أعلنت السلطات الليبية اليوم السبت، استئناف الرحلات الجوية التجارية بين ليبيا وإيطاليا للمرة الأولى منذ عقد من الزمن.

وأفادت سلطات المطارات الليبية، بمغادرة الرحلة "إم تي 522"، التي تديرها شركة الطيران الليبية "ميدسكي إيروايز" من مطار معيتيقة الدولي في طرابلس متوجهة إلى مطار "ليوناردو دافنشي-فيوميتشينو" في روما.

ووفقا لمطار معيتيقة الدولي كان من المقرر أن تهبط رحلة العودة في طرابلس بعد ظهر السبت، ومن الآن وصاعدا، ستكون هناك رحلة ذهاب وإياب بين العاصمتين الليبية والإيطالية يومي السبت والأربعاء.

وقد أشادت حكومة رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة في طرابلس بالرحلات الجوية المستأنفة، ونشرت صورا عبر وسائل التواصل الاجتماعي أظهرت الركاب وهم يستقلون الطائرة والمسؤولون يحتفلون.

وكانت قد حظرت إيطاليا وعدد من الدول الغربية الأخرى الرحلات الجوية من ليبيا منذ العام 2011، عقب انطلاق عدد من "الانقلابات والانتفاضات" في دول شمال إفريقيا بدعم من الناتو أطاحت إحداها بمعمر القذافي وانتهت بقتله عام 2011.

ووسط حالة الفوضى، قامت ليبيا برحلات جوية مباشرة إلى وجهات محدودة، من ضمنها مدن في مصر وتونس المجاورتين، ودول شرق أوسطية أخرى، مثل الأردن.

ورفعت حكومة رئيسة الوزراء جيورجا ميلوني  في يوليو الماضي الحظر الذي فرضته إيطاليا على الطيران المدني الليبي لمدة 10 سنوات، واتفقت السلطات الإيطالية والليبية على أن تقوم شركة طيران واحدة من كل دولة بتسيير رحلات جوية بين العاصمتين.

وقد عاد الدبيبة بعد ذلك من مؤتمر حضره حول الهجرة في روما على متن رحلة مستأجرة مع شركة طيران تجارية.

 

المصدر: أ ب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا جورجا ميلوني طائرات عبد الحميد الدبيبة مطارات

إقرأ أيضاً:

في الذكرى السادسة للعدوان على طرابلس: ليبيا إلى السلام أم الانقسام؟

في الرابع من أبريل عام 2019، دقّت طبول الحرب على أبواب العاصمة الليبية طرابلس. لم تكن مجرد معركة عسكرية، بل كانت منعطفًا تاريخيًا حاسمًا، كشف هشاشة العملية السياسية، وأكد أن السلاح لا يزال أداة الفصل الحقيقية في ليبيا، رغم كل الشعارات عن التوافق والديمقراطية.

هجوم قوات خليفة حفتر على العاصمة، الذي جاء عشية انعقاد الملتقى الوطني الجامع، لم يكن مفاجئًا بالكامل لمن تابع تحركاته في الجنوب الليبي خلال الأشهر السابقة. لكن المفاجأة كانت في التوقيت والرسالة: لا مكان لتسوية سياسية إن لم تمر أولًا عبر فوهات البنادق.

خلال الشهور التي تلت، عاشت طرابلس إحدى أطول معارك الاستنزاف في تاريخ البلاد الحديث. لم تكن حربًا خاطفة، بل صراعًا مريرًا على خطوط تماس جنوبية، تحوّلت إلى رموز للصمود والتدمير في آن. في عين زارة، الخلاطات، والسواني، تعلّم الليبيون من جديد أن الحرب، حين تُدار بعقيدة سياسية مشوشة وتحالفات خارجية متناقضة، لا تنتج إلا الخراب.

أطلقت حكومة الوفاق عمليتها المضادة، “بركان الغضب”، وبدأ فصل آخر للحرب. لكن الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن ما يحدث على الأرض كان أكبر من الأطراف الليبية. كانت، بكل وضوح، مسرحًا لصراع إقليمي ودولي بأدوات محلية: مقاتلون روس على الأرض ودعم إماراتي ومصري على الخطوط الخلفية لصالح حفتر ومواقف غربية باهتة لا ترقى لمستوى الأزمة، بينما دعمت دول مثل قطر وتركيا الشرعية الدولية المتمثلة في حكومة الوفاق آنذاك. 

تدخل تركيا كان نقطة التحوّل الحاسمة. مع توقيع مذكرتي التفاهم، دخلت أنقرة بثقلها، وبدأت موازين القوى تتغير تدريجيًا. بعد سقوط الوطية وترهونة، تراجعت قوات حفتر، وأُعلنت هدنة هشّة في أغسطس 2020. لكن هل كانت نهاية الحرب حقًا؟ أم مجرد هدنة بين جولات صراع مؤجلة؟

اليوم، بعد ست سنوات على اندلاع تلك الحرب، ما الذي تغيّر؟ ليبيا لم تتوحد. المرتزقة لا يزالون في مواقعهم. المؤسسات منقسمة. الانتخابات مؤجلة إلى أجل غير مسمى. واللاعبون أنفسهم مازالوا يتصدرون المشهد، كأن شيئًا لم يكن.

المؤسف أن الكلفة الإنسانية الهائلة لم تكن كافية لفرض مراجعة شجاعة للمسار. مئات الآلاف شُرّدوا، الآلاف سقطوا بين قتيل وجريح، العاصمة أنهكت، والعدالة لم تتحقق. لم يُحاسب أحد على جرائم القصف العشوائي، ولا على استقدام المرتزقة، ولا على تدمير حياة الناس.

في الذكرى السادسة، لا بد أن نطرح السؤال المؤلم: ما جدوى تلك الحرب على طرابلس؟ وهل ما بعد الحرب يقودنا حقًا إلى سلام دائم، أم إلى انقسام مستدام تُديره تسويات مؤقتة وصفقات خلف الأبواب؟

الليبيون يستحقون أكثر من مجرد وقف إطلاق نار. يستحقون مسارًا سياسيًا يحترم تضحياتهم، ويُعيد إليهم دولتهم المختطفة. السلام ليس مجرد هدنة، بل مسار شجاع نحو العدالة والمصالحة والوحدة. أما دون ذلك، فإننا نعيش فقط في استراحة محارب، بانتظار الجولة القادمة من الصراع.

إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي القناة وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً

الكاتب عبد القادر أسد Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0

مقالات مشابهة

  • طيران الرياض يتسلم رخصته التشغيلية لبدء الرحلات الجوية
  • سعيد ونيس: قرار إيطاليا استثناء ليبيا من تصنيف الدول الآمنة ينعش تجارة التهريب
  • “الطيران المدني” يسلّم الرخصة التشغيلية لـ”طيران الرياض” تمهيدًا لبدء الرحلات الجوية
  • تدفق حركة السفريات من محافظات القاهرة وأسوان عبر سفريات جماعية بشكل يومي دون توقف إلى معسكر كتيبة الجيش
  • استئناف الرحلات البحرية بالغردقة بعد تحسن الأحوال الجوية
  • ونيس: التداعيات خطيرة لاستثناء ليبيا من قائمة البلدان الآمنة في إيطاليا
  • في الذكرى السادسة للعدوان على طرابلس: ليبيا إلى السلام أم الانقسام؟
  • شركة “يونايتد دريلينغ” تزود “كاكتوس” الليبية بمعدات نفط متطورة بقيمة 190 ألف دولار
  • تقلبات جوية تشمل أغلب مناطق ليبيا بدءًا من الأحد
  • سيرين عبدالنور تروي تفاصيل تجربة مرعبة خلال رحلة جوية