بـ5 طرق ومنذ سنوات.. هل تطبيع السعودية وإسرائيل قائم بالفعل؟
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
بينما تواصل الولايات المتحدة جهودها لتطبيع العلاقات رسميا بين السعودية وإسرائيل، توجد علاقات قائمة بالفعل بين البلدين منذ سنوات عبر خمس طرق، وفقا لريحان الدين في تقرير بموقع "ميدل إيست آي" البريطاني (MEE).
ريحان الدين أضاف، في التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، أن "المملكة تؤكد منذ فترة طويلة أنها لن تقوم بتطبيع العلاقات مع إسرائيل حتى يحصل الفلسطينيون على دولتهم الخاصة.
والرياض مستعدة، بحسب تقارير إعلامية أمريكية وإسرائيلية، للتطبيع مع تل أبيب مقابل توقيع معاهدة دفاع مع واشنطن والحصول على أسلحة أمريكية أكثر تطورا ودعم تشغيل دورة وقود نووي كاملة بما فيها تخصيب اليورانيوم داخل المملكة، إلى جانب التزامات إسرائيلية نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
ومن أصل 22 دولة عربية تقيم خمس دول هي مصر والأردن والإمارات والبحرين والمغرب علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل، التي تحتل أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ حرب 1967.
وعندما سُئل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية الأسبوع الماضي، عن مدى قرب التوصل إلى اتفاق بشأن التطبيع مع إسرائيل، قال: "كل يوم نقترب أكثر".
"لكن أعضاء ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفضوا تقديم أي تنازلات جدية للفلسطينيين، بما في ذلك تجميد البناء الاستيطاني غير القانوني على الأراضي الفلسطينية المحتلة"، كما تابع ريحان الدين.
ومضى قائلا إنه "على الرغم من عدم وجود علاقات رسمية بينهما، فقد أقامت السعودية وإسرائيل علاقات وحافظتا عليها في عدد من المجالات على مدى العقد الماضي".
اقرأ أيضاً
بالرياض وتل أبيب.. مد متصاعد قد لا يتوافق مع مصالح واشنطن
اجتماعات ووفود
و"منذ سنوات، تم الإبلاغ عن سلسلة اجتماعات بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين سرية أحيانا، وفي 2015، صافح مدير عام جديد لوزارة الخارجية الإسرائيلية علنا جنرالا سعوديا متقاعدا ومستشارا سابقا للمملكة"، وفقا لريحان الدين.
وتابع: "وفي وقت لاحق من ذلك العام، قاد مسؤول سعودي متقاعد آخر، هو الجنرال أنور عشقي، فريقا من رجال الأعمال والأكاديميين إلى اجتماع مع مسؤولي وزارة الخارجية الإسرائيلية وأعضاء البرلمان الإسرائيلي في القدس. ومن المستبعد جدا أن تتم مثل هذه الرحلة دون موافقة الرياض".
وأردف أنه "في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، أصبح وزير الطاقة الإسرائيلي آنذاك يوفال شتاينتز أول مسؤول كبير يؤكد وجود اتصالات سرية بين البلدين (...) وبلغت الاتصالات الرسمية السرية ذروتها في 2020 عندما التقى (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو نفسه مع محمد بن سلمان في مدينة نيوم السعودية".
كذلك "تسارعت في الأسابيع الأخيرة، وتيرة الوفود الإسرائيلية المعلن عنها إلى السعودية"، كما زاد ريحان الدين.
ولفت إلى أنه "في 2019، سافر محمد سعود، وهو مدون سعودي معجب بإسرائيل، في رحلة إلى إسرائيل وفلسطين برعاية رسمية من وزارة الخارجية الإسرائيلية، وقد طرده فلسطينيون من المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".
وأضاف أنه في المقابل "سافر المراسل العسكري للقناة 13 الإسرائيلية ألون بن دافيد بجواز سفر غير إسرائيلي إلى الرياض، في يوليو/تموز 2022، لقياس ردود الفعل السعودية على وجوده كإسرائيلي".
اقرأ أيضاً
صحيفة سعودية: المملكة غير متعجلة في تطبيع علاقتها مع إسرائيل
تعاون دفاعي
ريحان الدين قال إنه "في العديد من الاجتماعات السابقة بين المسؤولين السعوديين والإسرائيليين تمحورت المناقشات حول منافستهم الإقليمية المشتركة، إيران".
وتابع: "في العام الماضي، قال مسؤولون دبلوماسيون وأمنيون إسرائيليون إنهم يجرون محادثات مع الإمارات والبحرين والسعودية لتثبيت برنامج دفاعي مشترك ضد تهديد الطائرات بدون طيار".
وأردف أن "هذه المبادرة، التي دعمتها واشنطن، كانت جزءا من جهد منسق لصد إيران ووكلائها في المنطقة، وبينهم الحوثيون في اليمن (جارة السعودية)".
و"في مارس/ آذار الماضي، عُقد اجتماع رفيع المستوى بين مسؤولين عسكريين إسرائيليين وسعوديين في منتجع شرم الشيخ المصري، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، وحضرته أيضا وفود من قطر والإمارات والبحرين والأردن، فضلا عن رئيس سابق للقيادة المركزية الأمريكية"، بحسب ريحان الدين.
وزاد بأنه "بحسب ما ورد، توصل المشاركون إلى اتفاق غير ملزم لتنسيق أنظمة الإخطار السريع في حالة اكتشاف تهديد جوي من طائرات بدون طيار أو هجمات بالصواريخ الباليستية وصواريخ كروز".
وكثيرا ما اتهمت عواصم إقليمية وغربية، في مقدمتها الرياض وتل أبيب وواشنطن، طهران بامتلاك أجندة توسعية في المنطقة، والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية بينها اليمن وسوريا ولبنان والعراق، بينما تقول إيران إنها تلتزم بمبادئ حُسن الجوار.
اقرأ أيضاً
الطرفان مصممان على رؤيتيهما.. تقدير موقف للتطبيع السعودي الإسرائيلي
تكنولوجيا ومجال جوي
"وتوجد أيضا علامات على نشاط تجاري سري أيضا، خاصة في مجال التكنولوجيا، كما تابع ريحان الدين.
وقال إنه "في خطوة انتقدها نشطاء حقوق الإنسان والنشطاء الرقميون بشكل متكرر، تعتبر السعودية مشتريا مزعوما لبيجاسوس (Pegasus)، وهو برنامج تجسس سيئ السمعة تصنعه شركة NSO Group الإسرائيلية، وتم استخدامه لاختراق هواتف المعارضين السياسيين".
و"لأول مرة، اشترت الرياض البرنامج في 2017 مقابل 55 مليون دولار، بعد أن شارك فريق صغير من مسؤولي الدفاع الإسرائيليين في حوار سري مع الرياض"، وفقا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".
ريحان الدين زاد بأن "موقع ميدل إيست آي كشف في أبريل/نيسان (الماضي) أن كابل الألياف الضوئية المقترح لربط السعودية وإسرائيل، بدعم من صندوق استثمار إسرائيلي كبير، يكتسب زخما في الرياض".
وأوضح أن "الكابل البالغ طوله 20 ألف كيلومتر (...) سيمر عبر الإمارات والبحرين وقطر وعمان، بالإضافة إلى الأردن وفلسطين على طريق بين مرسيليا في فرنسا ومومباي في الهند".
كما "وفرت مسارات الطيران والمجال الجوي مساحة أخرى من الود بين البلدين، إذ أعلنت السعودية في يوليو/تموز 2022، أنها ستفتح مجالها الجوي أمام جميع الرحلات الجوية المدنية"، وفقا لريحان الدين.
وأشار إلى أن "هذا الإعلان جاء بعد ساعات فقط من سفر (الرئيس الأمريكي جو) بايدن مباشرة من السعودية إلى السعودية.. ومنذ القرار، سُمح للرحلات الجوية بين إسرائيل ودول مثل الهند والصين بالمرور فوق السعودية، مما أدى إلى خفض ساعات الطيران وكميات كبيرة من الوقود".
وزاد بأنه "في الشهر الماضي، قامت طائرة تابعة لشركة طيران "سيشل" متجهة إلى تل أبيب بهبوط غير مقرر في السعودية، بعد أن واجهت مشكلات فنية، وأمضى 128 إسرائيليا كانوا على متن الطائرة الليل في مدينة جدة الساحلية السعودية".
وقال نتنياهو حينها: "أقدر كثيرا الترحيب الحار من السلطات السعودية بالركاب الإسرائيليين الذين واجهت طائرتهم صعوبات واضطرت إلى الهبوط في جدة".
اقرأ أيضاً
واشنطن أم الرياض أم تل أبيب.. أين العقبة الأكبر أمام التطبيع؟
المصدر | ريحان الدين/ ميدل إيست آي- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تطبيع السعودية إسرائيل نتنياهو محمد بن سلمان السعودیة وإسرائیل مع إسرائیل اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
أشياء جيدة بالفعل حدثت في التكنولوجيا هذا العام
في عام 2024، كان هناك كثير من التطورات التكنولوجية التي لم تقتصر فقط على الأدوات الجديدة أو الذكاء الاصطناعي، بل شهدنا أيضا خطوات مهمة قد لا تكون واضحة، ولكنها ستحسن هذا القطاع بشكل كبير.
وفي تقريرها الذي نشرته صحيفة "واشنطن بوست"، قالت الكاتبة شيرا أوفيدي، إن عام 2024 شهد تطورات في جوانب تؤثر على التكنولوجيا، مستعرضة أفضلها.
حماية الخصوصية على الإنترنت.. تقدم حقيقيأفادت الكاتبة أنه بالنسبة لمعظم الشركات، فإن المستهلكين هم عبارة عن أجزاء من البيانات التي يجب حصادها واستثمارها، ولكن هناك تقدما بطيئا في الحصول على السلطة لمنع ذلك، حيث أقرت ولاية ماريلاند الأميركية هذا الربيع قانونا شاملا لخصوصية البيانات وصفه المدافعون عنه بأنه أحد أكثر القوانين صرامة في البلاد، كما وافقت ولاية كاليفورنيا على عملية للسماح للأشخاص بحذف البيانات من الوسطاء الذين قد يبيعون معلومات يحصلون عليها من خلال الفواتير أو النشاط الديني.
وذكرت الكاتبة أن هناك اختراعات ذكية مثل خانة اختيار بسيطة أو إضافة بسيطة للمتصفح تجعل من الممكن منع هذه الشركات من الحصول على المعلومات الشخصية.
ولفتت الكاتبة إلى أنه لا يوجد قانون وطني واسع النطاق في الولايات المتحدة بشأن خصوصية البيانات، وهو ما يقول المدافعون عن المستهلكين إنه السبب الجذري لانتهاكات البيانات وعمليات الاحتيال والمطاردة.
إعلان بلوسكاي يقدم أفكارا جديدة لوسائل التواصل الاجتماعيذكرت الكاتبة أن تأثير تطبيق "بلوسكاي"، الذي أصبح متاحا للجميع في فبراير/شباط، كان أكبر بكثير من عدد مستخدميه البالغ 25.5 مليون فقط. ويعود ذلك إلى أن "بلوسكاي" أنشأت شبكة اجتماعية مرنة ومفتوحة، تتحدى عادات الإنترنت التي استمرت لمدة 15 عاما، وهو ما لاقى إعجاب الناس.
وأشارت الكاتبة إلى أن منصات "تيك توك" و"إنستغرام" و"فيسبوك" و"يوتيوب" و"إكس" تُظهر الآن بشكل رئيسي ما تعتقد خوارزمياتها أنك ترغب في مشاهدته. أما "بلوسكاي"، فيمنحك خيار مشاهدة المنشورات فقط من الأشخاص الذين تتابعهم، أو التبديل بين الخلاصات التي يمكن لأي شخص إنشاؤها.
ويمكنك اختيار الإعدادات المخصصة التي أنشأها "بلوسكاي" أو أي شخص آخر لحظر الصور العنيفة أو المحتوى الذي لا يعجبك.
ونقلت الكاتبة عن إيلي باريسر، مؤسس منظمة "نيو بابلك" التي تروج للمجتمعات الصحية عبر الإنترنت، قوله: "إنهم يدفعون حقا نحو بعض الأساليب والميزات الجديدة في وسائل التواصل الاجتماعي".
وقالت الكاتبة إن شركة "ميتا" أصبحت الآن تحاكي بعض أفكار "بلوسكاي"، وهو ما يُعد علامة مؤكدة على أن "بلوسكاي" تسير في الاتجاه الصحيح.
مشروع "إمباير إيه آي"
قالت الكاتبة إن العديد من شركات التكنولوجيا تقول إنها تطور الذكاء الاصطناعي لمساعدة البشرية، ولكن غالبا ما يتم تشغيل منتجاتها لمصلحتها الخاصة وتحقيق الأرباح. أما مشروع "إمباير إيه آي"، فهي تظهر أن هناك طريقا آخر.
وأضافت الكاتبة أن التعاون بدأ في هذا الربيع بين حكومة ولاية نيويورك والجامعات والمنظمات الخيرية، حيث توفر "إمباير إيه آي" تمويلا وأجهزة حاسوب فائقة القوة للباحثين الأكاديميين لتطوير علاجات للسرطان وتحسين التنبؤات الجوية والعمل على تحديات أخرى تهدف إلى مساعدة الجمهور.
وقالت جانيت وينغ، نائبة الرئيس التنفيذي للبحوث وأستاذة علوم الحاسوب في جامعة كولومبيا، التي تشارك في مشروع "إمباير إيه آي": "حل هذه المشكلات ليس ضمن بيان مهمة أي من شركات التكنولوجيا الكبرى".
إعلانواعتبرت الكاتبة أنه لا يمكن لـ"إمباير إيه آي" أن يوازي القوة الحاسوبية أو المالية لشركات التكنولوجيا الكبرى، لكن وينغ أشارت إلى أن الأوساط الأكاديمية كان لها دور أساسي في تحقيق الإنجازات التكنولوجية، بما في ذلك إنشاء الإنترنت والتطورات في مجال الذكاء الاصطناعي التي قادها الفائز الجديد بجائزة نوبل جيفري هينتون.
تغييرات أجرتها شركات التكنولوجيا الكبرىوقالت الكاتبة إن شركة "آبل" جعلت المحادثات بين مستخدمي آيفون وأندرويد أقل تعقيدا هذا العام، وربما كان ذلك استجابة للتنظيمات الأوروبية الجديدة التي تتطلب التوافق التكنولوجي.
وفي تحديات قانونية منفصلة، هددت المحاكم بإحداث تغييرات كبيرة في محرك بحث غوغل ومتجر التطبيقات الخاص بنظام أندرويد. وقد يؤدي ذلك إلى إطلاق أفكار جديدة أو جعل اشتراكاتك الرقمية أرخص. لكن لم يحدث شيء حتى الآن، حيث قالت غوغل إنها ستستأنف على أحكام المحكمة.