العلم.. النور الذي يساعدنا على رؤية المستقبل
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
في هذا العالم العجيب الذي نعيش فيه، وفي هذا الكون المليء بالأسرار، يبدو العلم ملاذنا الوحيد في محاولة فهم ما يدور حولنا، وفي فهم ذواتنا قبل كل شيء؛ ولذلك تبدو غريبة جدا محاولتنا إبعاد العلم جانبا والاتكاء على الأوهام التي تصنع في ظل غياب العلم والمعرفة.
العلم هو البوصلة التي نبحر بها في بحر المجهول، وهو المنارة التي تنير أعماق فهمنا المظلمة.
وأهمية العلم تتجاوز حدود المختبرات والمجلات الأكاديمية، إنه النسيج الذي ينسج وجودنا اليومي، وهو عنصر حاسم في تطور حضارتنا. إن الدافع لدمج المبادئ العلمية والمعرفة في أساسيات حياتنا اليومية لم يكن أكثر إلحاحا من أي وقت مضى في ظل التقدم الهائل والمتسارع الذي يشهده العالم من حولنا.
إن مسيرة التقدم التكنولوجي الحثيثة، التي يغذيها السعي وراء الفهم العلمي، تجلب إمكانيات رائعة وتحديات هائلة. والاكتشافات العميقة التي يقدمها العلم حول عالمنا لا غنى عنها في معالجة الأزمات المتعددة الأوجه التي تحاصرنا وتحاصر كوكبنا الهش، مثل تغير المناخ، والأوبئة، والموارد المتضائلة.
ودمج العلم في تفاصيل حياتنا اليومية يعني تعزيز المجتمعات، حيث المعرفة العلمية ليست ترفا بل ضرورة، مجتمع يكون فيه السعي وراء المعرفة هو القيمة الأساسية، ومن خلال تشرب المزاج العلمي، فإننا نضمن أن قراراتنا، الجماعية والفردية، لا تحكمها رياح العقائد والخرافات العابرة ولكنها ترتكز على العقلانية والأدلة.
علاوة على ذلك، فإن التقدير الدقيق للعلم يلهم شعوراً بالتواضع، ويحفز على إدراك وجودنا العابر في الحركة الكونية الكبيرة؛ فهو يشجعنا على النظر إلى ما هو أبعد من همومنا الضيقة وخلافاتنا العابرة، وعلى تعزيز الوحدة والتعاون في سعينا المشترك نحو التفاهم والتقدم.
هذه ليست دعوة واضحة للخبرة العالمية في تعقيدات ميكانيكا الكم أو الفروق الدقيقة في البيولوجيا الجزيئية، ولكنها بالأحرى نداء لمن يقدر الأدلة التجريبية والتفكير المنطقي، الذي ينظر إلى العالم بعقل نقدي وفضولي، ويقدر السعي وراء المعرفة باعتباره مسعى نبيلا.
ولا ينبغي لنا أن نتجاهل الآثار الهائلة المترتبة على إهمال العلم. الجهل هو الظل الذي يحجب نور الفهم المشع، وعندما يتم تجاهل العلم، فإن المجتمع يخاطر بالاستسلام لإغراء العلوم الزائفة والمعلومات المضللة، مما يضعف قدرتنا الجماعية على الخطاب العقلاني وحل المشاكل.
إن جعل العلم في جوهر حياتنا اليومية هو الذي سيهدينا إلى مستقبل غني بالمعرفة، مشبع بالحكمة، ومنعّم بالتنوير. لذلك لا خيار أمام كل المجتمعات بما في ذلك المجتمعات العربية غير اتخاذ العلم منارة تهدينا إلى طريق المستقبل وتنجينا من الكثير من الأوهام التي نعيشها وتساعدنا على فك الكثير من الرموز لحياة أفضل.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
نائب:الحظر البحري على العراق ما زال مستمراً بسبب ضعف وفشل حكومة السوداني
آخر تحديث: 4 مارس 2025 - 2:51 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- يواجه العراق حظرًا بحريًا دوليًا بسبب عدم التزامه بالمعايير التي وضعتها المنظمة البحرية الدولية لتنظيم الحركة البحرية والتي تشترط عدم عسكرة الموانئ وهذا الأمر أدى إلى فرض قيود صارمة على السفن العراقية حيث تتعرض البواخر التي ترفع العلم الوطني للمصادرة الفورية عند دخولها المياه الدولية مما أجبر العراق على تسجيل سفنه تحت العلم الأردني مقابل دفع مبالغ مالية، وهو ما يعكس ضعف السيادة البحرية العراقية.عدم امتثال العراق لهذه المعايير يعود إلى مجموعة من العوامل، أبرزها عسكرة بعض الموانئ وعدم تطوير البنية التحتية البحرية وفقًا للمعايير الحديثة، بالإضافة إلى افتقار السفن العراقية للتحديثات التقنية المطلوبة من المنظمة الدولية وهذه التحديات جعلت العراق خارج المنظومة البحرية العالمية، مما أثر على قدرته في تشغيل موانئه وسفنه التجارية بحرية.وحول الموضوع أكدت رئيسة لجنة النقل والاتصالات النيابية زهرة البجاريفي حديث صحفي، أن العراق يدفع أموالًا لرفع علم الأردن على سفنه بسبب القيود الدولية.واضافت البجاري ، إن ” العراق لم يلتزم بالضوابط والمعايير الدولية التي وضعتها المنظمة البحرية الدولية (IMO) لتنظيم الحركة البحرية، مما أدى إلى فرض قيود على نشاطه البحري”، مشيرة الى ان ” المعايير الدولية تشترط عدم عسكرة الموانئ إلا أن العراق لا يزال يواجه تحديات في هذا الجانب”.وأضافت أن ” البواخر العراقية التي ترفع العلم الوطني تتعرض للمصادرة الفورية، الأمر الذي يدفع العراق إلى تسجيل سفنه تحت العلم الأردني مقابل دفع مبالغ مالية ما يعكس ضعف السيادة البحرية العراقية”.