السودان.. الكشف عن الوجه الآخر من الحرب
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
وجد الآلاف من أساتذة الجامعات وحملة الشهادات العليا وغيرهم من الموظفين والعمال الفارين إلى الريف السوداني من العاصمة الخرطوم بعد اندلاع الحرب هناك في منتصف ابريل؛ متنفسا في الزراعة في ظل توقف أجور معظم العاملين في القطاعين العام والخاص لشهور طويلة بسبب المصاعب الكبيرة التي تواجهها المالية العامة والقطاع المصرفي.
وبعد أن كان يعول على السودان للتحول إلى "سلة غذاء العالم"؛ نظرا للمقومات الزراعية الضخمة المتوافرة فيه؛ تراجعت معدلات الإنتاج الزراعي في البلاد خلال العقود الثلاثة الماضية بأكثر من 40 في المئة لعدة أسباب منها تزايد معدلات الهجرة من الريف إلى العاصمة الخرطوم. وأجبرت الحرب الحالية الكثير من السودانيين للعودة إلى الريف واستصلاح أراضي اجدادهم محققين قصص نجاح كبيرة في الموسم الصيفي الحالي الذي أعقب اندلاع الحرب.
ويحمل عثمان حسان عضو المجلس الرئاسي للجنة التسييرية المحلولة لاتحاد مزارعي الجزيرة - أكبر مشروع انسيابي في العالم - السياسات مسؤولية تدهور القطاع الزراعي خلال الفترة الأخيرة؛ وقال إن القصور الواضح في السياسات التمويلية والتسويقية أثر بشكل كبير على الإنتاج.
وأوضح حسان أن أكثر من 50 في المئة من المزارعين إما هجروا الزراعة تماما قللوا المساحات.
ووسط التدفق اليومي الكثيف لأخبار الموت والدمار الناجم عن الحرب التي أدت إلى مقتل نحو 7 آلاف شخص ونزوح أكثر من 5 ملايين حتى الآن؛ اهتم ناشطون في وسائط التواصل الاجتماعي بنشر العديد من قصص النجاح التي حققها فارون من الحرب انخرطوا في العمل الزراعي في مختلف مناطق السودان البعيدة عن الحرب.
وتنظم مجموعة تسمي نفسها "الزريع السوداني" حملة عبر صفحة تديرها على "فيسبوك" لتشجيع الانخراط في الزراعة وتبادل الآراء ومساعدة المهتمين بالزراعة بالمعلومات والنصائح التقنية اللازمة لإنجاح الزراعة.
ويقول عضو المجموعة أيمن الخير "الزراعة من أكثر الوسائل النافعة للعلاج من الاكتئاب وخاصة في ظروف هذه الحرب؛ إذ تعتبر الخضرة عنصر أساسي للحد من التوتر والضغط".
ويضيف "العناية بالنباتات تساهم في تقليل الغضب والتفكير المستمر في الاشياء التي تعكر المزاج".
وتداول مغردون على وسائط التواصل الاجتماعي صورة للبروفسير عبد الرحيم سالم أستاذ المناهج والبحث التربوي بالجامعات السودانية وهو في مزرعته التي بدأ العمل فيها في منطقة النهود بغرب السودان والتي عاد إليها بعد الحرب.
وعلى الرغم من ضعف التمويل؛ والصعوبات الكبيرة التي يواجهها القطاع الزراعي في البلاد؛ إلا ان الكثير من النازحين حققوا انتاجية عالية.
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
كم جيل نُضحي به لنواصل (حرب الكرامة)..؟!
يا أهل الخير ويا أيتها الضفادع التي تواصل النقيق (تحت الوحل والخبوب) ويا أيها المثقفون الجهابذة: لا تحرّضوا على مواصلة هذه الحرب الفاجرة (منزوعة الكرامة) ولا تتبعوا خطوات الشيطان رحمة بأولادنا وبناتنا وأطفالنا وأجيالنا القادمة..! فقد ذكرت التقارير أن أكثر من 90% من الأطفال في سن المدرسة وعددهم 19 مليون طفل في السودان لا يستطيعون الوصول إلى مدارس التعليم الرسمي..!
وأكدت هذه التقارير أن التعطيل المستمر للتعليم سيؤدي إلى أزمة (أجيال قادمة)..! وتتابعت التأكيدات من منظمات عالمية عديدة وعبّرت عن هذه المأساة بإشفاق بالغ وبعبارات حزينة، وتجاوبت مع هذه الكارثة الوشيكة حتى “وكالة شينخوا الصينية” التي (ليس لها في التور ولا في الطحين)..فهل انتم مُنتهون..؟!.
ومن جانبها تقول منظمة اليونسيف التي لا يمسّها (نصبٌ ولا لغوب من هذه الحرب) في احدث تقرير لها أن ملايين الطلاب في السودان يواجهون مصيراً غامضاً مع استمرار الحرب في عامها الثاني؛ حيث تعطلت العملية التعليمية كلياً في ظل نزوح واسع ودمار كبير للمؤسسات التعليمية، كما تحوّلت مئات المدارس في المناطق الآمنة لمعسكرات تؤوي الفارين من القتال على الرغم من أن الكثير منها قد تهدّم، وأن السودان يعاني الآن من (واحدة من أسوأ الأزمات التعليمية في العالم)..!
ونقلت الوكالة الصينية عن الإحصاءات الرسمية لوزارة التعليم العالي السودانية أن الحرب تسبّبت في إغلاق ما يزيد على 100 جامعة حكومية وخاصة، وتدمير العديد من الجامعات والمعاهد العليا..!!
هل هذا هو ما انتهت إليه انتصارات البرهان..و؟! وهل تحقق الهدف من انقلابه الذي كان شعاره (إصلاح مسار الفترة الانتقالية)..؟!!
هذا الواقع الخطير عن التعليم (عصب الحياة وترياق النهضة) يجب ألا نمر عليه مرور الكرام أو اللئام..! فاستمرار الحرب لا يعني فقط تدمير الجيل الحالي من الطلاب والأطفال والشباب...إنما أجيال وأجيال قادمة..!
كل الناس يعرفون صعوبة استدراك ومعالجة الاختلال في العملية التعليمية وتعطيل الدراسة ولو بمقدار فقدان (حصة) واحدة أو (سمستر) أو فصل دراسي واحد..أو تعطيل اختبار أو امتحان واحد للانتقال من مرحلة دراسية إلى أخرى..فما بالك عندما يتوقف التعليم لعامين..؟!
هذا جانب واحد من كوارث استمرار هذه الحرب اللعينة؛ ولكنه جانب عظيم الخطر ينذر بشر مستطير تتناثر من حوله الكوارث الأخرى والقنابل العنقودية..فبأي مطرقة أو أي قارعة أو (نصيبة زمان) نستطيع تنبيه الغافلين..؟!
هل يعنى هذا شيئاً أو (أمراً ذا بال) للبرهان ووزير تعليمه..؟! أو لياسر العطا وكرتي واحمد هارون والتوم هجو وخالد الإعيسر وجوقة العميان ووفد "الصحفيين المستقلين" إلى اريتريا..و(قائمة السفراء الجُدد).؟! الله لا كسّبكم..!
مرتضى الغالي
murtadamore@yahoo.com