البوابة نيوز:
2024-07-10@16:00:06 GMT

السياسة والاقتصاد توأم ملتصق

تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT

فى سنوات الشباب الأولى، قبل نحو نصف قرن وبضع سنوات، خطت قدماى أولى خطواتها فى رحاب جامعة القاهرة العريقة، ومازلت أتذكر حالة الإنبهار التى تملكتنى وظلت ترافقنى طيلة سنوات الدراسة الأربعة، زمن مرحلة البكالوريوس، وحتى أصل الى كلية التجارة، كنت أعبر أمام كليتى الحقوق والآداب وعلى بعد خطوات منهما يقف البرج الذى يحمل ساعة جامعة القاهرة، التى طالما انتبهنا إلى رنات أجراسها الرخيمة والمميزة المنقولة عبر أثير الإذاعة المصرية، وهى تحدد التوقيت المحلى لمدينة القاهرة، وعلى يسارها تقبع قاعة الاحتفالات الكبرى العريقة والتى شهدت أحداثا تاريخية فارقة فى تاريخنا الحديث والمعاصر، ثم نعبر ممرًا خلفها بين أبنية كلية العلوم، يفضى بنا إلى كلية التجارة.

خلف كلية الآداب تقع مكتبة الجامعة التاريخية، وغير بعيد منها تقابلك كلية الاقتصاد والعلوم السياسية الشابة، وقتها، فقد أنشئت بموجب قرار رئيس الجمهورية العربية المتحدة رقم 91 لسنة 1959، وتخرجت أول دفعة فيها عام 1963، كنت كلما مررت أمامها يلح على سؤال وما علاقة العلوم السياسية بالاقتصاد؟، كان سؤالًا ساذجًا أجابت عليه بعمق محاضرات علم الاقتصاد وعلوم الادارة عبر سنوات كلية التجارة وقتها. وأيقنت بعدها الدور العلمى والعملى والضرورى الذى تقوم به كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، التى تمتد جذورها إلى كليات التجارة والحقوق والآداب وانعكس هذا على أقسامها التى بدأت بها مشورها، وهى: العلوم السياسية، الاقتصاد، الإحصاء، الإدارة العامة، والحاسب الآلي، وكان الرعيل الأول من أساتذتها من المتميزين فى تلك الكليات، ولهذا استطاعت عبر خريجيها فى سنواتها الأولى أن تجد لهم مكانة متقدمة فى مفاصل الدولاب السياسى والاقتصادى والدبلوماسى والمصرفى والتشريعى والإعلامى للدولة، وكان لهم دورهم فى تأسيس مراكز البحوث والدراسات السياسية والاقتصادية فى كبريات المؤسسات الصحفية وأجهزة المعلومات، والتى تمد صاحب القرار وجهات سن وتشريع القوانين، بالتقارير والتحليلات الموضوعية لما يتعرضون له من قضايا وإشكاليات داخلية وقومية وعالمية فى الداخل والخارج.

جاء التحاقى بالجامعة متزامنًا مع أحداث جسام، تشكلت عقب وبفعل هزيمة يونيو 67، والتى وضعت نقطة فى نهاية سطر شغف الشباب بالتجربة الناصرية، ليبدأ سطرًا جديدًا من المواجهة المثخنة بجراح انهيار الحلم، وتشهد الجامعة حراكًا طلابيًا فيما يمكن تسميته انتفاضة الطلاب، فبرلير 68، التى بدأت من كلية الهندسة، القابعة فى مواجهة الحرم الجامعى، لتمتد إلى كليات الحرم التى اشرنا إليها قبلًا، وكانت الشرارة التى فجرت حمم الغضب الطلابى، صدمة الأحكام الهزيلة التى قضت بها المحكمة على قيادات الطيران آنذاك، وكان من أبرز قيادات الطلاب وقتها الصديق أحمد عبد الله رزة، والذى تخرج فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، 1973 وحصل لاحقًا على درجة الدكتوراة فى العلوم السياسية من جامعة كمبردج بانجلترا 1984، وأصدر العديد من الكتب التى تتناول قضايا الحرية والديمقراطية والعمل السياسى، وقد التقيته قبيل رحيله عام 2006 فى ندوة ثقافية عقدها مركز الجزويت الثقافى بالأسكندرية وبدعوة من الأب الراحل وليم سيدهم، المؤسس لدعوة تمصير "لاهوت التحرير"، وحفر هذا اللقاء فى ذاكرتى.

كانت مطالب الطلاب فى انتفاضتهم؛ بحسب البيان الصادر عن اعتصام كلية الهندسة آنذاك الإفراج فورا عن جميع الطلاب المعتقلين، وحرية الرأى والصحافة، ومجلس حر يمارس الحياة النيابية الحقة السليمة (مجلس الأمة)، وإبعاد المخابرات والمباحث عن الجامعات، وإلغاء القوانين المقيدة للحريات ووقف العمل بها، والتحقيق الجدى فى حادث العمال فى حلوان، وتوضيح حقيقة المسألة فى قضية الطيران، والتحقيق فى انتهاك حرمة الجامعات واعتداء الشرطة على الطلبة.

ويعلق د. أحمد رزة على هذا البيان بقوله "يتضح من ذلك أن ثلاثة من هذه المطالب تدور حول مسألة الديمقراطية فى البلاد ككل، بينما تشير ثلاثة أخرى منها إلى غياب الديمقراطية فى الجامعة بوجه خاص، ويركز مطلبان منها فقط على قضية الطيران والأحداث المرتبطة بها.

وقد تفاعل الرئيس جمال عبد الناصر فى تفهم لافت لهذه المطالب ـ بحسب التقارير الإخبارية وقتها فأمر بإعادة محاكمة الضباط المتهمين بالإهمال، وتشكيل وزارة جديدة كان أغلبها من أساتذة الجامعات (المدنيين) وذلك لأول مرة فى عهده، وطرح برنامج 30 مارس، الذى تضمن إصلاحات مستقبلية فى نظام الحكم. واستجاب لبعض مطالب الطلاب، فبرغم بقاء الحرس الجامعى داخل الجامعات إلا أنه لم يعد يتدخل مباشرة في النشاط السياسى للطلاب. كما انتشرت مجلات الحائط بكثافة داخل الجامعات المصرية. وصدرت لائحة لاتحاد الطلاب بموجب قرار جمهورى تمخض عنها اتحاد طلابى بلا وصاية من أعضاء هيئة التدريس.

كانت سنوات الجامعة تلك، بكل ما شهدته من أحداث جسام، مرحلة مهمة فى تشكيل الوعى الوطنى لى ولجيلى عمقت فينا قيم الانتماء لوطن يستحق.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: جامعة القاهرة العلوم السیاسیة

إقرأ أيضاً:

كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية تعلن عن منح دراسية للطلاب المتميزين

دبي/ الخليج
أعلنت كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية، الأربعاء؛ عن إطلاق منح دراسية للطلاب المتميزين الراغبين في الالتحاق ببرنامج الماجستير في الإدارة العامة (MPA) لفصلي خريف 2024، وربيع 2025، بهدف تشجيع الملتحقين بالبرنامج على التفوق الأكاديمي، وتحفيزهم على مواصلة تعليمهم العالي.
وقال الدكتور آرثر كينغ، عميد كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية بالإنابة، إن إطلاق المنح الدراسية يأتي في إطار التزام الكلية بتمكين قادة المستقبل في مجال الإدارة الحكومية والإدارة العامة، لافتاً إلى دعم وتشجيع الجيل الجديد من القادة والطلاب المتميزين الذين يظهرون إمكانات أكاديمية ومهنية.
وأشار إلى أهمية هذه المنح الدراسية في تمكين الطلاب من استكمال تعليمهم العالي، وفق جودة أكاديمية، وتوفير الفرص للأفراد الموهوبين للتميز في دراساتهم ومسيراتهم المهنية المستقبلية، فضلاً عن تصميم هذه المنح الدراسية لجذب مجموعة متنوعة من الطلاب من خلفيات وجنسيات مختلفة، من الطلاب المحليين في الإمارات، والطلاب الدوليين .
يذكر أنه يجب على المتقدمين إكمال وتقديم الطلب عبر الإنترنت، والحفاظ على معدل تراكمي أعلى من 3.0 على مقياس 4.0، وتقديم نتيجة اختبار إجادة اللغة الإنجليزية.

مقالات مشابهة

  • كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية تعلن عن منح دراسية للطلاب المتميزين
  • وزارة التعليم: لدينا توجه لاستحداث كلية خاصة بالذكاء الاصطناعي
  • عضو «دفاع النواب»: برنامج الحكومة يستهدف دعم الأمن القومي والاقتصاد الوطني
  • تنسيق الجامعات 2024| تعرف على أقسام وبرامج كلية الآداب جامعة حلوان
  • تنسيق الجامعات 2024.. تعرف على برامج وأقسام كلية الهندسة ببنها وشروط القبول
  • انطلاق فعاليات منتدى النمو الأخضر والاقتصاد الدائري بمكتبة الإسكندرية
  • جامعة أسيوط تُقيم معرضين لكلية الفنون الجميلة
  • تنسيق الجامعات 2024.. كل ما تريد معرفته عن كلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي بجامعة حلوان
  • الحكومة الجديدة و"أمنياتنا"
  • مصاريف كليات الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعي في الجامعات 2024