عادل حمودة: هذا ما طلبه الرئيس عبد الناصر من فؤاد المهندس بعد نكسة 67
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
كشف الإعلامي والكاتب الصحفي عادل حمودة، رئيس مجلس تحرير جريدة الفجر، كيفية تعامل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مع نكسة 67.
أول مهمة وعلاقته مع عبد الناصر.. عادل حمودة يكشف أسرارا جديدة عن هيكل عاجل.. أول تعليق من عادل حمودة على زلزال المغرب: "أدعو الله أن يمنح الشعب الراقي القوة لتجاوز الكارثة" آثار النكسة
وقال "حمودة" خلال تقديم برنامجه "واجه الحقيقة" المذاع على فضائية "القاهرة الإخبارية" مساء اليوم السبت، "عبد الناصر شعر بسحب الاكتئاب السوداء التي تتحرك فوق رؤوس المصريين، حاول أن يخفف عنهم المعاناة فأمر بتنفيذ أعمال فنية تعيد البسمة للشعب الحزين".
وأضاف: "سمعت هذه الواقعة من سامي شرف الرجل الذي وُصف بـ ظل عبد الناصر في منتصف الليل فوجئ بتليفون من الريس، وطلب الرئيس إبلاغ رئيس الإذاعة بأن يكون مسلسل رمضان مسلسلا كوميديا يلعب بطولته فؤاد المهندس قائلا كفاية نكد يا سامي".
فؤاد المهندسوتابع الكاتب الصحفي عادل حمودة: "جن فؤاد المهندس بتكليف الرئيس وذهب إلى أحمد رجب طالبًا منه أن يكتب المسلسل، لكن أحمد رجب لم يكتب المسلسل إلا بعد أن تأكد أنه بتكليف من عبد الناصر، في يومين كتب مسلسل "شنبو في المصيدة" الذي تحول إلى فيلم بالعنوان نفسه، وعرفت الطبقات القادرة ظاهرة من نوع آخر غير معتاد، في ملهي كان يسمي "لاروند" كان محمد نوح يغني "شد حيلك يا بلد" على ضوء ولاعات السجائر".
أم كلثوم
واستطرد "في الوقت نفسه عولج صلاح جاهين من حالة الاكتئاب التي أصابته بعد الهزيمة، لم يعد قادرا على كتابة الأغاني الوطنية، شجعته سعاد حسني على كتابة فيلم "خلي بالك من زوزو" الذي عرض عام 1972، أما أم كلثوم فجمعت بذكاء بين الأغاني الوطنية والأغاني العاطفية، في عام الهزيمة غنت "حبيب الشعب"، و"حديث الروح".
وأردف "أم كلثوم قررت المساهمة في المجهود الحربي بإيراد حفلات تحييها في عواصم عربية وأوروبية، ومنحتها الدولة جواز سفر دبلوماسي، بلغت إيرادات الحفلات أكثر من 10 ملايين دولار بعملات مختلفة، على أن الأهم أن صوت مصر لم يخفت رغم ما حدث".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: جمال عبد الناصر فؤاد المهندس عادل حمودة مسلسل رمضان جريدة الفجر أحمد رجب الرئيس عبد الناصر فؤاد المهندس عادل حمودة عبد الناصر
إقرأ أيضاً:
تحت الضوء
#تحت_الضوء
د. #هاشم_غرايبه
نشرت قناة “يورونيوز” التي تبث من الإمارات بالعربية، مؤخرا تسجيلا صوتيا لما قالت إنه مكالمة أجراها عبد الناصر مع القذافي بتارخ الثالث من آب 1970، أي قبل أيام قليلة من إعلان عبد الناصر موافقته على “مبادرة روجرز”، المبادرة الأمريكية التي نصّت على وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أشهر وبدء المفاوضات بين مصر والكيان اللقيط.
أثار هذا التسجيل ضجة وسجالا بين دعاة الناصرية وعارضيها، ممن كانوا يعانون من القمع من أجهزته الاستخبارية، وهم من قدامى الإسلاميين والشيوعيين والبعثيين.
يظهر التسجيل صوت جمال عبد الناصر وهو يتحدث مع القذافي عن موقفه من القضية الفلسطينية قائلاً: “ملناش دخل بالقضية الفلسطينية إحنا عايزين سيناء بس”، موضحًا أنه لا يرغب في المجازفة بسلامة شعبه، ويفضّل اللجوء لحل سلمي شامل للصراع العربي- الإسرائيلي.
كما قال في تلك المكالمة إن “الحل يجب أن يضمن عودة جميع الأراضي العربية التي احتُلت عام 1967، إضافة إلى معالجة قضية اللاجئين”. كما عبّر عن غضبه من بعض الحكام العرب، متهماً إياهم بالتآمر لإسقاطه، وانتقد من وصفهم بالمزايدين على مصر، ملمحا الى النظام البعثي العراقي قائلاً: “إذا كان حد عايز يكافح ما يكافح، إذا كان حد عايز يناضل ما يناضل”.
نحن من عايشنا تلك الفترة، وكنا وما زلنا مستقلين عن التيارات المتحزبة، يجب أن نشهد بما رأينا وعلمنا، بغض النظر عن المهاترات بين مؤيدي الأنظمة ومعارضيها.
سميت تلك الفترة “مرحلة المد القومي”، وهومسمى لا يطابق الحال، وكان الأصح أن يسمى “المزايدة بالقومية”، فكل الأنظمة جاءت بناء على ذريعة توحيد الأمة التي جزأتها (سايكس بيكو)، وتحت شعار استعادة فلسطين.
لكن كان ذلك مجرد شعارات للستهلاك المحلي، فقد انقسمت تلك الأنظمة الى معسكرين: الأنظمة الجمهورية سمت نفسها بالتقدمية ادعاء بأنها باتخاذها القومية العربية منهج حكم ستحقق للشعوب التقدم والرخاء، وأطلقت على الأنظمة الملكية مسمى الرجعية، والتي ادعت انها تنتهج القومية العربية أيضا لكن ذريعة للثورة على الدولة العثمانية تحت راية بريطانيا، والتي اشترطت عليها قبول وعد بلفور وممانعة أية محاولة للعودة لصيغة الدولة الإسلامية الموحدة.
لذلك كان الغرب راضيا عن الطرفين، لأنهما كلاهما يمانعان إقامة منهج الله في الحكم، فأراحه ذلك من عناء محاصرة الفكر الإسلامي.
ولما ان تلك الحقبة سميت “المكارثية” التي اتسمت بمعاداة الشيوعية، وبتسعير الغرب حربا باردة مع المعسكر الشرقي، فقد وجدت الأنظمة الموالية للغرب أن مهادنتها الإسلاميين، ستساعدها في مناوءة الشيوعيين، وكان أهم استعمال لها تشجيع انضمام الإسلاميين الى المجاهدين الأفغان ضد الاحتلال السوفياتي.
وعندما سقط المعسكر الشرقي، وكان لا بد للغرب من اصطناع عدو جديد، لأن الرأسمالية تحتاج لإدامة الأزمات والحروب لأجل ازدهار الصناعات العسكرية، والاستثمار بإعمار ما تدمره الحروب، تحولوا الى استنهاض العداء التاريخي القديم مع الإسلام، فاصطنعوا الحرب على الإرهاب، وبالطبع تجندت الأنظمة العربية الموالية لها من جديد معها، فقلبت ظهر المجن لمن كانت تعتبرهم مجاهدين، لتطلق عليهم مسمى الإرهابيين.
في هذه المرة حدث أول توافق بين المعسكرين (التقدميين والرجعيين)، فتجند كلاهما تحت الراية الأمريكية في حربها على الإرهاب (الإسلام)، بعد أن وجد الطرفان أنه يشكل الخطورة الوحيدة على النظام القطري العربي.
هذا يفسر كيف أن القوى اليسارية التي كانت تعتبر نفسها تقدمية (القوميين والماركسيين)، انتقلت من العداء للمعسكر الرجعي الى موالاته وتأييده، وذلك يكشف أن (تقدميتها) ليست أصيلة مبدئية، بل هي نفعية وصولية.
بعد هذا العرض يمكننا فهم مضمون مكالمة قطبي المعسكر التقدمي (عبد الناصر والقذافي)، وزيف شعارات تحرير فلسطين التي كان مؤيدوهما يتخموننا بها طوال الوقت، فهذان الاصطفافان (التقدميين والرجعيين) ليسا متناقضين، فهما وجهان لعملة واحدة، سُكّت أصلا في معامل الغرب عام 1916 عندما كان يسعى للقضاء على الدولة العثمانية (آخر صورة للدولة الإسلامية).
صحيح أن هنالك فارق بين من اختار العمالة للغرب بإرادته ثمنا للكرسي العفن، ومن اختار الرضوخ له مكرها لأنه لم يأت للحكم لنجدة الأمة بل تحقيقا لنزعة الزعامة، لكن المنتج للطرفين كان واحدا.. ابقاء الأمة بعيدا عن بيتها الآمن .. الدولة الإسلامية.
قد لا يضيف مضمون التسجيل شيئا الى قناعاتنا، لكنه يسقط أوهام متبعي الشعارات الجوفاء.