علمت «الجريدة» أن وزارة الشؤون الاجتماعية أنجزت تصوّراً لإضافة شروط أخرى على ضوابط شغل الوظائف الرقابية التعاونية التخصصية المتدرجة فنياً لنوع العمل الإداري، تتيح بموجبها لخريجي الشريعة العمل كمراقبين إداريين في التعاونيات. ووفقاً لمصادر «الشؤون»، فإن الوزير فراس المالك، بصدد توجيه مخاطبة رسمية إلى نظيره وزير الدولة لشؤون مجلسَي الوزراء والأمة، رئيس ديوان الخدمة المدنية، عيسى الكندري، يطلب خلالها تعديل بعض مواد قرار «الخدمة المدنية» رقم 34 لسنة 2016، بشأن وظائف ومكافآت الموظفين الكويتيين شاغلي وظائف الرقابة التعاونية التخصصية، والمعدّل بالقرار رقم 1/2018 بشأن تعديل مكافآت المستوى الوظيفي، الذي حدّد الوظائف التخصصات المطلوبة لشغل وظيفة مراقب إداري حصراً في خريجي القانون أو الحقوق، دون أن يشمل تخصص شريعة.

وأضافت المصادر أن «حملة تخصص الشريعة يشغلون وظائف قانونية تخصصية بالوزارة، ويحملون مسمى اختصاصي قانوني، إضافة إلى ذلك فإنهم مؤهلون لشغل الوظائف القانونية التخصصية المتدرجة فنياً بالجهات الحكومية، بعد حصولهم على الدورة القانونية من معهد الكويت للدراسات القضائية والقانونية التابع لوزارة العدل وفقاً لقرار مجلس الخدمة المدنية رقم 42 لسنة 2012، الصادر بهذا الشأن، لذا، ومن هذا المنطلق، طالبت الوزارة بإفساح المجال أمامهم لشغل وظيفة مراقب إداري بالتعاونيات». وبينت المصادر أن «الشؤون» بحاجة ماسة إلى زيادة المراقبين الإداريين، نظراً لنقص أعدادهم في إدارة الرقابة والتفتيش التعاوني، مشددة على أن الهدف الأساسي جراء طلب الوزارة إحكام عمليتَي الرقابة والمتابعة بصورة أكبر على أعمال وأنشطة مجالس إدارة الجمعيات، ليتسنّى تحقيق الهدف الأساسي من إنشاء التعاونيات، بتقديم سلعة ذات جودة عالية وبأسعار تعاونية دون إثقال كاهل المواطنين، إضافة إلى الارتقاء بالمستوى الاقتصادي والاجتماعي لأعضائها ومساهميها. وأشارت إلى أن هذه الخطوات من قبل الوزارة تأتي استكمالاً للتي اتخذتها، أخيراً ومنها إلغاء الفرق المشكّلة داخل إدارة الرقابة والتفتيش التعاوني، للإشراف على أعمال المراقبين الماليين والإداريين المعينين من الوزارة بالتعاونيات، إضافة إلى إلغاء إثبات حضورهم وانصرافهم (المشرفين) بأي من الجمعيات التعاونية الذين كانوا يقومون بالإشراف عليها، وإلزامهم بالبصمة بإدارتهم الكائنة في منطقة شمال غرب الصليبيخات، مشددة على أن ثمّة حزمة إجراءات بصدد اتخاذها، من شأنها تلافي أي أخطاء سابقة في قطاع التعاون، والتي ستنعكس إيجاباً على عمل الجمعيات ومجالس الإدارة.

المصدر: جريدة الحقيقة

إقرأ أيضاً:

الفساد النظامي- الرقابة وانفاذ القانون

د. عمر محجوب محمد الحسين

تشير التقارير الدولية إلى أن الإنفاق الحكومي يمثل ما نسبته 34% سنويا من الناتج المحلي الإجمالي، وهذه النسبة تمثل ثلث اقتصاد العالم. لذلك نجد أن خطر سوء إدارة الأموال العامة أو استغلال المؤسسات العامة لتحقيق مكاسب شخصية أو خاصة بفئة معينة مرتفع جدا، وهو أكثر وضوحا في البلدان التي تتسم بضعف المؤسسات العامة والهشاشة السياسية أو المعرضة للصراعات والتي تفتقر إلى المؤسسات الديمقراطية وفي ظل عدم وجود حكومة فعالـة وخاضعـة للمسـاءلة. إن الجهود الرامية إلى معالجة ومكافحة الفساد غالبا ما تكون ذات حساسة مفرطة أو مسيسة أو غير مستدامة، وكثيرا ما تتعرض "جهود مكافحة الفساد" الجادة للخطر نتيجة لفقدان الدعم السياسي والرسمي للإصلاح. للفسـاد آثـار مدمـرة علـى النسـيج الاجتماعي، ويقوّض النزاهة العامة الضرورية للارتقاء بالقيم السلوكية، ويدمـر ثقـة المجتمع فـي المؤسسـات العامـة والحكومـات، ويحدث كلفة الاقتصادية باهظة، من حيث اهدار الموارد؛ والفعالية وتفويت الفرص، دائماً ما تكون أعلى قيمة من المنافع الضيقة التي يمكن الحصول عليها من خلال الفساد. جدير بالذكر أن السودان حسب مؤشر مدركات الفساد يقبع ضمن قائمة الدول الأكثر فسادا في العالم، وكذا حاله بالنسبة لقائمة الدول الافريقية جنوب الصحراء.
إن مكافحة الممارسات الفاسدة كنهج عقابي لمحاربة الفساد، من خلال التحقيق والملاحقة القضائية وفرض العقوبات على الأفراد الفاسدين على الرغم من نجاحه في بعض الأحيان، لكنه يعتمد إلى حد كبير على سيادة القانون والنظم العدلية والمؤسسات الديمقراطية والتشريعية التي تعمل بصورة جيدة والأجهزة الإعلامية، والتي تشكل عادة جزءاً من نفس النظام. إن معادلة "الفساد النظامي" واضحة. وتُظهِر التجربة أنه في السعي إلى معالجة سوء إدارة الأموال العامة، ينبغي أن يُستكمل النهج العقابي بالتزام سياسي ومؤسسي بتغيير الأنظمة والمواقف الأساسية.
إن دور ديوان المراجع العام في التعامل مع الفساد ــ والذي يُفهَم إلى حد كبير باعتباره وظيفة المساءلة الحكومية والشفافية من خلال الرقابة على الأداء المالي لكافة الأجهزة الخاضعة للمراجعة، بما في ذلك تحصيل الإيرادات والإنفاق وفقاً للموازنات المعتمدة، قادر على تعزيز جهود مكافحة الفساد. وفي حين تعتمد المساءلة والشفافية الحكومية إلى حد كبير على العمليات والأطر النظامية التي تتبناها المؤسسات العامة من خلال تحسين العمليات والأنظمة المستخدمة لإدارة المال العام، والحد من السلطة التقديرية مع تعزيز المساءلة والشفافية والرقابة من قِبَل المواطنين ومن السلطات التشريعية والرقابة البرلمانية؛ يمكن لأطر إدارة المال العام أن تقلل من نقاط الضعف المؤسسية، وتحد من فرص السلوك الفاسد، وإساءة استخدام الأموال العامة.
إن تعزيز دور ديوان المراجع العام كجهة رقابية من شأنه أن ينبه القطاع العام بأكمله، ومن الممكن أن يشجع دوره تعميم تدابير مثل تعزيز الضوابط الداخلية والضمانات، وآليات المساءلة والرقابة الداخلية، والتدقيق الاجتماعي على تغيير سلوك الافراد الفاسدين بصورة واسعة. من الأهمية بمكان أن يركز نهج إدارة مالية الدولة العامة على جانبي العرض والطلب في الحوكمة: على جانب العرض، من خلال تعزيز دور ديوان المراجع العام وعملياته وأنظمته؛ وعلى جانب الطلب، من خلال تعزيز قدرة المجتمع المدني على المشاركة وممارسة الرقابة الفعالة.
لن يستطيع ديوان المراجع العام بدور كشف الفساد والوقاية منه، لكن من خلال شراكته مع وكالات أو هيئات للرقابة والشفافية يمكن تنفيذ برامج لمراقبة إدارة الأموال العامة. وذلك من طريق الوقاية، من خلال توحيد وتحسين وأتمتة العمليات المتعلقة بالتخطيط الوطني وصياغة الميزانية وتنفيذها والمشتريات العامة وجمع الضرائب وإدارة الجمارك، ومن خلال تعزيز هذه الأنظمة، يمكن للحكومات الحد من فرص الفساد وتخفيف المخاطر والحد من نقاط الضعف. ومن طريق الكشف، الوكالات أو الهيئات التي ذكرناها يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في الكشف عن المخالفات في إدارة الأموال العامة من خلال آليات مثل التدقيق الداخلي والخارجي، وتتبع الإنفاق، وأنظمة الرايات الحمراء "تعبير يستخدم للدلالة على العديد من إشارات التنبيه والتحذير الصريحة والضمنية"، والرقابة الخارجية من قبل مؤسسات التدقيق العليا والمجتمع المدني. إن التقنيات الجديدة التي تساعد في أتمتة عمليات الرقابة ورقمنتها تعمل على إحداث ثورة في وظائف التدقيق، مما يؤدي إلى تدقيق المعاملات المستمر في الوقت الفعلي بموثوقية تتجاوز ممارسات التدقيق اليدوي التقليدية. يمكن للمواطنين أيضاً ممارسة الرقابة الفعالة، مثل مراقبة عقود البنية التحتية الحكومية الكبيرة من خلال التدقيق الاجتماعي والصحافة والإعلام، مما يساعد في الكشف عن الفساد والحد منه. ومن طريق الردع، إن تعزيز الضمانات والضوابط الداخلية في إدارة الأموال العامة مع تعزيز الشفافية المالية والرقابة من جانب المواطنين من شأنه أن يساعد في ردع السلوك غير الأخلاقي من خلال زيادة مخاطر الكشف. ومن طريق تغيير السلوك، إن آليات الوقاية والكشف والردع تشجع أنماطاً جديدة من السلوك بين المسؤولين الحكوميين والمواطنين من خلال زيادة إدراك حجم المخاطر، وتشجيع التعاون لكشف الفساد والمفسدين، وتحسين الضوابط الموجهة نحو السلوك غير الأخلاقي. كما تساهم برامج إدارة المالية العامة وجهود تعزيز الأنظمة في تغيير السلوك ويمكنها ضمان النزاهة بشكل أكبر من خلال تعزيز الاحترافية في وظائف إدارة المالية العامة وتعزيز المعايير الأخلاقية، بما في ذلك الشفافية والمساءلة. بالإضافة إلى مجموعة من الممارسات التي تستخدم أساليب استباقية بدلاً من أساليب عقابية، وتضع تعزيز الحوكمة وبرامج مكافحة الفساد كجهود متبادلة ومعززة لعملية مكافحة الفساد. من خلال استراتيجيات مكافحة الفساد ينبغي أن يكون مسار عمل الإدارات المالية العامة، بما في ذلك إدارة الميزانية، والمشتريات الحكومية، وعمليات الخزانة والمحاسبة، والتدقيق الداخلي والخارجي، وإدارة الضرائب، والبيانات المفتوحة، والابتكار التكنولوجي محورياً في أي استراتيجية لمكافحة الفساد.

omarmahjoub@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • إنجاز جديد.. "الشؤون الإسلامية" تحصد "الآيزو" في أمن المعلومات
  • وظائف وزارة التضامن الاجتماعي.. التقديم ينتهي في هذا الموعد
  • القطراني يلتقي موظفي إدارة الشؤون الفنية والمشروعات
  • قيادة وزارة الخدمة المدنية والتطوير الإداري تتفقد أسر الشهداء من منتسبيها
  • وظائف جديدة للشباب | التفاصيل والشروط .. فيديو
  • بشرى سارة.. وظائف جديدة برواتب مجزية لأبناء هذه المحافظات
  • الفساد النظامي- الرقابة وانفاذ القانون
  • تفاصيل وظائف وزارة التضامن الاجتماعي وشروط التقديم 2024
  • نجم الزمالك السابق : مفيش أي إضافة للصفقات الجديدة
  • وزارة التضامن تكشف شروط وظائف 2024 والمستندات المطلوبة