الجزيرة:
2025-03-16@14:24:10 GMT

رأس برأس كوميديا سعودية محلية لا تشبه إلا نفسها

تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT

رأس برأس كوميديا سعودية محلية لا تشبه إلا نفسها

تتقدم السينما السعودية كل يوم بخطوات حثيثة عبر أفلام لازالت محدودة العدد، ولكن يقدم كل منها تجربة مختلفة، وبدأ مؤخرا عرض فيلم "رأس برأس" على منصة نتفلكس من إخراج مالك نجر، وتأليف عبدالعزيز المزيني.

ينتمي الفيلم إلى نوع الكوميديا السينمائي، وهو النوع الذي يمكن اعتباره سائدا إلى الآن في السينما السعودية، فحتى الأفلام التي تحاول الانتماء لأنواع أخرى يغلب عليها طابع الفكاهة في النهاية.

كوميديا الموقف

"رأس برأس"هو المشروع الأول بعيدا عن الرسوم المتحركة لكل من مخرجه ومؤلفه، اللذين تعاونا من قبل في عملين ناجحين على المستوى الجماهيري، وهما فيلم "مسامير" والمسلسل الذي يتناول نفس الشخصيات "محافظة مسامير".  تكررت عناصر أخرى من هذين العملين في الفيلم الجديد، منها الممثلان عبدالعزيز الشهري ومالك نجر، وانسحب التأثير على الطابع البصري الخاص بالفيلم نفسه.

يفتتح الفيلم بمشهد كوميدي نعرف لاحقًا أنه "flash forward"، أي "مشهد سيتكرر بعد ذلك ضمن الأحداث"، وفيه نرى عملية تبادل لرهينة، لكنها تبوء بالفشل لأسباب لا نعرفها،  ثم ننتقل إلى  مدينة الرياض، وفيها نتعرف على "درويش" السائق في شركة سيارات فاخرة، ينقل المتزوجين حديثا، بينما يعاني بسبب رفض والد فتاته زواجه منها، و نتعرف، أيضا، على"فياض" رئيس قسم الصيانة، الذي يبيع أجزاء من سيارات الشركة سرا.

يدور الفيلم بالكامل في يوم واحد، وفيه يتوجه "درويش" للاستقالة، و"فياض" للحصول على قرار الفصل من العمل نتيجة لسلوكه الملتوي، ولكن ابن صاحب الشركة يقيل المدير، وفي قرار وليد اللحظة يعين "فياض" بدلًا منه، لاستغلال طبيعته المتلاعبة في تزوير أوراق حكومية تحتاج توقيع أي مدير، ويطلب منه بعدها أن يقل والده من المطار.

السائق الذي أرسله "فياض" يقل، بدلا من الوالد، رجلا آخر كبيرا في السن، وهو رئيس لإحدى العصابات الشهيرة باسم "الديمن"، وهنا تبدأ المغامرة الحقيقية، فكل من "فياض" و"دوريش"عليهما الآن نقل هذا المسن إلى حي "الذبيحة"، واسترجاع مدير الشركة.

الأمر ليس بهذه السهولة، فالحي الخيالي لا يبدو كما لو أنه يقع في الرياض، بل قادم من الغرب الأميركي مباشرة، ففيه كل السكان مجرمون سابقون أو حاليون، وكل الطرق لا تؤدي سوى للموت. تعتمد كوميديا فيلم "رأس برأس" على سوء الفهم المتبادل، حيث تقوم كل الشخصيات بأفعال غير منطقية بالنسبة لبعضها بعضا، لأنها لا تعرف حقيقة الطرف المقابل.

هذا النوع من الكوميديا يختلف عن كوميديا الإفيهات الغالبة على السينما المصرية، لأنه يعتمد بشكل أساسي على الديناميكية التي يصنعها مؤلف السيناريو والمخرج في توظيف الشخصيات بمواقف مضحكة وفي الوقت ذاته مقنعة بما فيه الكفاية للمشاهدين، وعلى الرغم من أن الفيلم ينتهج الهزلية الشديدة، فإن ذلك لم يجعل الشخصيات سطحية، بل بنى لكل منها أساسا وعرفنا على ماضيها قبل لحظة انطلاق الأحداث.

المشاهد الافتتاحية لكل شخصية عبرت عن مزاياها وعيوبها باختصار، وأهم سماتها، حتى لو كانت شخصية فرعية لها مساحة صغيرة مثل "أبو غدرة" النصاب من حي الذبيحة، ولقمان محب القطط والمتفجرات، وأضافت الاختلافات الكبيرة بين هذه الشخصيات مساحة واسعة للكوميديا.

القليل من الفانتازيا

على الرغم من انتماء "رأس برأس" إلى الكوميديا الصريحة، فإنه يمكن تصنيفه بشكل فرعي في الفانتازيا ولو بصورة محدودة، يظهر ذلك في حي "الذبيحة" على وجه الخصوص، وهو مكان خيالي تدور فيه أغلب أحداث الفيلم، وله قوانينه الخاصة التي تختلف عن عالمنا الحقيقي، وتبدو شخصياته كاريكاتيرية لا تنتمي للمجتمع السعودي.

ولكن الأهم من طبيعة المكان والشخصيات هو كيف ظهر على الشاشة، وهو سر تميز الفيلم بالتأكيد، فتصميم ديكورات الذبيحة جعل الحي عالما منفصلًا بذاته، بمبانيه المتهالكة، وفندقه الغريب، والدكاكين التي تبيع منتجات لا يعرف أحد ماهيتها، وتبادل الرهائن الذي يتم في منتصف الشارع.

يتضح من هذا الديكور تأثر المخرج مالك نجر بعالم المخرج "ويس أندرسون" المعتمد بشكل أساسي على أسلوبية خاصة في تصميم الديكور، وتحريك الشخصيات داخله، ويظهر ذلك في مشهد الفندق، والموظف الذي يرتدي ملابس ذات لون  بنفسجي، ويتصرف بمهنية مضحكة تتشابه مع ما قدمه أندرسون في فيلم "فندق بودابست الكبير" (The Grand Budapest Hotel)، فتبدو الكوميديا هنا مزدوجة، الأولى في الحوار المضحك تماما، والثانية متمثلة في سخرية الفيلم من هذا الفندق المهترئ مقارنة بفندق بودابست ذي المبنى الهائل باللون الوردي والبنفسجي.

أيضا تم استخدام الرسوم المتحركة داخل إطار الفيلم بشكل ذكي، لتوضيح الجريمة التي حدثت في الماضي وغيرت الذبيحة من حي عادي يقع في الرياض إلى هذا المكان المرعب.

لم تكن اللقطات المرسومة دخيلة على الفيلم، وإنما جزءا من النسيج الخاص بالعمل، وظهر فيها إبداع صناعه في استخدام شيء يجيدونه بالفعل، وتم توظيفه عل أنه بديل لمشاهد فلاش باك عادية تحتاج لاستخدام الممثلين مكياجا يظهرهم بأعمار أصغر، وتبدو في النهاية مصطنعة.

لم يخرج فيلم "رأس برأس" عن إطار الأفلام السعودية الكوميدية الرائجة الآن، ولكنه في الوقت ذاته خطوة للأمام بالنسبة لهذه السينما، ويدل على أن صناعها على الرغم من خبراتهم القليلة، فإنهم قادرون على تقديم أعمال منافسة على واحدة من أهم المنصات العالمية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رأس برأس

إقرأ أيضاً:

هل انقرض أهل الكوميديا!؟

حمد القشانين*

قبل صلاة المغرب تجد برنامجين أو 3 على قنوات يتابعها الشارع السعودي، فقط لو لم تنتج سوى تلك البرامج لكفتنا، فمثلاً برنامج (حكاية وعد) وبرنامج (سين) والتي تظهر للمشاهد حقيقة السعودية ومستقبلها، وكيف أنها تنافس، بل وتتخطى قوى عظمى لها عشرات السنين في مصاف اقتصادات العالم، وكيف أننا وبقيادة عراب رؤيتنا وصلنا وحققنا في أقل من 10 أعوام ما لم يحققه غيرنا في خمسة أضعاف هذا المدة.

وما أن يؤذن المغرب حتى يبدأ التهريج والاستخفاف بعقل المشاهد، وجعله سلعة تتشاطره شركات التسويق مع منتجي المسلسلات الكوميدية، فحتى لا يتأخر المسلسل عن عرضه في هذا الوقت الذهبي تجد مسلسلاً يقدم “الهبل” نفسه بالشخصيات نفسها والإعادة نفسها، بل إنه يكرر ذلك حتى في الحلقة نفسها، فعلى أساس أنه بشخصيات منفصلة عن بعضها، ولكن لأنه لا يوجد سوى هذا الممثل، فالمخرج يقول له نحن سنبدأ التسجيل وأنت “قل أي شيء”، ثم تبدأ الشخصية الأخرى، ويقول له المخرج الكلام نفسه، فيعيد الكلام الذي في المشهد السابق، ولكنه غير لهجته حسب ما يرتديه من ملابس.

أخبار قد تهمك «ملحمة التأسيس».. تاريخ ممتد لثلاثة قرون.. 22 فبراير 2025 - 1:34 مساءً التـداوي بالتـاريـــخ.. 20 ديسمبر 2024 - 10:04 صباحًا

أما النص فهو “قل أي شيء”، ثم ينتهي هذا المكرر من “الأفيهات” التي لم نخرج من مشاهدتها بمعنى، فيبدأ مسلسل آخر على أساس أنه يظهر حياة “المهايطية” ثم تجد أنه لتقليل كلفة الإنتاج فكأن المنتج يقول للمشاهد “خسارة في عقلك السطحي” أن نعامله بنوع من الإحترام، فتجد التصوير كله والذي على أساس أنه في أحد أحياء مدينة الرياض، يتم تصويره بالكامل داخل غرفة (كروما) وبجدران من الفلين المقوى وبسيارات «شد الوكالة» ودون لوحات لإعادتها للوكيل، الذي يريد أن يقتسم كعكة عقل المشاهد بأقل التكاليف، فتجد أن لوحات السيارات مكتوبة بالخطاط، وكأن هذا الأمر ليس مجرماً قانوناً، بل ويدخل في دائرة التزوير إن ضبطت المركبة وهي بهذه الحالة في الحياة الواقعية بالرياض.

وبالسؤال عن تكلفة الإنتاج، فالطبيعي أنها ذهبت لمشهورات “السناب” اللائي يتسابق عليهن المنتجون بعد أقل من ربع ساعة من خروجهن على وسائل التواصل دون الالتفات لأي شيء آخر، فأصبحت خريجات المعاهد والفنون المسرحية والتمثيل عاطلات، وهؤلاء يتصدرن المشهد بعد بذلهن مجهوداً كبيراً يقارب (ربع ساعة “تميلح” أمام كاميرا في غرفة النوم).

السؤال هنا ألم يكن يعرض في هذا الوقت مسلسل “سيلفي” والذي ناقش بجرأة التطرف الديني والطائفي والمهايطة والمثلية الجنسية، وغيرها من السموم التي يخشى أن تنتشر في المجتمع، وبـ”كوميديا سوداء” تنتهي الحلقة منها وكأن عقلك قد أنير؛ فأي كوميديا هادفة في هذا الرمضان، دلوني أو تحيروا معي في تساؤلي (هل انقرض أهل الكوميديا الهادفة؟).

*كاتب سعودي
نقلاً عن: alwatan.com.sa

 

مقالات مشابهة

  • فياض: لبنان لن يكون قابلاً للتطبيع مع الإسرائيليين لا الآن ولا مستقبلا
  • محلية الطود تزيل 56 حالة مبان مخالفة وغير مستوفية لشروط التقنين بالأقصر
  • هل انقرض أهل الكوميديا!؟
  • مصرف قطر المركزي يبيع أذون خزانة محلية بقيمة 700 مليون ريال
  • فوكس: ما الذي يعنيه فعلا حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها؟
  • «الشارقة الخيرية» تضع حجر الأساس لمسجد برأس الخيمة
  • ”القرقيعان“ تستقطب أكثر من 1100 زائر في منتزه العبير برأس تنورة
  • فيديو جديد طريف لوليد فياض.. هكذا ظهر وسط الشارع
  • خاف يأخذ 100ألف جنيه.. كوميديا محمد رمضان مع الراجل الرحيم بحيوانه|فيديو
  • باسم سمرة: عبد المجيد أوفكورس من أقرب الشخصيات لقلبي