض الأحد في الصحراء الأميركية، بعد مناورة شديدة الخطورة.
وتُقدّر وكالة ناسا أنها تمكّنت من جمع حوالي 250 غراماً من المواد من الكويكب بينو في عام 2020، وهي أكبر عينة على الإطلاق جُمعت من كويكب.
وعند إجراء هذه العملية يومها، أدركت وكالة الفضاء أن إغلاق غطاء حجرة التجميع كان متعذراً. لكن جرى تأمين الشحنة في نهاية المطاف من خلال نقلها كما هو مخطط لها إلى الكبسولة.
الكويكب بينو
لكن بسبب هذا التسرب، توقع العلماء العثور على بقايا خارج حجرة التجميع، في الصندوق الذي وُضعت فيه. وفُتح غطاء أول الثلاثاء (27 أيلول/سبتمبر 2023)، في غرفة محكمة الإغلاق في مركز جونسون للفضاء في هيوستن بولاية تكساس الأميركية. وأعلنت ناسا أن فرقها "عثرت على الفور على غبار وحطام أسود"، من دون أن تحدد ما إذا كانت بالفعل قطعاً من الكويكب.
وكتبت وكالة الفضاء الأميركية أنه سيتم تحليل هذه المادة، وسيُصار إلى إجراء "عملية تفكيك دقيقة" لحجرة التجميع "من أجل الوصول إلى العينة الرئيسية بداخلها". وباستخدام 60 نهجا علميا مختلفا، يأمل فريق من حوالي 200 عالم في تحليل العينة.
ومن المقرر عقد مؤتمر صحافي في 11 تشرين الأول/أكتوبر "للكشف عن العينة". ومن شأن تحليل تركيبة الكويكب بينو أن يسمح للعلماء بفهم أفضل لتشكل المجموعة الشمسية وكيف أصبحت الأرض صالحة للسكن.
وقالت ناسا بخصوص العينة إنها "ستفتح كبسولة زمنية لبدايات نظامنا الشمسي". وقال بيل نيلسون، مدير وكالة ناسا، "المستحيل أصبح ممكنا"، مهنئا المتعاونين على جلب أكبر عينة من الكويكبات على الإطلاق إلى الأرض. وأضاف "سوف يساعد هذا العلماء على التحقيق في تكوين الكوكب، وسيحسن فهمنا للكويكبات التي من الممكن أن تؤثر على الأرض وسوف يعمق فهمنا لأصل نظامنا الشمسي وتكوينه".
وانتظر علماء ناسا وقتا طويلا لعودة المسبار الذي تم إطلاقه من ميناء كيب كانافيرال الفضائي التابع لناسا في أيلول/سبتمبر 2016 ووصل إلى الكويكب بينو بعد حوالي عامين.
وبعد إسقاط العينة، واصل المسبار على الفور رحلته إلى كويكب آخر يطلق عليه اسم أبوفيس. وفي عام 2005، تمكن المسبار الفضائي الياباني "هايابوسا" من الهبوط على أحد الكويكبات. وفي عام 2010، أعاد إلى الأرض أول عينات من التربة على الاطلاق يتم جمعها من مثل هذا الكويكب.
وعلى الرغم من أن هناك مجسات أخرى وصلت إلى الكويكبات، إلا أن "هايابوسا" هو المسبار الوحيد الذي تمكن من إعادة العينات إلى كوكب الأرض حتى الآن. جدير بالذكر أن قطر الكويكب بينو ذي اللون الأسود، والذي تم تسميته على اسم إله مصري قديم، يبلغ نحو 550 مترا. ومن المتوقع أن يمر الكويكب بالقرب من الأرض خلال نحو 150 عاما.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الکویکب بینو
إقرأ أيضاً:
رؤية معاصرة لفهم الإسرائيليات في الإسلام ودورها في تشكيل العقل العربي والمسلم
هذه الرؤية تأتي كمساهمة في الدعوة العلمية ضمن النقاشات التي أشارك بها مع الطلاب العرب الدارسين للثقافة الإسرائيلية بجامعة حيدر آباد، حيث يُعد موضوع الإسرائيليات في التراث الإسلامي نقطة التقاء هامة بين الدراسات الدينية والثقافية. يهدف هذا العرض إلى إلقاء الضوء على كيفية تسرب الإسرائيليات إلى التراث الإسلامي، ودراسة أثرها في تشكيل العقلية العربية والإسلامية، خصوصًا في سياقات السيطرة الدينية والثقافية.
أولًا الخلفية التاريخية للإسرائيليات
السياق الديني والثقافي
ظهرت الإسرائيليات كجزء من التفاعل الحضاري بين المسلمين وأهل الكتاب في فترة التوسع الإسلامي، حيث احتاج المفسرون والوعّاظ إلى سد الفجوات المعرفية المتعلقة بالتاريخ الديني والقصص القرآني.
كان هناك افتتان بمعرفة أهل الكتاب، خاصة من اليهود الذين امتلكوا روايات عن الأنبياء وأحداث تاريخية لم ترد تفصيلاتها في النصوص الإسلامية.
الدور السياسي
بعض الإسرائيليات ربما دخلت التراث الإسلامي بشكل مقصود لتثبيت هيمنة ثقافية أو دينية لليهودية والمسيحية، أو لتوجيه الذهنية الإسلامية في اتجاهات معينة.
بعض الروايات استخدمت كأدوات لبناء شرعية دينية أو سياسية، خصوصًا في الفترات التي كانت فيها العلاقة بين المسلمين وأهل الكتاب مشحونة بالتنافس أو التوتر.
ثانيًا الإسرائيليات كأداة للسيطرة الذهنية
إعادة إنتاج السيطرة الدينية
الإسرائيليات ساهمت في تعزيز صورة معينة عن العالم والتاريخ الديني، مما جعل العقل المسلم يعتمد على سرديات "الأقدمية" الكتابية (التوراة والإنجيل) بوصفها مصدرًا تكميليًا أو حتى مرجعيًا في بعض الأحيان.
هذا أوجد نوعًا من التبعية الفكرية للأديان السابقة في مجالات معينة، مثل قصص الأنبياء وتفسير الغيب.
إضعاف النقد الذاتي
التركيز على قبول الروايات دون تمحيص أو نقد جعل العقل الإسلامي في بعض الفترات أكثر عرضة لقبول الروايات الإسرائيلية دون أن يُطبق عليها معايير النقد العلمي أو العقلاني.
التأثير على الهوية الدينية
الإسرائيليات خلقت تحديات تتعلق بالهوية الدينية، حيث تسربت مفاهيم مناهضة للتوحيد الخالص، مثل تصوير الأنبياء بصفات بشرية ضعيفة (الكذب، الخيانة)، ما أدى إلى تشويش المفاهيم الدينية لدى بعض المسلمين.
ثالثًا رؤية نقدية معاصرة للتعامل مع الإسرائيليات
تحليل السلطة المعرفية
الإسرائيليات ليست مجرد قصص دينية؛ هي جزء من نظام معرفي أكبر يُستخدم لإعادة إنتاج أنماط السيطرة الدينية والثقافية. يجب أن نقرأها ضمن سياق تاريخي يُبرز محاولات توجيه الذهنية الإسلامية نحو قبول معايير معرفية محددة.
منهجية تحليلية جديدة
بدلاً من رفض الإسرائيليات بالكامل أو قبولها دون نقد، يجب تبني نهج تحليلي يقوم على
التحقق من مصادرها الأصلية.
مقارنة مضمونها بالقيم القرآنية ومبادئ الإسلام الأساسية.
دراسة تأثيرها على الفكر الإسلامي في مراحل مختلفة.
تعزيز النقد الذاتي
ينبغي على الطلاب والمثقفين اليوم التفكير في كيفية تفاعل المسلمين مع مصادر المعرفة الخارجية عبر التاريخ، وكيف يمكنهم اليوم بناء وعي نقدي يُجنبهم الوقوع في التبعية الفكرية.
رابعًا: قراءة الإسرائيليات في سياق معاصر
الإسرائيليات وعصر العولمة
في عصر يتميز بتعدد مصادر المعرفة وسرعة انتشار المعلومات، يمكن النظر إلى الإسرائيليات كنموذج تاريخي لكيفية انتقال الأفكار وتأثيرها عبر الثقافات.
هذا يفتح المجال لفهم أوسع لأثر الهيمنة الثقافية والدينية على المجتمعات.
إعادة تفسير الماضي لتشكيل الحاضر
بدلاً من النظر للإسرائيليات كمجرد مادة تاريخية، يمكننا أن نستفيد من دراستها لفهم كيف يمكن للتأثيرات الخارجية أن تُعيد تشكيل الهوية الثقافية والدينية للمجتمعات.
دور التربية والتعليم
من الضروري إدخال مفاهيم النقد التاريخي والمنهجي في المناهج الدراسية لتعليم الطلاب كيفية التمييز بين الروايات المختلفة وتطوير عقلية نقدية واعية.
خاتمة: نحو عقلية إسلامية متجددة
فهم الإسرائيليات في الإسلام هو أكثر من مجرد استعراض للقصص والروايات؛ هو مدخل لفهم كيف يمكن للهيمنة الدينية والثقافية أن تؤثر على بناء المعرفة والهويات. يجب أن ننظر إلى هذا الموضوع بعين نقدية تجمع بين الدراسة التاريخية والوعي المعاصر، مما يساعد في بناء عقلية مسلمة حرة قادرة على التفريق بين ما يخدم الدين والثقافة، وما يستغلها لغايات السيطرة.
zuhair.osman@aol.com