تكريم الفنانين المشاركين في ختام ملتقى حلب للفنون التشكيلية
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
حلب-سانا
كرّمت وزارة الثقافة في منارة حلب القديمة مساء اليوم الفنانين المشاركين في ملتقى حلب للفنون التشكيلية الذي نظمته الوزارة بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية وفرع حلب لاتحاد الفنانين التشكيليين على مدى أسبوع.
واختتم الملتقى بمعرض فن تشكيلي كنتاج إبداعي لـ 18 فناناً شارك كل منهم بلوحتين تعكسان شعار الملتقى (الفنون عتبة لتجاوز الآلام) من خلال توظيف مدارس تشكيلية مختلفة في التعبير عن معاناة أهالي حلب جراء زلزال شباط الماضي وسعيهم للتعافي منها.
وأشارت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح في كلمتها إلى أهداف الملتقى بدعم ومساندة الفنانين التشكيليين المتضررين من الزلزال ودمج جهود الوزارة مع الجهود الوطنية الأخرى بدعم الصندوق الوطني لدعم المتضررين من الزلزال وتجاوز الآلام عبر الأعمال الإبداعية للفنانين المشاركين في ملتقى حلب والمحافظات الأخرى لإظهار صورة سورية الحقيقية كحلقة إنسانية ووطنية متراصة.
وبيّن مدير المجتمعات الحية والقوية بمنارة حلب القديمة للأمانة السورية للتنمية أحمد كبة في تصريح لمراسل سانا أنّ المنارة قدمت الدعم اللوجستي الكامل لنجاح الملتقى مع مراعاة رمزية المكان الأثري الذي تضرر خلال الحرب وعاد إلى الحياة ليشكل إلهاما للفنانين في التعبير عن الحياة والتجدد رغم الصعاب.
ولفت رئيس فرع حلب لاتحاد الفنانين التشكيليين يوسف مولوي إلى المشاركات الفنية في الملتقى التي عكست صورة حية وصادقة للمكنونات الداخلية لكل فنان والتعبير عن الواقع الحياتي بالألوان والتشكيل ولا سيما الألوان الخاصة بالتعبير عن البهجة والعودة للحياة.
ومن الفنانين المشاركين عبّرت الفنانة سوزان حسين عن سعادتها بالمشاركة حيث قدمت لوحتين تحت عنوان الحواري القديمة راصدة شارع السيسي بالمدينة القديمة ودير الراهبات الفرنسيسكانيات نظرا لما كان يشهده الحي من زيارات لشخصيات مهمة وطنيا وعالميا، بالإضافة إلى الدير الذي يعد من معالم حلب التي ساهمت بالتنمية المجتمعية والتعليم.
واعتبر الفنان بشار برازي من المدرسة التعبيرية والتجريدية في الرسم أن خصوصية كل فنان مشارك ميّز الملتقى بتنوع غني مبيناً أنه دمج الخطوط الفريدة في النحت مع التشكيل مقدماً المعاناة ويعلوها بصيص الأمل من خلال الألوان الحارة.
ووجد الفنان أصلان معمو من المشاركة فرصة لتقديم محتوى تخيلي يجعل الزائر يسافر معه إلى مسقط رأسه عفرين ويعود إلى قلعة حلب دامجاً شجرة الزيتون مع القلعة في محاولة لتقديم صورة عن الحنين والوطن بلوحة واحدة.
وحاولت الفنانة لوسي مقصود من خلال لوحتها تجسيد شعور سكان الدار والمنطقة بتمسكهم وشوقهم لديارهم والسفر إليهما بحالة من الحلم والروحانية عبرت عنهما بالألوان الحارة والهادئة.
تضمن حفل الختام فقرات فنية قدمها طلاب معهد صباح فخري التابع لوزارة الثقافة.
حضر الحفل محافظ حلب حسين دياب ورئيس مجلس مدينة حلب الدكتور معد مدلجي ومدير الأمانة السورية بحلب جان مغامز ومدير الفنون الجميلة في وزارة الثقافة وسيم عبد الحميد.
أوهانيس شهريان
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
بدور القاسمي تفتتح في “1971 – مركز للتصاميم” معرضاً لأعمال الفنانين المشاركين في “مهرجان تنوير”
افتتحت الشيخة بدور القاسمي، مؤسسة ورؤية مهرجان تنوير معرض، “نماذج أبدية” الذي ينظمه “1971 – مركز للتصاميم”، بالتزامن مع استعداد الشارقة لانطلاقة “مهرجان تنوير”، حيث يكشف المعرض خفايا العملية الإبداعية لأعمال فنية يعرضها المهرجان، استلهمت رؤيتها من طبيعة صحراء مليحة، مصطحباً الزوار في رحلة تفاعلية بدءاً من تصوّر وتطوير الأعمال الفنية وصولاً إلى تنفذيها.
ويسلط المعرض، الذي يفتتح أبوابه رسمياً اليوم (20 نوفمبر) وحتى 3 أبريل 2025، الضوء على أعمال 10 فنانين مصممة من قبل 11 فناناً إماراتياً وعربياً وأجنبياً يتخذون من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً. ويتضمن المعرض برنامجاً مكثفاً من الجولات، وحوارات مع الفنانين، وورش العمل، والفعاليات المجتمعية على مدار 5 أشهر، حيث يوسع المعرض آفاق الحوار حول الإبداع، والمرونة، والتواصل إلى ما وراء الأعمال الفنية ذاتها.
ويقام “مهرجان تنوير 2024” تحت شعار “أصداء خالدة من المحبة والنور” أيام 22 و23 و24 نوفمبر الجاري، في صحراء مليحة الغنية بالمشاهد الطبيعية الساحرة والمواقع التاريخية، وتستلهم دورة العام الجاري من المهرجان تعاليم الشاعر جلال الدين الرومي، وتستضيف نخبة من أعظم الفنانين والشعراء على مستوى العالم للاحتفال بالإبداع والترابط والعلاقة الوثيقة بين الفن والطبيعة والحياة الروحانية.
الحكمة والجمال وترابط الإنسان بالطبيعة
ويتجاوز معرض “نماذج أبدية” مفهوم الحدود التقليدية للمعرض الفني، حيث يشكّل سرداً شاملاً للتعبير الإبداعي، موثقاً العمليات الدقيقة لتنفيذ الأعمال الفنية، حيث يتيح الفرصة أمام الزوار لاستكشاف مراحل تكوين المنحوتات والأعمال التركيبية الفنية المشاركة في “مهرجان تنوير”، بدءاً من مسودات الرسومات والتصميمات وصولاً إلى تطوير النماذج الأولية. كما يكشف كافة مراحل العملية الإبداعية من خلال عرض منظم يشمل تفاصيل الرسومات والنماذج المصغرة وتجارب المواد المستخدمة، بالإضافة إلى مقابلات مصورة مع الفنانين، مقدماً رؤية عميقة وشاملة لرحلة التجسيد الإبداعي، بما ينسجم مع كلمات الشاعر الرومي من القرن الثاني عشر: “عندما تقرر أن تبدأ الرحلة، سيظهر الطريق.”
ويعد الإبداع الدقيق في محاكاة الكثبان الذهبية لصحراء مليحة من أبرز العناصر المتميزة للمعرض، حيث يعبر الزوار مساراً متعرجاً يستحضر رحلة حقيقية عبر المشهد الصحراوي، موفراً لهم تجربة تفاعلية غامرة، إذ يضع المسار النماذج الفنية في مساحة تعكس البيئة الواسعة لصحراء مليحة، ويدعو الزوار لتأمل الحكمة، والجماليات، وترابط الإنسان بالطبيعة، والانغماس فيها، حيث تتنوع التركيبات والأعمال الفنية بين تفسيرات بصرية لتعاليم جلال الدين الرومي، والأعمال المستوحاة من الامتداد الطبيعي والأثري للصحراء، موفرة تنوعاً في وجهات النظر الفنية، مع تأكيد العلاقة التفاعلية بين التعبير الإبداعي والجماليات الطبيعية والبيئية.
التميز الإبداعي لـ11 فنان عالمي
ويقدم كل فنان مساهمة فريدة إلى المهرجان، ونموذجاً للتميز الإبداعي، فانطلاقاً من عمل بعنوان “آثار صحراوية” للفنانين كريم وإلياس الذي يتأمل الأصداء التاريخية، إلى رحلة فكرية عبر “طريق الرومي” للفنانة عزة القبيسي، وصولاً إلى “واحة النخيل” التفاعلية للفنان خالد شعفار، يوفر كل عمل فني تفسيراً شخصياً لشعار المهرجان.
ويستكشف عملان فنيان، الأول بعنوان “دائرة النجوم” للفنانة باتريشيا ميلنز، والثاني بعنوان “حَلَقيّ” للفنانة زينب الهاشمي، العلاقة بين الظواهر السماوية والأشكال الأرضية، في حين يتيح عمل بعنوان “بوابة الحكمة” للفنانة نداء إلياس، للمشاهدين فرصة التفاعل في تأمل سرد بصري حول الذات والتنوير، أما “حُماة الأرض” للفنانة رباب طنطاوي، فيجسد مفهوم الحماية الثقافية ويكشف مبدأ المرونة في حوار الثقافات.
ويزداد ثراء المعرض بأعمال عديدة منها: “لامُتَنَاه” للفنان أحمد قطّان، والنجوم السوداء من العمل الفني “ليلة القدر” لرغد الأحمد، و”نَّو” للفنان عمر القرق، حيث يسهم كل عمل بتقديم طبقات من التعبير التأملي والثقافي المشترك.
وبعد اختتام “مهرجان تنوير” في 24 نوفمبر الجاري، ستبقى هذه التركيبات متاحة للجمهور، موفرة لهم فرصة مواصلة الاستمتاع بأعمال فنية، وتأملها، في المشهد الطبيعي الهادئ لصحراء مليحة.