السومرية العراقية:
2025-03-29@15:55:23 GMT

السودان.. الكشف عن الوجه الآخر من الحرب

تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT

السودان.. الكشف عن الوجه الآخر من الحرب

وجد الآلاف من أساتذة الجامعات وحملة الشهادات العليا وغيرهم من الموظفين والعمال الفارين إلى الريف السوداني من العاصمة الخرطوم بعد اندلاع الحرب هناك في منتصف ابريل؛ متنفسا في الزراعة في ظل توقف أجور معظم العاملين في القطاعين العام والخاص لشهور طويلة بسبب المصاعب الكبيرة التي تواجهها المالية العامة والقطاع المصرفي.


وبعد أن كان يعول على السودان للتحول إلى "سلة غذاء العالم"؛ نظرا للمقومات الزراعية الضخمة المتوافرة فيه؛ تراجعت معدلات الإنتاج الزراعي في البلاد خلال العقود الثلاثة الماضية بأكثر من 40 في المئة لعدة أسباب منها تزايد معدلات الهجرة من الريف إلى العاصمة الخرطوم.   وأجبرت الحرب الحالية الكثير من السودانيين للعودة إلى الريف واستصلاح أراضي اجدادهم محققين قصص نجاح كبيرة في الموسم الصيفي الحالي الذي أعقب اندلاع الحرب.

ويحمل عثمان حسان عضو المجلس الرئاسي للجنة التسييرية المحلولة لاتحاد مزارعي الجزيرة - أكبر مشروع انسيابي في العالم - السياسات مسؤولية تدهور القطاع الزراعي خلال الفترة الأخيرة؛ وقال إن القصور الواضح في السياسات التمويلية والتسويقية أثر بشكل كبير على الإنتاج.

وأوضح حسان أن أكثر من 50 في المئة من المزارعين إما هجروا الزراعة تماما قللوا المساحات.

ووسط التدفق اليومي الكثيف لأخبار الموت والدمار الناجم عن الحرب التي أدت إلى مقتل نحو 7 آلاف شخص ونزوح أكثر من 5 ملايين حتى الآن؛ اهتم ناشطون في وسائط التواصل الاجتماعي بنشر العديد من قصص النجاح التي حققها فارون من الحرب انخرطوا في العمل الزراعي في مختلف مناطق السودان البعيدة عن الحرب.

وتنظم مجموعة تسمي نفسها "الزريع السوداني" حملة عبر صفحة تديرها على "فيسبوك" لتشجيع الانخراط في الزراعة وتبادل الآراء ومساعدة المهتمين بالزراعة بالمعلومات والنصائح التقنية اللازمة لإنجاح الزراعة.

ويقول عضو المجموعة أيمن الخير "الزراعة من أكثر الوسائل النافعة للعلاج من الاكتئاب وخاصة في ظروف هذه الحرب؛ إذ تعتبر الخضرة عنصر أساسي للحد من التوتر والضغط".

ويضيف "العناية بالنباتات تساهم في تقليل الغضب والتفكير المستمر في الاشياء التي تعكر المزاج".

وتداول مغردون على وسائط التواصل الاجتماعي صورة للبروفسير عبد الرحيم سالم أستاذ المناهج والبحث التربوي بالجامعات السودانية وهو في مزرعته التي بدأ العمل فيها في منطقة النهود بغرب السودان والتي عاد إليها بعد الحرب.

وعلى الرغم من ضعف التمويل؛ والصعوبات الكبيرة التي يواجهها القطاع الزراعي في البلاد؛ إلا ان الكثير من النازحين حققوا انتاجية عالية.  

المصدر: السومرية العراقية

إقرأ أيضاً:

إجابات حاضرة لأسئلة غائبة

كأن مثار النقع فوق رؤوسنا وأسيافنا/ ليلٌ تهاوى كواكبه.
قال النُقاد إن هذا أعجب بيت شعر قيل في وصف معركة في حرب حامية الوطيس، في حين قال عنه آخرون بأنه أكذب بيت شعر صادق، هذا وذاك لسبب بسيط هو أن قائله بشار بن برد كان أعمى، ومع ذلك برع في استخدام تلك الصورة البصرية الرائعة بذلك التشبيه البليغ. وبما أن الشيء بالشيء يذكر. إذن لقد انتهت (معركة القصر) دون أن يكون بشار بن برد أحد حاضريها ولكن كانت هناك التقنية الحديثة التي تصور دبيب النمل في الأجحار وبالطبع لن يكذبِّها أحد. وطبقاً لذلك يمكن القول أيضاً أنها خلقت وخلَّفت ورائها العديد من الأسئلة االغائبة في توصيف معركة حاضرة قبل أن ينجلي غبارها.
واقع الأمر ذلك ما ينبغي الوقوف عنده طويلاً، لعله يكون فاتحة لمنهج المساءلة القادمً متى ما وضعت حرب البلهاء أوزارها، خاصةً وأنها تُعد الأكثر مأساوية منذ تأسيس الدولة السودانية، وقد صاحبتها كثير من البلايا والرزايا وتعددت فيها الأخطاء والخطايا ثمَّ طوت أعز ما يملكه السودانيون في أعرافهم أي ما عُرف بمنهج (التسامح السياسي) ولهذا نحن نعلم وهم يعلمون كذلك بأنه لن يعود السودان الذي كان: ولكن سيعود لمن أوتي كتابه بيمنه بصفحاته الناصعة البياض من غير سوء. وعندئذٍ تبت يد الجلاد وتب.. لهذا ليس من المنظور أن يذهب درساً قاسياً كهذا أدراج الرياح.
يردد كثير من (الببغاوات) عبارة مضللة ويقولون عن القصر الذي بناه غردون (رمز السيادة) ولا يدري المرء أي سيادة يقصدها المرابون؟ فهل يمكن أن تكون هناك سيادة في وطنٍ انتهكها العسكر على مدى تسعة وستين عاماً ولم ينعم فيها الصابرون الكاظمين الغيظ إلا بنحو عشر سنوات لم تزد منذ الاستقلال؟ وأي سيادة هذه التي انتهك البرهان وثيقتها الدستورية بانقلاب ضلالي مزقها شر ممزق، لا لعوج في ثورتها المجيدة ولا لخللٍ في مسيرتها الديمقراطية الواعدة، ولكن لأنه أراد فقط أن يحقق حلم والده؟ وأي سيادها تلك التي يهرف فيها ياسر العطا بما لا يعلم؟ وأي سيادة تلك التي يرفع علمها جهلول يظن أن تاريخ السودان يصنعه أزلام الهوس الديني والمؤلفة قلوبهم؟
لكن على أية حال إذا أسلمنا جدلاً أن (القصر) الذي بناه غردون هو رمز السيادة، كما يقولون، وأن الطامحين لورثته كثر. نقول نحن إن للسيادة استحقاقاتها. وللسيادة مطلوباتها وللسيادة دين مستحق. عندئذِ فليقل لنا الجنرالات الثلاثة ورابعهم الذي يكيد كيداً من وراء حجاب. ماذا أعددتم ليوم تشخص فيه الأبصار وترتعد فيه الفرائص.فأنتم المسؤولون أمام الله ومن ثم أمام أهل السودان عن كل نقطة دم أهرقت، وماذا تقولون لأارواح بريئة بأي ذنب قتلت؟ سيسائلكم الذين تشردوا من منازلهم والذين انتهكت عروضهم والذين توسدوا الأرض والتحفوا السماء لن نقول لكم حكموا ضمائركم لأنكم قبرتوموها مع ضحاياكم.
نحن نعلم أن للعسكرية شرفاً فهي ليست نياشين ترصع الصدور ولا نجوم تزين الاكتاف، العسكرية شجاعة وبسالة والانحياز للشعب وللقيم الإنسانية النبيلة فليقف من يجسدها في باحة هذا القصر ويعلن استعداده للمحاكمة العادلة فليس الحديث عن القصر واسترداده إنما الحديث ابتداءً عن من الذي فرط في احتلاله وليكن هذا فاتحة البداية في المحاسبة.
ما كان منظوراً أن تجد مثل تلك الأسئلة اهتماماً يذكر من قبل الجنرالات الثلاثة، الذين التفوا عليها وباتوا يشيعون أن هدف الوصول إلى القصر يُعد في صدارة أهدافهم، ليس من أجل السيادة المزعومة ولكن لأن ذلك يجعلهم يروجون بأن (لا صوت يعلو فوق صوت المعركة) ويحقق هدفاً استراتيجيا وهو تغييب الأسئئة الموضوعية التي ينبغي أن تشغل فكر الناس واهتماماتهم الوطنية.
عوضاً عن ذلك راجت أسئلة الدعاية الرخيصة دون اكتراث لآلة الحرب التي تحصد في البشر ورافقتها البروبوجاندا المُضللة التي تقول بأن الوصول إلى القصر هو خاتمة المطاف وتمادياً في الخداع يقولون الوصول للقصر هو نهاية الحرب وهم يعلمون أنهم لكاذبون.
بالمقابل زادت مليشيا الدعم السريع من وتيرة الحرب النفسية بالقول المخادع أيضاً بانهم يسيطرون على القصر ومحيطه، وعندما يستمرؤون الكذب يدعون بأن ألا أحد يستطيع اقتحام القصر وتزيد بالقو إنها متحصنة بعتاد عسكري ولوجستي تنوء بحمله الجبال. وتمادت في اطلاق مزيد من الحرب النفسية بأنها تحتجز ما يفوق الثلاثمائة ضابط في سراديب القيادة العامة التي تقع على مقربة من القصر. الغريب في الأمر أنه في زمن التكنلوجيا والتقنية العالية، صعُب على جنرالات الحيرة التأكد من صحة معلومات القيادة والقصر معاً. وفي غياب مثل تلك المعلومات شطح الخيال الشعبي وطفق يتلذذ باستعراض كافة الأرقام. وكان ذلك يعني أن الجيش يحارب عدواً من الجن.
جغرافياً يعلم أهل السودان أن قصر غردون ذاك يشغل حيزاً صغيراً على النيل واستبعد المنظرون حدوث الهروب/ الانسحاب التيكتيكي باعتبار أنه محاط من جهااته الثلاث\ً ورابعها نهر النيل ولم يفطن جنرالات تنابلة السطان بان المليشيا غادرت القصر منذ زمن وحملت معها كل أغراضها ولم تترك ورائها سوى ذكريات منقوشة على الجدران وتركت القصر خالياً ينعق فيه البوم.
اللهم أجرنا في مصيبتنا. تلك يقول عنها المكلومون: ميتة وخراب ديار!
آخر الكلام: لابد من الديمقراطية وإن طال السفر!!

faldaw@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • اعلان تطهير عاصمة السودان بالكامل من فلول المليشيات التي هربت بشكل مخزي
  • شراكة مصرية سعودية لإنتاج الُمحسنات والمخصبات الزراعية.. فاروق: مصر سوق مفتوح وجاهز للاستثمار الزراعي.. صيام: نحتاج تكنولوجيا حديثة تقاوم المناخ
  • القدس المنسية: المدينة التي تُسرق في ظل دخان الحرب الإسرائيلية على غزة والضفة
  • الرئيس اللبناني: لن نسمح بتكرار الحرب التي دمرت كل شيء في بلادنا
  • المفوض العام لأونروا: لم تدخل أي مساعدات إنسانية إلى غزة منذ أكثر من ثلاثة أسابيع
  • بعد القصر.. إجابات حاضرة لأسئلة غائبة
  • إجابات حاضرة لأسئلة غائبة
  • «الريف المصري الجديد»: توفير أجهزة الري المحوري والمعدات الزراعية للمنتفعين بأراضي المليون ونصف فدان
  • حين تُكذّب الحربُ مقولةَ التفاوض
  • نحـو نـقـد الانتـقـائيـة في النـظـر إلى الآخـر