انطلقت الدراسة اليوم، وورد ذكر فضل العلم والعلماء في العديد من الأحاديث النبوية، الشريعة الإسلامية عُنيت بالقراءة والتعليم بصورة بالغة، وحثَّت على طلب العلم من المهد إلى اللحد، بل جعلته واجبًا على كل فرد لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “طلب العلم فريضة على كل مسلم”.

 

نصائح للتفوق في الدراسة

1- حافظ على أداء الصلاة في أوقاتها، وعلـى بـر والديـك، ولا تفتـر عـن الدعـاء، واسـأل اللـه مـن فضلـه، فإن خزائـن النعـم بيـده سبحانه؛ قـال تعالى: “وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ”، وثـق أن الله سبحانه لـن يضيع سعيك واجتهادك.

2- حدد أوقاتا مناسبة للمذاكرة، وأدر وقتـك، واحـرص علـى اسـتثماره؛ فالوقـت نعمـة عظيمـة وكنـز ثميـن، أوصـى سـيدنا رسـول الله صلى الله عليه وسلم باستثماره؛ فقال: نعمتان مغبون فيهمـا كثيـر مـن النـاس: الصحة والفراغ.

3- ابدأ يومك مبكرًا، فوقت الفجر من أفضل أوقات استقبال المعلومات.

 

4 - رتب أولوياتك، وخطط للمذاكرة بخطط ورقية أو إلكترونية.

5 - اجلس للمذاكرة في مكان هادئ، وإنارة مناسبة، وكرر القراءة أكثر مرة لتثبت معلوماتك.

6- مشاركة أكثر من حاسة في المذاكرة تساعدك على سهولة الاستيعاب.

7- لا تذاكر المواد المتشعبة على التوالي، وضع ملخصات، أو علامات بالفقرات تجعل مراجعتها مرة أخرى أيسر وأسرع.

 

8- اطّلع على الأسئلة السابقة قبل الامتحان بوقت مناسب، لمراجعة المعلومات.

9- خذ قسطا مـن الراحـة مـن حيـن لآخـر؛ كـي تسـتطيع التركيـز؛ ولا ترهـق ذهنـك بالمذاكرة الطويلة المتصلـة، وخصـص وقتـا لممارسة بعـض الهوايـات النافعـة؛ لتتجدد بها الطاقة النفسية والجسدية.

10- ضع أمامك أهداف عليا، واسع إليها في جد ومثابرة.

 

دعاء بداية الدراسة .. وأدعية التوفيق للطلاب مع انطلاق العام الجديد دعاء الشفاء للأبناء من نزلات البرد .. للصغار والكبار في الفصل الخريفي آيات إبطال السحر المأكول والمشروب والمدفون.. اقرأها على الماء للعلاج فورا والتحصين آيات إبطال السحر والعين والحسد مكتوبة.. للعلاج فورا لا يقدر عليها ساحر ولا جان فك السحر والحسد بدماء الأضحية .. اعرف الطريقة الشرعية لعلاج كل مكروه  توقير أهل العلم

إن الشرع الكريم حضَّ على توقير أهل العلم؛ إذ بالعلماء يظهر العلم، ويُرفع الجهل، وتُزال الشبهة، وتُصان الشريعة، وقد روى الترمذي وأحمد عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منَّا من لم يجلَّ كبيرَنا، ويرحمْ صغيرنا، ويعرفْ لعالمنا حقَّه». 

 

الإسلام يسعى إلى بناء إنسان متعلِّم؛ فـ العلم هو الضامن الحقيقي لإعادة صياغة الشخصية وتطويرها بالقدر الذي تستطيع به مواكبة متطلبات العصر وتحدياته؛ ومن ثم لا يوجد ثمة ازدواجية بين العلوم الدينية والدنيوية، فتعلم العلوم التي تنفع الناس وتنير حياتهم أحد مقاصد الشريعة الإسلامية.

 

ويكفي في شرف العلم وأهله أن الله عز وجل استشهدهم على وحدانيته، وأخبر أنهم هم الذين يخشونه على الحقيقة والكمال، قال تعالى: «شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» (سورة آل عمران الآية 18)، فاستشهد الملائكة وأولي العلم على وحدانيته سبحانه، وهم العلماء بالله ، العلماء بدينه، الذين يخشونه سبحانه ويراقبونه، ويقفون عند حدوده، كما قال الله عز وجل: «إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ» (سورة فاطر الآية 28).

 

العلم ميراث الأنبياء 

ويعد العلم إرث الأنبياء، كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَلَكِنَّهُمْ وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِر».

 الحيتان تستغفر لطالب العلم

ونوهت السنة النبوية الصحيحة أن الحيتان تستغفر لطالب العلم كما روي عَنْ جَمِيلِ بْنِ قَيْسٍ، أَنَّ رَجُلًا جَاءَ مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ، وَهُوَ بِدِمَشْقَ فَسَأَلَهُ عَنْ حَدِيثٍ فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ: مَا جَاءَتْ بِكَ حَاجَةٌ وَلَا جِئْتَ فِي طَلَبِ التِّجَارَةِ وَلَا جِئْتَ إِلَّا فِي طَلَبِ الْحَدِيثِ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ: بَلَى، فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَبْشِرْ ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَا مِنْ عَبْدٍ يَخْرُجِ يَطْلُبُ عِلْمًا إِلَّا وَضَعَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ أَجْنِحَتَهَا وَسُلِكَ بِهِ طَرِيقٌ إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّهُ لَيَسْتَغْفِرُ لِلْعَالِمِ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ حَتَّى الْحِيتَانُ فِي الْبَحْرِ، وَإِنَّ فَضْلَ الْعَالِمِ عَلَى الْعَابِدِ كَفَضْلِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ عَلَى سَائِرِ الْكَوَاكِبِ، إِنَّ الْعُلَمَاءَ هُمْ وَرَثَةُ الْأَنْبِيَاءِ، وَإِنَّ الْأَنْبِيَاءَ لَمْ يُوَرِّثُوا دِينَارًا وَلَا دِرْهَمًا، وَلَكِنَّهُمْ وَرَّثُوا الْعِلْمَ فَمَنْ أَخَذَهُ أَخَذَ بِحَظٍّ وَافِرٍ» رواه أحمد وابن حبان عن أبي الدرداء رضي الله عنه.

 

فضل العلم 

 

فضل العلم وأهله

1- أنَّه إرث الأنبياء: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَن سلَك طريقًا يَطلب فيه علمًا، سلَك الله به طريقًا من طرق الجنَّة، وإنَّ الملائكة لَتضعُ أجنحتَها لطالب العلم رضًا بما يَصنع، وإنَّ العالِم ليَستغفر له مَن في السموات ومَن في الأرض، والحيتان في جوف الماء، وإنَّ فضل العالِم على العابِد كفضل القمر ليلة البَدر على سائر الكواكب، وإنَّ العلماء ورثَة الأنبياء، وإنَّ الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا؛ إنَّما ورَّثوا العلمَ، فمَن أخذه، أخذ بحظٍّ وافِر».

 

2- أنه يبقى والمال يَفنى: روى أبو هريرة رضي الله عنه مِن فقراء الصَّحابة، حتى إنَّه يَسقط من الجوع كالمغمى عليه، وأسألكم بالله: هل يَجري لأبي هريرة ذِكرٌ بين الناس في عصرنا أم لا؟ نَعم يَجري كثيرًا؛ فيكون لأبي هريرة أجرُ مَن انتفع بأحاديثه؛ إذ العلمُ يبقى والمال يَفنى.

 

3- أنه لا يُتعب صاحبه في الحراسة: لأنَّه إذا رزقك الله علمًا فمحله القلب، لا يَحتاج إلى صناديق أو مفاتيح أو غيرها، هو في القلب مَحروس، وفي النفس محروس، وفي الوقت نفسه هو حارِس لك؛ لأنَّه يحميك من الخطر بإذن الله عزَّ وجل، فالعلم يَحرسك، ولكنَّ المال أنت تَحرسه، تجعله في صناديق وراء الأغلاق، ومع ذلك تكون غير مطمئنٍّ عليه.

 

4- أن الإنسان يتوصل به إلى أن يكون من الشهداء على الحق: والدليل قوله تعالى: «شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ » [آل عمران: 18]، فهل قال: أولو المال؟ لا، بل قال: «وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ»، فيكفيك فخرًا يا طالب العلم أن تكون ممَّن شهِد لله أنَّه لا إله إلَّا هو مع الملائكة الذين يَشهدون بوحدانيَّة الله عزَّ وجلَّ.

 

5- أن أهل العلم هم القائمون على أمر الله تعالى حتى تقوم الساعة: ويستدلُّ لذلك بحديث معاوية رضي الله عنه يقول: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: «مَن يُرِدِ الله به خيرًا يفقِّهه في الدين، وإنَّما أنا قاسِمٌ والله يُعطي، ولن تَزال هذه الأمَّة قائمة على أمر الله لا يضرُّهم من خالَفَهم حتى يأتي الله بأمره»؛ رواه البخاري، وقد قال الإمام أحمد عن هذه الطَّائفة: "إن لَم يَكونوا أهل الحديث، فلا أدري مَن هم"، وقال القاضي عياض رحمه الله: "أراد أحمد أهلَ السنَّة، ومَن يَعتقد مذهبَ أهل الحديث".

 

6- أن الرسول -عليه الصلاة والسلام- لم يرغب أحدًا أن يغبط أحدًا على شيء من النعم التي أنعم الله بها إلا على نعمتين، هما: 1- طلب العلم والعمل به، 2- التاجر الذي جعلَ مالَه خدمةً للإسلام، فعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا حسَد إلَّا في اثنتين: رجل آتاه الله مالًا فسلَّطه على هلَكته في الحقِّ، ورجل آتاه الله حكمةً فهو يَقضي بها ويعلِّمها».

 

7- نفع الناس في الدنيا والآخرة: كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاريُّ عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: «مَثَل ما بَعثني الله به من الهدى والعلم، كمثل غيثٍ أصاب أرضًا؛ فكان منها طائفة طيِّبة قبلَت الماءَ، فأنبتَت الكلأَ والعُشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكَت الماءَ فنفع الله بها الناسَ، فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب طائفة أخرى إنَّما هي قِيعان؛ لا تُمسك ماءً ولا تنبتُ كلأً؛ فذلك مثل من فَقُهَ في الدين ونفعَه ما بعثني اللهُ به فعلِم وعلَّم، ومثل مَن لَم يَرفع بذلك رأسًا، ولم يقبل هُدى الله الذي أُرسلتُ به».

 

8- إن العلم طريق الجنة؛ كما دلَّ على ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ومَن سلَك طريقًا يَلتمس فيه علمًا، سهَّل الله به طريقًا إلى الجنَّة» رواه مسلم.

 

9- هم أهل الفقه؛ كما جاء في حديث مُعاوية رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَن يُرِد الله به خيرًا، يُفقِّهه في الدين»، أي: يجعله فقيهًا في دين الله عزَّ وجلَّ، والفِقه في الدِّين ليس المقصود به فِقه الأحكام العمليَّة المخصوصة عند أهل العلم بعِلم الفقه فقط؛ ولكن المقصود به هو علم التوحيد وأصول الدين وما يتعلَّق بشريعة الله عزَّ وجل، ولو لم يكن من نُصوص الكتاب والسنَّة إلَّا هذا الحديث في فضل العلم، لكان كافيًا في الحثِّ على طلب علم الشريعة والفقه فيها.

 

10- إنَّ العالِم نور يَهتدي به الناس في أمور دينهم ودنياهم: ولا يَخفى على كثير منا قصَّةُ الرجل الذي من بني إسرائيل قتل تسعة وتسعين نفسًا، فسأل عن أعلمِ أهل الأرض، فدُلَّ على رجلٍ عابد، فسأله: هل له من توبة؟ فكأنَّ العابد استعظم الأمرَ فقال: لا، فقتله فأتمَّ به المائة، ثمَّ ذهب إلى عالِمٍ فسألَه، فأخبره أنَّ له توبةً، وأنَّه لا شيء يَحول بينه وبين التَّوبة، ثمَّ دلَّه على بلدٍ أهلُه صالحون ليَخرج إليها، فخرج فأتاه الموتُ في أثناء الطريق...، والقصَّة مَشهورة، فانظر الفرقَ بين العالِم والجاهل.

 

11- يعلم كيفية التحقق من صحَّة الخبرِ: إذا نُقِل عن شخصٍ ما شيء ترى أنَّه خطأ، فاسلُك طرقًا ثلاثة على الترتيب: الأول: التثبُّت من صحَّة الخبر، الثاني: النَّظر في صواب الحكم؛ فإن كان صوابًا فأيِّده ودافِع عنه، وإن رأيتَه خطأ، فاسلُك الطريقَ الثالِث، وهو: الاتصال بمَن نُسب إليه لمناقشتِه فيه، وليكن ذلك بهدوء واحترام.

 

12- أن الله يرفع أهل العلم في الآخرة وفي الدنيا؛ أمَّا في الآخرة: فإنَّ الله يَرفعهم درجات بحسب ما قاموا به من الدَّعوة إلى الله عزَّ وجلَّ والعمل بما عملوا، وفي الدنيا: يَرفعهم اللهُ بين عباده بحسب ما قاموا به، قال الله تعالى: «يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ» (المجادلة: 11).

 

العلم والعلماءفضل العلم والمال

عقد ابن القيم رحمه الله تعالى مقارنةً بين العلم والمال، يَحسن إيرادُها في هذا المقام؛ فقد فضَّل العلمَ على المال من عدَّة وجوه، أهمها:

- أنَّ العلم ميراث الأنبياء، والمال ميراث الملوك والأغنياء.

- أنَّ العلم يَحرس صاحبَه، وصاحبُ المال يحرس مالَه.

- أنَّ العلم يَزداد بالبذل والعطاء، والمال تُذهبه النَّفقات عدا الصَّدَقة.

-أنَّ العلم يرافِق صاحبَه حتى في قبره، والمال يفارقه بعد موته، إلَّا ما كان من صدقةٍ جاريةٍ.

- أنَّ العلم يَحكم على المال؛ فالعلم حاكِم، والمال مَحكوم عليه.

- أنَّ المال يَحصل للبَرِّ والفاجِر، والمسلم والكافر، أمَّا العلم النَّافع، فلا يَحصل إلَّا للمؤمن.

 

- أنَّ العالِم يَحتاج إليه الملوكُ ومَن دونَهم، وصاحب المال يَحتاج إليه أهل العدَمِ والفاقة والحاجة.

- أنَّ صاحب المال قد يُصبح معدمًا فقيرًا بين عشيَّة أو ضحاها، والعلم لا يُخشى عليه الفناء إلَّا بتفريط صاحبه.

- أنَّ المال يَدعو الإنسانَ للدنيا، والعلم يَدعوه لعبادة ربِّه.

- أنَّ المال قد يكون سببًا في هلاك صاحبه، فكم اختُطف من الأغنياء بسبب مالهم! أمَّا العلم ففيه حياةٌ لصاحبه حتى بعد موته.

- سعادة العِلم دائمة، وسعادة المال زائلة.

- أنَّ العالم قَدره وقِيمته في ذاته، أمَّا الغنيُّ فقِيمتُه في ماله.

- أنَّ الغنيَّ يدعو الناسَ بماله إلى الدنيا، والعالم يدعو الناسَ بعلمه إلى الآخرة.

 

فضل العالم آداب طلب العلم 


(1) إخلاص النية لله عز وجل، وطلب مرضاته في طلب العلم؛ يقول الإمام سفيان الثوري: «ما عالجت شيئًا أشد عليّ من نيتي». [الجامع للخطيب ( 1/494)]


(2) تواضع الطالب لمعلمه وحسن صحبته له؛ فقد أخذ ابن عباس رضي الله عنهما -مع علو قدره وفضله- بركاب معلمه زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه، وقال: «هكذا أمرنا أن نفعل بعلمائنا». [الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (1/ 188)]


(3) دعاء الطالب لمعلمه؛ قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: (ما صليتُ صلاةً منذ أربعينَ سنةً إلا وأنا أدعو فيها للشافعي)، ولكثرة دعائه له قال له ابنُه: أيَّ رجلٍ كان الشافعيُّ حتَّى تدعوَ له كلَّ هذا الدعاءِ؟ فقال: (يا بُنَيّ، كان الشافعيّ كالشمسِ في الدُّنيا والعافية للناس، هل لهذين من خَلَفٍ؟ ). [الدر النضيد (119)]


(4) توقير المعلم واحترامه؛ عن الحسن قال: رُئيَ ابن عباس يأخذ برِكاب أبيّ بن كعب، فقيل له: (أنت ابنُ عَمِّ رسول الله ﷺ تأخذ بركاب رجل من الأنصار؟)، فقال: (إنه ينبغي للحَبْر أن يُعَظَّمَ ويُشَرَّفَ). [الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي (1/ 188)]


(5) الصبر على طريق العلم وصحبة المعلم؛ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: (ذَلَلْتُ طَالِبًا فَعَزَزْتُ مَطْلُوبًا). [جامع بيان العلم وفضله (1/ 507)] 

 


(6) عمل المتعلم بعلمه؛ فقد أخبر ﷺ أن من أوائل من يقضى عليهم يوم القيامة «رَجُلٌ تَعَلَّمَ العِلْمَ، وعَلَّمَهُ وقَرَأَ القُرْآنَ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها؟ قالَ: تَعَلَّمْتُ العِلْمَ، وعَلَّمْتُهُ وقَرَأْتُ فِيكَ القُرْآنَ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ العِلْمَ لِيُقالَ: عالِمٌ، وقَرَأْتَ القُرْآنَ لِيُقالَ: هو قارِئٌ، فقَدْ قيلَ». [أخرجه مسلم]


(7) نسبة العلم لأهله من بركته؛ قال الإمام السخاوي رحمه الله: (صح عن سفيان الثوري أنه قال ما معناه: نسبة الفائدة إلى مُفيدها من الدقة في العلم وشكره، وأن السكوت عن ذلك من الكذب في العلم وكفره). [الجواهر والدرر  للسخاوي (1/ 120)]


(8) استثمار الوقت وترتيب أولوياته وواجباته، قال سيدنا رسول الله ﷺ:«اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتِكَ قَبْلَ مَوْتِكَ». [أخرجه النسائي]


(9) لا يمنع الحياءُ الطالب عن سؤال معلمه؛ فبالسؤال تَنفتِحُ خزائنُ العلوم، وقال مجاهد: «لا يتعلم العلم مستحي ولا مستكبر» وقالت عائشة: «نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين». [صحيح البخاري (1/ 38)]


(10) التحلي بحلية طالب العلم في الوقار والخشوع وحسن السمت؛ قال الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة رحمه الله: «إِنَّ حَقًّا عَلَى مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَقَارٌ وَسَكِينَةٌ وَخَشْيَةٌ، وَأَنْ يَكُونَ مُتَّبِعًا لِأَثَرِ مَنْ مَضَى قَبْلَهُ». [(الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع للخطيب البغدادي (1/ 156)]

 

العلم في الإسلام أهمية العلم

 يعتبر العلم من أهم الأمور التي لا يمكن للدولة أن تقوم بدونه، حيث إنه لا يوجد لأي تاريخ أو حضارة من دونه، حيث يعرف العلم منذ القدم ومنذ بدء الخليقة.

 كما تطور العلم مع تطور الإنسان، حيث إن التطور لا يحدث إلا بالتراكم للعلم وزيادة الخبرات بين الناس.

 والعلم يعتبر هو الطريق الوحيد والفريد لمعرفة الحقيقة والوصول إليها.

 كما أن العلم لا يأتي إلا بعد تعب ومجهود كبير، وذلك لكي يتم الوصول إلى معرفة بالتأكيد. وقد يحدث اختلاف للعلم باختلاف المجالات التي قد يقوم الشخص بتعلمه، حتى يصل إلى جميع أهدافه، حتى يقوم بتحقيق الخبرات والثقافات المختلفة.

 

اهتم الإسلام اهتماماً كبيراً بالعلم، فعند نزول القرآن الكريم كان أول كلمة نزلت على سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- هي «اقرأ»، وهذا يعني ما مدى العظمة للعلم في كافة الحياة. ي

 

آيات وأحاديث عن طلب العلم

قال تعالى: «اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا» (الطلاق: 12).

وقال تعالى: «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ» (العلق: 1 - 5).

 

وقال تعالى: «شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ» (آل عمران: 18).

وقال تعالى: «يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ» (المجادلة: 11).

وقال تعالى: «وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا» (طه: 114).

 

 رُوي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طلَب العِلم فريضة على كلِّ مسلم»،رواه ابن ماجه وغيره، صحيح. وفي حديث آخر: «فَضل العالِم على العابد كفَضلي على أدناكم».

 

«إنَّ الله عزَّ وجل وملائكتَه وأهلَ السموات والأرض، حتى النَّملة في جُحرها وحتى الحوت - لَيُصلُّونَ على معلِّم النَّاس الخير»،  وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «مَن سلَك طريقًا يَلتمس فيه علمًا، سهَّل له به طريقًا إلى الجنَّة».

 

وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «مَن خرج في طلَب العِلم، فهو في سبيل الله حتى يرجِع» رواه الترمذي، وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا حسَد إلَّا في اثنتين: رجل آتاه الله مالًا فسَلَّطه على هلَكته في الحقِّ، ورجل آتاه الله الحكمةَ فهو يَقضي بها ويُعلِّمها» متفق عليه.

 

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا مات ابن آدم انقطع عملُه إلَّا من ثلاث: صدَقةٍ جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولدٍ صالح يَدعو له» رواه مسلم.

 

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إنَّ ممَّا يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته: علمًا نشَره، أو ولدًا صالحًا تركه، أو مصحفًا ورَّثه، أو مسجدًا بناه، أو بيتًا لابن السَّبيل بناه، أو نهرًا أجراه، أو صدقةً أخرجها من ماله في صحَّته وحياته تلحقه بعد موته».

 

«إنَّ الملائكة لتضع أجنحتَها لطالب العلم رضًا بما يصنع» وفي حديث آخر «طلَب العِلم فريضةٌ على كلِّ مسلم»،

 

«مَن دعا إلى هدًى، كان له من الأجر مثل أجور مَن تَبِعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا» رواه مسلم.

 

«الدنيا ملعونَةٌ، مَلعونٌ ما فيها، إلَّا ذكر الله تعالى، وما والاه، وعالمًا، أو متعلِّمًا» رواه الترمذي وقال: حديث حسن، وقوله: «وما والاه»؛ أي: طاعة الله.

 

«إنَّ الله لا يَقبض العلم انتزاعًا يَنتزعه من الناس، ولكن يَقبض العلمَ بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبق عالمًا، اتَّخذ الناس رؤوسًا جهَّالًا، فسُئلوا، فأفتوا بغير علمٍ، فضلُّوا وأضَلوا» متفق عليه.

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فضل العلم طلب العلم العلم في الإسلام قال رسول الله صلى الله علیه وسلم الرسول صلى الله علیه وسلم رضی الله عنه قال أ ول و ال ع ل م ال أ ن ب ی اء الله تعالى وقال تعالى قال الإمام طلب العلم أهل العلم رحمه الله فضل العلم قال تعالى فی الدین المال ی العلم ی ل العلم العال م الله عز فی الد على کل طریق ا عن أبی

إقرأ أيضاً:

حكم صلاة الجماعة في مكان غير المسجد

أجابت دار الإفتاء المصرية، برئاسة الدكتور نظير عياد عن سؤال ورد لها من أحد المتابعين، عبر صفحتها الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، جاء مضمونه كالتالي: ما الحكم في إقامة صلاة الجماعة في أي مكان خلاف المسجد حتى إن كان هناك بعد في المسافة، مع أنهم يسمعون الأذان من المسجد عن طريق مكبرات الصوت؟.

حكم صلاة الجماعة في مكان غير المسجد لبعد المسافة

قالت دار الإفتاء المصرية إن المسجد ليس شرطًا في صحة الصلاة مطلقًا سواء كانت تؤدى فرادى أو جماعة؛ لقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيما رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده: «جُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا أَيْنَمَا أَدْرَكَتْنِي الصَّلَاةُ تَمَسَّحَت وَصَلَّيْتُ» رواه أحمد.

وأوضحت دار الإفتاء أن العلماء اختلفوا في إقامة الجماعة في الصلاة المفروضة في البيت، مؤكدة الأصح أنها جائزة كإقامتها في المسجد، ومن ثم تصح الجماعة في الفروض في أي مكان طاهر غير المسجد ولو كان أهل هذه الجماعة يسمعون الأذان من المسجد سواء عن طريق مكبرات للصوت أو بدونه.

وأضات الإفتاء، قائلة: ولكن الأولى هو تلبية هذا النداء وإقامة الجماعة في المسجد؛ لما في ذلك من تكثير جمع المصلين وتعمير المساجد بكثرة روادها والمصلين فيها.

حكم صلاة ركعتين جماعة بعد العشاء 
وأوضحت دار الإفتاء المصرية حكم صلاة ركعتين جماعة بعد صلاة العشاء، مشيرة إلى أنه أمرٌ جائزٌ لا كراهة فيه، بشرط ألَّا يكون ذلك على جهة الإلزام، فإن كان على سبيل إلزام الغير وتأثيم من لم يشاركهم فيها فإن ذلك العمل يصبح بدعة مذمومة؛ لأن فيه إيجابًا لما لم يوجبه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.

وأضافت الإفتاء قائلة: من المقرر شرعًا أن كل ما لا تُسَنُّ فيه الجماعة -لمواظبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم على فعله فرادى- يجوز فعله جماعة بلا كراهة؛ لاقتداء ابن عباس رضي الله عنهما بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في التهجد في بيت خالته أم المؤمنين ميمونة رضي الله عنها. متفق عليه.

وتابعت:وكذلك صلى خلفه صلى الله عليه وآله وسلم ابن مسعود رضي الله عنه وغيره قيام الليل، والمعلوم أنه لا تُسَنُّ فيه الجماعة إلا في رمضان، ولكنها جائزة كما سبق.

وأكملت: فإذا اجتمع قوم في يوم معين لصلاة التهجد جماعة فإن ذلك جائز ولا بأس به ما لم يكن على سبيل الإيجاب، فإن كان ذلك على سبيل الإيجاب فإنه يدخل في نطاق البدعة المذمومة بإيجاب ما لم يوجبه الشرع، ولذلك لما صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليلة في المسجد وصلى رجال بصلاته وتكرر ذلك لم يخرج إليهم صلى الله عليه وآله وسلم في المرة الرابعة، فلما قضى الفجر أقبل على الناس فتشهد ثم قال: «أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكَانُكُمْ وَلَكِنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْتَرَضَ عَلَيْكُمْ فَتَعْجزُوا عَنْهَا» متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها.

وقد روى البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَأْتِي مَسْجِدَ قُبَاء كُلَّ سَبْتٍ مَاشِيًا وَرَاكِبًا" وكان عبد الله رضي الله عنه يفعله.

مقالات مشابهة

  • 8 سنن قبل صلاة يوم الجمعة احرص عليها
  • مصابيح الدجى
  • تعرف على ورثة الانبياء
  • أسباب القرب من النبي صلى الله عليه وسلم.. عالم أزهري يوضح
  • كيف تجلب الخشوع في الصلاة؟.. نصائح سهلة التطبيق
  • صلاة قيام الليل وأفضل الأدعية المستحبة.. «اللهم إني أسلمت وجهي إليك»
  • نصائح لزيادة الرزق والخروج من ضيق الحال
  • معنى حديث «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَحَبَّ عَبْدًا ابْتَلَاهُ»
  • فضل الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.. عالم أزهري يوضح
  • حكم صلاة الجماعة في مكان غير المسجد