كان يوم كيبور من عام 1973مثل غيره من أيام كيبور فى إسرائيل فى كل سنة. إذ تتوقف الحياة تماما ويصوم فيه اليهود ويقومون بأداء الصلوات، وهو من أكثر الأيام قداسة عند اليهود، وهو اليوم نفسه من عام 1973 الذى اختارته مصر وسوريا لشن حرب خاطفة على إسرائيل، وهى الحرب التى لا زلنا نعيش تداعياتها حتى الآن. جاءت الحرب كمحاولة من العرب للرد على الهزيمة التى وقعت فى 1967، والتى أعادت فيها إسرائيل رسم خريطة المنطقة فضمت خلالها مساحات واسعة من الأراضى وهزمت جيوش ثلاث دول عربية هى مصر وسوريا والأردن، فاستولت إسرائيل يومها على شبه جزيرة سيناء، واحتلت هضبة الجولان، كما انتزعت الضفة الغربية من الأردن.
وكان من الواضح بعدها أن كلًا من المصريين والسوريين مصممون على استرجاع ما ضاع فى تلك السنة.
بدأت الدولتان الحرب بالتزامن على الجبهتين، فبدأ المصريون عبور قناة السويس واجتازوا خط بارليف، وتقدم السوريون بشكل سريع فى الجولان، وشرعت إسرائيل فى تجميع جهدها الحربى لصد الهجومين، وبثت الإذاعة الإسرائيلية نشرات خاصة تحوى رموزًا لاستدعاء جنود الاحتياط، وتوجيههم إلى الوحدات العسكرية. فى ذلك الوقت كان «إيهود باراك» الذى أصبح فيما بعد رئيسًا لوزراء إسرائيل قد أدى خدمته العسكرية فى القوات الخاصة الإسرائيلية، فجمع أغراضه وعاد إلى تل أبيب بمجرد سماعه للأخبار. وبمجرد وصوله توجه مباشرة إلى مركز قيادة القوات الإسرائيلية والمعروف باسم (الحفرة)، ويقول باراك: (لقد كانت الوجوه شاحبة كأنما يعلوها الغبار، فقد كانت هذه اللحظة هى الأشد قسوة خلال الحرب. وبعد ذلك بدأت القوات الإسرائيلية فى دخول المعارك والسيطرة على مساحات من الأراضى. لكن فى ذلك اليوم ضاع الأثر النفسى لنصر حرب 1967، وضاع معه الشعور بأن الجيش الإسرائيلى لا يهزم.
كانت أمريكا تنتج أفضل الأسلحة ولا تتردد فى منح إسرائيل أحدثها؛ لذلك نجحت إسرائيل فى وقف تقدم القوات المصرية والسورية سريعًا وانتقلت فيما بعد إلى الهجوم واستردت أغلب الأراضى التى خسرتها. نشطت الجهود الدولية لوقف القتال وتم وقف إطلاق النار. وقررت دول الخليج الغنية بالنفط معاقبة الغرب على موقفه الداعم لإسرائيل باستخدام ما أطلقت عليه(سلاح النفط). وبانقطاع إمدادات النفط العربية ارتفعت أسعار الوقود بشكل سريع فى الغرب وتهاوت أسهم البورصات، وتراجعت معدلات الأداء الاقتصادى العالمى.
كان من أهم آثار تلك الحرب خروج مصر من نطاق النفوذ السوفيتى لتدخل فى تحالف استراتيجى مع الولايات المتحدة. ورغم أن هذه الحرب شهدت أعنف معارك الدبابات فى التاريخ إلا أنها أثبتت أن الدبابات والمدرعات شديدة الضعف أمام الصواريخ. كما أدركت إسرائيل أنها لن تتمكن بعد ذلك من تحقيق انتصارات سهلة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حرب أكتوبر المجيدة إسرائيل مصر وسوريا
إقرأ أيضاً:
المرصد السوري: القوات الإسرائيلية توغلت أكثر في سوريا
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء، إن القوات الإسرائيلية توغلت أكثر في سوريا عند العديد من النقاط ما بعد المنطقة العازلة في الجولان المحتل.
وتحدث المرصد عن أن القوات الإسرائيلية دخلت مسافة سبعة كيلومترات أخرى في الأراضي السورية.
وأضاف أن القوات وصلت إلى بلدتي السويسة والقصيبة، بين بلدات أخرى.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته "تعمل في جنوب سوريا داخل المنطقة العازلة وعند نقاط إستراتيجية لحماية سكان شمال إسرائيل".
وأضاف "ومن أجل سلامة قواتنا، لن يتم الكشف عن مواقع معينة".
ومنذ سقوط حكومة بشار الأسد في سوريا، احتل الجيش الإسرائيلي عدة مواقع في سوريا على طول الحدود مع إسرائيل.