اختراق الموساد وإقصاء الهاشميين.. مغالطات حوثية جديدة بحق ثورة 26 سبتمبر
تاريخ النشر: 30th, September 2023 GMT
تستمر مغالطات ميليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، التي تستهدف ثورة الـ26 من سبتمبر خاصة بعد الزخم الشعبي والاحتفالات التي شهدتها مختلف المحافظات اليمنية خاصة الواقعة تحت سيطرتها.
القيادي الحوثي المعين محافظاً لذمار، محمد البخيتي، ظهر بمغالطة جديدة يريد تسويقها من أجل الترويج لأهمية انقلاب ميليشياته المسلحة.
وزعم البخيتي أن أن الموساد الإسرائيلي، اخترق ثورة 26 سبتمبر التي وصف أهدافها ورجالها بالعظيمة، واعتبر كل من وصلوا إلى سدة الحكم في تلك الفترة رجالاً للموساد.
وما يؤكد مغالطة البخيتي هو اعتبار الدور المصري المساند للثورة بأنه أيضاً أحد تدخلات الموساد لحرف الثورة عن مسارها، متناسياً أن مصر في تلك الفترة كانت تعيش حرباً طاحنة مع إسرائيل التي اجتاحت أراضي سيناء المصرية في يونيو 1967م.
ووصف البخيتي، قائد الثورة عبدالله السلال بالشخصية الانتهازية، زاعماً أن إطالة أمد الحرب بسبب التدخلات السعودية المصرية هي من أوصلته إلى رئاسة الدولة.
وتباكى البخيتي، في تدوينته على منصة (إكس)، على رجال الثورة أمثال علي عبدالمغني وأحمد نعمان والزبيري الذين وصفهم بالصادقين، فيما الحقيقة جاءت بعد ذلك بحديثه عن يحيى المتوكل والضباط الهاشميين الذين زعم أنهم كانوا هم المحرك الأساسي للثورة.
كما انتقد البخيتي بشكل غير مباشر الرئيسين عبدالرحمن الإرياني الذي قال إنه قاد مسار التصحيح الأول لكنه أبطأ من الوضع الداخلي والشهيد إبراهيم الحمدي الذي قال إن مسار التصحيح الذي قاده كان سريعا على الوضع الخارجي، قبل أن يذهب في الخلاصة كما جرت العادة للإشادة بانقلاب ميليشياته التي زعم أنها سدت الطريق أمام مخبري الموساد من الوصول لسدة الحكم في اليمن وأنه لولاها لفقدت ثورة 26 سبتمبر جدواها.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
ذكرى 19 ديسمبر: عهد يتجدد مع الحرية والسلام والعدالة.
فتحي محمد عبده
في مثل هذا اليوم من عام 2018، شهدت مدينة عطبرة شرارة ثورة ديسمبر المجيدة، وأشعلت جذوة النضال في قلوب الملايين من السودانيات والسودانيين. عطبرة، مدينة العمال والنضال، كانت كعادتها في طليعة الحراك الثوري، حيث أضرمت نار الغضب في وكر الكيزان ودار حزبهم (المحلول)، معلنة بداية نهاية عهد الظلم والاستبداد. هذه اللحظة التاريخية، التي انطلقت من شوارع عطبرة، كانت بمثابة سقوط سجن الباستيل في الثورة الفرنسية، حيث أضاءت طريق الحرية لشعب عانى طويلًا من القمع والقهر.
ثورة ديسمبر لم تكن مجرد احتجاجات عابرة وفعل أدى إلى سقوط دكتاتورية وإقامة نظام حكم بديل فقط؛ بل كانت انتفاضة أمة بأكملها، اجتمعت على هدف واحد: استرداد الوطن من قبضة الإسلاميين الطغاة. خرج الرجال والنساء، الكبار والصغار، في المدن والقرى والفرقان، حاملين آمالهم وأحلامهم في وطن تسوده الحرية والسلام والعدالة. كانت هتافاتهم تملأ الشوارع، وأصواتهم تتحدى الرصاص والهراوات، مؤكدين أن إرادة الشعوب لا تُقهر.
ونحن نستذكر تلك اللحظات البطولية، نؤكد أن ثورة ديسمبر لم تنتهِ، بل هي مستمرة في كل فعل مقاوم، وفي كل صوت يطالب بالحرية والسلام والكرامة. إنها رواية كتبها جيل رفض الخنوع لعسكر الدكتاتوريات، وأصرّ على بناء مستقبل يليق بتضحيات شهدائه.
لكننا نعيش الآن فصلًا صعبًا من هذه الرواية، حيث تواجه بلادنا حربًا إجرامية تسعى لطمس أحلام شعبنا. الآلاف فقدوا أرواحهم، والملايين شُرّدوا من ديارهم، والجرائم البشعة تُرتكب بحق الأبرياء. ورغم ذلك، فإن روح الثورة لا تزال حية، تلهمنا بالمضي قدمًا، وتُشعل فينا الأمل بأن الغد سيكون أفضل.
إن هذه الذكرى ليست فقط فرصة للاحتفال، بل هي لحظة لتجديد العهد مع الوطن. فلنعمل جميعًا على إكمال مسيرة الثورة، بالوحدة والإصرار على تحقيق أهدافها. لا تراجع عن الحرية، ولا مساومة على العدالة، ولا بديل عن السلام الحقيقي الذي يُعيد الكرامة والحقوق لشعبنا..
في ذكرى 19 ديسمبر، لنتذكر تضحيات رفاقنا الشهداء والجرحى لنستعيد ذاكرة تلك الملاحم البطولية، ولنردد هتافاتنا التي لن تسكت حتى يتحقق حلم النصر الكامل للثورة ومقاصدها. فلنستلهم من عطبرة، ومن كل مدينة وفريق وقرية ناضلت، قوة الصمود والعزيمة، ولنواصل السير على درب الشهداء، حتى نرى السودان الذي نحلم به.
عاش السودان، ونضال شعبه الأبي.
المجد والخلود والانحناء لشهداء الثورة، والخزي والعار للطغاة، والنصر حليف شعبنا لا محالة.
الوسومفتحي محمد عبده